«نيويورك تايمز»: الصغار يعيشون رعب وأخطار حروب الكبار في سوريا

حجم الخط
1

لندن ـ «القدس العربي»: نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» تحقيقاً خاصاً، حول الأطفال الذين عاشوا تحت حكم تنظيم «الدولة الإسلامية»، والمخاطر التي يعيشونها والرعب الذي يسكنهم، بعد أن رأوا عمليات قتل وذبح على مرأى عيونهم.
التحقيق الذي اعدته كل من سوميني سينغوبتا وهويدا سعد، يروي قصص الأطفال المفجوعين؛ حيث يقول التقرير، ان الصبي الذي لم يكن يريد ان يرى قطع رأس بأم عينيه، كان يحاول اغلاقهما، لكن الرؤية الالزامية التي فرضها التنظيم، جعلته يشاهد علناً مقتل أشخاص في مسقط رأسه في شمال سوريا».
ووفق الصحيفة، فإن الصبي، الذي يبلغ من العمر 11 عاماً واللاجئ في بيروت، يعتقد أنه رأى 10 عمليات قطع رأس، وأنه رأى رجلاً متهماً بجريمة ما، تم القاؤه من مبنى شاهق». وأظهرت مقاطع فيديو لعمليات الإعدام بعد تنفيذها، أطفال تمت دعوتهم لمشاهدتها داخل المساجد. «بعض أصدقائي، كانوا يذهبون ويشاهدون»، يقول محمد، لـ»نيويورك تايمز».

تجنيد الأطفال

ومع المعايير الوحشية للحرب السورية، شهد الأطفال الذين ينشؤون في المناطق التي يحكمها تنظيم الدولة الإسلامية وحشية غير قابلة للتصديق. وقد أغلقت المدارس منذ سنوات، وتم تجنيد الأولاد للقتال. والآن، في الوقت الذي تحاول فيه الجيوش الأجنبية والميليشيات المحلية طرد تنظيم الدولة الإسلامية من معاقلها الأخيرة في سوريا، يتعين على الأطفال الهاربين من العنف تفادي الضربات الجوية والقناصة والعطش والعقارب عند مرورهم عبر الصحراء، على ما تقول الصحيفة.
خطر يلوح حتى عندما تصل إلى بر السلامة. كما تقوم الميليشيات التي تشن عمليات ضد تنظيم الدولة الإسلامية بتجنيد الأطفال للقتال، وفقاً لعمال الإغاثة ومسؤولي الأمم المتحدة. ويقول العاملون في مجال الإغاثة إن «الأطفال يتغذون بالمال والبنادق»، وهو ادعاء نفاه، متحدث باسم المقاتلين الأكراد السوريين والميليشيات المعروفة باسم القوات الديمقراطية السورية وتدعمها الولايات المتحدة.
وتشير الصحيفة إلى ان «الملايين من أطفال سوريا قد نشأوا وسط الصدمة». أحد أطباء الأطفال، الذين فروا مؤخراً من الرقة، ويدعى راجيا شرهان والذي يعمل مع منظمة اليونيسف: قال: «إن الطفل الذي يقل عمره عن سنتين يبدأ في القتال بأذرعه وساقيه وحتى صرخاته. هذا امر طبيعي». ولكن هؤلاء الأطفال في الرقة، لم يقاوموا أو يركلوا على الإطلاق. «لقد كانوا ينظرون لي فقط، مثل، افعل ما تريد «، وقال الدكتور شرهان. «أعتقد أنه بسبب الصدمة التي يعانون منها».

غارات قوات التحالف

وبما أن التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة، وتدعمه الميليشيات الكردية والعربية، يطوق الرقة، هناك تقديرات متباينة إلى حد بعيد عن عدد الأشخاص الذين تركوا في المدينة – ربما أقل من 20 ألف شخص. والظروف في الداخل مروعة، على ما تصف الصحافيتين. حيث لا يوجد ما يكفي من مياه الشرب. ما يخرج من الصنبور يجعل الناس مريضين، والحصول على المياه من نهر الفرات صعب، ويتعرض صاحبه لخطر اطلاق النار أو قصف.
وقال محمود، للصحيفة وهو من سكان الرقة الذين هربوا قبل عام، إن الأصدقاء قالوا له إن الطعام نادر جداً لأنهم تركوه لأطفالهم، وصاروا يتظاهرون أمامهم بمضغه في أوقات الوجبات، لخداعهم». والخبز هو الطعام الوحيد الذي يستطيع الكثير من سكان الرقة شراءه، كما أظهر مسح في أوائل يوليو / تموز. وقد تم قطع الكهرباء في المدينة منذ فترة طويلة، وفي وقت المسح، الذي أجرته ريتش، وهي مجموعة غير حكومية، لم يكن هناك وقود لتشغيل المولدات الكهربائية. وقال الاستطلاع إن الدولة الإسلامية حفرت العديد من الأنفاق وأن أنابيب الصرف الصحي تضررت، وجرت الفئران عبر بعض الأحياء. وأكدت منظمة الصحة العالمية حالة واحدة من شلل الأطفال في الرقة في حزيران/يونيو.
ثم هناك مخاطر اخرى تتعلق بالغارات الجوية. وكانت لجنة تابعة للأمم المتحدة في مطلع حزيران / يونيو قالت: ان «الغارات الجوية التي شنتها قوات التحالف قتلت مئات المدنيين في الرقة». وقد فر أكثر من 200000 شخص من المدينة بين شهري نيسان/أبريل وتموز/يوليو ، وفقاً للأمم المتحدة، وتدفقوا إلى المناطق التي استولت عليها مؤخرا الميليشيات العربية والكردية التابعة للقوات الديمقراطية السورية.

رحلة الموت

الرحلة من الرقة منهكة للأطفال وتعرضهم لخطر الموت، من خلال التضاريس التي لا تزال ملغومة بشكل واسع. وقد ترك المقاتلون الفارين الفخاخ المتفجرة والقنابل. ودرجات الحرارة المرتفعة جداً وهناك القليل من المياه في الريف الجاف والأجرد؛ حيث يعاني هؤلاء الأطفال من الرحلة الشاقة.
وقالت جوسيا نواكا، منسقة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود، التي تعمل في مخيم للنازحين على بعد 40 ميلاً من الرقة: «إنهم يستنفدون ويؤكدون أنهم يجفون بلا ماء». ويقول عمال الإغاثة: ان «الأطفال يستيقظون مع الكوابيس ويرطبون أسرتهم. وهم يخبرون أمهاتهم بأن يغطين أنفسهن من الرأس إلى أخمص القدمين، كما يطلب تنظيم الدولة الإسلامية. ويلعبون لعبة الحرب، وينقسمون إلى فرق من مقاتلي داعش وميليشيات داعش».
وقال محمود، وهو من سكان الرقة السابقين، إنه يشعر بالجزع لرؤية صبية صغار يتصرفون أكثر صرامة وأقدم من سنهم. حتى في المخيمات المؤقتة، خارج سيطرة داعش، يربطون العصابات السوداء حول رؤوسهم عندما يلعبون، مثل مقاتلي داعش. يستمعون إلى أناشيد التنظيم الجهادية. يطلبون منه الحصول على البنادق. وقال: «انهم يرون الأطفال الذين يعيشون في عمرهم الطبيعي»، فقط يرون الرجال الكبار».
وقد أغلقت المدارس في الرقة، كما في معظم أنحاء سوريا، لسنوات. وتؤكد سونيا خوش، المنسقة السورية لإنقاذ الطفولة، أن دروس الرياضيات غير الرسمية تعكس الواقع الجديد للطلاب: «إن بندقية واحدة بالإضافة إلى بنادق تساوي سلاحين».
وفي دراسة استقصائية أجريت في جميع أنحاء سوريا، ليس فقط في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش، وجدت منظمة إنقاذ الطفولة أن ما يقرب من نصف المجيبين البالغين قالوا إنهم شاهدوا أطفالاً فقدوا القدرة على الكلام أو وضعوا عقبات في كلامهم منذ بداية الحرب.
والخطر الثابت الذي يواجه الأطفال هو تجنيدهم؛ حيث قام التنظيم بتنفيذ بعض من أبشع الجرائم، بما في ذلك الهجمات الانتحارية، عبر الأطفال، وتفاخر بتدريب ما سماه «أشبال الخلافة».
وقالت اللجنة المستقلة المستقلة للتحقيق في الجمهورية العربية السورية: إن «جماعة المظاهرات الجهادية الأخرى المعروفة باسم «حياة التحرير»، التي يعتقد أنها مرتبطة بالقاعدة، تضمنت أيضا صبية لا تتجاوز أعمارهم 15 عاماً».
وقال باولو سيرجيو بينهيرو رئيس اللجنة: ان مكتبه وثق «زيادة كبيرة في تجنيد الأطفال» من جانب قوات الدفاع ايضاً كجزء من هجوم الرقة. وقال السيد بينهيرو: إن الشرطة الكردية «ألقت القبض على الرجال والفتيان عند نقاط التفتيش في المناطق الخاضعة لسيطرتها» للاشتباه في دعمهم لتنظيم داعش أو عدم الانضمام إلى ميليشياتهم.
ويقول مسؤولون آخرون في الأمم المتحدة إنهم تحققوا من تقارير تفيد بأن أشخاصاً متهمين بأنهم متعاطفون مع داعش قد سلموا إلى المخابرات العسكرية السورية. وقال احد عمال الاغاثة لوكالة خاصة كان موجودا في المنطقة منذ عدة اشهر انه سمع ما لا يقل عن خمس فتيات في سن المراهقة وعشرات من الفتيان الذين تم تجنيدهم من قبل داعش. وقال عامل الإغاثة: إن «الأطفال يشعرون بأنهم مهمون جداً». ونفى المتحدث باسم الأكراد، مصطفى مصطفى بالى تقارير تجنيد الأطفال، قائلا: ان قواته تقاتل «عقلية تجنيد الأطفال». وأضاف: «كيف يمكننا ان نتهم بذلك؟». واضاف «انكر تماماً كل هذه الادعاءات».
ويعد تجنيد الأطفال ضد القانون الدولي، وأكبر ميليشيات كردية سورية تنفذ عمليات ضد داعش في المنطقة، ووحدات حماية الشعب الكردية، والمعروفة باسم ي.ب.، تعهدت بعدم تجنيد الأطفال. وتحدث جيرت كابيلير، المدير الإقليمي لليونيسيف، عن «الأهوال» التي يواجهها الأطفال حتى بعد أن هربوا من الرقة. وقال في بيان صدر بعناية في منتصف تموز / يوليو: «انهم محتجزون ويتعرضون للاعتداء والوصم بسبب الانتماءات المدركة»، في حين ان التوترات مرتفعة بين المجتمعات وداخلها.

«دايلي تلغراف»: عائلة بقيت 21 يوماً تحت الأنقاض في الموصل

نشرت صحيفة «دايلي تلغراف»، قصة مثيرة، حول بقاء اسرة من الموصل على قيد الحياة تحت الانقاض لمدة 21 يوماً، بعد ان اعتقد الجميع انهم ماتوا بسبب انفجار استهدف مسكنهم.
ويروي، الأب وليد إبراهيم خليل، البالغ من العمر 46 عاماً، أنه كان واقفا بباب المنزل في المدينة القديمة عندما انهالت القنابل على البيت يوم 30 يونيو/حزيران الماضي فقذفه الانفجار بعيدا، لكن زوجته وشقيقيها وثلاثة من أطفاله وحفيدين كانوا يختبئون في القبو ولم يتمكنوا من الهرب.
ويقول إنه عندما نظر إلى البيت من بعيد وجده وقد سوي بالأرض وافترض أن الجميع لقوا حتفهم، وظل كل يوم يتوسل إلى عمال الإنقاذ لمساعدته في انتشالهم لكن قناصة تنظيم الدولة الإسلامية كانوا لا يزالون في المنطقة ولم يتمكنوا من الوصول إلى شارعهم.
وكان خليل يخرج كل صباح ومعه ثمانية أكياس سوداء لعله يتمكن في هذا اليوم من الوصول إليهم ودفنهم بطريقة لائقة، ثم بعد ثلاثة أسابيع اكتشف عمال الإنقاذ أن جميع أفراد الأسرة الثمانية ما زالوا أحياء، وكانت هذه معجزة بالنسبة لخليل وخبراً ساراً ونادراً للعمال الذين قضوا شهورا في انتشال جثث فقط. ومن لطف القدر أن المنزل المكون من طابقين انهار وغطى القبو الصغير الذي كانت تقبع فيه أسـرة خـليل.
وتقول زوجة خليل التي تجلس في بيت أخيها في شرق الموصل وتتماثل للشفاء من شظية أصابت ساقيها: «لم نصرخ طلباً للمساعدة، وكنا نشعر بالقلق من أن التنظيم لا يزال بالخارج، وافترضنا أن جميع السكان ماتوا لأننا لم نسمع طوال الوقت صوت أي طفل أو امرأة، وكانت رائحة الجثث تزداد كل يوم».
وأشارت الصحيفة إلى أن أفراد الأسرة بقوا على قيد الحياة بأكل الأرز الذي كان مخزنا في القبو؛ حيث كانوا يقومون بغليه على موقد غاز وكان نصيب كل فرد ثلاث ملاعق مرتين يومياً، وكان لديهم بعض حاويات المياه الجوفية الشديدة التلوث حتى أنهم كانوا يضطرون لمزجها بالكلور لجعلها صالحة للشرب.
وكانت نافذتهم على العالم طوال هذه الفترة فتحة صغيرة تسمح ببعض الضوء الذي كانوا يرصدونه لمعرفة عدد الأيام التي قضوها في القبو.
وتحكي زوجة خليل «لم يكن هناك مكان كاف للرقود، ومن ثم لم يتمكن أحد من النوم نوما طبيعيا، فكنا نهيئ فسحة صغيرة لأصغر الأطفال محمد الذي استطاع النوم لبعض الوقت، وكان الرجال يضطرون للتناوب على الوقوف ساعات لإفساح المجال للآخرين للاستلقاء».
وكانت درجة الحرارة تصل إلى خمسين درجة في تموز/يوليو ، وكاد الجميع يختنقون من شدة الحر، وفي يوم 21 يوليو/تموز الجاري تمكن عمال الإنقاذ من الوصول إلى المنزل وسمعت الأسرة أصواتهم وصاحت عليهم من النافذة الصغيرة التي كانت قريبة.
ويحكي خليل وهو يتنهد: «لقد رأيت محمد أولا ولم أصدق عيني فأمسكت به وضممته إلى صدري ولم أتركه، وكانت زوجتي في حالة سيئة، لكنها والحمد لله كانت على قيد الحياة».
وهو يعاني الآن صمماً جزئياً من الانفجار، ومحمد الصغير مصاب بصدمة من ذكريات الوقت الذي قضوه في القبو ولا يكاد يتكلم. وتعتقد الأسرة أن منزلها أصيب لأنه كان هناك مقاتل شيشاني يتخذ من سطحه موقعاً للقنص وتوسلوا إليه لمغادرته إلى مكان خال خشية أن يصبح المنزل هدفاً للغارات، وهذا ما حدث.

«ناشيونال إنترست»: هل يشن ترامب حرباً على إيران؟

طرحت مجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية، اشكالية حول سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخارجية، مشيرة إلى ان الرئيس الجديد «لديه شغف كقائد سياسي في تحقيق انتصارات باستخدام ترسانة القوة التي تمتلكها بلاده»، محذرة من أنه إذا غامر فسيقود أمريكا إلى حروب مكلفة.
ونشرت المجلة مقالاً لكريستوفر بيربل، قال فيه إن «ترامب قد يسعى إلى تحقيق فوز على كوريا الشمالية أو إيران، وذلك بدلاً من مجرد توسيعه نطاق الحروب التي ورثها من أسلافه»، وأضاف: أن «هناك حقيقة غاضبة مترسخة في عقول الأمريكيين العاديين تتمثل في اعتقادهم بأننا لن ننتصر في أي حروب مقبلة».
وأكد أن «هذه الفكرة لا تروق للأمة الأمريكية التي سبق أن انتصرت على ألمانيا النازية وعلى إمبراطورية الشمس الساطعة، والتي أرسلت إنساناً إلى سطح القمر وتغلبت على الاتحاد السوفييتي في الحرب الباردة وأجبرت الرئيس العراقي الراحل صدام حسين على الانسحاب من الكويت في غضون أيام».
وأضاف أنه ربما لا ينبغي لمثل هذا الأمة أن تستغرق وقتاً طويلاً وهي تناضل بكل قوة لإلحاق الهزيمة بمجموعات من المتمردين، الذين أشد سلاحهم فتكا لا يغدو كونه مصنّعاً من أدوات منزلية شائعة أو قذائف مدفعية تم التخلص منها أو ألغام أرضية قديمة.
وأشار الكاتب إلى أن ترامب سبق أن أشار أثناء حملته الانتخابية إلى فشل بلاده في تحقيق انتصارات في الحروب التي تخوضها، وأنه عند تسلمه زمام الأمور في البيت الأبيض سرعان ما واصل أسفه على الظروف التي يمر بها الجيش الأمريكي في هذه الحروب، وأنه قال أمام حكام الولايات في شباط/فبراير الماضي إما أن ننتصر أو أن نتخلى عن القتال من الأصل.
وقال الكاتب إن ترامب أدرك بعد خمسة أشهر مدى صعوبة التخلي عن القتال، وذلك رغم أنه لم يبين لنا كيفية الفوز أو طريقة تحقيق انتصارات. موضحاً أن ترامب لم ينخرط في الخدمة العسكرية إبان حرب فيتنام، لكنه التحق بمدرسة ثانوية عسكرية، ونسب إليه القول إن هذه المدرسة «منحته تدريبات عسكرية أكثر من كثيرين ممن ينخرطون في صفوف الجيش».
وقال الكاتب إن ترامب وغيره من غالبية الأمريكيين ربما شاهدوا قدرات الجيش الأمريكي عبر شاشات التلفزة أو في الأفلام، وإنه وآخرين يتصورون أن هذه القوة تؤدي حتما إلى النصر، وذلك رغم الأدلة الساحقة التي تشير إلى العكس من ذلك.
وأشار الكاتب إلى تدشين الرئيس ترامب الأسبوع الماضي حاملة الطائرات الجديدة «يو أس أس جيرالد فورد» التي تعد الأحدث في البحرية الأمريكية، وأنه أطلق تصريحات نادى من خلالها بضرورة تحقيق الولايات المتحدة انتصارات كاملة.

«الإندبندنت»: أوروبا تسمح بغرق اللاجئين عمداً

في افتتاحيتها، انتقدت صحيفة «الإندبندنت»، ما سمته «استمرار حالات الغرق المرعبة للاجئين على الشواطئ الجنوبية لأوروبا»، محذرة من تفاقم هذه الأزمة الإنسانية، وتورط أوروبي في عمليات الغرق، وطالبت المجتمع الدولي (وبريطانيا على وجه التحديد)، بـ»اتخاذ المزيد من الإجراءات الفعالة لتجنب» كل هذا الموت.
وركزت الصحيفة على ما قاله، رئيس جمعية «سي ووتش» الألمانية أكسيل غرافمانز، إن «الاتحاد الأوروبي يترك الناس يغرقون عمداً في البحر المتوسط برفضه إنشاء وسيلة قانونية للمرور الآمن وعدم توفير الموارد الكافية للإنقاذ البحري».
وأشارت الصحيفة إلى أن 2400 رجل وامرأة وطفل فقدوا أرواحهم وسط البحر المتوسط حتى الآن، بمن فيهم 13 شخصاً وجدوا موتى في أسفل قارب مكتظ هذا الأسبوع.
ورأت الصحيفة أن هذا الأمر «لا يجوز التسامح فيه»، ومع ذلك تتسامح فيه حكومات أوروبا لأنها تبدو فاقدة للإرادة السياسية في التعامل معها. وذكرت أن غرافمانز كان يتحدث عن خلاف حول قواعد جديدة من المقرر أن تقدمها الحكومة الإيطالية اليوم، تقول الجمعيات الخيرية إنها ستحد من قدرتها على إنقاذ اللاجئين خلال ذروة موسم العبور.
واعتبرت الصحيفة أن هذا الأمر فيه بعض الحقيقة، لكن لا شيء يمكن أن يبرر سياسة ترك الناس يغرقون لثني الآخرين، وبدلاً من ذلك يجب أن يكون عدد القتلى في وسط البحر المتوسط حافزاً لجهود أكبر وأكثر فعالية على جميع المستويات للتعامل مع أزمة اللاجئين.
وينبغي أن يعني ذلك سياسة تركز على المعونة والتعليم في المصدر، ومحاولة ثني الناس في نيجيريا وغيرها من دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى عن التوجه نحو ليبيا في المقام الأول. ثم هناك المسؤولية الجماعية تجاه الشعب الليبي نفسه، بعد تحويل حلف شمال الأطلسي (ناتو) ليبيا إلى دولة فاشلة بتدخله فيها عام 2011، بأن يكون هناك المزيد من المساعدة لإصلاح الدولة.
وعلقت الصحيفة بأن مساعدة بريطانيا لخفر السواحل الليبي يجب أن تكون جزءاً من هذا الأمر، لكنها حتى الآن لم تفعل ما يكفي لوقف انتهاكات حقوق الإنسان، كما ورد في تقرير مجلس اللوردات هذا الشهر. وختمت الصحيفة بأن أزمة اللاجئين على الحدود الجنوبية لأوروبا هي من تحديات العصر الإنسانية الضخمة، وعلى بريطانيا مسؤولية أخلاقية للمساعدة في حلها سواء كانت عضوا في الاتحاد الأوروبي أم لم تكن، لأننا في نهاية المطاف أعضاء في الجنس البشري وجزء من المجتمع الأممي الأوسع ولا يمكن أن نكون جزءاً من «إغراق الناس عمداً».

«إنترسبت»: الإمارات دفعت لمراكز بحوث للتأثير في القرار الأمريكي

في متابعتها الحثيثة لقضية رسائل البريد المسربة لسفير الامارات في واشنطن ناصر العتيبة، نشرت مجلة «إنترسبت»، الأمريكية، تقريراً مفصلاً، كتبه كل من زيد جيلاني واليكس أيمونز، يفصلان فيه «الرشى» التي قدمتها الامارات لمراكز ابحاث مرموقة ولمقربين من مراكز القرار الأمريكية.
وقالت المجلة ان «دولة الإمارات العربية المتحدة هي واحدة من أكثر الحكومات قمعية في العالم. فالدكتاتورية الخليجية تنقض بوحشية على المعارضة الداخلية وتترك الظروف التعسفية قائمة في وجه العمال المهاجرين فيها، كما تلعب دوراً رئيساً في الحرب الدموية في اليمن؛ حيث تدير شبكة من سجون التعذيب في الأجزاء «المحررة» من البلاد.
ويشير تقرير المجلة، إلى ان «ما يثير الدهشة أن نادراً ما تنتقد الإمارات العربية المتحدة من قبل مراكز البحوث الأمريكية الرائدة، التي لا تتجاهل قمع الديكتاتورية الخليجية فحسب، بل تعطي منصة مميزة لسفيرها يوسف العتيبة. عتيبة هو صوت مؤثر بعمق في دوائر السياسة الخارجية الأمريكية، ومعروف في واشنطن استخدامه جيوبه لتجنيد الحلفاء» (في اشارة إلى الرشى التي يقدمها السفير).
ووفق الصحيفة، ففي الشهر الماضي، بدأ قراصنة إطلاق سراح لقطات من رسائل البريد الإلكتروني من حساب «هوتميل» يستخدمه العتيبة في أعماله الرسمية. وقد أرسل القراصنة لقطات إلى مواقع إخبارية مختلفة، بما في ذلك «ذي إنتيرسيبت»، «ذي دايلي بيست»، «الجزيرة»، و»هافغنتبوست». وقد اعترف القراصنة بأنفسهم بأنهم «غلوبال ليكس»، وقد ادعوا سابقا أنهم ينتمون إلى الموقع «دكلياكس». واتهمت المخابرات الأمريكية حكومة روسيا بتشغيل دكلياكس، ومن غير الواضح ما إذا كان قراصنة «غلوبال ليكس» ينتمون إلى روسيا أو مجرد محاولة لإعطاء ذلك الانطباع. وعندما سئلوا عن دوافعهم عبر «انترسيبت»، رد القراصنة باللغة الإنجليزية المكسورة بالبريد الإلكتروني على أنهم «لا ينتمون إلى أي بلد أو دين»، لكنه أضاف أن هدفهم هو «جعل أمريكا كبيرة مرة أخرى».
آخر دفعة من رسائل البريد الإلكتروني المخترقة التي تم تمريرها إلى المجلة، ومنافذ أخرى من قبل «غلوبال ليكس» توفر نظرة ثاقبة عن كيفية عمل العتيبة في العثور أو شراء الكثير من الأصدقاء في «دي سي» ومراكز البحوث. وتعطي الوثائق لمحة عن كيفية حصول ملكية صغيرة غنية بالنفط على مثل هذا التأثير الكبير على السياسة الخارجية للولايات المتحدة، مما يدل على حصول السفير على مزايا من قدامى المحاربين في إدارة أوباما – بمن فيهم وزيرة الدفاع هيلاري كلينتون – ودفع مبالغ كبيرة في المقابل.
وكانت إحدى الوثائق التي حصلت عليها المجلة، فاتورة من مركز الأمن الأمريكي الجديد، وهي مؤسسة أبحاث أمنية وطنية مؤثرة أسست في عام 2007 من قبل خريجي إدارة كلينتون. ودفعت الفاتورة بتاريخ 12 تموز/يوليو 2016 من خلال سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو مبلغ وقدره 250 ألف دولار لورقة عن النظام القانوني الذي يمكنه ان يسير تصدير الطائرات من دون طيار العسكرية إلى الامارات. وقعته ميشيل فلورنوي، مسؤولة بارزة في البنتاغون تحت قيادة الرئيس باراك أوباما. وكان من المتوقع على نطاق واسع ان تسمي هيلاري كلينتون، فلورنوي كوزيرة للدفاع. وشاركت فلورنوي في تأسيس مركز «سي ن اس»، بالإضافة إلى العمل الخارجي كمستشار إدارية، وتعمل حالياً في منصب الرئيس التنفيذي لمركز البحوث.
وتعتبر مراكز البحوث مؤسسات مستقلة، ولكنها غالبا ما تمول من قبل شركات الأسلحة، وبنوك وول ستريت، وحتى الحكومات الأجنبية. ومركز «سي ان اس»، كانوا شفافين في قول الحقيقة أنهم حصلوا على المال من الإمارات العربية المتحدة، وحتى سفارة الامارات موجودة ضمن قائمة المانحين للمركز. وغالبا ما تؤكد هذه المؤسسات، بما في ذلك هذا المركز، أن علماءها مستقلون عن مانحيهم، وأن تحليلهم يعكس إيمانهم الشخصي، وليس مصلحة المانحين الأقوياء.
ومع ذلك، فإن الفاتورة، فضلا عن رسائل البريد الإلكتروني التي حصلت عليها المجلة، تظهر العلاقة الوثيقة بين المركز وعتيبة، فهو دفع ثمن أوراق محددة وناقش وجهات النظر في الأوراق مع المؤلفين. وأوضح عتيبة في وقت لاحق للمسؤولين عن وضع أوراق السياسة كيف سيتم استخدام الوثائق لدفع برنامج الطائرات من دون طيار، لمصلحة الإمارات العربية المتحدة.
وفي مجال الوصف، تفيد الفاتورة بأن الدفعة قد تم تقديمها من أجل «دعم دراسة نظام مراقبة تكنولوجيا الصواريخ في المركز». وتشير اللجنة إلى اتفاق يضم 35 دولة تقوم بتصدير بعض الأسلحة العسكرية الكبيرة. ويمكن للبلدان التقدم بطلب للحصول على عضوية في هذه اللجنة وتصبح مؤهلة لشراء هذه الأسلحة. وقد كان هذا النظام دعامة لصناعة الطائرات من دون طيار لأن بعض منتجاتها تصنف على أنها صواريخ، مما يجعلها أكثر صعوبة في التصدير. كما أثار الاتفاق غضب حلفاء الولايات المتحدة.
ودولة الإمارات العربية المتحدة هي واحدة من البلدان التي واجهت حاجزًا في نظام مراقبة القذائف. وقد منعت إدارة أوباما بيع بعض أنظمة الأسلحة إلى الإمارات لأن نظام مراقبة القذائف يمنع بيعها خارج الحلفاء المقربين. وقد دفع بعض المشرعين إدارة ترامب للسماح بالبيع.
وجزء من الحملة للسماح لدولة الإمارات لشراء هذه الطائرات من دون طيار ينطوي على عمل مركز البحوث. وفقا لرسائل البريد الإلكتروني التي حصلت عليها المجلة، أرسل بريد إلكتروني إلى عتيبة، كتبت فيه فلورنوي، «يوسف: هنا هو اقتراح المركز لمشروع يحلل الفوائد والتكاليف المحتملة لدولة الإمارات العربية المتحدة الانضمام إلى نظام مراقبة تكنولوجيا القذائف، كما ناقشنا. واسمحوا لنا أن نعرف ما إذا كان هذا هو ما كان في الاعتبار».
وفي 11 تموز/يوليو ، تابعت فلورنوي مع عتيبة، قائلاً: «نحن نعتقد أن الدراسة يمكن أن تتم مقابل 250 ألف دولار. ويسرنا أن نرسل لك اقتراحا منقحا على هذا النحو هذا الأسبوع إذا كان ذلك مقبولاً «. وفي رسالة إلكترونية إلى العتيبة في تشرين الثاني نوفمبر 2016، كان إيلان غولدنبرغ، مدير برنامج الأمن في الشرق الأوسط التابع لمؤسسة «سي ناس»، كتب بصراحة حول دعم دولة الإمارات العربية المتحدة لمركز الأبحاث في عمل نظام مراقبة الجودة. واضاف «بنداً ادارياً واحداً». «لقد وافقنا في البداية على تقديم الشريحة الثانية من دعمك المالي للمشروع عندما نكون في منتصف النقطة، التي أعتقد أنها الآن. لذلك سيكون لدي شخص من فريق التطوير لدينا نرسل لك تفاصيل البنك/الفاتورة خلال الأيام القليلة المقبلة».
غولدنبرغ هو رجل مخضرم في إدارة أوباما الذي قاد مكتب وكيل وزارة الدفاع للعمل في مجال السياسة بشأن إيران. وهو يعمل حالياً كزميل قديم في «سناس».
وفي شباطفبراير من هذا العام، أرسل غولدنبرغ دراسة إلى العتيبة عن طريق البريد الإلكتروني. وزعها العتيبة على بعض المسؤولين رفيعي المستوى في حكومة الإمارات والعسكريين الكبار. وفي شهر أيار / مايو، أرسل عتيبة رسالة إلكترونية إلى فلورنوي وجولدنبرغ يشيدان بالدراسة – وفائدتها في تحريك جدول أعمال الديكتاتورية الخليجية إلى الأمام. وقال: «شكرًا لكم على التقرير». واضاف: «اعتقد انه سيساعد على دفع النقاش في الاتجاه الصحيح. بعض الطائرات من دون طيار «- طائرات من دون طيار -» المصنعون يدفعون لاستنتاج مماثل، لذلك هذا التقرير قد يؤكد من جديد حججهم».

«نيويورك تايمز»: الصغار يعيشون رعب وأخطار حروب الكبار في سوريا

صهيب أيوب

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول إبتسام لعمار. تونس:

    هناك من يشيّد لهم المدارس …..وهؤلاء يذبحونهم

إشترك في قائمتنا البريدية