«نيويورك تايمز»: ترامب يقضي ثماني ساعات أمام التلفزيون… ويشتكي من مؤامرة إعلامية لتدميره

حجم الخط
0

لندن – «القدس العربي»: في كل صباح؛ وتحديدًا في الساعة الخامسة والنصف يستيقظ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ويفتح جهاز التلفزيون في غرفة النوم الرئيسية في البيت الأبيض، ويبدأ بأخبار «سي أن أن» وأحيانا «فوكس اند فريندز» للراحة وفي بعض المرات «أم أس أن بي سي» وبرنامج «صباح جووي»، ويقول أصدقاؤه إن هذا الطقس يعطيه الطاقة والحماس لليوم. وبعدما يتسلح بها وأحياناً يشعر بالغضب، وربما الاثنين معًا، يبحث عن هاتفه «أي فون» وهو متمدد على السرير ويبدأ تغريداته. ويقول مساعدون له إنه قد يقوم بمتابعة التلفزيون من غرفة جانبية ويكتب تغريداته. وفي مرات يترك غرفة النوم إلى غرفة «تريتي» في ملابس النوم وأحيانا في ملابسه الرسمية ويبدأ إجراء مكالماته الرسمية وغير الرسمية.
وتقول صحيفة «نيويورك تايمز» إن ترامب وهو ينهي عامه الأول في الرئاسة يقوم بإعادة تعريف ما يعني أن تكون رئيساً للولايات المتحدة. فلا يزال يتعامل مع الحكم مثل الليلة التي أعلن فيها فوزه المدهش على المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، جائزة عليه القتال للحفاظ عليها في كل صباح يستيقظ فيه، والتويتر هو سلاحه «إكسكاليبر» أو سيف الملك آرثر السحري. وبرغم الصخب الذي يحدثه إلا أنه يرى نفسه أقل من مارد يتسيد العالم بقدر ما يشعر بأنه شخص مطعون وخارج عن المؤسسة، ويحاول أن يقنع العالم التعامل معه بجدية. وفي استطلاع قامت به الصحيفة لآراء 50 من مساعديه وأصدقائه ونواب في الكونغرس، قالوا: إن إدارة الحكم بالنسبة لترامب هي معركة ساعة بساعة للنجاة والحفاظ على نفسه على خلاف من سبقوه الذين تعاملوا مع الواجبات اليومية للحكم بمثابة امتحان قيادة للدولة. فلا يزال يعيش في نشوة حملته الانتخابية ومقتنعاً أن التحقيق الذي يقوده المحقق الخاص روبرت موللر في التدخلات الروسية فيها مؤامرة ضدَّه. وعلق على جدران البيت الأبيض خرائط تظهر الولايات التي فاز فيها عام 2016.
وقبل انتخابه أخبر مساعديه بأن يتعاملوا مع كل يوم في الحكم مثل حلقة في مسلسل تلفزيوني يقوم فيها بهزيمة منافسيه. ويقول المقربون منه إن الرئيس يقضي يومياً أربع ساعات مقابل التلفزيون وفي بعض الأحيان 8 ساعات. ويشاهده في مرات من دون أن يرفع الصوت. ونقلت الصحيفة عن السناتور الجمهوري ليندزي غراهام إن الرئيس يعتقد أن هناك جهوداً لإضعافه وأن التحقيقات في التدخل الروسي لا أساس لها و «يعتقد بصدق أن الليبراليين والإعلام يريدون تدميره» مشيراً إلى أن المشكلة في موقف ترامب هي أنه لم يفرق بعد بين كونه مرشحاً للرئاسة وكونه رئيساً، وعليه أن يبحث عن النقطة الجيدة «بين كونك مهاجماً ورئيساً».

تقلب

ونتيجة لهذا؛ يشعر الكثير من السياسيين والمعلقين من الحزبين بالقلق من الطريقة المتقلبة التي يدير فيها الأمور كما يشتكون من عدم الاستقرار ولا يتحرجون من دون أن يكون لديهم شهادات طبية من الحديث عن مشاكل صحية يعاني منها الرئيس. وشهدت الأسابيع الماضية عدداً من المناسبات منها شتم ترامب أحد الأمريكيين الأصليين أمام ضيوف من قبيلة نافاجو، وتلميحه إلى أن مقدم برامج تلفزيونية له علاقة بموت أحد المساعدين وإشعاله حملة دولية عندما أعاد تغريدات ـــ لحزب يميني متطرف لا أحد يعرفه ــــ معادية للمسلمين. ومع ذلك يعتقد الرئيس أن طريقته في إدارة الأمور هي التي قادته إلى البيت الأبيض، ويجب أن تكون صحيحة. وتعتبر شعبيته الأقل قياساً مع الرؤساء من قبله، 35% حسب استطلاع مؤسسة بيو، لكنه يسيطر على فضاء النقاش السياسي أكثر من أي شخص.
وبعد أكثر من فشل على صعيد التشريعات في الكونغرس فإن ترامب يقترب من الكشف عن سياساته الضريبية وإلغاء النظام الصحي لإدارة باراك أوباما. ولكنه أحدث تقدما في مجال التنظيمات والمناخ واستمر الاقتصاد المنتعش الذي ورثه بالنمو وأخيراً تم تفعيل قرار حظر مسلمي ست دول مسلمة من دخول الولايات المتحدة. وأخبر جارد كوشنر زوج ابنته ومستشاره أن الرئيس في عمر الـ 71 لن يتغير وبدلاً من ذلك قد يحاول لي النظام أو تدميره ليعمل بالطريقة التي يريد. وهذا صحيح، فجون كيلي، مدير طاقم الرئيس في البيت الأبيض يعمل 14 ساعة في اليوم من أجل فرض النظام على عملية فوضوية وبنجاحات قليلة. وفي الأشهر التي سبقت تعيين كيلي خلفاً لرئيس الطاقم السابق رينيس بريبوس فقد كان المكتب البيضاوي يبدو مثل الخروج من العمل في ساعة الذروة، يدخل إليه كل من هب ودب لتقديم النصح. وفي لقاء مع الصحيفة دخل أكثر من 20 شخصاً من بينهم بريبوس ونائب الرئيس مايك بنس. ومنذ تولي كيلي المهمة أغلق باب البيت الأبيض.

انضباط

ويحاول كيلي بطريقة هادئة ومحترمة تخفيض الساعات الحرة المتوفرة للرئيس التي يستخدمها للتغريد على التويتر وزيادة ساعات العمل. وحاول بريبوس من دون نجاح تشجيع الرئيس للوصول إلى المكتب بين التاسعة والتاسعة والنصف صباحاً. وزادت وتيرة اللقاءات التي لا يحضرها سوى كيلي وكوشنر وأتش أر ماكمستر، مستشار الأمن القومي وابنته إيفانكا ومدير الاتصالات هوب هيكس وروبرت بورتر، مسؤول طاقم البيت الأبيض ومستشارة الرئيس كيلي أن كونوي. ويقول مقربون من الرئيس إن رغبته بإدارة الأمور بطريقة مصغرة لا تعني أنه لا يتطلع لرأي كيلي الذي يتعامل معه كنظير. ويتصل به عدة مرات في اليوم. ويتصل في أثناء عشائه أو لعب الغولف أربع أو خمس مرات سائلا عن برنامجه. وتعطيه المكالمات الفرصة للتفكير. ونفى مسؤولون إن كان ترامب يبحث عن موافقة كيلي ولكنهم يؤكدون ثقته بآرائه. وتبنى كيلي بعضاً من المظالم التي يحملها رئيسه حول محاولة الإعلام تدمير الإدارة. إلا أن ترامب يتحايل أحياناً على برنامج رئيس طاقمه، ففي حفلة لعيد الشكر أقيمت في منتجع مار- إي- لاغو تحدث مع الحضور بالطريقة التي كان يفعلها عندما كان مرشحاً وتبادل معه الضيوف لقطات واتصل مع أصدقاء سألهم عن مجرى التحقيق الروسي وعاد إلى البيت الأبيض متحمساً. ويقول كيلي إنه يحاول السيطرة على ما يستطيع.

لا استراتيجية

اقتنع الكثيرون داخل وخارج واشنطن أن هناك استراتيجية خلف أفعال ترامب، ولكن من دون خطة غير الدفاع عن النفس. وفي بعض المناسبات يتصل مع بعض الأصدقاء قبل أن يرسل تغريدته طالبا رأيهم واستمع لنصيحة محاميه أن لا يهاجم المحقق الخاص موللر. ولكنه لا يستطيع التحكم بنفسه، فقد قال إن الاتهامات الموجهة لمدير حملته السابق بول مانفورت لا علاقة لها بالحملة وعلى المحققين التحقيق في كلينتون المحتالة والديمقراطيين. وهاجم جورج بابادولوس الذي اعترف بالكذب حول التواصل مع الروس قائلا: إنه كان متطوعا عاديًا في حملته وثبت كذبه. وعندما اعترف مستشار أمنه السابق مايكل فلين التزم الصمت لكنه في اليوم الثاني أصدر من مانهاتن سلسلة من التصريحات هاجم فيها كلينتون وتحقيق جيمس كومي بالرسائل الإلكترونية. ومع تزايد التغطية في برامج الأحد أصبح غاضباً ونصحه المستشارون بالتوقف، لأن ما يقوله مثير للجدل. وتقول الصحيفة: إن الذخيرة التي يستخدمها في التغريدات تأتي من التلفزيون ولا أحد يلمس الريموت كونترول إلا ترامب وفريق الدعم الفني- هذه هي القاعدة. وفي أثناء اللقاءات يتم إسكات التلفزيون ولكنه يبقي عينيه على الشاسة (60 بوصة) والنظام «سوبر تيفو» الذي يوفر له القنوات التي يريد.
ويستخدم ما يراه في القنوات التلفزيونية للحديث مع من في الغرفة حتى المسؤولين عن الشؤون المنزلية الذين يحضرون له كميات كبيرة من «دايت كوك» الذي يستهلكه يوميا. ولكن الرئيس يحاول تجنب الظهور بمظهر من يشاهد التلفزيون كثيرا حتى لا يتهم بأنه لا يتعامل مع وظيفته بجدية. وفي رحلته الآسيوية طلب منه أن يحترس من أسئلة مثل عادات مشاهدة التلفزيون ولكنه رد قائلاً إنه لا يشاهد الكثير وما يقال أخبار مزيفة والإعلام المزيف يريد نشر الفكرة عنه مع أنه يقضي الوقت وهو يقرأ الوثائق. وناقض نفسه عندما قال إنه أجبر على متابعة «سي إن إن» في الفلبين لأنها الشبكة الوحيدة المتوفرة.

الشهرة

ويحب ترامب الشخص الذي يتحدث عنه كل العالم مشاهدة اسمه على الشاشة. وعندما يمر يوم أو يومين من دون أن يظهر على الشاشات تظهر عليه علامات الضيق. ويقوم مساعدوه برصد «فوكس أند فريندز» وفي حالة مر شيء من دون أن يلاحظوه يظل الرئيس في مزاج متعكر. ومزاجه المتلقب واضح عندما يلعن بعض مساعديه لأنهم جلبوا شخصاً لا يعرفه إلى اجتماع، ولكنه يصحح الأمر بحديث حلو مع الشخص نفسه لاحقا. وبرغم ما تقوله كونوي من أن الرئاسة غيرت ترامب، إلا أن الكثيرين لا يرون هذا الجانب «اللين» ففي حفلات البيت الأبيض الخاصة يتحدث مع الأطفال ويطلب أن يكونوا في حفلات الهالووين لكنه لا يعمل على إظهاره في الرأي العام لأنه يؤثر في رؤية القوة التي يريد الترويج لها.
وفي جلسة مع بعض الشيوخ الجمهوريين تحدث بعاطفة عن مشكلة المخدرات والكحول ومعركة شقيقه معها ثم التفت إليهم قائلا «ألستم مسرورين أنني لا أشرب». ويبدو أن رؤية ترامب للرئاسة جاءت من الصورة الإمبريالية عنها التي لم تتوافق مع الواقع ولها جذورها في عمله كمتعهد عقارات شاب يصدر الأوامر لعماله. وحاول في البداية ان يطبقها إلا أنه ووجه بالرفض «أنا لا أعمل لديك» قال له السناتور بوب كوركر. وقال ميتش ماكونويل زعيم الأغلبية الجمهورية للرئيس الذي حاول التدخل أثناء حديثه «لا تقاطعني».

المعلومات

ومراقبة المعلومات التي يستهلكها الرئيس والتفريق بين الغث والسمين لا تزال أولوية لفريقه. وبعد عام من الحكم والعلاقة مع أفضل العقول في الحكومة لا يزال ترامب يشك في المعلومات التي لا تأتي من عقله. ويرى بعض مستشاريه مثل ستفين مونشين وزير الخزانة أن الرئيس يحب الأحاديث بدلاً من قراءة أعداد كبيرة من الكتب والوثائق. إلا أن مساعدين يشتكون من عدم قدرته على التعامل مع الحقائق وتركيزه القليل وميله للإيمان بنظريات المؤامرة.
وقال كيلي إنه كان وراء طرد كل من ستيفن بانون وسبستيان غوركا اللذين يقدمان معلومات للرئيس تحمسه أو تخلق مشاكل داخلية ولكن ترامب لا يزال يسيطر على قائمة المدعوين.

… وبدلاً من التغريد مثل ترامب على «تويتر»… ماكرون يعزز مكانة فرنسا في الشرق الأوسط

ليس غريباً أن يحاول الكثيرون في ضوء انشغال ترامب بتغريداته ملء الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة. فحسب غايلز كيبل الخبير الفرنسي بجامعة بو فإن إدارة ترامب لا يعتمد عليها فالرئيس يصدر تغريدات في الصباح ويعمل العكس في المساء. وفي تقرير أعدته أليسا روبن في الصحيفة ذاتها فإن إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي أصبح الوجه الجديد للسياسة الغربية في الشرق الأوسط، وهو دور لم يكن أحد يتوقعه قبل عام. وما عبد الطريق لكل هذا كان قرار الرئيس ترامب الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل إضافة لتغريداته المعادية للمسلمين وتخفيضه عدد العاملين في وزارة الخارجية الأمريكية بشكل أعطى فكرة أن الدبلوماسية الأمريكية في تراجع، وهو ما فتح المجال أمام الذين يريدون توسيع حضورهم على الساحة الدولية.
ومن هنا انتهز ماكرون الفرصة واتخذ مواقف واضحة في الشرق الأوسط في وقت انشغلت فيه كل من بريطانيا وألمانيا بمشاكلهما الداخلية. واتصل ماكرون قبل يومين من إعلان ترامب عن اعترافه بالقدس معبراً عن «قلق» فرنسا من الخطوة. وتدخل شخصياً في تشرين الثاني/ نوفمبر لتحقيق استقرار لبنان عندما استقال رئيس الوزراء اللبناني في خطوة اعتقد الكثيرون أن السعودية كانت وراءها. وناقش خطة لمنع تدفق المهاجرين من دول الساحل والصحراء وها هو اليوم يحاول لعب دور في تشكيل مستقبل سورية بعد الحرب.
وفي المقابل ترددت الولايات المتحدة بالتدخل في صناعة القرار المتعلق بسوريا تاركة الساحة لروسيا. وقال كيبل إن الدبلوماسية الأمريكية كانت ستتدخل لإخراج سعد الحريري «لو حدث هذا قبل خمسة أعوام». ورافق كيبل لماكرون في رحلته الأخيرة لكل من أبو ظبي والرياض. ويقول الكثير من الدبلوماسيين الأمريكيين السابقين الأمر نفسه.

تجاهل

وقال ريان كروكر، الدبلوماسي الأمريكي المتقاعد «من الواضح أن الولايات المتحدة لعبت دوراً كبيراً في لبنان إلا ان السعوديين فعلوا شيئاً بالحريري من دون إخبارنا بشيء وهذا يدل على شيء كبير»، مضيفاً أن الولايات المتحدة كانت ستتدخل في الظروف العادية. وحتى في الدول التي يعتبرها ترامب صديقة فلم يعين بعد سفراء فيها والأمر نفسه في ست دول اخرى في المنطقة وهو دليل على التراجع الأمريكي بالمنطقة. ونفى ريكس تيلرسون التقارير حول الوضع الأجوف لوزارته وأنها مجرد تقارير صحافية مضيفا «لدينا أشخاص أكفاء قادرون بخبرة طويلة ملأوا المناصب الشاغرة في الوقت الذي نعمل فيه على شغر الأدوار الفارغة ولم تفتنا أي أزمة ولا حتى واحدة».
وعلى ما يبدو فإن النقطة المحورية لترامب في الشرق الأوسط هي إسرائيل التي وإن دعمت القادة العرب السنّة إلا انه من الصعب على ترامب الدفع برسالته من دون سفراء خاصة في الدول التي تهتم بالبروتوكول. كما أن تركيز ترامب ظل في المنطقة على تدمير تنظيم الدولة وعزل إيران، وبالمقاربة لم تتردد فرنسا من «إنفاق رأسمال سياسي» في المنطقة حسب إميل هوكاييم الباحث في المعهد الدُّولي للدراسات الاستراتيجية.
والاهتمام الفرنسي بالمنطقة ليس جديداً، فقد احتلت فرنسا حتى الستينيات من القرن الماضي المنطقة وأسهمت مع بريطانيا في تقسيم إرث الدولة العثمانية ورسم حدود الدول الحديثة في المنطقة. وفي السنوات الأخيرة نالت مديحاً من العرب لعدم دعمها الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 ولاستعدادها المشاركة في الحرب ضد نظام بشار الأسد. وتعتبر من الأسواق المهمة لبيع السلاح للدول العربية مثل السعودية وقطر ومصر.

زيارات نشطة… ووضع مختلف

وأعلن ماكرون في زيارة لقطر بيع أسلحة بقيمة 1.3 مليار دولار. وفي يوم الأربعاء زار الجزائر معززا العلاقات تحضيرا لتغيير في القيادة نظرا لمرض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وقام ماكرون الذي جاء إلى قصر الأليزية بعلاقات قليلة مع المنطقة بوضع فريق جيد ويضم لو دريان، وزير الدفاع السابق وسفير فرنسا السابق في لبنان والسعودية وعدداً من الدبلوماسيين والخبراء. ويرى هوبير فيردين، وزير الخارجية السابق في عهد جاك شيراك إن مدخله مختلف عن كل من نيكولاي ساركوزي وفرانسوا أولاند «فهو يريد علاقات مع السعوديين والقطريين والإماراتيين وقال إنه قد يذهب لإيران يوماً، وهذا شخص لا يريد أن يكون مرتبطاً بمعسكر ضد آخر»، فقد «حسب أن ساركوزي كان على علاقة قوية مع قطر وأولاند مع السعودية».
وبرغم كل هذا ففرنسا تظل دولة أصغر من الولايات المتحدة ولا يمكنها ضمان اتفاقياتها. فبرغم الأخطاء التي ارتكبها ترامب إلا أن «الفرنسيين لا يقدمون خدمات حرة أو يتحركون بطريق مختلف عن الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ، وعادة ما يحصلون على دعم خفي منها» كما يقول هوكاييم.
ويقول جوست هيلترمان، من مجموعة الأزمات الدولية «قبل ترامب كنا في القرن الأمريكي» و«كان الأمريكيون يستخدمون البريطانيين والفرنسيين لعمل أمر ما متناسق مع الاستراتيجية الأمريكية وكمستشارين موثوقين» و»اليوم الوضع مختلف، إدارة ترامب ليست مهتمة بالدبلوماسية». ويضيف إن ملء ماكرون الفراغ الأمريكي ليس فرصة لفرنسا فقط ولكن كعماد للقوة الغربية مع «بداية القرن الصيني» و«يرى (ماكرون) أن هناك خطورة من الغياب عن المسرح العالمي».
وبدأ ماكرون بلعب دور في المنطقة لمحاولة تعزيز الاستقرار في لبنان حيث كان في وقت الأزمة يفتتح فرعاً للوفر في إمارة أبو ظبي ومنها طار إلى الرياض والتقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان واتفق معه على خطة لإخراج الحريري وزيارته لفرنسا. ونجح الرهان في الوقت الحالي حيث لا يزال التوتر بين السعودية وإيران قائماً. ويقول كروكر «السؤال حول جهود ماكرون، هل تحاور مع السعوديين وأبعدهم إلى طريق آخر» وإن فعل «فهذا عمل عظيم».

«أوبزيرفر»: قرار ترامب حول القدس يستدعي سياسة أوروبية بديلة لرؤيته التدميرية

أشارت افتتاحية صحيفة «أوبزيرفر» إلى إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن القدس الأخير قائلة: إن أهم مبادئ العلاقات الدُّولية تؤكد أهمية الدبلوماسية الفاعلة لتحقيق أهداف السياسة الخارجية الواضحة بشكل لا يجعل خطاب ترامب الممسرح وذا «الأنوية» العالية، الذي اعترف به في القدس كعاصمة لإسرائيل، وأن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب خطـير بل مدهـش.
وقالت إن أهداف سياسة ترامب الخارجية بشأن المسألة الإسرائيلية- الفلسطينية تقوم حسبما عبر عنها على إنجاز صفقة لم يستطع أي من أسلافه الرؤساء تحقـيقها وهي «الصـفقة الكبرى» حسـبما قال متفـاخراً. وأوكل المهمة إلى صهـره ومسـتشاره جارد كوشـنر، تاجر العقارات وجيسون غرينبلات، أحد المحامين السابقين له. وفي الوقت الذي تحدث فيه ترامب متردداً عن دعمه لحل الدولتين إلا أنه لم يكشف عن ملامح خطته مع أنه عبر عن رغبته لحل المشكلة إلى جانب تحسين العلاقات بين إسرائيل والدول السنّية العربية خاصة السعودية والتصدي للتوسع الإيراني بالمنطقة. ومن بين هذه الأهداف الثلاثة التي من الصعب وصفها بعقيدة ترامب في السياسة الخارجية، فإنه قام بركل واحد منها وأضعف الاثنين الباقيين.
وفي النظرة الأولى، فخطاب ترامب ليس خيانة للرئيس الفلسطيني محمود عباس فحسب الذي حاول الدبلوماسيون الأمريكيون إقناعه بدعم عملية سلمية مهجورة بل وخيانة لالتزام الولايات المتحدة برعاية العملية السلمية واحترام القانون الدُّولي بما في ذلك قرارات الأمم المتحدة التي تؤكد أن وضعية القدس تقرر في مفاوضات الحل النهائي، وهو ما أشار إليه عدد كبير من المحللين والدبلوماسيين والقادة الأجانب. بل أضعف ترامب الجهود السرية التي تقوم بها إدارته في الأشهر الماضية لتشكيل محور تأثير جديد في المنطقة يضم السعودية والإمارات ضدَّ إيران وجماعاتها الوكيلة بالمنطقة مع أن الخطة هذه خطيرة في حد ذاتها.
كما فاجأ القرار حلفاء مهمين للولايات المتحدة مثل الأردن ومصر والعراق بهذا القرار الذي لم يحظ بشعبية. ووضعها القرار في حالة الدفاع أمام المعارضة لقرار اعتراف القدس بينما نفع إيران وجماعاتها التي بدت في مقدمة المعارضين لوضعية القدس الجديدة في عين الأمريكيين.
وحتى في إسرائيل فقد تعامل الكثيرون مع قرار ترامب باعتباره هدية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي تلاحقه الفضائح وأن الثمن الذي سيدفع على المدى البعيد سيكون دموياً. وترى الصحيفة أن نتيجة قراره كان بمثابة سياسة دولة تقوم على الهلوسة ولا علاقة لها بطموحات ترامب في السياسة الخارجية، وخطير ومن جانب واحد وسيترك نتائج عكسية كما هو أحادي الجانب. وتشير إلى أن القرار ليس مفاجئاً خاصة أن العالم اعتاد على رجل الأعمال ومقدم برامج تلفزيون الواقع الذي ليس لديه الصبر ويكذب وجاهل ويحب التفاخر.
وتشير إلى إبعاد بريطانيا نفسها عن الرئيس الذي أصبحت تصرفاته الخطيرة واضحة. وخاصة بعدما نشر تغريدات لجماعة يمينية متطرفة معادية للإسلام. وتعنيفه لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا مي التي كانت أول مسؤولة أجنبية تزوره في البيت الأبيض. وتعلق الصحيفة: «نقف أمام لحظة حرجة ليس في الشرق الأوسط ولكن في آسيا أيضا حيث يدفع ترامب وعدم صلاحيته للقيادة العالم نحو النزاع. وخلف وراءه في الـ11 شهرًا التي قضاها في البيت الأبيض دمارًا على الجبـهة الدُّولية من معـاهدة باريـس للمنـاخ إلى المعاهدة النـووية الإيرانـية واتفـاقيات التـجارة الحـرة».
وتعتقد أن الحرص والحذر اللذين تبديهما بريطانيا من سياسات ترامب ليسا كافيين بل على مي وحكومتها وبالتأكيد الاتحاد الأوروبي التوصل إلى سياسة بديلة عن الرؤية الأمريكية التدميرية لترامب وتأكيد الاجماع الدُّولي والنزاهة والتزام القانون الدولي ورفض تطبيع أعماله.

«بلومبيرغ»: نغمة أمريكية قاسية ضد السعودية وصدع محتمل… وتحذيرها من أي خطوة ضد قطر

قال موقع «بلومبيرغ» إن سلسلة التوبيخات التي وجهتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية الأسبوع الماضي تعكس أن واشنطن بدأت تتخذ موقفًا أقوى ضد الرياض عقب إرسالها رسائل متناقضة في الشهور المنصرمة. وأوضح أن ترامب أصدر الأربعاء الماضي تصريحاً من جملتين فقط يطلب فيه من السعودية الإنهاء الفوري لحصارها اليمن. ويوم الجمعة دعا وزير الخارجية ريكس تيلرسون السعودية للتفكير في عواقب ما تفعله في اليمن.
وعلقت بلومبيرغ بأن هذه التصريحات لم تحدد خطوة عملية إذا لم تستجب الرياض لهذه النداءات، إلا أنها تعكس نغمة أكثر حدة تجاه المملكة، كما تظهر أن ترامب يقترب من مواقف وزيريه للخارجية والدفاع اللذين ظلا يلومان السعودية على سلسلة من السياسات الخارجية التي جلبت انتقادات واسعة ضدها.
ونسب الموقع إلى كبير الباحثين بمركز دراسات الشرق الأوسط بمعهد بروكنغز «تامارا كوفمان ويتس» قوله إن الصوت الموحد الذي بدأ يصدر من واشنطن هو الصوت نفسه الذي كان يصدر من تيلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتيس. وعقب مطالبة ترامب للسعودية بوقف حصارها لليمن، صدرت نسخة أخرى من البيت الأبيض يوم الجمعة تطالب الرياض بالسماح بالدخول الحر لكل البضائع عبر الموانئ اليمنية والرحلات التجارية لمطار صنعاء. وعلق الموقع بأن هناك خلف نغمة واشنطن الجديدة شعوراً متزايداً بالحذر داخل خارجيتها من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي يراه تيلرسون وكثير من الدبلوماسيين الأمريكيين شاباً صغير السن ويفتقر للخبرة المطلوبة.
وأضاف بلومبيرغ أن تحذيرات تيلرسون مما تقوم به الرياض تزايدت بعد أن بدأ يشك في أن ابن سلمان ومستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر يتكتمان على تفاصيل تتعلق بخطة سلام للشرق الأوسط تعتقد الخارجية الأمريكية أن لها عواقب كارثية.
وكشف الموقع عن أن تيلرسون حصل في الأسابيع القليلة الأخيرة على موافقة ترامب بأن يبعث برسائل شخصية لابن سلمان يحذره فيها من اتخاذ أي خطوات أخرى ضارة بـ قطر. وخلال هذا الأسبوع كان يبدو أن تيلرسون أصبح أكثر انفتاحا للتعبير عن قلقه علنا لكن بشكل دبلوماسي.

«نيويورك تايمز»: ترامب يقضي ثماني ساعات أمام التلفزيون… ويشتكي من مؤامرة إعلامية لتدميره

إبراهيم درويش

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية