إسطنبول ـ «القدس العربي»: أكدت مصادر في الائتلاف السوري المعارض أن وحدات حماية الشعب الكردية منعت دخول وفد الائتلاف لتقصي الحقائق حول ما حدث في تل أبيض إلى المدينة، في الوقت الذي بدأ فيه مئات النازحين في العودة من الأراضي التركية إلى داخل تل أبيض. وقالت نورا الأمير عضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري المعارض في تصريح خاص لـ «القدس العربي»، «حاولنا من صباح الاثنين الدخول إلى تل أبيض لكن وحدات حماية الشعب الكردية أبلغتنا أنه لن يسمح لنا بالدخول إلى المدينة، ونحن ما زالنا ننتظر على المعبر الحدودي بين المدينة والأراضي التركية».
وأوضحت الأمير عضو اللجنة المكلفة بتقصي الحقائق حول أعمال التهجير والحرق من قبل القوات الكردية في تل أبيض أن «الوفد شكل من قبل الهيئة السياسية في الائتلاف وهو مكون من ثلاثة أعضاء وهيئة التوثيق بالإضافة إلى ممثلين عن المنظمة الكردية لحقوق الإنسان وبدأت عمليها من يوم السبت الماضي». وأضاف الأمير «نحن كلجنة عملنا مستمر وما زلنا متواجدين بين النازحين في المنطقة الحدودية ونتقصى الحقائق من الأهالي حول ما حدث في تل أبيض ونتحقق من حدوث عمليات تهجير وحرق لبعض القرى من قبل وحدات حماية الشعب الكردية». رافضةً تأكيد حدوث ذلك قبيل انتهاك لجنة التحقيق والتقصي من عملها. وقدرت عدد الذين عادوا الاثنين إلى داخل تل أبيض بعد فتح المعبر الحدودي التركي بقرابة 2000 نازح، مشيرة إلى أن هناك أعداد أخرى من النازحين ما زالت في تركيا ولم تعود بالإضافة إلى أكثر من 80% من النازحين في الداخل.
وفي وقت سابق، نقل عن أحد أعضاء اللجنة قوله إن القوات الكردية منعت وفد اللجنة من الدخول إلى تل أبيض متذرعة ببيانات أصدرها الائتلاف ضد ممارسات وحداتها. وأضاف أن «اللجنة قابلت عشرات العائلات اللاجئة من تل أبيض وما حولها، واستمعت إلى شهاداتهم، وجهزت تقريراً أولياً عن عمل اللجنة خلال الأيام الثلاثة الماضية، وستقوم بتقديمه للهيئة العامة للائتلاف في أقرب وقت».
من جانبه، ذكر العضو السابق في مجلس مدينة تل الأبيض، أحمد الحاج صالح، أنه «لدى طلب اللجنة من الوحدات السماح لها بالدخول للمدينة، قام عناصر الوحدات بإبلاغ قيادتهم، فكان الرد أن يقوم الائتلاف بالاعتذار عن تصريحات وبيانات صدرت عنه ضد الوحدات، والتعهد بالتوقف عن إطلاق هكذا بيانات، كي يتم السماح لهم بدخول المدينة».
وكان أعضاء من الائتلاف السوري المعارض، اتهموا الوحدات الكردية بـ»ارتكاب أعمال تهجير بحق السكان العرب والتركمان» في مناطق عديدة من الشمال الشرقي لسوريا، ومنها تل أبيض، خلال تقدمها مؤخراً، في محيط المدينة، وسيطرتها عليها، بعد معارك مع تنظيم «الدولة».
و في الـ18 من الشهر الجاري، قرر الائتلاف تشكيل لجنة، للوقوف على أحداث تل أبيض والقرى المحيطة، بعد تلك الاتهامات. في سياق متصل، بدأ مئات النازحين الذين فروا إلى تركيا بسبب المعارك في بلدة تل ابيض السورية بالعودة الى ديارهم الاثنين بعد إعادة فتح معبر حدودي.
وطردت قوات وحدات حماية الشعب الكردية مقاتلي تنظيم «الدولة الاسلامية» من تل أبيض اثر معارك أدت إلى نزوح حوالى 23 ألف شخص إلى تركيا.
وأفادت السلطات التركية أن القوات الكردية أغلقت المعبر في الطرف السوري من الحدود بعد فتحه لفترة وجيزة الأربعاء، الامر الذي نفته وحدات حماية الشعب.
وعملا بسياسة «الباب المفتوح» التي اطلقها الرئيس رجب طيب اردوغان، استضافت تركيا 1,8 ملايين لاجئ منذ بدء الأزمة السورية في 2011، لكن أنقرة أعربت عن قلقها الكبير من سيطرة الاكراد على تل ابيض، واتهمتهم بطرد العرب والتركمان منها.
إسماعيل جمال