لندن ـ «القدس العربي»: كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» عن حروب الظل التي تجري على هامش الحرب ضد تنظيم الدولة في كل من العراق وسوريا.
وقالت إن القوات الأمريكية الخاصة قامت في نيسان/إبريل بمتابعة مسؤول مقرب من زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي في محاولة لإلقاء القبض عليه.
وكانت المخابرات الأمريكية تتابع حركة الشخصية هذه واسمه عبد الرحمن الأوزبكي باعتباره رصيداً مهماً تحت الرقابة منذ سنوات، وهو من قادة الوسط وشخصية مهمة نظراً لمهاراته في جمع الأموال ونقل قادة التنظيم خارج الرقة، عاصمة ما تعرف بالدولة الإسلامية. ولو اعتقل حياً لكان بمثابة مصدر مهم للمعلومات.
وتقول الصحيفة إن المحققين الامريكيين كانوا يحضرون قائمة من الإتهامات لتقديمه للمحاكمة. مضيفة إن عملية مهاجمة الأوزبكي تكشف عن حروب الظل في باكستان وسوريا التي قتل فيها عدد من القادة المهمين.
وتقدم المعلومات الجديدة عن العملية الأخيرة وأخرى في كانون الثاني/يناير حيث حاولت القوات الخاصة القبض على عنصر من قيادة الوسط، نظرة نادرة على غارات عدة وخطيرة للقوات الأمريكية الخاصة وذلك بعد ثلاثة أعوام من إعلان الولايات المتحدة الحرب على تنظيم «الدولة».
وقالت الصحيفة إن معلومات جديدة من خلال الهواتف المحمولة وموادا أخرى تم أخذها من مكان الغارة مع أن بعض هذه الغارات لم تحقق الكثير من أهدافها وهو عدم قتل المطلوبين للحصول على معلومات أولية ومن مصادرها الأصلية حول طبيعة عمل الدائرة المغلقة لتنظيم «الدولة».
وحسب القائد السابق لوحدة العمليات المشتركة الخاصة ديل ديلي إنه لو تم بنجاح القبض على شخص بهواتفه المحمولة ويومياته «لاستطعنا إنهاء الجماعات الإرهابية مثل تنظيم الدولة».
لا يزال خطيراً
ويحذر المسؤولون العسكريون والأمنيون من أن هزيمة تنظيم «الدولة» لم تتحقق بعد خاصة أن لديه جهازاً متقدماً من الدعاية يواصل تأثيره ويجذب الكثيرين على المستوى العالمي مع أن معقليه الأخيرين في كل من العراق وسوريا تحت الحصار وهرب الكثير من قادته إلى وادي الفرات أما المقاتلون الأجانب فإما يقاتلون معركتهم الأخيرة أو يهربون في اتجاه دولهم التي جاؤوا منها استعداداً للمعركة المقبلة.
وتشير الصحيفة إلى أن المعركة لهزيمة الجهاديين في شرق سوريا التي سيطروا على مناطق شاسعة أدت لحالة من التنافس بين القوى الإقليمية والمحلية التي تدفقت على أجزاء منها.
فمن جهة هناك قوات تابعة للنظام مدعومة من ميليشيات ممولة إيرانياً تتقدم في منطقة الشرق باتجاه الجماعات التي تدعمها القوات الأمريكية. وكانت روسيا قد هددت في الأسبوع الماضي باستهداف الطيران الأمريكي بعدما استهداف طائرة سورية روسية الصنع.
وتعلق «نيويورك تايمز» أن الوضع المتفجر يضع الكثير من الضغوط على القوات الأمريكية الخاصة.
ورغم لقبه فإن الأوزبكي البالغ من العمر 39 عاماً مولود في طاجيكستان وتلقى خبراته العسكرية من خلال نشاطاته في الحركة الإسلامية الأوزبكية، الجماعة التي كانت على علاقة مع حركة طالبان.
وانتقل قبل 10 أعوام إلى باكستان حيث أقام علاقات قوية مع تنظيم «القاعدة» ثم انتقل في السنوات الماضية إلى سوريا حيث انضم إلى صفوف تنظيم «الدولة». وتقول إن الأوزبكي كان على علاقة قريبة من البغدادي وساهم في التخطيط للهجوم على النادي الليلي في اسطنبول بداية العام الحالي.
وحسب المتحدث باسم القيادة المركزية العقيد جون توماس فقد تم استهداف الأوزبكي نظراً لدوره في التخطيط للعمليات الإرهابية حول العالم. وقال إنه «سهل حركة المقاتلين الاجانب والأموال».
وبعد أشهر من متابعة الأوزبكي وترصد فرصة لإلقاء القبض عليه حانت واحدة في 6 نيسان/إبريل حيث قامت وحدة من قوات العمليات المشتركة التي تلاحق التي تقوم بمراقبة تنظيم «الدولة» إلا ان الأوزبكي المحارب السابق قاوم مما أدى لمقتله. وتشير إلى أن العملية تمت في بلدة الميادين، جنوب سوريا والتي أصبحت الملجأ المهم لقادة تنظيم الدولة.
وأعلنت القيادة المركزية مسؤول التجنيد والدعاية تركي البنعلي في هجوم على الميادين في 31 أيار/مايو.
ويقول القائد وليام ماركس، المتحدث باسم الإستخبارات الدفاعية إن الأوزبكي كان قد وصل من الرقة للتو للميادين عندما داهمته القوات الخاصة. ومع أنه قتل في العملية إلا أنها استطاعت أخذ هاتفه النقال ومواد أخرى.
وفي عملية مشابهة قتلت القوات الخاصة قيادياً من قادة الوسط في دير الزور كانت القوات الأمريكية تحاول القبض عليه والتحقيق معه. إلا أنه قتل عندما قاوم عملية القبض عليه وتم العثور على معلومات جيدة من مكان المداهمة.
وتشير إلى أن نموذج المداهمات داخل سوريا نشأ من عملية قامت بها القوات الخاصة في أيار/مايو 2015 بدخول الأراضي السورية على متن طائرات بلاكهوك وطائرات التجسس في-22 أوسبري وقتلت أبو سياف الذي وصف بأنه «أمير النفط والغاز»وتم العثور على معلومات جيدة من هواتف نقالة وأوراق وجهاز كمبيوتر شخصي قدمت صورة عن العمليات المالية والأمنية. كما ألقي القبض على زوجته أم سياف التي زودت المحققين بمعلومات جيدة قبل تسليمها للأمن العراقي.
وتتكون قوات الكوماندوز من 100 عنصر وقوات دعم وهي تشبه القوات التي قامت بملاحقة قادة القاعدة وتنظيم البعث في العراق أثناء فترة جورج دبليو بوش.
ولوحظ زيادة في عمليات استهداف المسؤولين عن العمليات الخارجية في تنظيم الدولة ممن قاموا بالتخطيط وإلهام عمليات ضد الغرب. وكشف المسؤولون عن عمليات صغيرة لملاحقة قادة الجهاديين.
ويقول ويليام ويشلر، المسؤول البارز السابق في البنتاغون إنه عندما يتم إلقاء القبض على الهدف فإنه يتم الحصول على معلومات ثمينة من خلال التحقيق الفوري أو بمرور الوقت. وكل هذا يعطي صورة عن طبيعة عمل العدو الداخلية وتحديد الأهداف الرئيسية والتعرف على المؤامرات.
معضلة إيران
وتشير الصحيفة في افتتاحية لها إلى أن مشكلة الإدارة مع الجمهورية الإسلامية. فرغم أن أهم طموح لإدارة باراك اوباما كان إقامة علاقات دبلوماسية مع الدولة التي ظلت علاقة الولايات المتحدة معها متناقضة منذ الثورة الإسلامية عام 1979 إلا أن الإدارة الحالية تتعامل معها كمصدر للمشاكل.
وتضيف أن أهم ملمح لطموح أوباما برز من خلال الإتفاق النووي الذي وقعته إدارته ودول أخرى ووافقت بموجبه إيران على الحد من نشاطاتها النووية مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها. وتعلق أن ذوبان الجليد المؤقت يواجه مخاطر بسبب الطموحات الإيرانية السياسية والمناطقية والتي تمثل قلقاً للأمريكيين.
وجزء منها نابع بسبب غرام الرئيس ترامب الجديد في السعودية. وهو ما قاده إلى شيطنة إيران. مشيرة إلى أن سوريا تعتبر نقطة اشتعال محتملة.
ففي هذا البلد تشترك الولايات المتحدة وإيران في هدف واحد وهو هزيمة تنظيم «الدولة» إلا أن مصالحهما متناقضة وفي تنافس مستمر مع قرب نهاية تنظيم «الدولة».
وفي هذا السياق تشير الصحيفة إلى مخاوف واشنطن من قيام الإيرانيين بدعم من نظام بشار الأسد بالسيطرة على مناطق في كل من العراق وسوريا لبناء جسر بري يبدأ من طهران وينتهي في لبنان تقوم من خلاله بمد وكيلها في لبنان حزب الله وبالضرورة توسيع تأثيرها في المنطقة. وتقول إن إيران بدون شك ترغب بلعب دور إقليمي كبير وهو ما يدعو للقلق. إلا أن الإدارة لم تعبر عن مظاهر قلقها بشكل علني وكيفية التعامل مع التحدي الإيراني في المنطقة.
وتشير إلى أن طهران ومنذ بداية الحرب الأهلية عام 2011 لعبت دوراً مهماً في دعم الأسد وتزويده بالميليشيات الشيعية ومقاتلي حزب الله والمستشارين. ومن هنا فالمصالح الإيرانية في سوريا تختلف عن مصالحها في العراق. ففي هذا البلد ركزت على قتال تنظيم الدولة اما في سوريا فتريد الحفاظ على نظام الأسد.
وعليه تتناقض المصالح الأمريكية ـ الإيرانية هنا بشكل واضح رغم تلاقيها في العراق. فالقوات العراقية وبدعم من الطيران الأمريكي ودول التحالف تقوم بالمهمة الأخيرة لسحق تنظيم الدولة في معقله الأخير في الموصل. أما في سوريا فتحاول أمريكا سحق التنظيم ولكن من خلال قوات سوريا الديمقراطية وليس نظام الأسد.
ورغم قرب نهاية التنظيم إلا أن هزيمته تفتح المجال أمام توترات جديدة بين القوات الأمريكية من جهة والقوات السورية ـ الإيرانية.
وبدا التوتر واضحاً في سلسلة من الصدامات هذا الشهر والتي استهدف فيها الطيران الأمريكي قوات موالية لإيران وأسقطت مقاتلة سورية وكذا طائرات مسيرة إيرانية الصنع. فيما استخدمت إيران الصواريخ الباليستية لاستهداف تنظيم الدولة في شرقي سوريا. ولم يعد هذا التنظيم يسيطر إلا على نصف المناطق التي كان يسيطر عليها في سوريا وهي في تقلص دائم. وبات تركيز الجهاديين في مناطق حدودية بين سوريا والعراق والأردن وفي وادي الفرات مصدر المياه والنفط.
ويشك مسوؤلو الإدارة بالنوايا الإيرانية وخططها في هذه المناطق، فهي مهتمة أكثر بالسيطرة على أراض وليس معنية بهزيمة الجهاديين. وعليه ترى الإدارة أن وجود قوات سورية ـ إيرانية قد تعرقل من مهام الإدارة الأمريكية السيطرة على الرقة.
وستقف أمام الخطط الأمريكية لبناء نقاط عسكرية في سوريا وغربي العراق من أجل قطع الطريق على مقاتلي تنظيم «الدولة» ومنعهم من الهروب إلى الصحراء وإعادة تنظيم أنفسهم.
وهناك عامل آخر يضيف لعناصر الاشتعال هي روسيا التي تعتبر من داعمي الأسد المهمين والتي هددت باستهداف الطيران الأمريكي.
وتتساءل الصحيفة إن كان ترامب سينجر إلى حرب في سوريا؟ وتجيب أن هناك الكثير من الأسباب التي تدعو للقلق. فترامب لم يقدم بعد خطة شاملة للتعامل مع سوريا بما فيها الحل الدبلوماسي لحل الحرب الأهلية.
كما أن شيطنة ترامب لإيران وعدم استعداده للتعامل معها قد يؤديان إلى توسع المهمة الأمريكية في سوريا وتحولها من مهمة هزيمة تنظيم «الدولة» إلى مواجهة التوسع الإيراني. وإن حدث فهذا أمر يدعو للخوف لأن إيران دولة مزعجة وليست عدوًا عنيدًا.
كنت في الرقة
وفي سياق مختلف نشرت مجلة «فورين بوليسي» مقالاً لمواطن سوري من الرقة باسم مستعار (مروان هشام) قال إنه ترك الرقة في كانون الثاني/يناير 2016 لأنه لم يكن قادراً على العيش تحت حكم تنظيم الدولة ويقول إنه كان يحلم في العودة إليها بعد تحريرها.
ويبدو أن هذا الحلم أصبح قاب قوسين أو أدنى إلا أنه بدلاً من أن يكون سعيداً بذلك يشعر بالقلق. فهذه الأيام يجلس مع أصدقائه في المنفى ويسخرون من الخرائط المغلوطة التي ينشرها الإعلام نقلاً عن قوات سوريا الديمقراطية التي تقاتل تنظيم «الدولة» في الرقة، فمن المفروض أن هؤلاء مقاتلون محليون يستخدمون الخرائط لإظهار تقدمهم ولكنهم وضعوا بعض مناطق المدينة في المكان الخطأ وأخطأوا في كتابة أسماء القرى المحيطة.
ويلفظون في فيديواتهم أسماء المناطق التي يقاتلون فيها خطأً. وبينما يرحب كل سكان شرق سوريا بقرب انتهاء حكم تنظيم الدولة فإن الكثيرين منهم قلقون من الأكراد بشكل كبير ويخشون انتقاماً دون تمييز وعنصرية على المدى الطويل. ويقول إن السؤال الرئيسي الذي نوجهه لمحررينا: ماذا سيحصل بعد؟ فقبل أسبوعين أعلن عن بدء المعركة لتدمير «عاصمة داعش.. وتحرير عاصمة الإرهاب والإرهابيين». ومنذ ذلك الحين استطاعت القوات المهاجمة المدعومة من أمريكا الاستيلاء على منطقة أو منطقتين من جانبي المدينة وكثفت طائرات التحالف الذي تقوده أمريكا من حملة القصف وذكرت التقارير أنها استخدمت قنابل تحتوي على الفوسفور الأبيض مما إدى إلى «خسائر فادحة في أرواح المدنيين». ولا يزال في الرقة التي تستضيف نازحين داخليين 200 ألف نسمة و2500 مقاتل من تنظيم «الدولة» حسب آخر التقديرات. وقد تقع مسؤولية حكم هؤلاء السكان على عاتق قوات سوريا الديمقراطية قريباً. ولكن الكثير من المدنيين الذين هربوا من مناطق سيطرة تنظيم الدولة إلى مناطق قوات سوريا الديمقراطية، يقولون أن هذه القوات ليست مهتمة برفع المعاناة عن السكان بقدر ما هي مهتمة بجعل العرب مواطنين من الدرجة الثانية. فقد حاول صديق له الانتقال الشهر الماضي من الرقة إلى منبج ـ في ريف حلب الشرقي وأطفاله الأربعة فأجبرته قوات سوريا الديمقراطية على الذهاب إلى مخيم انتقالي أقامته للبحث في خلفيات الأشخاص خوفاً من انتمائهم لتنظيم «الدولة» ويقع المخيم في ساحة مسيجة لتخزين القطن في قرية عين عيسى على بعد 30 كيلومتراً شمال الرقة. وتم الاستيلاء على القرية في 2015 على يد وحدات الحماية الشعبية، وهي القوات الكردية التي تشكل العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية. وتقدر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأن هناك 9000 شخص في المخيم وحوله. وقال زميل كاتب المقال: «إن قوات سوريا الديمقراطية تقوم بجمع هويات من يغادرون الرقة ويرسلون بهم إلى المخيمات حيث يعاملون بطريقة سيئة». وبعد ثلاثة أيام في المخيم قال إن أفراد عائلته اضطروا للنوم في سيارتهم، وحصل على تصريح من قوات سوريا الديمقراطية للسفر إلى منبج ولكن العقبات لم تنته عند هذا. فعندما وصل إلى هناك طلب حاجز الشرطة الكردية «كفالة» ـ وثيقة من أحد سكان منبج يقول بأنه شخص يمكن الوثوق به ـ للسماح له بالدخول إلى المدينة.
وهي هي النموذج الأول لمدينة سنية عربية يحكمها الأكراد. ولو وضعنا المصاعب جانباً فليست كل أخبار السنة العرب سيئة: وقد قال كثرون تحدث إليهم الكابت إن الظروف تحسنت منذ استلمت مجالس قوات سوريا الديمقراطية العسكرية والمدينة من وحدات حماية الشعب. فتم تنظيم الكهرباء.
وعندما سيطرت قوات النظام على محطة ضخ المياه من بحيرة الأسد التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة استطاعت قوات سوريا الديمقراطية ترتيب إمداد منبج مرة أخرى بالمياه وعادت شبكة الهاتف المحمول الرئيسية للعمل. كما أصبحت المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية مناطق عدم طيران بحكم الواقع مما يحمي المدنيين.
وعاش العرب في هذه المناطق بين الجهات المتحاربة الأربع قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم الدولة والجيش السوري الحر ونظام الأسد. ويرى كثير من العرب أن حكم قوات سوريا الديمقراطية مساو لعودة حكم النظام ـ عدا عن أن الأكراد هم المتحكمون بدلا من العلويين.
ويقول أحمد «إن الأكراد مثل النظام.. هناك بعض الأشخاص المتنفذين ممن يتمتعون بالنزاهة ولكن أحيانًصا لا تستطيع تسيير أمورك دون علاقات أو دفع رشاوى ولكن بالطبع أفضل بكثير من تنظيم الدولة وغيرهم».
ويقول الكاتب إن الحرب غيرت مواقف أهل الرقة حول ما يرويدون في حياتهم وما يرودون لمدينتهم. بعضهم أصبح يرى أن مجرد العيش هو الهدف بعد سنوات من جنون الجهاديين وهدير الطائرات النفاثة. وقد يكون حل شبيه بحل منبج مناسباً على المدى القصير للرقة إن نجت المدينة من الإبادة.
إبراهيم درويش