في وسع المرء أن يتفهم الاعتراض على عقوبة الإعدام، إذا صدر عن دولة أو جهة أو منظمة تناهض هذا الحكم، أياً كانت النوايا ـ الحسنة أو السيئة، البريئة أو الخبيثة ـ التي ينطلق منها المعترض. أمّا أن تقيم الدنيا ولا تقعدها دولةٌ ـ ترتيبها الثاني دولياً في إنزال وتنفيذ حكم الإعدام (688 حتى أواخر حزيران/يونيو 2015) ـ لأنّ دولة أخرى ـ ترتيبها الثالث، برقم بلغ 102 خلال الربع الأوّل من العام ذاته ـ أعدمت فرداً واحداً… فهذه ليست ذروة المأساة، فحسب؛ بل لعلها، مع الاعتذار من الإنسان كقيمة عليا، واحدة من أدنى سفوح امتزاج المأساة بالملهاة!
هذه هي حال إيران مع السعودية، بصدد إعدام المواطن نمر النمر، الذي يحمل جنسية الجهة التي نفّذت حكم الإعدام، وليس جنسية الجهة التي تعترض عليه! وأن يتقصد المرء استخدام صفة «المواطن» ـ بدل صفة «الشيخ»، التي شاعت وترسخت حتى أنست الكثيرين أنّ الضحية يتحلى بوضعية المواطنة أيضاً! ـ فذلك لأنّ طهران لم تغضب إلا لأنّ مقام الشيخ أعلى، بما لا يُقاس، من مقام المواطن. هذه، استطراداً، فرصة ذهبية لتحريك ما تحت الرماد من جمر مذهبي متقد في المنطقة، بين «السنّة» و»الجماعة»؛ في تعبير حسن نصر الله، الأمين العام لـ»حزب الله»، والذي شاء الإحجام عن استخدام الثنائية الأدقّ: السنّة والشيعة.
وقد يتفق المرء أو يختلف حول حصيلة مواقف النمر السياسية والفقهية، خاصة تفسيره لمبدأ ولاية الفقيه؛ وما إذا كانت فلسفته الإجمالية إصلاحية، أو حتى مستنيرة، في كثير أو قليل؛ وهل ما تسرّب من مواعظه، حول الشقاق السنّي ـ الشيعي منذ فجر الخلافة، لا يُخرجه تماماً من صفّ تغذية الفُرقة وتسعير التحزب. كلّ هذا وارد، والتنازع حوله مشروع، سيما وأنّ البراهين عليه ليست غائبة في الواقع، وليست غائمة؛ وأمّا ذاك الذي يتوجب رفضه، سياسياً وأخلاقياً، فهو إعدام المواطن النمر، بتهمة معلَنة هي «الإرهاب»، وجرائر أخرى مضمرة، عابرة لأيّ، وربما كلّ، الاعتبارات المذهبية.
ذلك لأنّ المواطن النمر كان، في مستوى أوّل بسيط، شخصية معارضة للطغيان والفساد والاستبداد؛ وكان، في مستوى ثانٍ وثيق الارتباط، شخصية مذهبية قيادية تتمتع بشعبية واسعة لدى غالبية كبيرة من المواطنين الشيعة، في السعودية والبحرين على الأقلّ. وارتباط البُعد السياسي بالبُعد المذهبي في حضور شخصيته ـ ضمن المجال العام تحديداً، وليس داخل الحسينيات أو أروقة الوعظ فقط ـ أمر طبيعي، وغير استثنائي، بل قد تكون بعض وظائفه ذات نفع عام، غير هدّام بالضرورة.
إعدامه ينتهي، بذلك، إلى إعدام هذا النموذج في المعارضة، قبل أن يكون إزاحة من المشهد لفرد واحد معارض، أياً كانت مكانته. والمآل الأوّل أشدّ مضاضة، وأبعد عاقبة وأثراً، من المآل الثاني، الأمر الذي لم يكن خيار المملكة؛ وبالتالي أعطى طهران/ المؤسسة المذهبية والأمنية، وأتباعها هنا وهناك، فرصة ثمينة للقفز إلى بُعد واحد في شخصية المواطن النمر: أنه الشيخ الشيعي، أولاً وأخيراً. وأياً كانت الخسائر التي لحقت بصورة ما يُسمّى «تيار الاعتدال» داخل السلطة الإيرانية، جراء حرق السفارة السعودية؛ فإنّ مكاسب ما يُسمى «تيار التشدد»، على الضفة الأخرى من هرم السلطة ذاتها، أعطت أُكلها الأثمن، في تحشيد مذهبي عارم، بلغ بعض سوية الهستيريا الجَمْعية.
وهكذا فإنّ معنى المواطنة، أياً كان ما تبقى منها في ذهنية ابن الشرق الأوسط، هو الخاسر الكبير؛ والشقاق المذهبي، خاصة ذاك الذي يموّه الأجندات السياسية، كسب جولة جديدة، ومزيداً من الزيت يُصبّ على نيران مستعرة أصلاً!
صبحي حديدي
الشيخ النمر معارض سياسي لا يجوز قتله لآرائه
وكذلك شيوخ السنة بإيران كانوا معارضين سياسيين
والسؤال هو :
هل قتل الشيخ النمر يعتبر إنتقاما لقتل السنة بإيران ؟
أين نذهب إذا بآية ( ولا تزر وازرة وزر أخرى )؟
أم قتل الشيخ كان لتثبيت الحكم وتخويف الرعية ؟
وبالطبع هو نفس الحال بإيران فتبا للطغاة جميعا
ولا حول ولا قوة الا بالله
كعادتك سيد صبحي، دائما مخلص للمبادئ الانسانية!
مقال رائع شكرًا.
مقال رائع.هذا هوالخط الثالث الذي نريده لهذه الأمة.بعيدا عن كتاب البلاط وعن القومجيين الذين إرتدوا عباءة الفقيه وأصبحت أصواتهم لا تفرق عن أصوات نصر الله والحوثي وكل أدرع إيران في المنطقة.
يصر الكاتب الفاضل على كون النمر مواطنا سعوديا و ليس ايرانيا. و لكن ياسيدي المواطن هو صاحب الوطن و صاحب الوطن هو من يعين من يخدمه و يديره و هو الذي يحكم كل سلطاته و مؤسساته. هو السيد. هو الجهة السيادية. لانه مواطن . لانه صاحب الوطن.
و لكن هل كان النمر او غيره كذلك؟ انه في احسن الاحوال واحد من الرعية. رعايا الطبقة الحاكمة. فالاصح القول ان هذا الانسان هو من رعايا السعودية و ليس من رعايا ايران. فهو انسان ولد في السعودية و يرعى مما يسمح له ان يرعى منه مقابل الولاء و الطاعة.
اللهم ارحم المسلمين من انفسهم اللهم ارحمهم من الانتماء للمذهب على حساب الانتماء للاسلام دين التسامح والرحمة مع العالم فكيف بالمسلمين انفسهم اللهم ارحم شباب المسلمين مت سياسات طهران والعربية السعودية اللهم انصر المجاهدين في فلسطين نصرا تعيد به الذاكرة الى من حملوا السلاح في غل ضد اخوانهم ولم تكفهم لا اله الا الله التي عصمت دم محارب معتد مسلح زمن رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم .
*يحضرني في هذا المقام وجه رجل كان ساءقا للتاكسي في الضاحية الجنوبية لبيروت بدات انتقد الحزب بصوت مرتفع لدخوله في الحرب السورية وعددت له الوجوه الامنية البشعة في النظام السوري ونعيت في قهر عميييق الوحدة الاسلامية التي تقتل كل يوم بتوابيت الشباب المساكين المعبءين هنا وهناك لصالح المذهب وليس لصالح الاسلام العظيم لم استطع ان ابتلع صوتي ما ان رفعت وجهي في وجه الرجل القروي الجنوبي حتى بكى بصوت مرتفع وقال لي حراااااام يا الله حراااااام كلنا اسلام الناس قد تتعبا في الصف السني وفي الصف الشيعي كل لحق يراه او مظلومية واعلام دولتي الفتنة يعبيء ويصب النار على الزيت نحو مزيد من التمذهب والحقد الذي رسمته عميقا في النفوس سياسات طهران الدموية وتطهيرها المذهبي وخطاب العربية السعودية منذ قديم المفتقر للتسامح مع الاخوة الشيعة الامة بجناحيها تحتاج لاصوات تعيد الذاكرة وتروي عطشا دفينا في قلوب اشد الناس تحزبا لطهران او للسعودية او لتسنن او للتشيع تذكرهم بوجه النبي الكريم ملقيا على امته اخر وصايا حجة الوداع ان اموالكم ودماءكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في سنتكم هذه في شهركم هذا الى حكومة البلدين اقول الفتنة ناءمة لعن الله من ايقظها !
النمر كان مواطناً سعودياً لكن ولاءه لإيران !
تحية استاذ صبحي:
اراك تحاول ان تمسك العصى من الوسط، مع احترامي الشديد، كان احرص لشخصكم الصدع بالحق بدون لبس: قتل انسان لرايه هو جريمة مابعداها جريمة. يجب ارساء ثقافة انسانية تحتفي بالانسان وبحقوقه الاساسية بالحياة والمشاركة.
سواء أعدم النمر أو لم يعدم فإيران هي العدو الأول والأخير للعرب
ليسمح لي الأخوة الكرام وخاصة أختي الكريمة غادة الإختلاف معهم :
أتحفض على “معارض سياسي” للمدعو نمر النمر لأن ولائه لولاية الفقيه وليس للوطن.والمعارض السياسي لا يسعى إلى زرع الفتنة في بلده مهما كانت حججه.
كل علماء السعودية أجمعوا على عملية الإعدام لأنهم كما قيل جاء ذلك حسب نصوص الشريعة الإسلامية.وإذا كان الأمر كذلك فمن حق السعودية أن تحافض على أمنها لأنها تعرضت للإرهاب القاعدي والداعشي حتى في بيوت الله.وحكمها هذا لم يأتي اعتباطا بل جاء بعد وقت وزمن طويلين من التمعن وبعد أن استنفدت كل الإجراءات القانونية.ولا يجوز لنا أن نساوي إذا جاز التعبير بين الضحية والجلاد ونلوم السعودية ونتجنى عليها بأنها تساهم في إشعال الفتنة وكأنها هي التي احتلت العراق وقتلت علمائها السنة واحتلت الأحواز وجزر الإمارات ومدت نفوذها في سوريا واليمن وتسببت في إحراق المنطقة والشعوب.هل نريد منها أي السعودية أن تطبطب على مثيري الشغب وتترك البلد يحترق أمامها كما احترقت البلدان الأخرى إكراما لعيون إيران واعداء الأمة وحتى لا تصبح السعودية طائفية.وهي فرقعات إعلامية غير مبررة أججتها إيران وأذنابها من أجل بث الفرقة بيننا وتأجيج النعرة الطائفية لصالح أهدافها الشيطانية وليس المملكة العربية السعودية العزيزة على قلوبنا ويكفيها فخرا أنها حامية الحرمين الشريفين مهما اختلفنا معها في توجهاتها السياسية. وإيران هي آخر من يتكلم على إعدام العلماء والمسلمون لأنها تقتلهم بغير وجه حق لأسباب مذهبية صرفة وفي الساحات العامة أمام الكاميرا.أرجو النشر وشكرا.
تحية للكاتب اولا
ان المواطنة ليست الرابط الوحيد بين البشر و الناس ، هناك روابط الدين و القومية و الفكرية و الحزبية و الاقتصادية و الاقليمية و اللغوية …. الخ
كون الشيخ النمر مواطن سعودى لا يعنى ان الحكومة لها الحق ان تظلمه و تقتله دون اى حق حتى بالقانون السعودى نفسه ، فلا توجد شريعة او قانون يسمح بقتل انسان من اجل رأيه او خطابه او قوله ، نعم ممكن ان يعاقب و لكن ليس بالقتل ، فالشيخ النمر تم قتله فقط لانه اعلن ان حكومة السعودية طاغية و طالب بالمساواة بين افراد الشعب فى الحقوق و التوقف عن الفساد .
الاحرار من المواطنين السعوديين من الشيعة و غير الشيعة تضامنوا مع الشيخ النمر ، و من ينتمى اليهم الشيخ دينيا و مذهبيا تعاطفوا و تضامنوا مع الشيخ النمر ، و من يقدس المبادئ الانسانية تعاطف مع الشيخ النمر
الشيخ النمر له اتباع فى مختلا الدول و من الطبيعى تدويل قضيته