إسطنبول ـ «القدس العربي»: في بيان مقتضب وغامض، أعلن الجيش التركي قبل أيام مقتل 4 من جنوده في تفجير مسلحي تنظيم «العمال الكردستاني» لغم أرضي في آلية عسكرية، داخل أراضي شمالي العراق.
هذا الإعلان جاء ليدعم الأنباء التي تحدثت عن أن الجيش التركي بدأ فعلياً منذ أيام عملية عسكرية برية ضد مسلحي «الكردستاني» على الجانب العراقي من الحدود شرقي تركيا، وهي العملية التي هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإطلاقها مراراً لتدمير القواعد الخلفية للتنظيم الذي يتخذ من جبال شمالي العراق مركزاً لانطلاق العمليات ضد الأراضي التركية.
وإلى جانب قاعدة بعشيقة التابعة للجيش التركي في شمالي العراق، والمعلن عنها رسمياً، تقول مصادر تركية إن الجيش ينتشر فعلياً منذ سنوات طويلة في 10 نقاط على الأقل على الجانب العراقي من الحدود وفي بعض الجبال هناك حيث يقيم قواعد جوية وعسكرية تقود الحرب على التنظيم دون الإعلان عنها رسمياً أو الحديث عنها في التصريحات الرسمية ووسائل الإعلام.
صحيفة «ملييت» التركية، قالت أمس الخميس إن وحدات عسكرية برية من الجيش التركية مدعومة بقوات من الكوماندوز بدأت عملية عسكرية برية في منطقة «زاب» شمالي العراق، وذلك لأول مرة منذ العملية العسكرية التي نفذها الجيش التركي في المنطقة نفسها عام 2007 بهدف تدمير مواقع العمال الكردستاني.
وفي عام 2007 قام الجيش التركي بعملية عسكرية برية واسعة تحت اسم «عملية الشمس» ضد المسلحين الأكراد في منطقة زاب داخل حدود أراضي العراق، استمرت عدة أشهر وأدت إلى مقتل عشرات الجنود الأتراك والمسلحين الأكراد، وقال الجيش التركي إنه تمكن من تدمير مواقع التنظيم في المنطقة.
ولفتت الصحيفة إلى أن الجنود الأربعة الذين قتلوا قبل أيام كانوا يشاركون في اشتباكات عنيفة مع المسلحين في مناطق وعرة بجبال «زاب» وأن الجيش تمكن خلال العملية من قتل 21 مسلحاً، مشيرة إلى أن العملية الجديدة تهدف في المرحلة الأولى إلى تأمين المناطق القريبة من مناطق تمركز الجيش التركي شمالي العراق ويمكن أن تتوسع لاحقاً لمهاجمة مناطق أخرى ينتشر فيها التنظيم. وبشكل شبه يومي، تشن طائرات حربية وطائرات استطلاع هجومية تابعة للجيش التركي غارات على مواقع وأهداف للتنظيم في جبال شمالي العراق لا سيما في منطقة «زاب» القريبة من الحدود، يقول الجيش إنها تشمل مخازن أسلحة ومواقع تدريب ومغارات بالإضافة إلى عربات عسكرية ومسلحين كانوا ينوون تنفيذ هجمات، ويعلن الجيش قتل عدد من المسلحين الأكراد في هذه الغارات يومياً.
وأعلنت رئاسة أركان الجيش التركي، أمس الخميس، أن سلاح الجو قتل 8 من مسلحي التنظيم في غارات على منطقة «زاب» في شمالي العراق، وأكدت أن الغارات على المنطقة نفسها، أمس الأول الأربعاء، أدت إلى مقتل 16مسلحاً وهي ذات المنطقة التي أعلن مقتل الجنود فيها.
وخلال الأسابيع الأخيرة كثف الجيش التركي هذه الغارات بشكل غير مسبوق، وذلك بالتزامن مع نجاح الجيش وقوات الأمن التركية في القضاء على جزء كبير من القوة العسكرية للتنظيم داخل الأراضي التركية وتمكنه من طرد المسلحين من المدن والقرى التي كان يتحصن فيها شرقي وجنوب شرقي البلاد في عمليات عسكرية ضخمة نفذت طوال العامين الأخيرين أدت إلى مقتل مئات المسلحين وعشرات الجنود الأتراك.
لكن أردوغان ووزير داخليته سليمان صويلو الذي بات رمزاً للنجاح في الحرب على التنظيم أكدا على أن خطر « الكردستاني» لا يمكن إنهائه إلا بتطهير ما أسموها «القواعد الخلفية له في سوريا والعراق»، وهددوا مرمراً بتنفيذ عمليات ضد مواقع التنظيم خاصة في شمالي العراق.
وباستثناء التفجير الذي استهدف قبل يومين حافلة لنقل عناصر من الشرطة التركية في مدينة مرسين وأدى لإصابة 12 منهم، تمكنت الحرب على التنظيم وتشديد الإجراءات الأمنية داخل البلاد من منع الهجمات الكبرى والتفجيرات الانتحارية للتنظيم في المحافظات منذ بداية العام الجاري، في أكبر مؤشر على تراجع قدرات «الكردستاني» الذي نفذ العام الماضي عشرات الهجمات الدامية داخل العاصمة والمحافظات الكبرى في البلاد.
وكان الجيش التركي، دفع بتعزيزات عسكرية غير مسبوقة إلى الحدود مع شمالي العراق، وذلك بالتزامن مع تصاعد الأزمة مع حكومة كردستان على خلفية الاستفتاء، حيث شملت هذه التعزيزات دبابات وعربات عسكرية ومنصات إطلاق صواريخ وآلاف الجنود.
وخلال الزيارة الاستثنائية لرئيس أركان الجيش الإيراني إلى أنقرة الشهر الماضي بالتزامن مع التقارب الكبير من أنقرة وطهران، كشفت مصادر تركية عن أن قائدي أركان الجيش التركي والإيراني بحثا خلال الزيارة إمكانية القيام بعملية عسكرية مشتركة ضد «الكردستاني» داخل مناطق إقليم شمال العراق قرب حدود البلدين.
وأمس الخميس، وصل النائب الأول للرئيس الإيراني اسحاق جيهانغيري إلى العاصمة التركية أنقرة للقاء رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، دون الافصاح عن أجندة اللقاء.
إسماعيل جمال
فرصة للدولة العراقية بسط نفوذها على حدودها مع تركيا وحمايتها من عمليات حزب العمال الكردستاني التركي
ألم يرسل هذا الحزب متطوعين منه لمدينة كركوك لمقاتلة الدولة العراقية ؟
ولا حول ولا قوة الا بالله