هل بسقوط بشار الأسد تسقط تونس؟

حجم الخط
18

ربما سنراهم قريبا في شوارع بيونغ يانغ، حاملين صور القائد كم جونغ أون هاتفين بحياته وحياة كوريا الشمالية. ولن يكون من المستبعد ساعتها أن يقولوا لنا بأنهم فعلوا ما فعلوا تعبيرا عن كرههم لأمريكا ونصرة لمن يتحداها ويرفض الخضوع لها، وأنه لولا صمود الكوريين الشماليين وقائدهم ووقوفهم بوجه الامريكان لكان مصير التونسيين الآن شبيها بمصير الهنود الحمر.
وسوف لن يهمهم أو يفرق معهم حينها أن يكون شعب تلك الدولة العجيبة مكمم الأفواه وفاقدا لأدنى الحقوق الآدمية، مادام زعيمه الفذ مصمما على أن يعيد على مسامع الدنيا بأنه يحارب الوحش الكوني، بضراوة وبسالة وأنه بات قادرا على ضربه في عقر داره. فأسهل ما يمكن أن يفعله الاعضاء التسعة والعشرون لاتحاد نقابات العمال في تونس، الذين وصلوا الاسبوع الماضي دمشق، والتقوا بشار الاسد، هو أن يجدوا أي شماعة يعلقون عليها مواقفهم وأعمالهم.
وآخر ما قد يثيرهم أو يشغلهم هو أن يعرفوا إن كان الواقف فوق التلال قد ارتقى فوق حشد من الجماجم والأشلاء والأنقاض، حتى يبدو شامخا ومهابا أم لا. ولأجل ذلك فقد تسابقوا للقاء بشار حاملين له باقات الكلام الوردي الناعم، واستمعوا له بانتباه وهو يطمئنهم على انه مرتاح البال وينام ملء جفونه قرير العين، ولا يرى أن الحياة في دمشق تختلف عن أي عاصمة مستقرة ومزدهرة في العالم. لقد قال الامين العام المساعد للاتحاد، وهو رئيس الوفد النقابي الزائر، في حديث لتلفزيون «الميادين» إنه نقل للرئيس السوري «تحيات الشعب التونسي والرسالة الوحيدة من كل الشعب التونسي ومن كل العمال والنقابيين في تونس، بأننا مع سوريا قلبا وقالبا ونساندها في هذه الحرب ونتمنى لها أن تنجح». ولم يكن ممكنا بالطبع لبوعلي المباركي أن يقول شيئا آخر كأن يسأل مضيفه مثلا عن ملايين القتلى والجرحى والمشردين والمفقودين والسجناء، الذين ذهبوا ضحية حربه المجنونة، وعما إذا لم يكن من الأفضل والأجدى لو أنه لم يأمر حرسه ودباباته وشبيحته بأن تسحق من دون شفقة أو رحمة أولى المظاهرات التي خرجت للمطالبة برحيله، وسلك بدلا من كل ذلك طريقا آخر للرد عليها؟ ولم يكن ممكنا أو مقبولا أيضا أن يقول له ولو بشكل عابر إن كان يشعر بينه وبين نفسه بوخز الضمير وبأنه مسؤول عن مئات آلاف الأرواح البريئة التي أزهقت، ارضاء لغروره وشهوته في البقاء بأي ثمن في السلطة؟
وبالمثل فإن كل ما ردده باقي أعضاء الوفد أمام بشار وأمام وسائل الاعلام الحكومية لم يختلف كثيرا عن كلام المباركي، فقد ذكروا هم ايضا بانهم جاءوا «للوقوف إلى جانب أشقائنا وشعبنا في سوريا، ودعمه في مواجهة خطر الإرهابيين اعداء الحياة» مثلما صرح بذلك حسين العباسي الأمين العام السابق، الذي استلم قبل عامين جائزة نوبل للسلام، وأنهم يشيدون بسوريا «قلعة النضال التي أفشلت بصمودها كل ما حيك ضدها» على حد تعبير عبد السلام جراد الامين العام الاسبق للاتحاد زمن بن علي. ولكن أخطر تصريحاتهم ربما كانت تلك التي قالها واحد من أعضاء الوفد النقابي من «أننا لم نأت لنساعد سوريا وإنما لنشكرها جيشا وشعبا وقيادة لأنكم خضتم الحرب عن كل أحرار العالم، وعندما تتقدمون خطوة يتقهقر دعاة الإرهاب عندنا»، وأنه» لو سقطت سوريا لنصبت لنا المشانق في تونس». وهو ما يعني أن تونس التي يعدها الجميع مثلا ونموذجا فريدا في محيطها العربي، لم تنجح لانها اختارت الحوار والتوافق والديمقراطية، بل فقط لأن حاكما مستبدا لدولة عربية تبعد عنها آلاف الاميال، داس الحوار والديمقراطية في بلده بالجزمة، ومرغ أنف المطالبين بها في التراب، ولم يختر السير في الطريق الذي اختارته. لكن من كان سينزعج حقا في تونس من نجاح الثورة في سوريا؟ وهل كانت ستنصب المشانق حينها؟ أم ستقام على العكس الاحتفالات؟ وما العلاقة بين السقوط المزعوم لسوريا، أو بالأحرى لرئيسها والمشانق والفوضى في تونس؟ لقد شرح عضو في المكتب التنفيذي لاتحاد العمال ما لم يفصله صاحب التصريح، وأخبر التونسيين في حديث لإحدى المحطات الاذاعية المحلية بأن «بشار والسوريين ليس لهم حقد على تونس، ورغم ما وقع من القلة ومن بعض الساسة، فإن السوريين ما يزالون يرحبون بالتونسيين» قبل أن يضيف أنه «على التونسيين الاعتذار للشعب السوري عن الفظاعات التي ارتكبت في حقه من طرف ما يقرب من اربعة آلاف ارهابي تم تسفيرهم من تونس، فضلا عن القرار المتسرع بقطع العلاقات مع سوريا». وربما منعه بعض الحياء من أن يقول إن الفضل في حصول تونس قبل عامين على جائزة نوبل للسلام هو بقاء الاسد متربعا على عرش السلطة في بلده، وأنه لو حصل له مكروه أو غادر منصبه لأي سبب من الأسباب، فلن يبقى هناك سند أو نصير غيره لتونس. ومن المؤكد انكم سمعتم عن وقوف ديمقراطيات عريقة مثل فرنسا في صف الاستبداد، وكيف ساندت بقوة ولاخر لحظة نظام بن علي ولكنها المرة الاولى التي تسمعون فيها الآن شخصا أو جهة تقول إن الفضل في بقاء ديمقراطية وليدة في تونس، هو وجود نظام قمعي وتسلطي في سوريا.
إن الأمر أشبه بالأحجية الصعبة. فمن يصدق أن نجاح التجارب الديمقراطية في سوريا وحتى ليبيا ومصر كان يمكن أن يعود بالشر والوبال على تونس؟ ألم يكن مثل ذلك النجاح سيزيدها على العكس قوة وصلابة، وسيفتح في وجوه آلاف من شبابها العاطل واليائس ابواب الحياة، بدل ابواب الموت التي أشرعت دفعة واحدة في وجهه؟ ثم ألم يكن وجود ديمقراطيات عربية اخرى مفيدا استراتيجيا وماليا واقتصاديا للتونسيين، وحفاظ المستبدين العرب على عروشهم علامة شؤم وتهديد مستمر لهم ولثورتهم؟ لا شك أن من يناصر المستبدين لن يعدم مبررا للتقرب منهم كالحرب على الارهاب، أو الحفاظ على الدولة، أو حتى معاداة الهيمنة والإمبريالية. وربما لو عرف وزير الخارجية التونسي حين تساءل اواخر الشهر الماضي في حديث لصحيفة «لابراس»، «لماذا نذهب نحن التونسيون إلى السوريين لتقديم طلب في تعيين سفير تونسي هناك، رغم أن الحكومة السورية لم تطلب ذلك»؟ إن سبب كل تلك اللهفة على عودة العلاقات مع بشار هو أن هناك تونسيين يعتقدون أن بقاءه في منصبه الخالد هو شرط أساسي لبقاء تونس الناجحة والمستقرة. ومادامت مشكلة هذا الصنف من البشر هي أن عقولهم معدلة على الاستبداد، فلا تستغربوا منهم أن يقولوا لكم غدا إن سقوط كم جونغ أون في كوريا الشمالية سيسبب مأساة وكارثة كبرى لتونس مثلما قالوا لكم اليوم إن بقاء بشار هو من حمى تونس وحفظها من كل الشرور المعلومة والمجهولة.
كاتب وصحافي من تونس

هل بسقوط بشار الأسد تسقط تونس؟

نزار بولحية

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عبد الوهاب عليوات:

    على ما فهمت من متابعتي للعقلية السياسية التونسية فإن زيارة بشار الأسد والتودد إليه مصلحة تونسية كبرى لا تختلف كثيرا عن الرضوخ للأوامر الإمريكية المتعلقة بمهادنة دولة الصهاينة ومساندتها دبلوماسيا في المحافل الدولية.. (بالطبع مع حفظ المقامات فأمريكا والصهاينة مثال للإنسانية والديمقراطية في العالم على عكس بشار)
    لكنني أشهد أن السياسيين التونسيين أبدعوا هذه المرة في ايجاد سبب لبقاء التجربة الديمقراطية التونسية وازدهارها في بقاء بشار الأسد لا في بقاء نظام العسكر الشيوعي في الجزائر الذي بحسب الأنتلجسيا العبقرية التونسية مرعوب من الديمقراطية في تونس..
    سيقول أحدهم (على أساس أن النظام في تونس ملائكي الروح والهوى) وما الفرق بين بشار ونظام الجزائر.. كليهما مجرم..؟؟
    أضحك الله سنهم فلقد أضحكوني..
    فلماذا تتوددون إليهما إذن؟؟؟

    1. يقول تونسي ابن الجمهورية:

      @عليوات : العقلية السياسية التونسية …. ماذا تعنى بذالك؟ …نحن فى تونس لم نكن يوما كسردين الأنظمة الشعبية الاشتراكية الديمقراطية الكل يفكر بنفس الطريقة …و يصطف امام سوق الفلاح ليأكل نفس الشئ ….. و رفضنا ان نكون ممن يسوقون لرمى إسرائيل فى البحر و هم لم يرموا حتى ضفدع فى بركة ماء اختياراتنا السياسية كانت براغماتية وواقعية و كنا دائما ننظر إلى الأمام و ليس إلى الخلف و لا نتدخل فى سياسات أحد و لا نقبل أن يتدخل أحد فى سياساتنا ….و لنا علاقات و مصالح مع الجميع….غربا و شرقا شمالا و جنوبا..اما بخصوص هذا الموضوع انا أختلف سياسيا و ثقافيا و هوياتيا مع القومجية العربانية التى زارت الديكتاتور السورى و الذى لم تقطع معه الدولة الاشتراكية الديمقراطية الشعبية اية اتصالات او علاقات فى ايطار طبعا المصالح المشتركة بينهم ( لا نقبل الدروس من احد)…و هذه التصرفات اى الزيارة ننتقدها اذا كانت مخطئة و نتجادل معها ايضا… و لكن لا تخرجعن ايطار الجدل الديمقراطي(De bonne guerre) … و من الاخر المجتمع المدنى التونسي مجتمع حى و متحرك و لسنا متكلسين و متحجرين المهم مواقف الدولة الرسمية …و مصالح تونس قبل كل شئ …الدول الديمقراطية يمكن أن تكون لها علاقات مصالح مع أبشع الديكتاتوريات و هذا شئ عادى جدا ….و ليس اختراعا تونسيا …تحيا تونس تحيا الجمهورية

  2. يقول تونسي ابن الثورة:

    هؤلاء القومجيّين استفرد بهم شيطان الإيديولوجيا الجامدة فماتوا ميتة غريبة الى حدّ تكلّست فيه مشاعرهم الإنسانيّة فلم تعد تهزّهم أشلاء الأطفال تحت انقاض القصف بالبراميل المتفجّرة ولا عويل الثكالى والأرامل ولا أنين الشّيوخ . وأنا شاهدت شيخا فليسطينيّا من مخيّم اليرموك على كرسيّ نقّال يئنّ بقوله:” خذونا عند اليهود أرحم”.هذا المخيّم الذي حاصرته قوّات بشار الكيمياوي فاضطر فيه المحاصرون إلى أكل الكلاب والقطط. هؤلآء لا يمثلون نضال الإتحاد العام التّونسي للشّغل من أجل حرّيّة الإنسان التّونسي وكرامته ولا يمثّلون الشّهيد فرحات حشّاد المنحاز إلى الشّعوب بعبارته الخالدة ” أحبّك ياشعب” ولو كانوا يتبنّون هذه العبارة الخالدة لانحازوا إلى الشّعب السّوري المطالب بحرّيّته وكرامته التي اغتصبها منه آل الأسد منذ عقود بثورته على الظّلم التي استمرّت سلميّة لستّة أشهر وقد سعى بشار أن يعسكرها ويدفعها إلى العنف حتّى يبرّر جرائمه التي يندى لها جبين الانسانيّة في قمع الثّورة تحت عنوان مخادع هو مقاومة الإرهاب. وهؤلاء لا يمثّلون الشعب التّونسي هذا الشعب صاحب ثورة 14 يناير المجيدة ثورة الحريّة هذا الشعب الذي يشعر بمسؤوليّة أخلاقيّة تجاه الشّعب السّوري الذي نسج على منوال الثّورة التّونسيّة في المطالبة بالحريّة والكرامة . ومن المفارقات الغريبة أنّ هؤلاء يتمتّعون بالحريّة في تونس ويمجّدون الثّورة التي جاءت بالحريّة ويلعنون ديكتاتوريّة بن علي ويذهبون إلى سوريا بإسم الحريّة والدّيموقراطيّة التي لولاها لما استطاعوا الذّهاب لتقديم آيات التمجيد لبشار الكيمياوي الذي لم يقترف نظام بن علي رغم ديكتاتوريّته وفسادة عشر أعشار ما اقترفه هذا السّفّاح في حقّ شعبه فبعض الشّرّ أهون من بعض.

  3. يقول د٠راشد المانيا:

    اﻷخ تونسي ابن الجمهورية قال الرئيس السابق في مقابلة مع ﺃحمد منصور :”إن الدولة العميقة لاتزال تحكم في تونس” الدولة العميقة ياعزيزي تعني دوائر المخابرات التي تحكم الدولة من خلف الستار ولها اليد الطولى وهذه الحكومة العميقة ترتبط ارتباط مباشر بالخارج و إن كنت تجد في الدولة رئيسا ووزراء فما هؤلاء ياصديقي إلا ديكور يخفي الوجه القبيح للمتنفذين من اﻷمن والعسكر ،تركيا اﻵن تتخلص من هذه الدولة العميقة المرتبطة بـﺃمريكا وإسرائيل وهي التي كانت تتولى عمليات الانقلابات ، و هذه الدولة العميقة هي حكومة الظل ليس في تونس لوحدها بل هي موجودة في سوريا ومصر وغيرها ، هذه الدولة العميقة ﺃوجدها كل الطغاة لحماية عروش الدم والدمار في بلداننا.

    1. يقول تونسي ابن الجمهورية:

      @راشد : إذا إتبعت تحليلك…يعنى الشعب التونسى انتخب ديكورا….رئيس الجمهورية ديكور ….البرلمان و الذى به أحزاب من أقصى اليسار إلى الى اقصى اليمين ….هم ديكور أيضا ….و حكومة الوحدة الوطنية ديكور …. .و الجيش التونسي الجيش الجمهورى الذى وقف مع الشعب ….هو ديكور أيضا…..و الأمن التونسي الذى يقاتل الارهابيين و البارحة فقط سحق 3 منهم ….هو ديكور أيضا ….و المجتمع المدنى و المنظمات الوطنية بكل أنواعها و كل حيويتها ….ديكور أيضا….و تونس نفسها هى ديكور….. فى الحقيقة تونس ليست فى شمال إفريقيا…بل هى محاذية للموزمبيق ….
      الحقيقة الوحيدة هى السيد المرزوقى طبعا البطل الثورى الذى اتى لست اعرف من اين لينقفذ تونس ….
      الفاشلون دائما يجدون أعذارا لتبرير فشلهم….و السيد المرزوقى وجد الدولة العميقة ….و تبرير الفشل و إيجاد أعذار هو اختصاصو مرض عربي اسلامى ….كل شئ مسؤول عنه الآخر و ليس نحن …السيد المرزوقى يمكن أن يكون كاتب و مثقف و حقوقى و منشط برامج فى قنوات أجنبية….و لكن لم و لن يكون رجل دولة ….و هذه حقيقة يعرفها التونسيين و ليست ديكور و لا دولة عميقة ….واوكد لك انه لن يصل إلى قرطاج مرة ثانية ….و سيصعد ليقول انه ضحية ماذا ….ضحية الدولة العميقة …..تحيا تونس تحيا الجمهورية

  4. يقول عبد الوهاب عليوات:

    يا ابن الجمهورية هل أذكرك ببورقيبة وما كان يحدث في عهده؟؟؟ هل أذكرك ببن علي وجيشه البوليسي؟؟؟ هل أذكرك ببعض واقعك الذي نعرفه جيدا وتعرفه في الريف التونسي وفي مدنه وما يعانيه التونسيون في غياب سياسات تهتم بكل الفئات التونسية ولو من خلال ايجاد سلع تباع بالطوابير؟؟؟
    رغم النفخة الكذابة التي تتغنى بها أمثالك يهينون تونس من حيث لا يعلمون. تونس نحبها ونعتز بها أيما اعتزاز ولكن بشكل مختلف.. نحن نحب تونس من خلال أصالاتها وكرم أهلها وحرية قرارها دون الارتهان لأي كان..
    لم أستغرب أن تقوم برفع لواء الدفاع عن الصهيونية متخفيا خلف شعارات التسامح الديني وهو دفاع مفضوح لأن الفرق كبير جدا بين اليهودية وبين الصهيونية التي لا تختلف عن النازية أو عن الفاشية إلا في كونها أنها صارت مصلحة عليا لبعضهم.
    لم تكن الجزائر يوما بلدا ملائكيا ولن تكون ولكن السطحية التي لا تجدون غيرها للتهجم على الجزائر تعبر تماما عن مستوا نربأ بأنفسنا عن النزول إليه وسأختم بجملة واحدة.. (تحيا تونس حرة من قيود الانبطاحيين الذي يريدون بيعها في سوق النخاسة لمن يدفع أكثر باسم المصلحة العليا)..
    سلام..

    1. يقول تونسي ابن الجمهورية:

      @عليوات : واوكد لك ان اغلب الجزائريين الذين أعرفهم يقولون لى يا حبذا لو كان لدينا ربع بورقيبة …بورقيبة الذى أسس جيش جمهوري مهنى مهمته حماية تونس و الشعب التونسي و النظام الجمهوري…و هذا ما قام به …و يقوم به اليوم …بورقيبة التعليم بورقيبة الصحة بورقيبة سحق القبلية و العشائرية بورقيبة التحديث و العلمانية …. بورقيبة الأمة التونسية ….سأل أحد الصحافيين الفرنسيين بورقيبة عن الديمقراطية فى الستينات فقال له انا لست هنا للديمقراطية لكن لكى ابنى أمة تونسية …لا معنى للديمقراطية و الشعب امى بنسبة 80 % و لا معنى للديمقراطية و نصف المجتمع اى المرأة ليس لها وجود و لا تعتبر مواطنة أصلا…..و قال أيضا التونسيين سوف يكون لهم ديمقراطية بعد مماته و عندها سيتذكرونه ….كل عام عشرات الآلاف من التونسيين يزورون الزعيم الراحل فى قبره للترحم عليه ….
      بن على رحل عندما رأى انه لا يقدر أن يواصل ….و جاء ذالك متأخرا جدا …و لم يبقى و يتمسك بالسلطة كما حدث سنة 1991 فى إحدى الدول و خلف ذلك ما لا يقل عن 250 ألف قتيل….و دمار و خراب لم تعرفه حتى فى الحرب مع الفرنسيين ….
      هذه هى البراغماتية التونسية و هذه هى الواقعية التونسية رغم قلة الإمكانيات لكن نفتخر بما انجزناه و ما وصلنا اليه و ليس نفخة كما تقول بل هو افتخاراحد ابناء الجمهورية بدولته و بلاده و أمته التونسية و تاريخ بلاده و حضارتها و مستقبلها و …و….وساواصل الدفاع عن بلادى و بكل شراسة و لكن بكل احترام الآخرين ….و دائما أقول نحن لا نعطى الدروس لأحد و لكن لا نقبل دروس أيضا من أحد….تحيا تونس تحيا الجمهورية

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية