هل تعلمون أن كل دول أوروبا الشرقية التي كانت تنضوي تحت لواء الاتحاد السوفياتي انتقلت فعلياً من المرحلة الشيوعية إلى المرحلة الديمقراطية، باستثناء روسيا نفسها التي لم يتغير فيها سوى الاقتصاد من الاشتراكي إلى الرأسمالي المتوحش، بينما ظل النظام السياسي ديكتاتورياً؟ بعبارة أخرى، فإن وكر الشيوعية الأصلي الذي كان يتمثل بالاتحاد السوفياتي لم يفارق عهد الطغيان إلا شكلياً.
على عكس كل الدول الأوربية الشرقية التي كانت تدور في الفلك الروسي، انتقلت روسيا بعد ثورتها، أو لنقل بعد تفكك الاتحاد السوفياتي، انتقلت من الديكتاتورية الشيوعية إلى عصر المافيا، حيث حكمت المافيا هناك لفترة من الزمن ريثما يتشكل نظام جديد يحكم البلاد بعد سقوط النظام الشيوعي. وبعد طول انتظار، لم يحظ الشعب الروسي بحكم ديمقراطي على غرار بقية دول أوروبا الشرقية التي انتقلت فعلياً إلى النظام الديمقراطي الحقيقي. لا شك أن النظام الروسي الجديد راح ينافس الرأسمالية المتوحشة اقتصادياً، حيث تحولت موسكو إلى واحدة من أغلى العواصم في العالم، لكن النظام السياسي الجديد ظل نظاماً سوفياتياً بواجهة ديمقراطية زائفة. صحيح أن الدولة الروسية الجديدة تظاهرت باتباع النظام الديمقراطي والانتخابات والتعددية الحزبية وغيرها من مظاهر الديمقراطية، إلا أنها في الواقع كانت وما زالت بعيدة عن الديمقراطية الحقيقية بعد الأرض عن الشمس.
انظروا فقط إلى لعبة التداول على السلطة المزعومة في روسيا منذ سنوات طوال. لقد تحولت روسيا إلى لعبة في أيدي الثنائي الشهير ميدفيديف ـ بوتين. مرة يكون ميدفيديف رئيساً للجمهورية وبوتين رئيساً للوزراء، ومرة يكون العكس، مع الانتباه طبعاً إلى أن الحاكم الحقيقي الوحيد في روسيا هو بوتين، بينما يلعب مدفيديف دور الكومبارس الديمقراطي. ولسنا بحاجة أبداً لأي برهان كي نرى كيف أصبحت روسيا العظمى كلها مرتبطة باسم بوتين، بينما ينظر حتى الروس أنفسهم إلى ميدفيديف، شريك بوتين في السلطة، على أنه مجرد ديكور ديمقراطي، بينما السلطة الحقيقية للقيصر بوتين، وهو الاسم الذي تطلقه عليه وسائل الإعلام الغربية، لأنه الحاكم بأمره بقوة الجيش وأجهزة الأمن الروسية الشهيرة التي ورثت أساليب الكي جي بي من ألفها إلى يائها.
وبما أن روسيا أصبحت صاحبة الكلمة العليا في سوريا بعد احتلالها المباشر للبلاد بغطاء شرعي زائف اسمه بشار الأسد، فهي لا شك ستنقل للسوريين تجربتها «الديموخراطية» الكوميدية، بحيث ستعمل على إجراء انتخابات يفوز فيها عميلها في دمشق سواء كان بشار أم عميل آخر من الطينة نفسها. ويجب أن ننوه هنا إلى أن روسيا تغلغلت عميقاً داخل المؤسستين العسكرية والأمنية السورية، وتعرف أيضاً كيف تتلاعب بأتباعها داخل المؤسستين. وبالتالي، فيما لو حصل تغيير في سوريا، فلا شك أنه سيكون على الطريقة الروسية، بحيث سيبقى الأمن والعسكر مسيطرين على البلاد بالطريقة نفسها التي يدير بها بوتين روسيا «الجديدة». بعبارة أخرى، فإن الثورة السورية ستفرز واقعاً مشابهاً للواقع الذي أفرزته الثورة الروسية المسكينة التي انتقلت ظاهرياً من العهد السوفياتي الشيوعي إلى العهد الديمقراطي الزائف، بينما ظلت اليد العليا فيها عملياً للجيش والاستخبارات. ولا ننسى طبعاً أن الرئيس الروسي بوتين نفسه هو أحد رجالات المخابرات الروسية «الأشاوس». وهذا يؤكد أن روسيا شذت عن باقي ثورات أوروبا الشرقية.
وفي أحسن الأحوال، إذا ظلت روسيا ممسكة، بزمام الأمور في سوريا، فلن يحصل السوريون إلا على نسخة مشوهة من «الديموخراطية» الروسية، بحيث سيكون لدينا رئيس من فصيلة المخابرات والعسكر حاكم بأمره يتناوب على السلطة مع شخصية أخرى من وزن «الطرطور» كي يقنع العالم بأن سوريا تغيرت وأصبحت ديمقراطية، بينما هي في الواقع انتقلت من سيء إلى أسوأ. ولا شك أن «الديموخراطية» السورية ذات النكهة الروسية ستكون مناسبة جداً لإسرائيل، لأنها تطمئنها بأن الشعب السوري سيبقى تحت ربقة العسكر والمخابرات الذين حموا إسرائيل من الشعب السوري على مدى نصف قرن من الزمان.
ولعل أكثر ما يثير الضحك في التصريحات الروسية حيال الوضع السوري أن الكرملين يكرر باستمرار أن السوريين وحدهم سيقررون مصير النظام والرئيس، مع العلم أن من يقرر كل شيء في سوريا الآن هم الروس بآلتهم العسكرية الجبارة. لا أدري لماذا يستحمر الروس السوريين وبقية العالم بهذه التصريحات الهزلية القميئة. قال شو قال: مصير الأسد بيد السوريين. طيب، ألا تقدم روسيا كل أنواع الدعم للنظام السوري؟ ألا تستخدم كل أنواع أسلحتها الجديدة للقضاء على معارضي النظام بالحديد والنار؟ هل تركت فصيلاً معارضاً على الأرض إلا واستهدفته طائراتها؟ ألم تتدخل في سوريا بحجة محاربة تنظيم «الدولة» (داعش) ثم اكتشفنا أنها جاءت حصراً لمحاربة كل من يعارض النظام؟ ألم تستخدم الفيتو في مجلس الأمن إحدى عشرة مرة لحماية النظام؟ ثم يخرج علينا الكرملين بكل صفاقة ليقول إن الشعب السوري سيقرر مصير النظام؟ وماذا كان جيشكم الروسي وطائراتكم وقواتكم تفعل في سوريا على مدى سنتين؟ هل كنتم توزعون الأزهار والحلوى على أطفال سوريا، أم كنتم تقتلون وتشردون الأكثرية في سوريا، بينما تعملون على إعادة تأهيل النظام والطوائف المتحالفة معه لتفرضوه على ما تبقى من السوريين المكلومين وعلى العالم مرة أخرى ككلاب حراسة لمصالحكم واستثماراتكم وقواعدكم الجديدة في سوريا؟ حتى الدستور السوري وضعته موسكو!
قال شو قال: مصير الأسد يقرره الشعب السوري….
ليش خليتو دور لحدا منشان يقرر شي في سوريا؟
٭ كاتب واعلامي سوري
[email protected]
د. فيصل القاسم
يا دكتور فيصل وهل تريد من روسيا وامريكا وتركيا وايران ان تترك الامور للشعب السوري بعد ان قدمت السلاح والمال كل حسب داعمه انها لعبة السياسة والمصالح وهل امريكا تريد الديمقراطية للدول التي تدخلت فيها وهل تركيا التي خسرت نوعا ما رهانها على وصول الاخوان المسلمين للسلطة الا التخلص من مشكلة الاكراد وهل ستقبل باعطاء الحكم الذاتي لاكراد سوريا وهل تريد ايران حكومة ولاية الفقية في سوريا ام تريد السيطرة على القرار السياسي لسورية ,سيبقى الحل الوحيد بيد السوريين ان تركوا كلهم داعميهم معارضة ونظام والجلوس والتفاوض فيما بينهم للحفاظ على ما تبقى من سوريا
ما كان لروسيا أن تغامر في دخول حرب استنزافية وطويلة الأمد لنصرة نظام أقلية يفتقد لدعم أكثر من 80% من شعبه، لولا التحالف المؤسس على صفقة يلعب نظام بشار الكيماوي دور الوسيط بين إيران وسوريا تتكلف بموجبه ٱيران باستقدام ميليشيات ومرتزقة تدعم العمليات العسكرية البرية لفلول جيش بشار المنهك فيما يتكلف سلاح الجو بالتغطية الجوية واستعمال ساحات الحرب كمختبر تجارب لأسلحتها الجديدة قبل تسويقها وإنعاش اقتصاد معاق يقوم على تصدير النفط والغاز وتصنيع الأسلحة. في نفس الوقت تبقي روسيا على جنودها بعيدا عن أي مواجهات مباشرة يترتب عنها خسائر بشرية تعيد للأذهان كابوس الحرب الأفغانية .
كلام سليم روسيا دفعت 140$مليارد لتدمير سوريا فتحت قاعدة الموك في الاردن وفي تركيا ولبنان وعند الصهيانة اخ ما فعلتي يا روسيا لماذا أنفقته كل هل المبلغ لتدمير سوريا
حين إحتل بوتين جزيرة القرم قبل 3 سنوات فرح معظم الروس بذلك ووقفوا مع بوتين الذي أصبح رمزاً لروسيا
إذاً الشعب الروسي يحب بالفعل بوتين رغم دكتاتورية وتصفيته للمعارضين
والسؤال هو : ما الذي قدمه بشار للسوريين ؟
ولا حول ولا قوة الا بالله
هذا هو ديدبان السيرة الذاتية العربية الاسلامية على مدى التاريخ ، عمالة واستعانة بالخارج لتصفية الحسابات والصىراعات الداخلية. ودائما على حساب الشعوب.
الغطاء الشرعي للعدوان الروسي على سوريا بطلب من الاسد هو نفس الغطاء الشرعي للغزو السوفييتي لافغانستان الذي كان ايضاً بطلب من الرئيس الافغاني حفيظ الله امين الذي سرعان ماقتله السوفييت ونصبوا مكانه بابراك كارمال. الفرق الوحيد ان الروس لم يفعلوا بعد بالاسد مافعلوه بامين.
كل الاحترام لك دكتور فيصل :
حظنا التعيس في سوريا أوقعنا تحت حكم مصنعي سيارة القرن / اللادا /
العفنة وماتمثله من سياسات روسية متخلفة ودكتاتورية قميئة فهؤلاء لا يصنعون إلا أسلحة القتل والدمار أما عدا ذلك فهم متخلفون ولا يسير بدربهم إلا كل دكتاتور مثلهم .
نعم تركت لهم كامل الحرية في اختيار الطريقة التي يودون الموت بها……
نعم وتركت لهم الخيار من اثنين اما الموت والتهجير او القبول لعائلة الاسد….هل تريد حرية اكثر من ذلك
سبحان الله قد رجعنا إلى عهد الإحتلال
ضاعت البلاد على يد معارضة منهكة ونظام سافل
آه يا أخي الحمصي الحر حياك لنا الله ومالنا غيرك ياالله.
لا وقت للنقاش وأرواح في سوريا تزهق كل يوم وكل ساعة، القوة ثم القوة ثم القوة، هؤلاء (الروس + سوار العسل) وغيرهم الكثير لا يفهمون سوى لغة القوة، حتى على المستوى الإجتماعي اليومي العادي للناس عندما تشتبك مع أحد الأشخاص الضلاليين طلبا لحقك فإنه لن يفهم سوى لغة القوة لتأخذ حقك السليب منه، هكذا هذا العالم أصبح لا يفهم سوى لغة القوة في كل شئ في الوقت التي تشح فيه الموارد وتنتشر فيه البطالة في كل مكان، مرة أخرى يا سوريين: إصنعوا سلاحكم بأيديكم وخصوصا مضادات الطيران الجوية وبهذا تكونوا قد أهلكتم أكثر من نصف الجيش الروسي وعطلتم ترسانته منها، بعد ذلك تفرضون شروطكم وسيصغون حينها إلى جميع مطالبكم، بهذه البساطة وهي نفس البساطة التي يقتلونكم بها برمي جميع أنواع الأسلحة على رؤوسكم من الجو. قالها حكيم منذ زمن بعيد: أحسنت صنعا خير من أحسنت قولا.
ولكن يا استاد لم تقل لنا على اي شكل دمقراطي تريد سوريا، هل دمقراطية احزاب لبنان الوراثية، والتي هي ماركة مسجلة للعاءلة،حتى اليسارية منها، او دمقراطية البرزاني، او دمقراطية الخليج.
حين ورث بشلر الرءاسة من ابيه، تهكم الجميع على العملية ونسيىانها تتماشى مع بيءة المنطقة،
لو تفضلت سيد فيصل، ورسمت لنا تصورا من ملكوت خيالك ، كيف كانت ستؤل اليه سوريا لو سقط النظام. انظر الى المعارضة الان، الوفد الدي سيمتلها في المؤتمر القادم 50 عضو.!!!!! .
لم تكن سوريا جنة قبل الازمة، ولكن كانت ستكون اكثر من جحيم من الان لو سقط.