في مقابلة معها على قناة «فرانس24» سئلت الفنانة التشكيلية نينار إسبر، لماذا تقدّم نفسها كلبنانية، وهي التي تتحدّر من أب سوري (الشاعر أدونيس) وأم سورية (الشاعرة خالدة سعيدة)، قالت «أول شي أنا ولدت في بيروت، وعشت تجربة الحرب.. حب وموت في هذه المدينة. هي التي أعطتني الانتماء. مدينة أحبها وتؤثر بي، وما قدرت أنساها بعد عيش عشرين ثلاثين سنة في فرنسا. أعتقد أن الشخص هو الذي يقرّر لأي شيء ينتمي».
تعود الزميلة ليانا صالح لسؤال إسبر: «ما هي علاقتك بسوريا، خاصة وأنها تمرّ بظرف حرب منذ سنوات، وهل قمت بأعمال فنية تحاكي ما يحدث فيها اليوم؟». فتجيب إسبر «مش دغري بالنسبة لسوريا. عندي أعمال تخاطب الحرب والتعصب الديني». وتضيف «طبعاً الوضع مأساوي لدرجة عندي تشاؤم وحزن كبير».
وفي الختام دعت الفنانة مشاهديها لحضور معرض تشارك فيه الآن، قالت «لازم الواحد يشوفه، (فهو) يطرح أسئلة عن الآخر، من هو الآخر؟ وشو هي ثقافتنا».
لا يحق للمرء التدخل بخيارات إسبر، فلها وحدها أن تقرر جنسيتها وانتماءها، إنما فقط نطلب منها أن تتسامح معنا إن لم نلبّ دعوتها لحضور معرضها الذي سيطرح أسئلة عن الآخر، ويتنطّح لتعريف «شو هي ثقافتنا».
ولا ندري إن كانت ستسمح لنا بطرح أسئلة بخصوص ما الذي يدفع الفرنسي ميشيل سورا أن يقدم حياته من أجل تقديم حقيقة بربرية النظام السوري للعالم، أو الإسباني خوان غويتسولو والبرتغالي خوسيه ساراماغو والنيجيري وول سوينكا للتضامن مع القضية الفلسطينية؟
ليست المسألة في الجنسية وجواز السفر، إنما في الانتماء لقضية، لفكرة، لهمّ، (من المعلوم أن الممثلة الفرنسية السابقة بريجيت باردو من أشدّ المدافعين عن حقوق الحيوان، بات ذلك الدفاع جزءاً من هويتها وتكوينها أكثر من كونها ممثلة).
أما «شو هي ثقافتنا» فإن مشاهديك يسامحونك بالجواب.
مستوطنات أم مخيمات؟!
أول ما سمعت أن بعض المواقع الإخبارية يستخدم تعبير «مستوطنات اللاجئين السوريين»، حسبت أنه أطلق من لبنانيين في إطار الحرب العنصرية والكراهية الدائرة في لبنان ضد اللاجئين، فهكذا تعبير لا يمكن أن يطلقه إلا عدوّ. لكن المفاجأة جاءت من الإعلام السوري المعارض لنجد صحيفتين الكترونيتين نشرتا الموضوع نفسه مع تلك الأخطاء. وفي وقت اعتذر أحد الموقعين وصحّح (موقع جيرون)، ما زال موقع آخر (كلنا سوريون) يحتفظ بذلك التعبير في العنوان وفي متن التحقيق الصحافي، الذي يتحدث عن اللاجئين السوريين في لبنان.
يمكن القول طبعاً إنها مجرد زلّة قلم، وزلّة «ديسك» التحرير، كما زعم «جيرون»، لكن دعونا نقلها صراحة، ليس الموقع احترافياً إلى هذا الحدّ لنقول إن هذه هي غلطته الوحيدة، وإن مستواه المهني الرفيع يشفع له هذه الزلّة، فالأداء عموماً يسمح بزلّات من هذا النوع.
إذا كان المعنيون يعرفون المستوى المتواضع لصحيفتهم الالكتروينة فهذا نصف الطريق إلى أداء احترافي، إن أنكروا يعني أننا ما زلنا في «جنة العماء» السورية ذاتها.
أردوغان على الخط
ماذا لو فتحتَ هاتفك للاتصال في منتصف ليلة ما، ولتكن ليلة الخامس عشر من تموز/ يوليو، ووجدت على الطرف المقابل بدلاً من حبيبتك أو أمك أو خالتك رئيس البلاد شخصياً؟!
يقول لك: «بصفتي رئيساً للجمهورية أوجه التهنئة في 15 تموز/ يوليو باليوم الوطني للديمقراطية والوحدة، وأتمنى الرحمة للشهداء وللأبطال الصحة والرفاه»!
رئيس الجمهورية في منتصف الليل! وقد يداهمك في لحظة ومكان غير متوقعين بالمرة، تخيّل كيف يمكن أن تكون ردة فعلك حينذاك.
لقد حدث ذلك بالفعل في تركيا في ذكرى الانقلاب الفاشل، فلم يتوقف الأمر عند رفع مآذن تسعين ألف مسجد في تركيا الصلاة بعيد منتصف الليل تكريماً لضحايا الانقلاب، يبدو أنهم أرادوا رسالة الرئيس الصوتية تتويجاً للاحتفال.
أحسب أن مواطناً، معارضاً على الأغلب، سيقول له: يا أخي سامحناك بالبلد بحاله، بالجيش، بالبرلمان، بالرئاسة، بحرية الصحافة، بالشارع أيضاً، ألا تترك لنا تلك اللحظة الخاصة والحميمة جداً بيننا وبين أنفسناً. رئيس في غرف نومنا أيضاً!
نساء «داعش»
يذهب مراسل «سي أن أن» إلى أحد مخيمات السوريين داخل سوريا، وتحديداً إلى قسم عزلت فيه نساء «داعش». يجري مقابلات مع نساء جئن من أندونيسيا، دفعن كل ما يملكن للوصول إلى «دولة الخلافة»، هناك حيث صدمن بكل شيء، ليدفعن من جديد آخرَ ما يملكن من أجل العودة. كذلك يلتقي المراسل امرأة فرنسية، وأخرى سورية تتحدث الانكليزية.
الغريب هو أن الصورة التي تظهر بها نساء «داعش» هنا هي صورة مغايرة كلياً لـ «داعش» القتل وقطع الرؤوس. فلا النقاب ولا الحجاب منعَ هاتيك النساء من إظهار رغبة عارمة بحياة أخرى.
تقول الفرنسية بما يشبه إعلان التوبة «أحب الحياة، أحب العمل، أحب الجينز، أحب بلدي، أحب والديّ، ولا أريد سوى العودة». ثم تختم كلامها بإعلان أكثر تأكيداً «أنا لم أكن بعيدة عن الشاطئ. كنت أذهب إلى الشاطئ في نهاية كل أسبوع، وأرتدي البيكيني».
أما السورية معلمة اللغة الانكليزية، فرغم أنها ما زالت تعد نفسها بلقاء زوجها المسجون لدى الأكراد، وتقول إنها تتمنى الموت من دونه، فلم يبدُ في حديثها حزن ولا تفجع، بل لم يخلُ صوتها من غنج لا يوحي بأي تعلّق بـ «داعش». هي تروي حكاية مبالغا فيها بعض الشيء. تروي كيف ارتدت ملابس الرجال واقتحمت السجن لتسأل عن زوجها، ثم تنظر إلى المراسل وتقول: «أعتقد أنك لا تصدّقني. العيون تتحدث لغة أقوى من كلام الفم، ألا تشعر أن هناك حقيقة في عينيّ؟».
ستنتهي الحرب، و»داعش» بالطبع، وستكون بحوزة السينما والأدب أفظع القصص المليئة بالهجرات والموت والدم وقطع الرؤوس إلى جانب قصص الحب والجنس.. والندم.
كاتب من أسرة «القدس العربي»
راشد عيسى
الحقيقة أن نينار اسپر تبدو منسجمة جداً مع نفسها عندما تساءلت؛ «شو هي ثقافتنا»؟ لأن أبوها أدونيس لخص لها هذه الثقافة بأقواله؛
فلتحترق….احترقي يا دمشق…أبي جهل و معاوية و عهر يزيد…
احترقي يا حلب …اجرام صلاح الدين
احترقي حمص المكناة باجرام ابن الوليد
احترقي يا درعا …البداوة و الجهالة و الثأر و الضباع المناكيد
لتحترق كل هذه الهياكل
لو كانت من الطيبات ما أنتجت كل هذي الرزايا …
لسا حدا مستغرب سؤالها؛ «شو هي ثقافتنا»!
هل نعتبر (نساء داعش) من باب ولكنى اتجمل ..
اعتقد ان محاولة تحسين صورة داعش من أى زاوية محكوم عليها بالفشل
ومع نساء داعش نعود للسؤال (شو ثقافتنا )
الحمد لله انها ( نينار اسبر ) لبنانية لاننا لا نتشرف بأن تكون هذه المتنصلة من اصلها سورية لا هي ولا أباها الذي ظهرت طائفيته بعد الثورة