إسطنبول ـ «القدس العربي» : تتزايد شكوك واسعة في الأوساط التركية حول قدرة التحالف الانتخابي الذي يقوده حزب العدالة والتنمية الحاكم في الحصول على «الأغلبية البرلمانية» في الانتخابات البرلمانية المقبلة، وذلك لأول مرة من 16 عاماً، في حال تمكن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي من تجاوز «العتبة الانتخابية» -حاجز الـ 10٪ من أصوات الناخبين- ودخول البرلمان المقبل.
وتقول عدد من استطلاعات الرأي ذات التوجهات المختلفة إنه في حال تمكن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي من تجاوز «العتبة الانتخابية» بحصوله على أكثر من 10% من أصوات الناخبين ودخوله البرلمان المقبل، فإن حظوظ (تحالف الجمهور) الذي يضم أحزاب العدالة والتنمية والحركة القومية والوحدة الكبرى في الحصول على الأغلبية البرلمانية -أكثر من 50٪ من مقاعد البرلمان- سوف تتراجع بشكل كبير.
في المقابل، وفي حال حصول هذا السيناريو، سيكون إجمالي المقاعد التي يحصل عليها (تحالف الأمة) الذي يضم أحزاب الشعب الجمهوري وحزب الجيد والسعادة والديمقراطي، إلى جانب حزب الشعوب الديمقراطي الكردي أكثر من 50% من من مقاعد البرلمان الـ600 وبالتالي فإن الحزب الحاكم سواء بمفرده أو من خلال تحالفه الانتخابي (تحالف الجمهور) سيخسر الأغلبية البرلمانية لأول مرة منذ 16 عاماً. لكن حزب العدالة والتنمية الحاكم ما زال يُصر على أن استطلاعات الرأي التي تجريها مراكز الأبحاث التابعة له تؤكد أنه سيتمكن بمفرده من الحصول على الأغلبية البرلمانية بشكل مريح بغض النظر عن الأصوات التي سيحصل عليها الحزبان الآخران في تحالفه الانتخابي (الحركة القومية والوحدة الكبرى)، وعلى الرغم من ذلك ما زال الحزب يركز دعايته الانتخابية ضد الحزب الكردي في محاولة لمنعه من تجاوز «العتبة الانتخابية».
وإذا تمكن الشعوب الديمقراطي من الحصول على أكثر من 10٪ من أصوات الناخبين، فإنه سوف يحصل على ما لا يقل عن 60 مقعداً في البرلمان المقبل من أصل 600، لكن وفي حال فشله بتجاوز هذا الحاجز يتم توزيع الأصوات التي حصل عليها على الأحزاب الأخرى حسب النسب التي حصلت عليها، ما يعني أن حزب العدالة والتنمية يحصل على أعلى نسبة من هذه الأصوات في ظل اجماع كل استطلاعات الرأي على أنه الحزب الذي سيحصل على أعلى نسبة من الأصوات بشكل عام، وكمحصلة نهائية لهذا السيناريو فإن العدالة والتنمية ستكون فرصته مؤكدة بالحصول على الأغلبية البرلمانية في حال فشل الشعوب الديمقراطي بتجاوز «العتبة الانتخابية». ويقول ماهر أونال الناطق باسم العدالة والتنمية في تصريحات تلفزيونية، الجمعة، إن آخر استطلاعات للرأي أجرتها مراكز الأبحاث التابعة للحزب تؤكد أنه سوف يحصل على قرابة 320 مقعداً في الانتخابات البرلمانية المقبلة، مشدداً على أن هذه الحسابات مبنية على أساس تمكن الشعوب الديمقراطي من تجاوز «العتبة الانتخابية». ورغم حصول تراجع في شعبية حزب الشعوب الديمقراطي عقب العمليات العسكرية الواسعة التي نفذها الجيش التركي ضد المتمردين الأكراد داخل وخارج البلاد واتهام الحزب بأنه الواجهة السياسية لتنظيم «بي كا كا» الإرهابي، إلا أنه لم تظهر مؤشرات قوية حتى الآن على أن الحزب مهدد بقوة بالنزول عن العتبة الانتخابية. لكن الحزب الذي حصل على 10.76% من أصوات الناخبين في الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت عام 2015 يبقى مهدداً في ظل مساعي حثيثة جداً من الحزب الحاكم لسحب أصوات أكبر شريحة ممكنة من المحافظين الأكراد في مناطق جنوب وشرقي البلاد. ويقوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس وزرائه بن علي يلدريم اللذان يشددان في جميع خطاباتهم على ضرورة أن تفرز الانتخابات «مجلساً قوياً» بحملة انتخابية واسعة في المناطق ذات الأغلبية الكردية جنوب شرقي البلاد، لا سيما في ديار بكر التي تعتبر بمثابة عاصمة الأكراد شرقي تركيا حيث يعد أردوغان الذي تمكن من طرد تنظيم «بي كا كا» من أغلب مناطق المحافظة وإعادة تطويرها وبنائها بمنح مزيد من الحريات والحقوق للأكراد وتطوير مناطقهم. وفي مقابل هذه الحملة، تجد المعارضة التركية مصلحة كبيرة لها في تمكين حزب الشعوب الديمقراطي من تجاوز العتبة الانتخابية ودخول البرلمان لتقليل فرص حصول تحالف أردوغان على «الأغلبية البرلمانية»، وذلك رغم فشلها في التحالف مع الحزب خشية أن يؤثر ذلك على نسب التصويت لها في الشارع التركي الذي يتهم الحزب بأنه الواجهة السياسية لتنظيم بي كا كا. وتقول أوساط في حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة التركية إن الحزب ربما يلجأ إلى توجيه جانب من أصواته في بعض المناطق لصالح دعم الشعوب الديمقراطي وضمان تجاوزه العتبة الانتخابية وذلك لتعزيز مساعي المعارضة لتحقيق تحول تاريخي بسحب الأغلبية البرلمانية من الحزب الحاكم في ظل الصعوبة التي تواجهها المعارضة بمنع فوز أردوغان بالانتخابات الرئاسية.
إسماعيل جمال
لولا الرئيس أردوغان ما كان هناك حزب الشعوب الديمقراطي الكردي! لكن المعروف لا يثمر إلا مع أهل المعروف!! ولا حول ولا قوة الا بالله