هجوم نتنياهو على أوباما يعني تصويب النار على كلينتون ومعلق إسرائيلي: «داعش» يساعده في التهرب من السلام

حجم الخط
0

الناصرة – «القدس العربي» : قبل أيام أعلن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيأمين نتنياهو، أن أحد مستشاريه الكبار اتصل هاتفيا مع السفير الأمريكي في تل أبيب، دان شابيرو. وأبلغه أن هجوم وزير الدفاع على الاتفاق النووي لم يُنسق مع مكتب نتنياهو. وبحسب المستشار، فإن أفيغدور ليبرمان لم يطلع نتنياهو على البيان الذي انتقد أوباما بشدة، وأن رئيس الوزراء فوجئ عندما سمع عن البيان من وسائل الإعلام.
وكان ليبرمان قد قال قبل أيام إن على أوباما بمقارنة الاتفاق النووي باتفاق ميونيخ قبل الحرب العالمية الثانية. نتنياهو الذي أبدى تحفظه من مقارنة ليبرمان يواصل الاستخفاف بالبيت الأبيض وبالحزب الديمقراطي ويعمل على تأييد منافسه مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب وأحيانا بطريقة غير مباشرة، فانتقاده لأوباما يعني توجيه السهام لهيلاري كلينتون، كما يؤكد المحلل الإسرائيلي عكيفا إلدار.
في هذه الأثناء، تتردد أنباء عن أن أوباما قد يطلق مبادرة سلام لحل الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني أو يعلن عن تأييده للدولة الفلسطينية، وذلك بحلول نهاية العام الحالي وخلال الفترة الواقعة بين انتخابات الرئاسة الأمريكية ودخول الرئيس الجديد أو الرئيسة الجديدة إلى البيت الأبيض.
ويرى إلدار في حديث للمركز الفلسطيني للشؤون الإسرائيلية «مدار» أن ليبرمان قام بذلك لأنه يهوى دائما إحراج نتنياهو والمزاودة عليه ويحب لعب دور الولد الشرير، وأن يكشف عن أن « الملك عارٍ» بدافع الحسابات الشخصية والحزبية بالأساس. في المقابل يتابع إلدار» إلى جانب ذلك، فإني لن أتفاجأ من وجود لعبة يلعبها نتنياهو. فمن جهة، هو يتصل بالسفير الأمريكي ويعتذر ويقول إنه لم يعرف أن ليبرمان سيدلي بأقوال كهذه. لكن من الجهة الأخرى، فإنه عندما تطلق النار على أوباما اليوم فإنك تصيب هيلاري كلينتون وعندما تصيبها فإنك عمليا تساعد ترامب، والقراء يفهمون ماذا أقصد. ومن الجائز أن كل هذا الأمر كان منسقا، وقول نتنياهو إنه كان متفاجئا لا يعني الكثير».
وردا على سؤال عما إذا كانت هذه الأقوال هي أيضا جزءا من حملة إسرائيلية لنزع الشرعية عن أوباما، يعتقد إلدار أن الغاية منها هي وضع صعوبات أمام أوباما فيما يتعلق بالتقديرات والتكهنات بأنه بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية، بين 8 نوفمبر/ تشرين الثاني و20 يناير/ كانون الثاني، موعد تسلم الرئيس الجديد مهامه، سيحاول أن يملي على إسرائيل أو يستعرض أمامها مبادرة سلام للاعتراف بدولة فلسطينية، مرجحا أن أقوال نتنياهو وليبرمان من شأنها المس بشرعية خطوة كهذه من جانب أوباما. ويتابع مشككا بنتنياهو «عندما يبقى ليبرمان في منصبه فإن كل أقوال نتنياهو ليست إلا كلاما فاضيا».

تلون نتنياهو

وحول حقيقة موقف نتنياهو من تسوية الدولتين يرى المعلق الإسرائيلي البارز أن هناك أكثر من نتنياهو، متهما إياه بالتلون والازدواجية في كل المواضيع. وفيما يتعلق بمبادرة السلام العربية على سبيل المثال، فقد عبر نتنياهو عن تأييده لها وعن معارضته لها أيضا. ويضيف «الأمر نفسه يحدث الآن، إذ بإمكانه أن يتحدث ضد ليبرمان ولكن من الجهة الأخرى يؤيده. ويحق إلدار بدعوته للحكم على نتنياهو بموجب أفعاله وليس بموجب أقواله. ومثلما قال الجنرال السعودي المتقاعد أنور عشقي، الذي زار البلاد مؤخرا، إنه إذا كان نتنياهو يؤيد حقا مبادرة السلام السعودية – العربية، فليحضر إلى الأمم المتحدة ويعلن عن ذلك. ونتنياهو يقول أمورا معينة لصحيفة يسرائيل هيوم وللصحف الأجنبية يقول بالإنكليزية أمورا أخرى مختلفة.

المبادرة المصرية

وحول « المبادرة الإقليمية « لا يرى إلدار أن المبادرة المصرية التي يطرحها الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، تتطور في أي اتجاه كان. ويدلل على ذلك بالإشارة إلى أن الشرط الأول هو موافقة إسرائيلية على بحث انسحاب إلى حدود العام 1967، مع تعديل على الحدود.لافتا إلى أن نتنياهو أعلن أنه لن يوافق أبدا على شرط كهذا لكن مريح له وجود مبادرة مصرية، فعندها لا يقول ماذا يعارض فقط وإنما ماذا يؤيد أيضا وهذا يمنحه إمكانية أن يقول «نعم « و «لا « وليس لا و لا فقط. ويؤكد إلدار الذي عمل معلقا سياسيا في صحيفة «هآرتس» طيلة عقود أن نتنياهو يريد بالأساس إرباك العالم من أجل أن يستمر في البقاء في الحكم.
وردا على سؤال أن المصريين أعلنوا أنهم لا يطرحون «مبادرة إقليمية» وإنما يؤيدون المبادرة الفرنسية قال الدار إن هذا صحيح، لكن أغلبية الإسرائيليين لا يهتمون بهذه الأمور. ما يهمهم الآن هي فضيحة الكورن فلكس وأسعار الشقق وإذا يوجد قناديل بحر في الشواطئ أم لا. كذلك أظهر آخر استطلاع نشر في إسرائيل حدوث انخفاض في مشاهدة نشرات الأخبار أيضا.

مستشار ترامب يجتمع بمستشاري نتنياهو

وفي سياق الحديث عن الهدف غير المعلن من قبل نتنياهو حيال الانتخابات الأمريكية يشار إلى أن ديفيد فريدمان، مستشار الشؤون الإسرائيلية للمرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، زار إسرائيل في الأسبوع الماضي، واجتمع مع مسؤولين كبار في ديوان نتنياهو. وقال مسؤول إسرائيلي رفيع انه في الوقت ذاته سافر أحد مستشاري نتنياهو إلى الولايات المتحدة لإجراء لقاءات مع مستشاري المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون. يذكر أن فريدمان، اليهودي الأمريكي، يرافق ترامب منذ 15 سنة، عمل خلالها محاميا له، وهو خبير في العقارات وفي إفلاس الشركات. ونشر في العديد من المقالات في الآونة الأخيرة عن نية ترامب تعيينه سفيرا لبلده في إسرائيل في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية.
وقال المسؤول الإسرائيلي المذكور لصحيفة «هآرتس» إنه قبل عدة أشهر، حدد نتنياهو سياسة واضحة مفادها حفاظ إسرائيل على التوازن المطلق في اتصالاتها مع ممثلي المرشحين للرئاسة الأمريكية. ويسعى إلى الامتناع حتى عن الظهور كضالع في الانتخابات، بعد ان عمل خلال انتخابات 2012 بشكل اعتبر تدخلا في الانتخابات لصالح المرشح الجمهوري ميت روماني ضد باراك اوباما. ورسميا قال المسؤول الإسرائيلي ان توجيه نتنياهو كان بالغ الوضوح «إذا التقينا مع ممثل أحد المرشحين فيجب ان نلتقي مع الجانب الثاني. نحن نتعقب حتى عدد اللقاءات من أجل التأكد من عدم وجود تفوق لهذا الجانب على ذاك .»واضاف أنه عندما طلب فريدمان لقاء المستشارين لرئيس الحكومة نتنياهو تلقى ردا إيجابيا على الفور، ولكن في اليوم نفسه توجه ديوان نتنياهو إلى مقر كلينتون وطلب تحديد لقاء مع مستشاريها. وزعم هذا المسؤول ايضا ان مستشار نتنياهو، المحامي يتسحاق مولخو قام قبل حوالى شهرين بزيارة مقري المرشحين في الولايات المتحدة، وقدم استعراضا تناول القضايا ذات الأهمية لإسرائيل.
وكان الموضوع الأساسي الذي طرحه هو معارضة إسرائيل لكل خطوة دولية في موضوع المفاوضات مع الفلسطينيين في مجلس الأمن، وتوقعها من الولايات المتحدة استخدام الفيتو ضد كل قرار كهذا يطرح للتصويت.
يشار إلى ان فريدمان يتماثل مع اليمين المتشدد في إسرائيل، وهو ضالع في نشاطات مالية فيها يتعلق القسم الأكبر منها بالاستيطان في الضفة الغربية.
ومن بين نشاطاته هذه رئاسة لجنة الصداقة الأمريكية مع مستوطنة بيت ايل، التي حولت ملايين الدولارات للمستوطنة في السنوات الأخيرة. وفي لقاء سابق مع صحيفة «هآرتس» في نهاية يونيو/ حزيران الماضي قال فريدمان إنه في حال فوز ترامب بالرئاسة، فإنه سيدعم ضم أجزاء من الضفة الغربية إلى إسرائيل.
وأضاف أنه من غير المتوقع تبني ترامب للموقف الذي يدعي أن قيام الدولة الفلسطينية يصب في مصلحة الولايات المتحدة، وهو الموقف الذي تمسك به جورج بوش وباراك اوباما.

هجوم نتنياهو على أوباما يعني تصويب النار على كلينتون ومعلق إسرائيلي: «داعش» يساعده في التهرب من السلام

وديع عواودة

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية