هكذا سرقت إسرائيل 100مليون دولار من ياسر عرفات

حجم الخط
1

الناصرة – «القدس العربي» : يدعي كتاب إسرائيلي جديد أن الموساد استخدم حيلا وشركات وهمية للإيقاع بحزب الله وبمنظمات فلسطينية. ويروي كيف تمت سرقة 100 ملبون دولار كانت تتبع للسلطة الفلسطينية برئاسة الراحل ياسر عرفات بعدما تم استدراج مساعده المالي محمد رشيد. وصدر الكتاب بعنوان «حرب على موارد الإرهاب» لمحامية تدعى نيتسانة دارشان لايتنر، في الولايات المتحدة هذا الأسبوع.
ويقول الكتاب ضمن الحديث عن المواجهة مع حزب الله إن رجل الأعمال المقرب من حزب الله صلاح عز الدين الذي كان يعرف في العالم بـ «مييدوف لبنان» مالك دار النشر»هادي نصر الله» الخاصة بمدارس التنظيم اللبناني، وصل لدول الخليج في 2007 بحثا عن استثمارات ونجح بسرعة بكسب ملايين الدولارات.
وتدعي الكاتبة الإسرائيلية أن عز الدين استثمر أموالا حاز عليها من دعم إسرائيلي لترميم لبنان بعد عدوان 2006 وقد أسس شركة استثمارات جند لها رجال أعمال لبنانيين آخرين مقربين من حزب الله أو ينتمون له، بل أمينه العام حسن نصر الله استثمر مئات ملايين الدولارات. وتتابع «في أحد الأيام عاد أحد الشيكات الخاصة بأحد قادة حزب الله فظن عز الدين أنه قد وقع خطأ ولما هاتف البنك أبلغوه بأن الحساب فارغ وهكذا حصل مع بقية المصارف، وما لبث أن اكتشف أن «شركاءه» في الخليج قد اختفوا مع مليارات الدولارات منها مليار دولار تابع لحزب الله وكان صعبا جدا شرح ذلك لحزب الله».

مييدوف اللبناني

ويوضح الكتاب أن حزب الله فوجئ بما جرى لكن الموساد لا، فقد كان هو السر حيث أقام وحدة لتصفية الحسابات تدعى «تسلتسيل» وذلك من أجل مكافحة «أموال الإرهاب» خاصة التابعة لحزب الله ولمنظمات فلسطينية. وتقول إن أوساطا في العالم العربي ساورتها الشكوك حول موضوع «مييدوف اللبناني» بأن الحديث يدور عن جهات إسرائيلية لكن لم يكن بالإمكان إثبات ذلك. وتوضح مؤلفة الكتاب أنها محامية وأم لستة أبناء تقيم في مستوطنة موديعين، وأنها استدعيت لمجلس الأمن القومي دون سابق إنذار وطلب منها التكتم التام على هذه الدعوة وهذا اللقاء المرتقب. وحينما وصلت المكان المحدد وجدت مكاتب تشبه المكاتب الحكومية، ويبدو أنها كانت تتبع للموساد. وتقول «وهناك التقيت الرجل الذي هاتفني وهو من أصل روسي فأسميته « كي جي بي».
وهناك أوضحت على مسامعهم بأنها ترأس منظمة يهودية حقوقية تدعى «شورات هدين» تعنى بملاحقة «منظمات إرهابية» قضائيا وتقدم دعاوى ضدها في دول أجنبية وقد سبق أن حازت على أحكام من محاكم أمريكية بفرض حجوزات على أرصدة تتبع بطريقة غير مباشرة لإيران وحركة حماس. وتابعت «بعدما شرحت عن طرق عملنا وأهدافنا قال على مسامعي أحدهم ساخرا : وهل يعني ذلك أنك ستمسين بالحساب الجاري لحزب الله؟ وبعد فترة حصلنا على حكم قضائي أمريكي بتغريم حماس فتوجهنا لوزارة المالية الإسرائيلية التي علمنا بأنها تحتجز أموالا لحماس فاستدعاني «كي جي بي» مجددا لمكتبه «عدة مرات وتشاورنا كيف يمكن ملاحقة بعض الجهات والبنوك العربية والإسلامية ومن هنا تم تجنيدها للوحدة المالية المذكورة في الموساد.

تشكيل الوحدة

وتسترجع الكاتبة بدايات تعقب «أموال الإرهاب» في تسعينيات القرن الماضي يوم كان يتم تهريب مبالغ كبيرة للمنظمات الفلسطينية من خارج البلاد عن طريق مطار اللد الدولي وبواسطة وكلاء وصرافين وسماسرة وبنوك. وتكشف أن وحدة «تسلتسيل» تشكلت عام 1995 بمبادرة من مئير دغان رئيس مجلس الأمن القومي، ولاحقا رئيس الموساد بعدما توجه لرئيس الحكومة اسحق رابين بهذا الخصوص في ظل عمليات تفجير خطيرة نفذتها حماس داخل المدن الإسرائيلية.
ويشارك في هذه الوحدة ممثلون عن جهاز الأمن الداخلي «الشاباك»، والموساد والاستخبارات العسكرية (أمّان) ومحاسبون من سلطة الضرائب ووزارة المالية الخ. وكانت الوحدة تتبع مجلس الأمن القومي ولاحقا صارت تتبع للموساد بعدما صارت الأجهزة الأمنية تتعامل بجدية مع فكرة محاربة المنظمات «الإرهابية» من خلال ضرب قواعدها الاقتصادية. منوهة أن تجفيف المنابع المالية للرئيس الراحل ياسر عرفات كان واحدا من أهم أهداف الوحدة بعد نشوب الانتفاضة الثانية عام 2000.

محمد رشيد

وفي هذا السياق تقول في الكتاب الصادر بالإنكليزية: «خططنا لحيلة معينة واتصلنا بمحمد رشيد رجل القنوات المالية لدى عرفات وقتها، وقمنا بدعوته لزيارة واحدة من دول أمريكا اللاتينية حيث تم بعلمها بناء شركة استثمارات وهمية لها مكاتب فخمة وسكرتيرات شابات وجميلات. فعلا زارها محمد رشيد ووافق على الاستثمار فيها بعدما أقنع عرفات باستثمار المزيد من المال في ظل أرباح متزايدة وبعدما وعد بمنحه عمولة دسمة لحسابه الخاص مقابل وساطة وسمسرة. وزادت ثقة رشيد وعرفات بالشركة، وفي أحد الأيام اتصل رشيد بالشركة ولم يكن أحد يرد عليه بعدما تم هجر المكاتب بسرعة مع الأموال وقدرها نحو 100 مليون دولار. ولم تفصح الكاتبة أكثر في كتابها عن طبيعة علاقة الشركة بمحمد رشيد. كما تزعم أن رئيس حكومة حماس في غزة اسماعيل هنية قد جند للحركة 40 مليون دولار  من إيران عام 2006  ولم يكن بالإمكان تحويلها عن طريق البنوك فقام بنقلها بحقائب أخذها معه للطائرة من طهران حتى السودان ومن هناك تم نقلها بشاحنات لمصر.

إسماعيل هنية

وتدعي أن الوحدة المالية السرية كانت تعلم بالسر فأبلغت جيش الاحتلال الذي ما زال وقتها يتحكم بمعبر رفح، وفكر الموساد كيف يستولي عليها وهناك من طرح مهاجمة قافلة هنية من قبل جنود ينتحلون شخصيات قطاع طرق. وتستذكر أن هنية الذي كان يصمم على الإقامة داخل منزل متواضع في المخيم، رفض تفتيشه بسبب حصانة دبلوماسية وبقي عدة ساعات ينتظر العبور  حتى تدخلت الجامعة العربية وأوجدت حلا مفاده فتح حساب مصرفي في القاهرة على اسمه وتودع الأموال فيه قبيل تحويلها، لكن هنية اقتطع منها خمسة ملايين وأدخلها لغزة». وتقول إن الوحدة المذكورة سارعت لتقديم دعوى قضائية لمحكمة أمريكية لمصادرة الأموال من حساب الجامعة العربية لصالح يتيمين يهوديين قتل والداهما في عملية بالقرب من مدينة بيت شيمش عام 1996 واستصدرا حكما بالتعويض بقيمة 100 مليون دولار من حماس. كذلك تقول إنها وفرت معلومات ضد بنك كندا – لبنان  للموساد الذي أقنع رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت بقصف فرعها في بيروت الغربية عام 2006 وتسبب له ولحزب الله بخسائر مالية كبيرة. ولاحقا زودت الوحدة هذه السلطات الأمريكية معلومات عن بنك كندا- لبنان كانت كافية لإقناعها بإخراجه عن القانون وتغريمه بـ 114 مليون دولار وبمقاضاة بنك «أمريكان اكسبرس» لتعاونه مع البنك المذكور. وتشير الكاتبة الى أن الموساد وافق على نشر الكتاب بعد شطب بعض المعلومات التي فضل حجبها.

 

هكذا سرقت إسرائيل 100مليون دولار من ياسر عرفات

وديع عواودة:

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول خالد. فرنسا:

    لا حول ولا قوة الا بالله

إشترك في قائمتنا البريدية