رام الله ـ «القدس العربي»: واصل الأسرى في سجون الاحتلال معركة الحرية والكرامة بغرض تحقيق عدد من المطالب الأساسية التي تحرمهم إدارة مصلحة سجون الاحتلال منها، مثل إنهاء سياسة الاعتقال الإداري وإنهاء سياسة العزل الانفرادي، وإنهاء سياسة منع زيارات العائلات وعدم انتظامها وإنهاء سياسة الإهمال الطبي. رغم أن هذه المطالب كانت قد حققتها الحركة الأسيرة من خلال إضرابات سابقة وسحبتها سلطات السجون منهم.
إدارة عسقلان:
نقل كافة المضربين إلى المشافي
وأفادت اللجنة الإعلامية لإضراب الحرية والكرامة بأن إدارة سجن عسقلان ستقوم بنقل كافة الأسرى المضربين إلى المشافي خلال السّاعات المقبلة.
جاء ذلك خلال زيارة لمحامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين يوسف نصاصرة للأسيرين المضربين أكرم أبو عين ويوسف نصاصرة في سجن عسقلان، ونقل عنهما أن الوضع الصحي للمضربين بات صعباً، لا سيما بعد توقّف عدد منهم عن تناول الماء.
ولفتا إلى أن 45 أسيراً مضرباً من أصل 60 في عسقلان أصيبوا بحالات إغماءات متكررة وسقطوا أرضاً، إلّا أنهم ورغم ضعف أجسادهم فإنهم لا يزالون يتمتعون بمعنويات عالية ومصرين على الثبات حتى النهاية في هذا الإضراب.
تدهور الوضع الصحي في الجملة
كما أكدت اللجنة أن الوضع الصحي للأسرى المضربين عن الطعام بات خطيراً ويتطّلب تحرّكاً فعلياً لإنقاذ حياتهم، لا سيما بعد الأنباء المتكررة والمتسارعة حول نقل أعداد كبيرة منهم في السّاعات الأخيرة إلى المستشفيات المدنية بعد تدهور أوضاعهم الصحية.
ولفتت إلى أن إدارة مصلحة سجون الاحتلال تُمارس سياسة عزل الأسرى المضربين عن العالم الخارجي، وتضع العراقيل أمام حق أهالي المضربين والمؤسسات الحقوقية في الاطلاع على أوضاعهم الصحية، وأسماء وظروف من تمّ نقلهم إلى المشافي.
وأوضحت أن إدارة السجون كانت قد أقامت عيادات ميدانية داخل السجون قبل بدء الإضراب، تفتقر لأدنى المعدات الطبية الأساسية التي تتناسب وحالة الخطورة الطارئة على حالات الأسرى المضربين، ويتم فيها مساومة الأسرى على تقديم العلاج لهم مقابل إنهائهم الإضراب ويضع الأطباء في تلك العيادات أصنافاً متعددة من الأطعمة وتُعرض عليهم لابتزازهم، وذلك حسب شهادات موثّقة وردت من عدد من الأسرى في عدد من السجون.
وأضافت اللجنة أن إدارة السجون قامت مؤخراً وبعد تفاقم الوضع الصحي للأسرى المضربين وسياسة الإهمال الطبي الطويلة التي مارستها بحقهم، بنقل جميع المضربين إلى سجون قريبة من المستشفيات، كما أن سيارات الإسعاف تلازم أبواب السجون لنقل الأسرى الذين تتدهور صحّتهم إلى المستشفيات.
وطالبت اللجنة المنبثقة عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة أطباء لحقوق الإنسان بالضغط على حكومة الاحتلال للحفاظ على حياة الأسرى المضربين ومنع كارثة حقيقية ومطالبتها بالكشف عن تطورات أوضاعهم الصحية، محملة أطباء السجون وإدارة مصلحة السجون وكافة من تدخلوا في انتهاج سياسة الإهمال الطبي ضد الأسرى المضربين، المسؤولية الكاملة عن حياتهم.
وكشفت اللجنة ان عدداً من الأسرى المضربين في عزل سجن نيتسان الرملة دخلوا مرحلة صحية حرجة، وعلى إثرها نقل عدد منهم إلى المستشفيات المدنية الإسرائيلية.
ونقل محامي هيئة الأسرى إيهاب الغليظ الذي تمكن من زيارة الأسيرين حافظ شرايعة من بيت لحم ومنصور فواقة من رام الله «أن أعراضاً صحية خطيرة تظهر على المضربين منها: فقدان الوعي بشكل متكرر وغثيان وتقيؤ وأوجاع شديدة في الرأس والأطراف وانخفاض في ضغط الدم ونبضات القلب، علاوة على انخفاض أوزانهم بما لا يقل عن 15 كيلوغراما». وذكر الأسيران أن عدد المضربين في عزل نيتسان 72 أسيراً، وهم محتجزون في ظروف قاهرة ومأساوية.
وقالت إن الأوضاع الصحية الخطيرة التي وصل لها المضربون تتطلب تحركاً فعلياً لإنقاذهم، لاسيما مع الأنباء المتسارعة حول نقل أعداد كبيرة منهم إلى المستشفيات ومواصلة إدارة سجون الاحتلال وضع العديد من العراقيل أمام زيارات المحامين.
هداريم: ملابس السجن «الشاباص»
لم تعد تناسب أجساد الأسرى
من جهة ثانية نقل محامي نادي الأسير منذر أبو أحمد عن الأسرى في سجن هداريم الذي التقى عددًا منهم، أن ملابس «الشاباص» لم تعد تناسب أجسادهم بعدما فقدوا نحو 20 كيلوغراما من أوزانهم، وأن العديد منهم يتعرض بشكل متتالٍ لحالات إغماء، ونقل عدد منهم إلى المستشفيات.
وأضاف أن قوات القمع المسماة «وحدات اليماز» تنفذ عمليات اقتحام وتفتيش يومية ضد الأسرى المضربين عدا عن الإجراءات التي بدأتها إدارة السجون منذ اليوم الأول بحق المضربين، وتحديداً عمليات النقل لأربع مرات منذ بداية الإضراب.
يذكر أن من بين المضربين في سجن هداريم 70 أسيراً أعمارهم ما بين 18 الى 20 عاماً، نقلوا من سجن عوفر.
لا حوار إلا مع قيادة الإضراب
وأكد أربعة أسرى مضربون عن الطعام تمكن من زيارتهم محامي نادي الأسير منذر أبو أحمد في سجن هداريم وهم: ظافر الريماوي وخليل أبو عرام وقتيبة مسلم وباسم حمدان، أنهم موحدون خلف قيادة الإضراب، وأن ردود الأسرى كانت واضحة لإدارة السجون وهي أن لا حوار معنا دون قيادة الإضراب، وهم مستمرون في معركتهم، فإما النصر وإما الشهادة.
وقالت اللجنة الإعلامية للإضراب إن 110 أسرى في سجن هداريم يواجهون ظروفاً صحية خطيرة لا سيما مع شروع عدد منهم بالتوقف عن شرب الماء، ووسط محاولات مكثفة لإدارة سجون الاحتلال لزعزعة وحدة الإضراب.
وقال المحامي أبو أحمد إن الأسير أبو عرام الذي توقف عن شرب الماء، حضر إلى الزيارة وهو يعاني من صعوبة في الحركة والتنفس والكلام. وتمكن المحامي من نقل كلمات الأسير بصعوبة لكنه استطاع القول إنهم مستمرون، لافتاً إلى أن عدداً من سيارات الإسعاف يوجد أمام بوابة السجن.
نقاش فلسطيني أمريكي حول الأسرى
الى ذلك نقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مصادر فلسطينية القول إنه جرت في الأيام الأخيرة لقاءات بين ممثلي جهاز الأمن الفلسطيني ومسؤولين أمنيين أمريكيين لمناقشة موضوع إضراب الأسرى. وتحاول جهات دولية حاليا ومن بينها الولايات المتحدة، دفع تفاهمات لإنهاء الإضراب.
وعلم ان الفلسطينيين اوضحوا للأمريكيين خلال اللقاء الذي عقد في مكان لم يتم كشفه، ان مسألة الإضراب مطروحة في مقدمة جدول أعمال الجمهور الفلسطيني، ومن المهم ان يتم حله. وقالوا إن إنهاء الإضراب سيسهم في إزالة التوتر السائد في الأراضي الفلسطينية، بينما يمكن لاستمرار الإضراب وتدهور حالة الأسرى ان يقود الى الاشتعال.
وأكدت الجهة الفلسطينية أن إنهاء الإضراب مناط بتنفيذ طلبين أساسيين: الأول هو ترتيب مسألة زيارة العائلات للأسرى، بما في ذلك التنسيق مع الصليب الأحمر ومنح تصاريح دخول للعائلات والقيام بكل التنسيقات المطلوبة، والثاني هو السماح للأسرى بإجراء محادثات هاتفية مع عائلاتهم عبر هواتف عمومية تخضع للمراقبة. وقال المصدر: «إذا تم تحقيق هذين المطلبين يمكن الحديث عن إنهاء الإضراب».
فادي أبو سعدى