كنت سأصدق الرئيس الأمريكي ترامب بأنه عازم على محاربة الإرهاب، بعدما صرح بأن إيران هي أكبر دولة داعمة للإرهاب، لو أنه أوضح مقصده بأنها تدعم أكبر نظام إرهابي عرفه البشر منذ النظام الهتلري في ألمانيا النازية والخمير الحمر في كمبوديا.
ولكن لتصريح ترامب غايات ودوافع أخرى لا علاقة لها بمحاربة الإرهاب، فهو لا يفوّت خطابا أو تغريدة بدون الحديث عن محاربة الإرهاب الإسلامي، وهذا جزء من مسيرته التحريضية الشعبوية على كراهية المسلمين وشيطنتهم، كخريطة طريق في عقيدته السياسية الاقتصادية. إنها شهادة رجل أعمال يخطط لصفقة مربحة كما يحسن هو أن يفعل في عالم المال وليس أكثر. تحدث ترامب عن الأموال التي جنتها إيران بعد الاتفاق النووي، هذا هو ما يشغله من كل الموضوع وليس محاسبتها على دعم الإرهاب، يريد صياغة الصفقة من جديد لتحسين استثمارها، نعم قد يسخّن المواجهة مع إيران لأقصى ما يمكن، ولكن ليس لدرجة الانفجار الشامل، لأنه لا حاجة للانفجار إذا ما حققت الصفقة هدفها المالي بدون صدام.
إضافة إلى أن سياسة إيران الاستفزازية والعدوانية ضد دول الجوار في اليمن والخليج تخدمه بشكل مباشر، وتجعل حلفاء أمريكا أكثر التصاقا وحاجة لها وأكثر عرضة للابتزاز.
إيران تدعم نظام السفاح بشار الأسد وأسهمت بجرائمه ضد شعبه بإرسال جيشها وليس أسلحتها فقط، وحضرته لم يتفوه ضد نظام الأسد حتى الآن بكلمة سوء واحدة، بل أعلن أنه سيتعاون مع الأسد في مجال ما سماه محاربة الإرهاب، وهذا يتناقض مع مواجهته المفترضة مع الإرهاب الأوسع والأشمل، وإذا كانت محاربة الإرهاب ستجري بالتعاون مع الأسد فما هو الإرهاب؟
لن نتحدث الآن عن صمت إدارة ترامب إزاء قوننة سرقة ونهب الأرض الفلسطينية، فهذه قضــــية أخرى عمرها عقود، الأهم الآن حياة عشرات آلاف الســــوريين التي سلبت منهم بأبشع الوسائل في سجون النظام النازي الأسدي، وما زال عشرات الآلاف منهم في سجون النظام مجهولي المصائر.
العالم كله يعرف أن نظام السفاح يمارس الإرهاب ضد شعبه، لدرجة الإبادة، وتأتي شهادة منظمة العفو الدولية (أمنستي) التي تتحدث عن شنق حوالي 13 ألف سوري وسورية خلال خمس سنوات في سجن صـــــيدنايا لوحده، شهادة متأخرة جدا، فالجــــرائم بحق الإنسان السوري كانت واضحة حتى للبعيدين ولغير المحترفين، فماذا سيكون موقف ترامب الصامت عن مذابح الأسد؟ بينما العالم كله يطــــالب بتقصي الحقائق حول جــــرائم ضد الإنسانية تـــمارس على الأرض السورية، علما بأن جرائم صيدنايا هي فقط طرف جبل من الجرائم التي ارتكبها ويرتكبها النظام.
المحرقة السورية عار على أمريكا وروسيا والدول الكبرى التي نافقت وما زالت تنافق بشار الأسد، عار على البشرية كلها، عار على الدول وعلى الأفراد، عار على الفنانين والكتاب والشعراء والصحافيين، خصوصا العرب الذين بلعوا ألسنتهم وصمتوا أو تحدثوا فنافقوا النظام المجرم، عار على كل من ما زالوا يبحثون عن مبررات لوجود هذا النظام واستمراره، عار على من يتساءلون بوقاحة أو بجهل أين هي المعارضة؟ ومن الذي سيحكم سوريا بعد الأسد؟ إن أي خريج من سجون الأسد ممكن أن يقود البلد أفضل مما فعل هذا المجرم وطغمته.
هذا النظام عار على حلفائه الروس والفرس وعلى حزب الله الذين ولغوا بالدم السوري، عار على حزب البعث وعلى القومية العربية وعلى السنة والشيعة والعلويين والدروز والمسيحيين والآراميين، عار على كل من روّج مع هذا النظام كذبه بأنه يحارب الإرهاب، عار على كل من وقف إلى جانبه أو حاول تجميل صورته البشعة، عار على كل من كان بإمكانه أن يساعد الثورة السورية ولم يفعل ووقف متفرجا، سواء من العرب أو من الأجانب، عار على كل من تقبّل تبريرات النظام لجرائمه، عار على الهواء الذي يتنفسه الناس وعلى الموسيقى التي يسمعونها وعلى الكتب التي يقرأونها وعلى الطعام الذي يتناولونه، بينما الناس يموتون تحت التعذيب في أقبية الأسد، عار على النساء والرجال، على المتدين والمحافظ والملحد والعلماني وعلى البساري واليميني والوسط وغير المسيّس، عار على الجمهوري والديمقراطي والملكي وعلى العسكري والمدني، على المتنور والجاهل، على القومي والليبرالي والاشتراكي وعلى العامل والفلاح والموظف والجندي، لا حاجة لتحليل سياسي أو نفسي أو اجتماعي أو اقتصادي أو ديني أو مرضي لما فعله هذا النظام، فهو ليس سوى العار، إنه لطخة شائنة في وجه البشرية لن تمحوها القرون.
إنه نظام ليس أقل وحشية من الهتلرية، يجب محاكمته أمام مئات ملايين البشر وعرض الأدلة على جرائمه، وتحويل صيدنايا وغيرها الى متاحف للمحرقة السورية، ومحاكمة المتورطين في قيادته ومنفذي جرائمه وداعميه، ما حدث ويحدث هو محرقة مستمرة مثل محرقة النازية، وأي حديث عن محاربة الإرهاب الإسلامي أو غير الإسلامي بدون أن يقصد منه تخليص شعب سوريا من هذا النظام المجرم فهو عهر وكذب وتجارة وصفقات مالية قذرة.
٭ كاتب فلسطيني
سهيل كيوان
لا فض فوك يا أستاذ سهيل
هناك من يطلقون على أنفسهم فنانين ومثقفين لا يزالون يشيدون بهذا النظام المجرم الذي غطى بجرائمه على جرائم الصهاينة في حق الشعب الفلسطيني المظلوم
ولا حول ولا قوة الا بالله
ومع ذلك نرى هناك سفلة وقتلة يمجدون هذا المريض النفسي ………… المجد والخلود لبطة الممانعة
هتلرية الاسد تحمل في فحواها نفس الشراسه ..لكن نازيه عن نازيه تختلف ..هنالك فرق شاسع بين من يقتل ليعيش شعبه وبين من يقتل ليعيش على حساب جثث شعبه ..شعب سوريه الحر يكفيك بالعالمين تستجير . ..حسبك الله ونعم الوكيل..
قطع قول استاذ سهيل كيوان قول كل خطيب.
لم نسمع الى الان كلمة تنديد من اي نظام عربي، ولا من الجامعة العربية بل ان ابو الغيط يقول ان بشار ابن ابيه الكيماوي ابو المسالخ البشرية يحق له ان يترشح مرة اخرى، وهناك من يبحث عن اعادة هذا النظام الفاشي النازي البارع في المسالخ البشرية الى الجامعة العربية، وكما قال استاذنا فان كل من يدعم هذا النظام فهو على شاكلته من بوتين على خامنئي على نصر الله على السيسي
هذا التقرير سيتسبب في مضاعفة عدد الاعدامات في صيدنايا ، و في نفس الوقت ترامب سيرسل موفديه علنا الى الاسد لاسترضاء بوتين ! على مبدأ : يا طالب الدبس من قفا النمس ، هل ننتظر الاخلاق و القيم و الانسانية والعدالة و و و …. من ترامب ? عالم هستيري بجدارة !
تحية للأستاذ سهيل، قلة هم الذين يقولون الحقيقة في هذا الزمن الرديء!
سلمت يداك يا أخي سهيل كيوان.
مقال رائع ..لا فض فوك استاذ سهيل ..
ترامب لا يهمه الا مصلحته ..وبشار الاسد كذلك ..
وما يحدث في سوريا لا يهم احد بشيء العالم اصبح عالما لا مبالي امام ما يحدث للعرب ..
والعرب قلعوا شرش الحياء ..ولا همهم الا كبرة الراس ..
لا عار على احد ما يحدث في سوريا ..ولو في شك واحد في الالف من ميه ان بشار وسوريا لهم اهمية لاستجمعت قوى العالم نفسها وازاحت بشار من فوهة البركان ..للجميع مصلحه في قتل قابيل هابيل ..فابليس يقف يتفرج ..
ماحدث في مصر اوضح ان الغرب لايريد ديمقراطية في عالمنا العربي. اما مايحدث في سوريا فقد ابرز انهم لايعترفون بحق الانسان المسلم في الحياة. وما حقوق الانسان الا سيف مسلط على رقاب من لايكون تابعا لهم.
لو عاش الاسد قبل هتلر لاصبح الحديث عن أسدية هتلر من فظائع الجرائم. لقد بالمجرمين. جهنم لم ولن تمتلئ فهي ستسأل ( هل من مزيد). ايها الظلمة في كل عصر وامة ايها المجرمون استعدوا ليوم تشخص فيه الابصار. شكرا استاذ سهيل.