نهاية ظاهرة «تيكا تاكا» مع كارثتي برشلونة وأرسنال!

حجم الخط
2

هل كانت مصادفة أن يسقط صاحبا اللعب الأنيق والتمريرات القصيرة والسريعة بقسوة في غضون 24 ساعة في مسابقة دوري أبطال أوروبا؟
في السنوات الماضية ألهب برشلونة مشاعر عشاق اللعبة بأسلوب رائع، عرف باسم «تيكا تاكا»، بدأه المدرب المتألق جوسيب غوارديولا، ليصنع من برشلونة في النصف الثاني من العقد الاول للألفية الجديدة، فريقاً لا يقهر، بل اعتبره كثيرون أفضل ما مر في تاريخ كرة القدم، وهو أسلوب لعب استلهمه غوارديولا من مثله الأعلى الفرنسي آرسين فينغر في أرسنال قبلها بسنوات، عندما كان النادي اللندني في قمة عنفوانه، ووصل الى الذروة بفريق «الخالدين» في 2004، عندما لم يهزم الفريق في الدوري الانكليزي طيلة الموسم.
في ليلة الثلاثاء الماضي، سقط برشلونة بصورة غير متوقعة برباعية نظيفة امام باريس سان جيرمان، في أسوأ مباراة للفريق الكتالوني منذ أكثر من 10 سنوات، وبعده بـ24 ساعة سقط الفريق اللندني، ربما بصورة متوقعة، بخماسية في ميونيخ أمام البايرن، ليقترب مدرباهما انريكي وفينغر الى الرحيل.
سقوط برشلونة ربما كانت مؤشراته موجودة طيلة الموسم الجاري، فالفريق للعام الثالث على التوالي يفشل في ايجاد البدائل الجاهزة لتغطية الغيابات المحتملة للنجوم والاساسيين، ليكون هذا الموسم انعكاسا لهذا الاخفاق، رغم ان كثيرين اعتبر ان الفريق حل مشكلته بضم غوميز والكاسير وأومتيتي وديني خلال الصيف، الا أنهم أضافوا الى الصداع باخفاقهم، فعندما غاب صمام الامان ماسكيرانو أخفق أوميتيتي في التغطية، بل أثر على مستوى بيكيه أيضاً، وعندما حل غوميز مكان راكيتيتش، انتقد كثيرون المدرب انريكي على تفضيله الجهد والعضلات على المهارة وخلق الفرصة، وهو ما قاد تلقائيا الى خيبة النجم الاول ميسي، الذي اضطر الى اللجوء الى وسط الملعب كي يحصل على فرصة صنع هجمة، وكأننا نشاهده مع الارجنتين. عدا عن مشكلة الظهير الأيمن، التي لا أدري لماذا سمح لألفيش بالرحيل قبل موسمين، عندما لم يكن هناك أي بديل له؟
انريكي يدرك أن اشاعات اقالته كانت متداولة على استحياء قبل هزيمة باريس، لكنها أصبحت أخباراً شبه مؤكدة ويتفاخر بها الجميع، بل أصبحوا يتحدثون عن الخليفة المحتمل من بين فالفيردي وسامباولي وكومان.
وأيضاً استمرت خيبات فينغر مع دور الـ16 للموسم السابع على التوالي، لكنها المرة الأولى في أكثر من 20 عاماً أرى فيها المدرب الفرنسي شاحباً ومذهولاً ومصدوماً مما حدث في ميونيخ، وكأنه يقول «هذا أفضل ما يمكن أن أقوم به»، ولهذا بات كثيرون على قناعة ان هذا الموسم سيكون الأخير له مع أرسنال، طبعاً الا اذا أحدث انريكي وفينغر المستحيل وقلب فريقاهما النتيجتين في مباراتي الاياب، ونجحا في التأهل، حينها ستتغير حدة المطالبين برحيلهما، رغم ان التاريخ والمنطق لا يصبان لمصلحة اخفاق سان جيرمان والبايرن في ضمان التأهل.
هل حقاً انتهت ظاهرة «تيكي تاكا»؟ بكل تأكيد، فمنذ بروز أسلوب لعب «الضغط الارتدادي» الذي برع به أتلتيكو مدريد وبوروسيا دورتموند، واليوم ليفربول وتشلسي، فان أسلوب «تيكي تاكا» لم يتطور، رغم أن عراب هذا الاسلوب فينغر، عكس فريقه شخصية المدرب الفرنسي المهادنة والهادئة التي تفتقد الى الروح والشراسة والقتال، في حين أن المبدع غوارديولا، يعاني اليوم مع السيتي في تطبيق هذا الاسلوب في البريميرليغ، رغم أن أسلوب «الضغط الارتدادي» هو مدرسة انكليزية قديمة كانت تقوم على الركض واغلاق المساحات على الخصم واللعب المباشر، رغم تطوره بصورة هائلة اليوم، ونجده كثيرا بين فرق الدرجات الدنيا في انكلترا، وربما يعكسها اليوم في الدرجة الممتازة فريق بيرنلي.

twitter: @khaldounElcheik

نهاية ظاهرة «تيكا تاكا» مع كارثتي برشلونة وأرسنال!

خلدون الشيخ

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول د.سامر راشد:

    تيكي تاكا هو أسلوب من أساليب لعب كرة القدم وذلك بالتمريرات القصيرة والحركة والتعامل مع الكرة من خلال عدة قنوات والحفاظ على الاستحواذ على الكرة.يرتبط هذا الأسلوب بشكل في نادي أياكس أمستردام الهولندي بقيادة رينوس ميتشليز مبتكرها في حقبة السبعينات وأيضا نادي برشلونة في الدوري الإسباني منذ كان يوهان كرويف مديراً للنادي واستمر اتباع هذا الأسلوب إلى الآن. كما أنه مرتبط بمنتخب إسبانيا لكرة القدم برئاسة مدرائه لويس أراغونيس وفيسنتي ديل بوسكي. تبتعد تيكي تاكا عن التفكير التقليدي المرتبط بتشكيلات الفرق بل تعتمد المفهوم المستمد من اللعب في المنطقتين.[1][2][3]
    أرسين فينغر؟؟؟

  2. يقول محمد صلاح:

    باعتبارى مشجع لفريق أرسنال خاصة
    ارسين فينجر مظلوم
    سياسة نادى أرسنال يشترى اللاعبين المغمورين صغار السن ويتم صقلهم حتى يشتهروا ويتم بيعهم
    لحاجة نادى أرسنال لبناء الاستاد الجديد ستاد الإمارات
    والان جمهور ارسنال يريد بطولات وليس اموال
    وهم يلوموا ارسين فينجر على السنوات الماضية بدون بطولات
    وهو يحس الان انه الضحية
    الجمهور عاوز بطولات
    الادارة أنهت الاستاد بتمويل معظمه ذاتى وهى تنظر الى البطولات كذالك
    والايام القادمة فارقه فى حياة الرجل القدير ارسين فينجر

إشترك في قائمتنا البريدية