بدلاً من إبداء العرفان للثورة التي أدّت مجرياتها إلى الوصول به رئيساً للجمهورية في مصر اختار عبد الفتاح السيسي الاحتفال بـ«عيد الشرطة»، وهي إساءة متعدّدة الأوجه.
الوجه الأول لهذه الإساءة كان للشعب المصري نفسه، الذي صبر وصابر، وتابع على مدى سنوات طويلة الاحتجاجات السياسية والمطلبية، وكافح على مدى عقود طويلة أشكالاً من العسف والقمع والظلم الذي هو ميّزة لصيقة بحكم الجنرالات في العالم بأجمعه.
ووجه الإساءة الثاني كان للحراك العظيم الذي ساهمت فيه النخب والجماهير المصرية وأنهى حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك وخططه لتوريث أبنائه بلداً عظيما كمصر، وافتتح مرحلة جديدة من التاريخ المصري والعربي عنوانها ضرورة التغيير للخروج من الاستنقاع الهائل الذي تعيش فيه المنطقة العربية.
وجه الإساءة الثالث هو مقاربته لهذا اليوم من خلال الاحتفال بعيد الشرطة، وهو أمر كان يمكن تقبّله في أي يوم آخر لولا أنه تعمّد وتقصّد أن يضع هذه المقاربة الكاسرة: ثورة الشعب، من ناحية، والشرطة (التي يقول شعارها الشهير إنها «في خدمة الشعب»)، من ناحية أخرى، بحيث يضع جهازاً أمنيّاً، وظيفته الافتراضية هي حماية المدنيين وممتلكاتهم والمحافظة على القوانين والحريات، في موقع يتجابه فيه مع الناس ومع توقهم الهائل للعدالة والكرامة والخبز والحرية وهو أمر جسّدته ثورة 25 يناير/كانون الأول 2011 أكبر تجسيد.
وكي لا يكون هناك شكّ، ولو ضعيف، في الرمزية التي تقصدها السيسي والغاية التي حرّكته فقد تحدّث في خطابه الذي حضره رموز وزارة الداخلية (بكل محمولها القمعيّ) والجيش عن «محاولات للوقيعة بين المصريين سواء الجيش والشرطة أو الجيش والشعب في عام 2011»، وبذلك لم تحصل تلك الثورة حتى على تسمية أو توقيت لحصولها، كما لو كانت حادثاً لقيطاً في التاريخ المصري، أما الحديث عن «الوقيعة بين الجيش والشرطة» فالمقصود منه، عمليّاً، أن استيلاء الجيش على السلطة لا يعني أن امتيازات جنرالات الأمن وصلاحياتهم القمعية ستتراجع، وذلك، كما قال، لأن «الحفاظ على مؤسسات الدولة يعني الحفاظ على مصر»، ولأنها، على عكس ما يريده «دعاة التقسيم» فإن تلك المؤسسات لن «تصطدم مع بعضها البعض».
الهدف الآخر لخطاب السيسي كان إعلان اتحاد مؤسستي الجيش والأمن ضد منجزات الثورة المصرية (بعد أن صار اسمها الرسميّ بعد حدث الانقلاب على المؤسسات المدنية والرئيس المنتخب محمد مرسي هو «الإرهاب»)، ومنع أي أفق لعودتها بأي شكل من الأشكال.
ولعلّ أسوأ ما كان في خطاب السيسي، تخصيصه الحديث عن شهداء الجيش والشرطة وتجاهل مئات المدنيين الذين قُتلوا على أيدي مؤسسة الشرطة هذه، إن لم يكن في ثورة يناير، ففي سجون التعذيب ومخافر التنكيل والقهر.
إحدى أكبر الرسائل في خطاب السيسي التي وجهها للمصريين هي أن عليهم الرضوخ والاستسلام لحكم أجهزة ضباط الأمن وفساد جنرالات الجيش وألا يعودوا للتفكير بالثورة من جديد.
هل ماتت الثورة في مصر؟
رأي القدس
حتى متى لا نرى عدلا نصر به
ولا نرى لولاة الحق اعوانا
مستمسكين بحق قائمين به
اذا تلون اهل الجور الوانا
ياللرجال لداء لا دواء له
وقائد ذي عما يقتاد عميانا
يا خالد اشرف من ماليزيا ما انت الا مخبر من جيش السيسي ،كيف تدافع على السيسي الذي يعذب تحت اشرافه المعتقلون في السجون، ويقتل الابرياء في الشوارع على يد امنه ، كيف تدافع على قائدك الذي فشل في مشاريعه الاقتصادية واحدث موجة من الغلاء. لايمكن قبول اتهامك للاخوان بالفشل في الحكم لانك لا تذكر اي دليل على ذلك.