تونس – «القدس العربي»: أثار الهجوم الإرهابي الذي استهدف مجمع المحاكم في مدينة «مصراتة» شمال غرب ليبيا، جدلا كبيرا في البلاد، فبينا استغله بعضهم لانتقاد حكومة «الوفاق الوطني»، استنكر آخرون تصريحات لمفتي طرابلس السابق اعتبر فيها أن الهجوم هو «انتقام من الله».
وقُتل أربعة أشخاص وجُرح أربعون آخرون في هجوم انتحاري نفذته عناصر من تنظيم «الدولة الإسلامية» المتطرف على مجمع للمحاكم في مدينة مصراتة.
وأدانت حكومة «الوفاق الوطني» الهجوم المذكور معتبرة أن «هذا العمل لا يقوم به سوى أيدٍ مجرمة آثمة لأناس تجردوا من الإنسانية ومن كل القيم والمبادئ و الشرائع الدينية» وأشارت إلى أن «مثل هذه الجرائم لن تزيد الليبيين سوى مزيد من الإصرار على محاربة الإرهاب بكل صوره و أشكاله في كافة أنحاء البلاد وإلى أن تتطهر من شروره، وعلى الإرهابيين أن يعلموا بأنهم لن يفلتوا من العقاب ولن يجدوا أي مكان آمن في ليبيا».
فيما عبّرت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان عن «استيائها واستنكارها حيال صمت المجتمع الدولي تُجاه تصاعد خطر وتهديدات الإرهاب وكذلك تصاعد جرائم الجماعات الإرهابية، واتساع نطاقها والمجزرة البشعة والشنيعة والتفجيرات الانتحارية التي تستهدف أبناء الشعب الليبي في عموم البلاد»، وطالبت «جميع مكونات المجتمع الليبي وجميع الأطراف السياسية والاجتماعية الليبية والقوى الوطنية بضرورة تكثيف وتوحيد الجهود والمساعي المبذولة لمواجهة خطر الإرهاب والتطرف في ليبيا واجتثاثه من جذوره».
واستغل عبد الباسط قطيط المرشح السابق لرئاسة الحكومة لانتقاد حكومة الوفاق الوطني، حيث اعتبر أن «استمرار تدهور الوضع فيما يتعلق بالتصدي للإرهاب هو دليل آخر على عجز وفشل المتصدرين للمشهد السياسي في معالجة هذه الآفة التي تضرب وطننا طوال الثلاث سنوات الماضية ، حيث تكونت و ترعرعت وتوحشت في ظل هذا الصراع العسكري البائس والتلاعب السياسي الرخيص، حيث لم ير المواطن الليبي من معظم المتصدرين اليوم إلا متاجرات سياسية بقضية الإرهاب، من دون أية خطوات حقيقية لمعالجتها جذريا».
وتساءل عبر صفحته على موقع «فيسبوك: «أين هو السيد فائز السراج مما حدث في مصراتة؟ ومما يحدث لأيام في صبراتة؟ ومن إغتيال الوجهاء من بن وليد؟ ومن تردي الوضع في سبها والجنوب إلى مستويات غير مسبوقة؟ ومن استمرار حصار درنة؟ ومن استمرار الاغتيالات و الفوضى في بنغازي؟»، مضيفا «حكومة السراج لها الآن ما يقارب العامين فماذا قدمت من أجل تأمين المدن الليبية من خطر الإرهاب؟ خليفة حفتر يشن حربا في مختلف مناطق البلاد منذ ثلاث سنوات ونصف السنة تحت شعار مكافحة الإرهاب، فهل كافح الإرهاب أم كان سببا فيه؟».
وكان اقطيط حاول مؤخرا تنظيم تظاهرة واسعة في العاصمة طرابلس احتجاجا على الأوضاع السياسية والاقتصادية الراهنة، إلا أن جهوده لم تكلل بالنجاح، حيث تم منع التظاهرة من قبل مديرية أمن طرابلس، فضلا عن تنظيم أطراف أخرى تظاهرات مضادة لها.
حسن سلمان: