ريف حلب ـ «القدس العربي» اخترق قرصان اليكتروني «هاكر» تابع لنظام بشار الأسد موقع جيش الإسلام الذي يقوده زهران علوش، وقام بنشر بيان اعتزال علوش وتعيين أبو معروف رئيس الأركان بديلاً عنه، وجاءت عملية «التهكير» بالتزامن مع نشر حساب على «تويتر» يحمل اسم «زهران عبد الله علوش» ويضع صورته، البيان ذاته في الوقت ذاته، وهذا ما سبب في بداية الأمر حالة من الفوضى في النشر عند الناشطين.
وجاء في البيان الذي تداوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، والممهور بختم وتوقيع نائب قائد الجيش: «أعفي القائد العام لجيش الإسلام الشيخ عبد الله زهران محمد علوش من مهامه في قيادة جيش الإسلام، وذلك نظراً لتجاوزات عسكرية وإدارية ادّت الى خسارات في صفوف المجاهدين على جبهات الغوطة الشرقية بشكل علم وحرستا وجوبر بشكل خاص ، وتم تعين المجاهد أبو معروف قائد هيئة الأركان عوضاً عنه»، وكان البيان مختوماً بختم جيش الإسلام القيادة العامة، بالإضافة الى شعار الجبهة الإسلامية.
وقال الناطق باسم جيش الإسلام النقيب إسلام علوش في حديثه مع «القدس العربي»: نجحت مخابرات نظام بشار الأسد في اختراق موقع جيش الإسلام، ولكن بعد 114 محاولة فاشلة لاختراق الموقع، وبالنهاية استطاعوا أن يقوموا بتهكير شركة الإستضافة التي أنشئ عليها موقع جيش الإسلام، ودام الاختراق لمدة ساعة كاملة، وسجل الموقع 120 ألف زيارة خلال فترة قصيرة جداً، مشيراً أن الهكر أخطأ في الاسم وذكر في البيان المزور اسم «عبدالله زهران علوش»، أي أنه أعفى والد قائد جيش الإسلام بدلاً منه.
وأكد أن ما حصل يتعلق بالوضع السياسي العام، والتوتر الذي تشهده العاصمة دمشق في الفترة الحالية، وخاصة بعد العرض العسكري الكبير الناجح لجيش الإسلام، وتخريج دفعة جديدة من المقاتلين الذين انضموا لجيش الإسلام وبلغ تعدادهم 1700 مقاتل، ولكن تم استدراك الاختراق في الموقع مباشرة.
هذا وقد تناقل ناشطون خبر عزل القائد زهران علوش، وقاموا بنقله على صفحاتهم الشخصية؛ وذلك بسبب الالتباس الذي حصل بعد تهكير الموقع بشكل مباشر، حيث يستند معظم الاعلاميين، والناشطون في صحة أخبارهم على المواقع الرسمية للفصائل العسكرية في حال تم نشر أخبار تتعلق بالعزل، والتعين، والاندماج، والفصل، وإعلان المعارك.
والمسؤول الأول عن عملية «التهكير» هو الجيش السوري الالكتروني المدعوم بخبرات تقنية كبيرة إيرانية وروسية، وقد تم سابقاً تهكير العديد من مواقع الفصائل العسكرية السورية المعارضة لحكم بشار الأسد، بالإضافة إلى اختراق حسابات على الفيس بوك، والتويتر، وعلى برنامج الاتصال الشهير السكايب، ويعود ذلك بسبب قلة تدابير الحماية الأمنية اللازمة لمواقع المعارضين، وحساباتهم الشخصية وقلة الخبرة في ذلك.
يعد جيش الإسلام من أكبر الفصائل العسكرية المعارضة في سوريا، ويعمل بشكل مركز على جبهات دمشق وريفها، ويتمركز في مدينة دوما الواقعة في الغوطة الشرقية، وتعتبر الأخيرة مكانا تدار من خلالها أكبر عملياته، رغم أنها تعيش حصاراً خانقاً منذ ما يقارب الثلاث سنوات من قبل نظام بشار الأسد.
ياسين رائد الحلبي