هذا مشهد عربيّ ينبغي تخليده: 10 مسؤولين تربويين يرفعون أعلام مصر داخل حرم مدرسة ويحرقون كومة من الكتب بدعوى أنها ليس مصرّحا بها «كما أنها تحضّ على الإرهاب».
بحسب وكالات الأنباء فإن العملية جرت، «بعد جرد للمكتبات في المدارس الخاصة التي كان يمتلكها عدد من قيادات الأخوان المسلمين، وكان غرضه التأكد من عدم وجود كتب خارج المصّرح به»، نقلاً عن لسان بثينة كشك، وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة الجيزة.
المسؤولة التربوية شكلت، مع بعض زملائها التربويين، «لجنة إعدام» لتلك الكتب المتهمة باحتواء «كمّ من المغالطات الفكرية والعقائدية»، بل إن المسؤولة وجدت كتباً «تتحدث عن أخطاء في القرآن الكريم».
«لجنة الإعدام» أحرقت الكتب – والحديث للمسؤولة نفسها – «تقديساً لكلام الله»، الأمر الذي فتح الباب واسعاً لمقارنات كبيرة، كما فعل داعية إسلاميّ حين علّق على وسيلة التواصل الاجتماعي «تويتر» بالقول: «ليبراليون في مصر من دعاة الحرية كما زعموا يحرقون الكتب الإسلامية في الساحات بما فيها كتب شيخ سابق للأزهر كما فعل التتار»، والحديث يدور عن كتب للشيخ عبد الحليم محمود، وكذلك عن كتب لعلي عبد الرازق وعبد الرزاق السنهوري، وعن عناوين مثل «دور المرأة ومكانتها في الحضارات المختلفة عبر التاريخ» و»أضواء الحضارة في الإسلام» و»مفاهيم إسلامية»!
يحمل الحدث طابعاً سياسياً بامتياز (التحطيم الرمزي لجماعة سياسية مستهدفة من السلطة الحاكمة)، وهو يستعيد سلسلة طويلة من عمليات حرق وإعدام الكتب بينها حرق كتب ابن رشد وغيره من الكتاب والفلاسفة كابن سينا والفارابي وابن الهيثم عام 1198، وتدمير المغول لبغداد بسكانها وحضارتها وكتبها عام 1258، مروراً بـ»محرقة الكتب» في الحقبة النازية عام 1933، ووصولاً إلى المرحلة الحالية التي جمعت السيدة بثينة كشك مع… تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي أفاضت وسائل الأنباء بالحديث عن عمليات حرقه للكتب وتدميره للآثار الفنية والثقافية.
الغريب أن هناك تشابهات لا تخفى في خطاب الطرفين في تبرير فعلتهما بالدفاع عن «الإسلام» الحقيقي من خلال إحراق وإعدام «ما لا يمتّ للإسلام بصلة»! فالطرفان يكشفان عن يقينيّة صلبة وتمسّكا كونكريتياً بالرأي الواحد الذي يلغي الآخر، والإثنان «يدافعان عن الإسلام»، رغم أن طرفاً يلوّح بالراية السوداء كمبرر لحرق وتدمير ما لا يتفق معه في الرأي والثاني يحمل أعلام مصر ليدمّر جزءا مهمّا من الثقافة العربية والإسلامية المصرية لأغراض سياسية انتهازية وآنيّة.
تكشف الحادثة عن الجهالة الكبيرة التي يحملها مرتكبوها فبعض الكتب المحروقة، مثلاً، تتناقض مع الأفكار المؤسسة لجماعة الإخوان المسلمين ومنها مثلاً كتاب «الإسلام وأصول الحكم» والذي تبرأ الأزهر عام 1925 من كاتبه وفصله من عمله كقاض شرعي وصادر الكتاب لأنه رفض فكرة الخلافة الإسلامية ودعا إلى مدنية الدولة.
نصّب حارقو الكتب الجهلاء أولئك أنفسهم حكّاماً على الثقافة العربية الإسلامية وقاموا بالبتر والقص والاستئصال بناء على الظاهر، فيكفي أن يحمل الكتاب كلمة «إسلام» حتى يصبح «حضّاً على الإرهاب» والعنف ويحمل مغالطات فكرية وعقائدية!
الروائي المصري إبراهيم عبد المجيد لخّص الحادثة بالقول إن المسؤولين عن الواقعة «أرادوا نقل رسالة للرئيس (عبد الفتاح السيسي) أنهم يحاربون التطرف»، أي أنهم يتكسبون برفع سيف السلطة على خصوم سياسيين مطاردين ولو أساء ذلك إلى مصر والثقافة العربية والإسلام.
… بانتظار جواب الرئيس!
رأي القدس
عندي سؤال غير بريئ
ما الفرق بين هؤلاء وداعش الذين حرقوا الكتب
وهل الكتب أهم مما جرى برابعة من قتل وسحل وخنق وحرق للبشر
أم أن الارهاب هو فقط للاسلاميين وكتبهم
ولا حول ولا قوة الا بالله
السلام عليكم
أحمد الله على كل الامور ومنها أنني لست ممن يحرقون الكتب …الكتاب عمل فني ومجهود فكري على الجميع احترامه وعند الخلاف معه أكمم فمه ولا يحق لأي كان أن يمسه بالنار …
لقد لمنا حركة طالبن وما يسمى بداعش لمّا أقبلوا على تخريب الاثار الانسانية وسودنا الاوراق بالمداد عتابا وحزنا على فعل هذؤلاء الهمج مع تراث الحضارة الانسانية وها نحن أمام عمل أكثر مما فعلته طالبن وداعش…(حرق الكتب) لا لشيئ سوى أنها تحمل التراث الاسلامي …فقامت هذه الشلّة من بلطجية العلم والمحسوبين عليه بحذا العمل المخل بالحياء….نعم عمل مخل بالعلم والحياة…
مصر الخضارة يقوم شبه المسؤلين بعمل يندى له الجبين حرق الكتب …لم يحدث في العصر الحديث مثل هكذا فعل إلا في مصر الحضارة
ولله في خلقه شؤون
وسبحان الله
تنبا الشاعر والاديب الالماني هنريك هايينه بقوله ” في المكان الذي تحرق به الكتب سيحرق بالحتم بني البشر” وفعلا نبوئته كانت صادقه والاشاره الى زمن هتلر. ولكن في زمن الانقلاب في مصر الذي قلب كل المقولات والمنطق استطاع ان يقلب هذه النبوئه ل فالنبوئه الجديده تقول في مصر والتي تحققت بفعل هذه الشخصيه الاميه: ” في المكان الذي يحرق فيه البشر ستحرق فيه الكتب”. والاشاره لحرق المتظاهرين في رابعه-
انظرا كم تبدو هذه الجمله غريبه وغير منطقيه وان قيلت امام الناس فانهم سينفحرون بالضحك لعدم عقلانيتها لان الناس تتصور ان الامور تتازم بشكل تصاعدي وان قالها شخص فان ذلك ينم عن غباء فقط, اما في مصر السيسي فان الامور تتأزم بشكل تنازلي. اليس هذا هو الزمن التافه بعينه.
لا حول ولا قوة الا بالله
إلى جريدتنا الغراء “القدس العربى” … رداً على آخر سطر فى المقال, أقول, لا تنتظروا جواب مغتصب السلطة فى مصر على هذه المحرقة الفضيحة … وذلك لسببين, الأول أن مستواه التعليمى المتدنى, وتواضع قدراته وانعدام ثقافته, لا يؤهلونه أصلاً لإدراك قيمة هذه الكتب, ولا قيمة وقامة مؤلفيها, ولا فهم محتواها … أما السبب الثانى, أنه يرى أن المليار وستة من عشرة مليار مسلم يريدون إيذاء وإرهاب وقتل بقية سكان الكرة الأرضية, كما قال هو بملئ فيه, فض الله فاه .. وبناء عليه فإن هذه المحرقة الفضيحة تأتى على هواه, إن لم يكن هو المحرض الأول عليها, وهو كذلك بالفعل بأفعاله وأقواله الصادمة والمناهضة والمعادية لكل ما يمت للإسلام بصلة منذ اغتصب السلطة من سيده ورئيسه د. محمد مرسى … باختصار, لا تنتظروا رد السيسى, إلا إذا كان المحروق كتب عن الرقص الشرقى, أو كيف تطبخ الأرز, أو كيف تحمى الأمن القومى لإسرائيل!! … مسكينة يا بلدى يا مصر, اغتصب حكمكِ من لا يدركُ قيمتكِ ولا مكانتكِ ولا تاريخكِ ولا عظمة إسلامكِ ولا قدرات شعبكِ, ولا أى شيئ على الإطلاق .. يا لها من غمة كئيبة شديدة, ليس لها من دون الله كاشفة
يا ترى لو احرق الاسلاميون كتابا واحدا من كتب احدهم التي تسب وتلعن وتتهجم على الدين بحجة الحرية الإعلامية هل كانت قامت القيامة ولم تقعد؟
* للأسف محاربة ( التطرف ) لا يتم بهذه ( الأساليب ) العقيمة ؟؟؟!!!
* حرق الكتب ( الإسلامية ) لا تتم بهذه الطريقة ( الإستعراضية )
بل بتشكيل ( لجنة ) من كبار علماء ( الأزهر الشريف ) ومناقشة
كل كتاب على حدة والفصل في النهاية في الامر .
* شكرا والشكر موصول لقدسنا العزيزة ( بارك الله فيها ) .
بسم الله الرحمن الرحيم.رأي القدس اليوم تحت عنوان(هديّة «لجنة إعدام الكتب» إلى الرئيس المصري)
هؤلاء الجهلة الموتورون يريدون ان يثبتوا لزعيم الانقلاب انهم ملكيون اكثر من الملك بهذا السلوك اذ ( أنهم يتكسبون برفع سيف السلطة على خصوم سياسيين مطاردين ولو أساء ذلك إلى مصر والثقافة العربية والإسلام.)وقد نسي هؤلاء الرعاع الذين يتشدقون بالحرية وفي نفس الوقت يزورون موقف الشعب المصري من الاخوان المسلمين ويحرقون كتبهم؛هذا الشعب الذي صدرهم في خمس استحقاقات انتخابية متتالية عبر صناديق حرة شهد لها القاصي والداني بالشفافية والنزاهة ،والاقبال الشعبي الشديد عليها؛بعكس انتخابات رئيس الانقلاب التي لم يصل الاقبال عليها الى 10% رغم تمديد فترتها مرات
ان حرق تراث الاخوان الفكري هو اعتداء صارخ على الشعب المصري نفسه،لانه هو الذي حمل الاخوان للسلطة ؛وبما ان الامر كذلك فمن انتم ايها العملاء حتى تنقلبوا على اصرار الشعب على اختيار الاخوان عبر الصناديق المتكررة لخمس مرات ،ببساطير عسكركم وتفترون عليهم بفزاعة الارهاب الموحى بها من اعدى اعداء الوطن والدين.وعندما اتيحت فرصة الحرية والمشاركة للشعب المصري في اختيار الحكام؛فانه اختار النزاهة والعدالة فيهم كما خبرهم عبر عقود طويلة،
هناك فرق كبير بين كتب حرة تباع في السوق و كتب منهاجية إجبارية في المدارس.
و أما خارج المدارس فأنت حر فيما تقرأ و هذا شأن للعائلات لتقرر.
هذه كتب في مكتبة المدرسه للمطالعه و القراءه الحره و ليس للدراسه أو القراءه الإلزاميه.
من دون أدنى شك أن التطرف أتى على السلم وعلى الحياة المدنية مهما كان توجهه العقائدي أو الأيدولوجي. التطرف إنما هو ذريعة لمتسلقي سياسة الجهل للسيطرة والغطرسة وهي طريقة ستالينية بالية يراد من خلالها السيطرة على شعب أنهكته الحياة بشتى مشاربها بما فيها فقدان القراءة والكتبة حتى يسهل توجيهه وفق من أراد لمصر أن تكون على تلك الحالة ولعل الدور القادم هو على من كان بهم وقع وأد ثورة سارع متأسلمون بالإستيلاء عليها ثم اختطفت منهم كما اختطفت من الشعب المصري في بادىء الأمر. لا بد من دولة مدنية في مصر، ليست إخوانية ولا عسكرية ولا يمكن تحقيق ذلك أو بالأحرى بناء ركن من أركان الدولة العربية التي أرادت الحزم في اليمن، ذاك الحزم يجب أن يحدث انقلابا سياسيا ولن يتم ذلك إلا بنشر العلم والمعرفة التي هي نور يستنير به من أراد لوطنه أن يكون في مقدمة بلدان العالم وليس وفق تصنيف على شاكلة ما كان عليه الإتحاد السوفياتي الذي أظهر من وقع عليهم الضيم فيما بعد أنهم لم يحرقوا ما أراد ستالين إحراقه بل احتفظوا به بعد سبعة عقود من الزمن. ما بهكذا مظاهر يعالج التطرف إنما يكون بتغيير العقول التي تستوجب إعادة بناء.