القاهرة ـ «القدس العربي» : لم تعد الأغلبية بمنأى عن الإهانات التي توجهها لها الأذرع الإعلامية للنظام.. تامر أمين خرج مؤخراً غاضباً وصارخاً في وجه المواطنين «يا مصريين أرجوكم استحموا».
أما توفيق عكاشة الذي أخرجته السلطة من الثلاجة بعد غياب، فأقام حفلة شتائم للأغلبية: «بيقولك الحاجة ولعت نار طيب ما هي لازم تولع نار يا غبي أنت وهو، يا غبية أنت وهي، لازم الأسعار تغلي»، ثم يكمل «حتاخد كلامي أن أنا بطبل، طيب بطبل إنت حتعملي إيه حاتكرهني إكرهني مش عايز حد يحبني يا أخى أنا مش عايزك تحبني، أنا مش عايز واحد غبي وجاهل يحبني. أقسم بالله لو لقيت واحد غبي وجاهل بيحبني لأضربه باللـ.. أي حاجة».
ويخرج مرتضى منصور في برنامج آخر ليقول «اللي مش عاجبه مصر يغور في ستين داهية». أما عزمي مجاهد فيقول «عزيزي المواطن سواء كنت تعبان في عيشتك أو مستريح، إذا كان بيت حضرتك من إزاز فمفيش داعي تحدف بالطوب، ماشي يا ننوس عين مصر». «مش عاجبكم حال بلدنا إمشوا غوروا في داهية»، بل إن الفنانة هالة فاخر تخرج على جمهورها لتقول «لو مش عاجبك يا خويا منك له القطر ده نط منه وهو ماشي إياك تتكسر رقبتك».
وعلى النهج نفسه يخرج تامر أمين ليقول «اللي مش عاجبه العيشة في البلد دي وشايف الحياة صعبة، ومش عارف يعيش ياخد باسبوره ويورينا عرض كتافه». ويصل الأمر بعزمى مجاهد للقول «شعب يخاف ما يختشيش». أما السيسى فوجه كلامه أمس لوزير الداخلية الإيطالي قائلاً: «لدينا الرغبة في تقديم قتلة ريجيني للعدالة».
لا يغار على شعبه
البداية مع كريمة كمال في «المصري اليوم» حيث ينتابها مزيد من الغضب بسبب شتائم الإعلاميين للشعب المصري وأفراده، إذا ما لاحت في الأفق نبرة تشكو من الأوضاع: «السب والقذف هنا يتم بأكثر الطرق فجاجة وبشكل يعبر عن سلطة من يسب على من يسبه، وعن إحساس من يقوم بالسب أنه وحده الذي يملك هذا البلد في مواجهة من يسبه، من منطلق أنه لا يملك هذا البلد ولا أي جزء فيه وليس لديه أي حقوق عليه. كل هؤلاء الذين يخرجون علينا ليسبوا الشعب المصري، هم يتصرفون من منطلق أن البلد بلدهم، أما كل هؤلاء الآخرين فلا حق لهم في هذا البلد.. من أين أتى كل هؤلاء من مقدمي البرامج بهذه القدرة، ليس على نقد الشعب المصري بل على سبه وقذفه بأسوأ الأشكال، ولماذا صار الأمر وكأنه «ترند» يسير الكل على نهجه، وكأنما هناك تعليمات بالهجوم على هذا الشعب لأنه يشكو؟ لا توجد مناقشة جادة لأسباب الشكوى، بل مجرد هجوم كاسح إلى حد الشتيمة. إذا ما نظرنا من ناحية أخرى لهذا الذي يقدم من وصلات شتيمة من حيث إنه «إعلام» فعلينا أن نتساءل أين قواعد وضوابط المهنة من هذه الوصلات من الردح؟ وأين المجلس الأعلى للإعلام منها؟ المجلس لا يتحرك أمام سب الشعب ويتحرك فقط إذا ما لاحت بادرة نقد أو اعتراض على الدولة، فيعلن عن كل سلطاته ويسن العقوبات ويقر الغرامات».
تكفيه ولايتان
أحد ابرز داعمي السيسي يعترض على اللعب في مواد الدستور كي يبقى رئيساً أبدياً. محمود الكردوسي في «الوطن»: «لست مع إدخال أي تعديلات على الدستور من شأنها منح الرئيس السيسي ولاية رئاسية ثالثة، رغم أنه «دستور مغرض» يكبح الكثير من صلاحيات رئيس الجمهورية. لكنني على يقين من أن مصر ستواجه أزمة بعد انتهاء الولاية الثانية للرئيس السيسي في 2022. نحن نتحدث عن أربع سنوات مقبلة، وأشك – ومعى كثيرون- في أن المشهد السياسي يمكن أن يفرز وجوهاً أو كفاءات تصلح لاستكمال ما لم يكمله السيسي خلال ولايتيه، بل أخشى أن يأتى بعده رئيس يهدم ما بناه، ويجور على ثوابت حكمه، فنفاجأ مثلاً بأن الرئيس الجديد يرفع لواء المصالحة مع الإخوان. وأخشى أكثر من تأثير الأزمة الاقتصادية على مزاج المواطن العادي، فيتهور ويعاند ويختار رئيساً يريحه حاضراً ويتعسه مستقبلاً كما فعل مبارك».
البحث عن مشتر
«هل لدى حكومتنا أي دراسات بشأن جدوى التعديل التشريعي الذي فتح الباب أمام منح الجنسية المصرية للأجنبي مقابل 7 ملايين جنيه، من الناحية الاقتصادية؟ يتابع أشرف البربري طرح أسئلته في «الشروق»، وهل لدى الحكومة أرقام عن أعداد الراغبين في الحصول على الجنسية مقابل هذا المبلغ المالي، والذين لم يكن يحول بينهم وبين هذه الخطوة سوى غياب التشريع؟ وهل ناقش البرلمان ونوابه الموقرون هذه الجوانب قبل الموافقة على القانون الذي أثار ردود فعل سلبية لدى البعض في الشارع المصري؟ لذلك فهل الجنسية المصرية قادرة على المنافسة في هذه السوق؟ فالأجنبي الذي يحصل على جنسية قبرص مثلا مقابل استثمار نحو 3 ملايين يورو، سواء بشكل مباشر أو بوضعها وديعة بنكية لفترة محددة، تعطي صاحبها جواز سفر يتيح له دخول 120 دولة بدون تأشيرة، بما في ذلك كل دول الاتحاد الأوروبي. والأجنبي الذي يحصل على الجنسية البريطانية، مقابل استثمار نحو 200 ألف جنيه إسترليني يضمن لنفسه وأبنائه رعاية صحية واجتماعية على أعلى مستوى، ويضمن حمل جواز سفر يضمن له دخول كل دول أوروبا وأمريكا بدون تأشيرة وغير ذلك. معنى ذلك أن الجنسية المصرية ذات السبعة ملايين جنيه لن تستطيع المنافسة في السوق، مادام المواطن المصري الأصيل لا يتمتع بأي شيء مما يتمتع به أصحاب جنسيات الدول المنافسة. والخوف ألا نجد إلا «النطيحة والمتردية وما أكل السبع» هم الذين يسعون للحصول على جنسية بلد لا يوفر رعاية صحية حقيقية، ولا نظاما تعليميا فعالا، بل ولا حتى الحماية في الخارج لمن يحمل جواز سفره أو جنسيته».
«كوكو» المحدود يتألم
«إذا كنت من ذوي الدخل المحدود.. ومن منا ليس منهم؟ فلا تظنن كما ينصحك مجدي سرحان في «الوفد» أن صناع السجائر «قلبهم عليك بجد» بإعلانهم الاتجاه إلى إنتاج «صنف» جديد مناسب لجيبك.. بعد أن رفعت الحكومة أسعار السجائر وصارت علبة «الكليوباترا السوفت» أو «كوكو الضعيف» كما يسميها التلاميذ.. وهي الأرخص سعرا.. حلما يفوق قدرات الفقراء، وهو ما يدفع محتكري صناعة السجائر الآن لإنتاج الصنف الرخيص الذي يجوز أن نطلق عليه اسم «كوكو المحدود»، أو «كوكو الأضعف».. وهم مضطرون لذلك ليس من أجل تلبية مزاج حضرتك.. ولكن ليحافظوا على الأرباح المهولة التي يجنونها من وراء هذا الدخان الأبيض المتصاعد في الهواء من «نغاشيش» سيادتك. هل تعلم أو لا من الذي يحتكر صناعة السجائر في مصر؟ ومن المستفيد الأكبر من صناعتها وتجارتها و«حرقها» وأرباحها؟ إنها الحكومة.. آه الحكومة هي التي تجني أرباحها، وهي التي ترفع أسعارها، وهي التي سوف تتضرر من رفع الأسعار بسبب انخفاض المبيعات. وهي التي ستنتج لك صنف «كوكو المحدود» لكي تعوض خسائرها. الأرقام الرسمية تقول: إن شركة «الشرقية للدخان» تحتكر إنتاج السجائر في مصر.. وإن الحكومة تسيطر على أغلب أسهمها «إذ تتوزع أسهمها بين 55٪ من إجمالي الأسهم مملوكة للدولة ممثلة في الشركة القابضة للصناعات الكيميائية و5.5٪ لاتحاد المساهمين في الشركة، و39.5٪ لشركات وبنوك عامة وخاصة وصناديق استثمار وأفراد مصريين وأجانب».
الفيلسوف لا يعزف السلام الوطني
« ليس الفكر ترفاً يلهو به أصحابه كما يلهو بالكلمات المتقاطعة رجل أراد أن يقتل فراغه، بل إن الفكر مرتبط بالمشكلات التي يحياها الناس حياة يكتنفها العناء، فيريدون لها حلاً حتى تصفو لهم المشارب؛ وبمقدار ما نجد الفكرة على صلة عضوية وثيقة بإحدى تلك المشكلات، نقول إنها فكرة بمعنى الكلمة الصحيح». واستناداً إلى قول الفيلسوف زكي نجيب محمود يناقش علي السلمي في «المصري اليوم» قرار وزيرة الصحة بضرورة عزف السلام الوطني وترديد قسم الأطباء في الساعة الثامنة من صباح كل يوم في جميع المستشفيات الحكومية والمراكز العلاجية والمعاهد التابعة للوزارة، بدون التهكم أو السخرية من ذلك القرار، أو ممن أصدرته، التي فاضت بها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ــ والحق أنه قرار جدير بالتهكم ــ وبداية، يسأل كما أرشدنا الدكتور زكي نجيب محمود، ما هي المشكلة أو المشكلات التي يحياها المصريون ويعانون منها أشد العناء؟ وما هي الحلول التي يتطلعون إليها من وزارة الصحة ومن وزيرة جديدة؟ هل يرتبط قرار عزف السلام الوطني وترديد قسم الأطباء بحل مشكلة التدني في الخدمات الطبية والعلاجية وسوء الإدارة الطبية في مستشفيات الوزارة، التي جاءت الوزيرة لرفع كفاءتها، بعد أن عجزت جهود وزراء الصحة السابقين عن حلها، بمن فيهم الراحل الدكتور إبراهيم بدران؟ هل يرتبط حل الوزيرة بمشكلات نقص الأجهزة والأدوية والمستلزمات الطبية التي يُطلب من المرضى إحضارها على نفقتهم الخاصة، إن استطاعوا، وإلا فالموت هو الحل؟ هل يفيد ترديد قسم الأطباء في حل مشكلات الأطباء الذين يعانون أنفسهم من هزال المرتبات والمطالب المستمرة لصرف بدل العدوى ويعانون، كما يعانى المرضى؟».
نفتقده كثيراً
نتحول نحو مرثية لمفكر جليل على لسان يحيى عبد الهادي في «الشعب»: «لم أُقَّبِلْ يدَ أحدٍ بعد والدي إلا اثنين.. الدكتور عبد الوهاب المسيري والدكتور رشدي سعيد.. حديثي اليوم عن عبد الوهاب المسيري في ذكراه العاشرة. أَمَّا العالم الوطنى الفذ (والمُضطَهَد) رشدي سعيد فقد أتناوله في مقالٍ ومقامٍ آخر. كان المسيري ترجمةً عمليةً لمقولة (إن الفارق بين المُتعلم والمثقف هو الموقف)، فليس كُلُ متعلمٍ مهما نال من شهاداتٍ أكاديميةٍ مثقفاً، ما لم يكن صاحبَ موقفٍ من السلطة إجمالاً، ومِن الحاكم المستبد على وجه الخصوص. وقد عَدَّدَ المفكر الراحل الدكتور إدوارد سعيد في كتابه «المثقف والسلطة»، صفات المُثَقّفَ ومنها أن (المُثقف إنسانٌ يَنهضُ بِدورٍ في الحياة العامة في مجتمعه، ولا يختزل نفسه في صورةٍ مهنيةٍ أو أكاديميةٍ بلا هوية).. و(إن المثقف الحقيقي هو القادر دائماً على قول الحقيقة للسلطة، وهو ما لن يتيح له أن يحظى بأيات التكريم الرسمي، ومن ثَمّ يجد نفسه في عُزلة.. ولكن هذه العُزلةَ خيرٌ من الصُحبةِ التي تعني قبول الأوضاع على ما هي عليه). كان إدوارد سعيد يتحدث في المُطلق وكأنه يتحدث عن عبد الوهاب المسيري. أنفق المسيري من عمره ثمانية عشر عاماً ليُخرج للبشرية موسوعته الخالدة «اليهود واليهودية والصهيونية»، وبعد أن انتهى من عمله الكبير لم يتفرغ لجَنْي الثمار وجوائز الدولة، وإنما نَزَلَ بِقامته العالية من بُرجه العاجي وذاب مع شعبه في معاركه.. لو لم يكُن للمسيري من إسهامٍ إلا هذه الموسوعة لَكَفَاه إسهاماً، ولكنه أبَى أن يظل في صومعته بينما مصرُ تُنازعُ قُوى الاستبداد والفساد، فما ترك جبهةً في هذه المعركة المقدسة إلا وكان في صدارة مقاتليها».
أين أنت ياسيكو؟
من المهتمين بإنتاج التليفون المحمول المصري الذي أطلق عليه اسم سيكو الكاتب محمد السيد عيد في «الأخبار»، وجهة نظره انه لا يمكن أن تستهلك مصر ملايين التليفونات المحمولة سنوياً بدون أن تنتج واحداً منها: «منذ قرأت عن وجود مشروع لإنتاج تليفون مصري وأنا أتابع الخطوات، وعرفت أن وزارة الاتصالات أقامت شركة لهذا الغرض في المنطقة التكنولوجية في أسيوط بالتعاون بينها وبين شركة سيكو تكنولوجي. وأعجبتني فكرة إقامة الشركة في أسيوط، لتكون ثاني شركة تكنولوجية كبرى تقام في الصعيد، بعد شركة سامسونج التي أقيمت في بني سويف، فالصعيد يستحق توطين الصناعات المتقدمة فيه، وإيجاد فرص عمل لأبنائه. ومما قرأته أيضاً أن الشركة ستكون طاقتها الإنتاجية 1.8 مليون جهاز تليفون سنوياً، وأن نسبة التصنيع المحلي تصل 45 ٪، وهي نسبة جيدة جداً بالنسبة لشركة مبتدئة. وقالوا إن الشركة ستشغل خمسمئة مهندس وفني وإداري، منهم 200 من أسيوط. وإنها ستنتج ثلاث فئات من هذا التليفون، أولها تليفون شعبي ثمنه حوالي مئتي جنيه، ليكون في متناول محدودي الدخل، والأطفال الذين يضيعون التليفونات كما يضيعون أقلام الرصاص. أما الفئة الثانية فهي ذات إمكانات أفضل ويصل ثمنها إلى ألف جنيه، وأعلى فئة من هذا التليفون ستكون بحوالي أربعة آلاف جنيه، رغم أن إمكانات هذه الفئة ستتساوي مع إمكانات تليفونات لا يقل ثمنها في السوق المصري عن أربعة عشر ألف جنيه. وفي ديسمبر/كانون الأول 2017 أهدت الشركة الرئيس السيسي أول نسخة من هذا التليفون، خلال افتتاح معرض ومؤتمر القاهرة الدولي للاتصالات. وأعلنت أنها ستطرح التليفون في الأسواق في منتصف يناير/كانون الثاني».
معاش الوزير
من بين من أثنوا على البرلمان أمس الخميس عباس الطرابيلي في «المصري اليوم»: «حسناً فعل مجلس النواب، عندما قرر خفض معاشات الوزراء- ومن في مستواهم، بحيث يحصلون عند ترك الخدمة على 25٪ من قيمة إجمالي ما يحصلون عليه، وهم في الوظيفة، بدلاً من أن يحصلوا على 80٪، وهذا يتماشى مع ما طالبت به هنا بحكومة تقشف قومي عام لمواجهة العجز في الموازنة العامة. واللافت للنظر أن هذا التعديل تم بمبادرة من الحكومة.. وجاء هذا تعديلاً للقانون 28 لسنة 2018 الذي قرر زيادة معاشات الوزراء مهما كانت مدة بقائهم في المنصب الوزاري.. بينما كان المعاش طبقاً لما قبل ذلك يتحدد بنسبة البقاء في المنصب الوزاري. وسواء جاء هذا التعديل بمبادرة حكومية.. أو جاء تصحيحاً لوضع اعترضنا عليه طويلاً، فإن موافقة البرلمان جاءت سريعة بالعودة إلى النظام القديم مراعاة للظروف المالية التي تمر بها البلاد.. ويومها قلت صراحة: هل فعلت الحكومة ذلك لتقدم مكافأة طيبة لهؤلاء الوزراء وكأنها مكافأة نهاية خدمة؟».
حالها كالمومياوات
ننتقل نحو عبلة الرويني ومعاركها في «الأخبار»: «الغموض سيد الموقف دائما في قطاع الآثار.. يأتي مسؤول ويذهب مسؤول، وسياسة التكتم والكتمان واحدة، أحيانا التخبط وأحيانا التناقض في المعلومات، لكن في الأغلب يشترون أدمغتهم بالصمت، حتى ولو استدعت الوقائع المجاهرة والوضوح، أو المساءلة، أو حتى الفرح بالاكتشاف.. استعادت مصر القطع الأثرية التي هربت إلي إيطاليا الشهر الماضي، عبر حاوية دبلوماسية، لكن الآثار لم تقدم تقريرا وافيا إلى الرأي العام عن القطع المستعادة، وطبعا لم تنشغل بمعرفة اللصوص، أو حتى السؤال عن نتائج التحقيقات.. الأمر نفسه بالنسبة للتابوت الذي هرب إلى الكويت من مطارالقاهرة قبل 5 أشهر، وقامت بضبطه السلطات الكويتية.. لم تتم استعادته حتى الآن، في انتظار الانتهاء من التحقيقات. طبعا معرض الآثارالمؤجر لـ10 متاحف عالمية لمدة 7 سنوات، رغم احتجاجات كثيرمن الأثريين على خروج قطعه النادرة (مخالفا لقانون حماية الآثار).. لم تعلق وزارة الآثار، ولم تنشغل بتوضيح الأمر. والسؤال عن الأموال المهدرة في «لوغو» المتحف المصري الكبير (800 ألف جنيه لشركة ألمانية) والصمت عن تحديد معايير الاختيار لتصميم الشعار، ولجان التحكيم والمسابقة الدولية، وعدم إشراك فنانين مصريين في المسابقة.. وقبل أيام تم اكتشاف تابوت أثري من الجرانيت يزن 30 طنا ينتمي إلي العصر البطلمي في القرن الرابع ق.م أسفل عقار في الإسكندرية، ورغم اهتمام الصحف العالمية بخبر العثور على التابوت والمقبرة، إلى حد إعادة السؤال المحير مرة أخرى حول مقبرة الإسكندر؟ وزارة الآثار شكلت لجنة للمعاينة والفحص، بدون معلومات واضحة عن استخراج التابوت وطبيعة المقبرة المكتشفة، وما هي إجراءات فتح التابوت؟ وما هي رؤي التعامل مع المدينة الأثرية أسفل المدينة؟».
ناجون من العقاب
المعارك ضد المنتخب الكروي لا تتوقف ومن بين المشاركين فيها محمود خليل في «الوطن»: «دخل الفريق القومي المصري كأس العالم، وخرج كما دخل، صفر اليدين. الإجراء الوحيد الذي تم اتخاذه كرد فعل على ما حدث، تمثل في إقالة كوبر المدير الفني للفريق، والبدء في البحث عن بديل له. من جهته أعد كوبر تقريراً فنياً حول مستوى الأداء في كأس العالم، حمّل فيه اللاعبين المسؤولية كاملة عن النتيجة المزرية، وهناك من المسؤولين عن الكرة من حمّل كوبر المسؤولية، وهناك من تحدّث عن أطراف أخرى لعبت دوراً في إخراج مشهد المشاركة الساذجة لمصر في كأس العالم. اتهامات متبادلة عديدة ظهرت من هنا ومن هناك، ومضى كل شيء، وعاد «أبوك عند أخوك»، وكأن شيئاً لم يكن. هل حوسب فرد واحد؟ لا حساب.. ذلك هو الدرس الوحيد المستفاد من مشاركة مصر في كأس العالم. دول كثيرة استفادت وتعلمت، البعض استحضر درس الحساب، والبعض درس الاجتهاد، والبعض درس إثبات الذات، والبعض درس العبرة بالأداء وليس بأسماء الفرق. الكل تعلم إلا نحن، حيث اكتفينا بتأكيد ما هو معلوم في حياة المصريين بالضرورة من أن «كل شيء يمر بدون حساب». لا يهم أن تسيء الأداء أو تأتي بالخسارة، المهم أن تمتلك «التربيطات» والأدوات التي تساعدك على الإفلات من الحساب. كل شيء مهيّأ لذلك، وبقليل جداً من المجهود تستطيع أن تفشل وتستمر. بعد نكسة يونيو/حزيران 1967 عُقدت محاكمات للمسؤولين عن الهزيمة، وجاءت العقوبات هزيلة وغير متناسبة مع حجم الكارثة التي تعرّضت لها البلاد، لم يقتنع الشعب وقتها، وخرج يتظاهر ويندّد، كانت عبارة «المسؤولين الحقيقيين» عن النكسة الأكثر تردّداً على ألسنة المتظاهرين. أراد الشعب حساباً حقيقياً للمسؤولين المباشرين الذين تسبّبوا في النكسة».
قتلة رغم عنهم
ما زالت أصداء أطفال المريوطية الثلاثة الذين ماتوا خنقا تثير شجون الكتاب، ومنهم أكرم القصاص في «اليوم السابع»: «الأم المتهمة اعتادت الخروج للعمل طوال الليل، وترك أطفال بين 2-5 سنوات في غرفة مغلقة، وعادت صباح أحد الأيام لتكتشف أن حريقا شب في الغرفة، وأن أولادها ماتوا اختناقا وحرقا.. خافت الأم من المسؤولية، فارتكبت جريمة أخرى عندما حملت أطفالها وألقت بهم في الشارع، سارع البعض بالإعلان عن أن الأطفال ضحايا جريمة قتل وسرقة أعضاء أو جريمة غامضة، قبل أن تتكشف الحقيقة، ولم يكن موقف محققي الفراغ الافتراضي ناشئا من اهتمام بمصائر الأطفال، وإنما كان بحثا عن دور، والدليل أنهم نسوا الأطفال وتعاملوا بهدف جذب أضواء. المهم أن قضية الأطفال اختفت وتاهت، على الرغم من أنها تكشف عن وجوه مختلفة وأزمات اجتماعية، وربما تحتاج إلى تشريعات لحماية أمثال هؤلاء الأطفال من مثل هذا المصير، لأن خوف الأم في كل الحالات كان وراء المصير المرعب لأطفال أبرياء دفعوا ثمن إهمال رجال ونساء لاهيات. تزوجت الأم عرفيا ثلاث زيجات أو أكثر، وأنجبت طفلا في كل مرة، وسجلتهم باسم رجل رابع، ثم أنها كانت تعمل لتنفق عليهم، ومن خوفها عليهم كانت تحبسهم في غرفة وتغلق عليهم بالمفتاح حتى تعود، وهو ما انتهى إلى أن اختنقوا واحترقوا وحدهم بدون أن يجدوا أي منفذ، ولما عادت الأم لتكتشف موتهم خافت من اتهامها بالإهمال، فارتكبت جريمة أشد بإلقائهم في الشارع. نحن أمام جريمة أو جرائم، منبعها الخوف، خافت الأم على أبنائها فحبستهم، وخافت من المساءلة بعد موتهم فوضعتهم في أكياس وسجاد».
الأحمق والثعلب
يطيب لعبد الله السناوي في «الشروق» إسقاط الأوهام التي تحيط بالرئيس الأمريكي: «في قمة هلسنكي تناقضت طباع رجلين ومدى كفاءتهما الأول ــ ترامب يكاد لا يدرك الفارق بين إدارة مصالح دولة عظمى وأعمال المقاولات وتستبد به حماقاته. بدا متهافتا على طلب شهادة من الكرملين بأنه لم يتدخل في الانتخابات الأمريكية، التي جاءت به رئيسا. وبدا مندفعا في التشكيك برواية الأجهزة الاستخباراتية والأمنية وجهات التحقيق الأمريكية، التي وصفها بـ«السخيفة». هاجم الحماقات الأمريكية، التي منعت الحوار مع روسيا، بدون أي فكرة تقريبا عن حجم التناقضات وطبيعة الصراعات الدولية في فترة الحرب الباردة وما بعدها. كما نال ــ عكس أي تقاليد مستقرة ــ من «الميديا» الأمريكية ومن الحزب الديمقراطي المنافس في مؤتمر صحافي عالمي خارج بلاده. والثاني بوتين ثعلب سياسي استخدم ما لديه من أوراق بدرجة كفاءة عالية، استدعت المقارنة والرثاء في الدوائر الأمريكية قبل غيرها. حدد أهدافه بدون مبالغة في ما يمكن أن تسفر عنه القمة وفرض أولوياته على المؤتمر الصحافي المشترك. حسن صورته في مجال الإغاثة الإنسانية، وقدّم نفسه رئيسا لدولة ديمقراطية تحترم القواعد القانونية وتطلب المعاملة بالمثل. تأخر متعمدا لنحو الساعة عن موعد القمة، وكانت تلك مسألة سيكولوجية أراد منها التحكم في رئيس متفلت ومتناقض في تصرفاته وتصريحاته، كأن يهاجم رئيس دولة حليفة، ثم يصف ما نسب إليه بالأخبار الكاذبة، قبل أن يعود لتكرار الهجوم نفسه. تحت صدمة الصورة الهزيلة التي بدا عليها «ترامب» بدأت التداعيات تأخذ مداها كاشفة عن حقائق جديدة قيد التشكل. من التداعيات قدر التخبط والاضطراب في التوازنات الداخلية الأمريكية وحجم الصدمة في المؤسسات التشريعية والأمنية على السواء. لأول مرة منذ انتخاب ترامب رئيسا، يكاد أن ينعقد إجماع بين أقطاب الحزبين الكبيرين الجمهوري والديمقراطي على سوء أدائه الفادح في المؤتمر الصحافي المشترك، وأنه ألحق إهانة بالغة بصورة رئيس الولايات المتحدة، وألصقت به نعوت وصلت إلى «الخيانة العظمى» من قبل رئيس سابق للاستخبارات الأمريكية».
في قفص بوتين
«كان لقاء «بوتين – ترامب» هو أسوأ أيام حكم الرئيس الأمريكي منذ أن أدى اليمين الدستورية. هذه الشهادة لعماد أديب في «الوطن»، لم يحدث في التاريخ المعاصر، منذ إعلان استقلال الولايات المتحدة حتى الآن وعلى مدى 55 رئيساً حكموا البلاد، أن هوجم رئيس واتهم بالخيانة والتفريط والتنازل عن السيادة مثلما حدث مع الرئيس دونالد ترامب في الساعات الأخيرة. الهجوم على الرجل جاء من أعضاء حزبه ومن المعارضة الديمقراطية ومن رجالات الدولة ومن الإعلام بكل اتجاهاته، ومن كبار مسؤولي أجهزة الأمن الحاليين والسابقين على حد سواء. لذلك كان الضغط السياسي والنفسي على ترامب وفريق مساعديه هائلاً منذ اللحظة الأولى التي انتهى فيها المؤتمر الصحافي المشترك بينه وبين بوتين في هلسنكي. ولذلك أيضاً اضطر ترامب – ولأول مرة- أن يعتذر علناً ويصحح ما قال أمام الكاميرات فور عودته إلى واشنطن، وقال إن هناك كلمة لم تُقَل وبالتالي غيرت المعنى، فهو كان يريد أن يقول «ولم لا تقدر روسيا على التجسس» وجاء الخطأ في القراءة ليعطي المعنى وكأنه يعطى بوتين وإدارته وأجهزته الأمنية صك البراءة من محاولة التدخل الإلكتروني والعبث بتجربة الرئاسة الأمريكية. هنا أرد على سؤال أحد الشباب الذي قال لي: ولماذا كل هذه الضوضاء الكبرى على محاولة اختراق الروس للفضاء الإلكتروني الأمريكي؟ وعاد وقال: «هذا يحدث يا أستاذ مليار مرة في اليوم من أشخاص وهيئات وأجهزة في العالم كله». وفي رأيي أن هذا السؤال مشروع يستحق الإجابة المتأنية والعلمية. لابد أن نعرف أن الحروب في العالم تطورت أشكالها، تحوم الشكوك حول ترامب الذي هاجم تريزا ماي، وأنغيلا ميركل ورؤساء ووزراء اليابان، والصين، وكندا، والمكسيك، ولم يقترب مطلقاً ولو بحرف واحد تجاه بوتين. لم يتحدث في مؤتمره الصحافي عن احتلال الروس لشبه جزيرة القرم، ولا التدخل في أوكرانيا، ولا الاتهام بدس المواد القاتلة المشعة المحرمة دولياً للجاسوس الروسي في لندن، ولا عن مخالفات حقوق الإنسان في روسيا، ولا عن فساد النظام الحاكم هناك. هذا كله يعمق الشكوك بأن هناك شيئاً ما لدى أجهزة الأمن الاستخبارية الروسية على شخص دونالد ترامب منذ أن كان يتردد على موسكو في الثمانينيات».
إسرائيل تسجل الهدف
زادت التفسيرات والتحليلات من جانب الخبراء والمحللين السياسيين حول من الكاسب والخاسر في لقاء الرئيس الأمريكي ترامب مع الرئيس الروسي بوتين في العاصمة الفنلندية هلسنكي. يرى إبراهيم البهي في «الأهرام» أن ترامب حقق الكثير من أهداف حملته الانتخابية التي ينتوي خوضها كي يستمر رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية لفترة ثانية، وأنه نجح في أن يحقق لأمريكا ما لم يستطع أوباما تحقيقه. فيما يرى آخرون أن بوتين حقق نصرا مميزا للكرملين على حساب واشنطن، التي كانت تعتبر أن المسافة بين العاصمتين تشكل بعدا يصعب الاقتراب منه والذي يضمن للولايات المتحدة الأمريكية أن تتسيد على العالم كقوة عظمى، وأن اللقاء التاريخي بين الرئيسين يعد بمثابة اعتراف ضمني بأن روسيا ما زالت قوة عظمى، وأن الحصار الاقتصادي الغربي المفروض على موسكو منذ عام 2014 أصبح في خبر كان، ورغم كل هذه التحليلات الكثيرة حول الكاسب والخاسر في هذا اللقاء، تبقى حقيقة واحدة هي أن إسرائيل هي الكاسب الأوفر حظاً في لقاء القمة بين بوتين وترامب، وإن لم تحقق أمريكا أي مكاسب من جراء هذا اللقاء فيكفيها أنها ضمنت أمن إسرائيل مع حليف قوى كان من المفترض أنه مع الجانب العربي طوال السنوات الماضية، أو على الأقل على مدى الصراع العربي الإسرائيلي. بكل المقاييس فإن واشنطن تلعب كل مبارياتها لمصلحة إسرائيل وهذه حقيقة على الجانب العربي أن يدركها جيدا حتى لا تضيع الحقائق ولا ننسى أن أمريكا الحليف الإستراتيجي الأول لإسرائيل ستبقى داعمة لها في منطقتنا العربية، الأمر الذي فرض إسرائيل بين بوتين وترامب حتى في قمتهما التاريخية».
الهروب للصين
المواقف العربيـــة نحــــو «صفقة القرن» غير متسقة، وهو الأمر الذي لفت انتباه جمال زهــــران في «الأهرام»: «الموقــف الأردني رفض صراحة فكرة الصفقة أيضا، ويجري نشر الرفض الأردني، واستدعي على إثر ذلك الملك الأردني لزيارة واشنطن ومقابلة ترامب، لم يعلن نتائج ذلك رسميًا، كما أن الدول الخليجية، ليست في المستوى نفسه في القبول والرفض والتحفظ، في ما بينها، ولعل في التوجه الكويتي نحو الصين وزيارة الأمير وعقد الصفقات، تحمل رفضًا كويتيًا للضغوط الأمريكية. وبمتابعة السلوك الأمريكي في الترويج للصفقة، نجد أن هناك تهديدات أمريكية مباشرة قد وصلت إلى حد التهديد بإسقاط الأنظمة التي سترفض الصفقة حين إعلانها رسميًا. وقد تضمن ما تم تسريبه، أن هناك إعادة رسم الخريطة الفلسطينية، وإقرار المستوطنات وشرعيتها لمصلحة إسرائيل، وفي المقابل هناك إغراءات أمريكية بتقديم مشروعات استثمارية وتعويضات مالية ضخمة، لتشجيع الأطراف المعنية على القبول، أي أن الصفقة لها أبعاد إستراتيجية بتمكين الولايات المتحدة من السيطرة الكاملة على المنطقة، وأبعـــاد سياسية بغرض التطبيع الكامل بين إسرائيل وأكبر عدد من الدول العربية، وأبعاد اقتصادية متعددة كما أشرت، إلا أن المخطط الأمريكي، يتناسى تنامي وانتصارات الطرف المقاوم في الشام (بيروت ــ سوريا ــ العراق) المدعوم روسيًا وصينيًا، وهو الطرف الذي أعلن رسميًا رفض هذا المخطط الذي يروج له بمسمى «صفقة القرن»، وأن خيار المقاومة هو الحل لمواجهة تلك المخططات الأمريكية، في عهد ترامب المتغطرس. وفــي اعتقادي أن مصير «صفقة القرن» هو الفشل».
حسام عبد البصير