هدية ترامب لإسرائيل وغياب التأثير العربي

حجم الخط
33

تردّدت في وسائل الإعلام الغربية أمس تحليلات كثيرة تصب في نقد اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل وأمره بنقل السفارة الأمريكية إليها.
الكاتب الصحافي الأمريكي المعروف توماس فريدمان، عنون مقاله الأسبوعي في «نيويورك تايمز» بـ«فن الأعطية المجانية» فبدلاً من وضعه شروط على إسرائيل (كأن تنسحب من المستوطنات) فقد أعطى ترامب إسرائيل هذه الهديّة مجاناً.
أما جاكوب هيلبرن، رئيس تحرير مجلة «ذا ناشيونال إنترست»، فرأى أن رئاسة ترامب تتأرجح بين الإحراج والكارثة، معتبرا ما حصل أمرا متوقعا من الرئيس الأمريكي الذي «حينما يواجه خطراً فإنه يقوم بخلق فوضى».
المخاطر الرئيسية التي تخيف ترامب طبعاً هي ما يتهدده في أمريكا نفسها وخصوصاً ما يتعلّق بإحساسه باقتراب الحبل من عنقه ممثلا في لجنة التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية التي يرأسها روبرت مولر الذي قام مؤخراً باستدعاء ابن الرئيس الأمريكي للتحقيق معه وكذلك طلب سجلات ترامب المالية لدى بنك «دويتشه» الألماني.
لمواجهة هذا التهديد فقد لجأ ترامب لتحقيق أحد أحلام جمهوره الأيديولوجي الممثل بحزام الكتاب المقدس، وإلى تنفيذ مطالب داعميه الماليين كالملياردير اليهودي شيلدون أديلسون، صاحب الكازينوهات الشهيرة في لاس فيغاس والصين وسنغافورة، ومالك صحيفتي «معاريف» و«ماكور ريشون» (والمدافع الكبير عن إسرائيل).
يتوقع الرئيس الأمريكي إذن، من هذه المغامرة الخطرة، أن تؤمن شبكة اليمين المتطرّف وأنصار إسرائيل من عمالقة المال ظهره أثناء محاولته الصعبة للخروج سالما من نزاعه المستفحل مع شبكات الإعلام الأمريكي، والحزب الديمقراطي، وطيف واسع من الليبراليين والأقليات وحتى بعض مؤسسات الدولة كالاستخبارات والشرطة الاتحادية والقضاء.
ما حصل في فلسطين إذن هو نتيجة فرعية للصراع الحاصل في أمريكا، ولكنّ أسباب صرفه من حساب الفلسطينيين والعرب هو، كما هو واضح، عدم وجود وزن كبير للعرب داخل الساحة السياسية الأمريكية (أو، في الحقيقة، للعرب، وغير العرب، المؤيدين لقضية فلسطين!).
بعض لوبيات الدول العربية (إذا صحّت تسميتها كذلك) في الولايات المتحدة، مشغولة، كما نعرف، بالتحريض ضد بعضها البعض وكذلك بترتيب الصفقات العسكرية والأمنية، وهي، في سياساتها وبنيتها، أقرب للاتجاهات المعادية لفلسطين والعرب والإسلام. فهل هذا يعني أن الفلسطينيين (وكل مؤيدي تحقيق عدالة في فلسطين بمن فيهم كثير من اليهود)، مضطرون لانتظار تغيّر في ومستقبل ترامب واتجاهه السياسي المتطرف داخل أمريكا كي يتمكنوا من إزاحة هذه الكارثة الجديدة التي أضيفت إلى رصيد نكباتهم؟
تكشف ردود الفعل السياسية الكبرى في العالم، وكذلك بعض الحراكات الشعبية في المنطقة العربية الارتباط العضويّ بين قضية فلسطين (والقدس) وكل قضايا البشرية بشكل لم نشهده في تاريخ العالم من قبل، وإذا كانت حسابات ترامب الأمريكية الداخلية اقتضت أن يكون الفلسطينيون، هذه المرة، هم الخاسرون، فإن خسائر ترامب، وأمريكا، اللاحقة، ستصبّ، بشكل أو آخر، في ميزان فلسطين.
لا يعفي كل هذا الفلسطينيين، وحركاتهم السياسية، من ضرورة الاعتبار بما حصل ومراجعة مساراتهم وخياراتهم السياسية لموضعتها ضمن السرديّة العالمية الرافضة للعنصرية والتطرف اليميني في أمريكا والغرب، والاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، والاستبداد العربي الذي يرى نفسه أقرب لإسرائيل بقدر ما هو بعيد عن شعبه.

هدية ترامب لإسرائيل وغياب التأثير العربي

رأي القدس

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Republic of Ireland:

    The blame should not be on Trump only…

    How about the Arab leaders who are not very interested in what Trump did ??? the like of Mr.. Sisi , and those of smaller countries in the Gulf and the those who made deals with Israel and Kushner !!! don’t they have had a hand in it too on the quite ???
    shame on the Arabs and right on the Palestinian leadership not meeting with yanks as they have proven to be not very reliable brokers and there for the talks that is suppose to take place with American official is counterproductive as there is no need for it , it’s too late unless the decision is revoked, by returning the holy city Jerusalem back in the hands of the Palestinian people… Keep up the INTIFADA as this is the second or third NEQBEH until the world and the UN has come to it’s senses and orders the Jewish settlers out of Israel now .
    these settler have become like spoiled brats the more their allies and friends give them the more they want and that means there is no point of peace talk any more , the only way is like before drive the insects out by every which way until every one of them is out of Palestine for good … that is the only peace those and their sponsors understand is the Language of Gun or Arm struggle is the only option that we Arabs have now…..

  2. يقول سامح //الأردن:

    *الأمل بالشعوب وليس بالحكام
    الخانعين الفاسدين ( إلا من رحم ربي ).
    حسبنا الله ونعم الوكيل.
    سلام

  3. يقول عبود:

    نتياهو الحاذق
    هل غامر نتياهو بعلاقته السرية مع الدول العربية خاصة علاقته بالسعودية ,التي لم تعد سرية بعد لقد أحراج نتياهو بإعلان القدس عاصمة إسرائيل أصدقائه العرب وهو الخبير في إحراج الأنظمة العربية
    المخلوعة مثل نظام بن علي
    لقد تباهى نتياهو بعلاقته السرية مع الدول العربية وعلاقته بالسعودية من أجل محاربة إيران فهل ضرب نتياهو بهذه العلاقات عرض الحائط أو إنه
    يعرف مسبقا أن الأنضمة العربية ستحتج فقط ثم ستسكت وتقبل بالأمر الواقع إيران دائما هي الرابحة

  4. يقول أسامة كليّة سوريا/ألمانيا Ossama Kulliah:

    لاينفع الكلام كثيراً اليوم على الشعوب العربية والإسلامية أن تتحرك بكل ماتستطيع, الفلسطينيون يقومون بواجبهم ومامقصرين!.

  5. يقول سلام عادل(المانيا):

    ويبقى السؤال ما هو الحل,الى متى ستدوم المظاهرات ان لم يكن وراءها اهداف يتم تنفيذها من قبل الحكومات وهل سننتظر كل جمعة ليخرج المصلون بعد ذلك للشارع وتستمر العملية شهر او شهرين وتصبح بعد ذلك خبر عادي كاخبار حرب اليمن وسوريا,الشيء المؤلم والمحير لماذا لم نخرج في مظاهرات من اجل الشعب اليمني والسوري هل المقدسات اهم من الانسان,ان نقينا نفكر بنفس الطريقة سنختفي كليا يوما ما(بمعنى انه لن يكون لنا اي تاثير في ما حولنا)

    1. يقول ابن الوليد. المانيا.:

      اخي عادل، الوضع تعيس، يمكن ان نكتب مجلدات في وصفه.
      .
      اظن انه من الأحس فعل شيئ و محاولة ان تبقى شعلته متقدة، على ان نفكر ان الأمر غير مجدي، و الحكومات
      لها نوايا، و هناك مؤامرات كونية … ما رأيك؟ حاول أخي ان تشجع عوض ان تحبط …
      .
      لنا و لله الحمد، نحن العرب من الاحباط ما يكفي و زيادة.

  6. يقول الكروي داود:

    لندن – “القدس العربي”: حذرت سفارتا السعودية والبحرين، في الأردن، رعاياهما، من المشاركة في التظاهرات الرافضة للقرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لدولة إسرائيل.
    – عن القدس العربي اليوم –
    ناقصهم سفارتي الإمارات ومصر لأجل أن يكمل عددهم !!!!
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  7. يقول فؤاد مهاني- المغرب:

    على كل الفلسطينيين من حماس وفتح وكل المنظمات الفلسطينية التوحد ضد هذا الخطر الكبير الذي سيصيب القضية الفلسطينية في مقتل.فترامب وأسلافه من الرؤساء كلما وقعوا في ورطة لن يجدوا ما يهربون به إلى الأمام سوى الشرق الأوسط عسى أن يفلتو من الحسابات الداخلية.فكلينتون الذي تورط في الفضيحة الجنسية مع مونيكا لوينسكي ضرب السودان ولكنه لم يفلت وحوكم بشكل مهين وترامب يريد أن يلعب لعبة جهنمية للإفلات من فضيحته الإنتخابية مع الروس لعله ينجو ولا أضنه سيفلت من المحاسبة وقد تكون هديته للقدس كعاصمة لإسرائيل ربما القشة التي ستقصم ظهر البعير قد تندم عليها الصهيونية العالمية وستضاف في سجل ترامب الأسود عند المحاكمة لأنه شذ عن قاعدة أسلافه الرؤساء الأمريكيين بهذا التصرف الأرعن الذي أدانه الرأي العام الدولي من مختلق الممل والنحل.

  8. يقول Rachid-Algeria:

    الرئيس الأمريكي يعطي إسرائيل القدس.. إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق! أضاع العرب أولى القبلتين كما أضاعوا فلسطين من قبل، وأضاعوا الأندلس، لأنهم توارثوا صفات ملوك بني الأحمر!
    لم يبق لنا سوى أن نقول ضاعت القدس والآتي البيت الحرام! فلليهود في البيت الحرام ثاني القبلتين حق معلوم تاريخيا، يتحدث عنه تاريخ بني قريظة وبني قينقاع، تماما مثلما تحدث ترامب عن حق اليهود في القدس.. هذا الحق التاريخي الذي انتصر له “المؤرخ” ترامب بعد زيارته لبلاد نجد وأخذ الضوء الأخضر من العرب لأخذ القدس! لم يبق لنا سوى انتظار الوقت الذي يبيع فيه لنا بنو قريظة الحج والعمرة.. واضح أن العرب الذين قبلوا بضياع فلسطين لا يمكن إلا أن يقبلوا بضياع القدس!.
    شيء مؤسف أن الحكومات العربية أصدرت بيانات استنكار للقرار الأمريكي، ولم تتجاوز هذا الحد من الكلام الفارغ. بل والعديد من العواصم منعت شعوبها حتى من المظاهرات كي لا تمس هذه المظاهرات بالأمن الإقليمي العربي للحكام الذين نددوا بكل قوة بالقرار الأمريكي!
    الرئيس الأمريكي أخبر كل قادة العرب بقراره الذي اتُّخذ في الواقع منذ 4 سنوات، وعرب البؤس يستقبلون ترامب ويمنحونه مبالغ خيالية تشجعه على إعطاء القدس لإسرائيل!
    ومن المضحكات حقا أن بيانات الحكام العرب بما فيها بيانات السلطة الفلسطينية قالت “إن القرار الأمريكي استفزاز للأمة العربية والإسلامية”، هكذا والله يتم عطف الإسلام على العروبة في مسألة القدس التي هي بالأساس إسلامية.. حتى التحرك الشعبي جاء من الأرض المحتلة أكثر مما جاء من الشارع العربي.. وهذا يعني أن ما قاله ترامب بأن “إسرائيل بلد ديمقراطي في واحة الفساد العربي” هو حقيقة.. وعندما يتحرر الشعب العربي من حكامه تتحرر القدس.

    سعد بوعقبة

  9. يقول مخلص وهبه دالية الكرمل:

    الأمم المتحدة- رام الله- (أ ف ب): أكد سفراء السويد وفرنسا والمانيا وايطاليا وبريطانيا لدى الأمم المتحدة الجمعة أن قرار دونالد ترامب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل “لا يتطابق مع قرارات مجلس الأمن الدولي” مؤكدين أن القدس الشرقية جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
    وأكدوا في إعلان صدر في بيان اثر اجتماع طارئ لمجلس الأمن وجدت فيه واشنطن نفسها معزولة، “ان وضع القدس يجب أن يحدد عبر مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين تختتم باتفاق حول الوضع النهائي”.
    وشددوا انه في هذا الاطار “يجب أن تكون القدس عاصمة لدولتي إسرائيل وفلسطين. وفي غياب اتفاق، لا نعترف بأية سيادة على القدس″.
    واضافوا انه “بناء على القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وخصوصا القرارات 467 و478 و2334 نعتبر القدس الشرقية جزءاً من الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
    كما شددوا على أن “الاتفاق على الحدود بين الدولتين يجب أن يتم على أساس خطوط الرابع من حزيران/ يونيو 1967 وفق تبادل أراض يتفق عليه الجانبان. وان الاتحاد الأوروبي لن يعترف بأي تغيير لحدود 1967 بما فيها في في القدس الا باتفاق الطرفين”.
    قرار ترامب ابدا غير مقبول انظروا هنا الى اراء مجلس الامن والامم المتحده بما يخص القدس وعملية السلام والحل النهائي ..
    هو بمثابة رسالة دعم قوية لحقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة في أرضه وعلى رأسها مدينة القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين”.
    عن اي هدية نتحدث ابدا غير معروف لربما تحقيقا لاجندة أحد أحلام جمهوره الأيديولوجي الممثل بحزام الكتاب المقدس،
    ترامب ابدا لا يتعلق بالملياردير اليهودي وحامي اسرائيل الاول وبغيره وسيخرج من ازمة العلاقة الروسية غير المشروعة بالانتخابات وخلق الرعب والفزعى زالحالة من الفوضى يعود بالاول والاخير
    للحلف الخليجي او دول الخليج العربي وصفقة القرن او خطة سلام يتحدث عليها ويخطط لها كوشنير اليهودي صديق نتنياهو والرجل الاول في المسار الاسرائيلي فلسطيني عربي ..
    وبموافقة السعودية ودول المنطقة اجمع هل كسر ترامب راس القشة عند الاعلان عن القدس او خطوة الى الامام تميل جدا للبلورة الجديدة التي ترسم بالقضية الفلسطينيية الاسرائيلية لم ينتهي الامر ابدا ..
    ما دام مجلس الامن والاتحاد الاروبي وبعض دول المنطقة من الانظمة العربيىة تعارض الامر والاعلان وتندد وتطالب بتنفيذ القوانين والقرارات الدولية والمتفق عليها بين الدول

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية