باريس ـ «القدس العربي»: بعدما أبدى باريس سان جيرمان الفرنسي خلال الأسابيع الماضية رغبة، ربما تكون غير مسبوقة، في فرض هيمنته على كرة القدم الأوروبية، بات الآن بصدد بدء رحلة الإجابة التي يترقبها عشاق الساحرة المستديرة للسؤال الصعب «هل تشتري الأموال الألقاب؟».
واستعد سان جيرمان لمشوار الصراع من أجل التتويج للمرة الأولى بلقب دوري أبطال أوروبا، بإبرام الصفقتين القياسيتين لضم نيمار وكيليان مبابي، والآن خاض مباراته الأولى في البطولة هذا الموسم أمام مضيفه سلتيك الاسكتلندي في الجولة الأولى من مباريات المجموعة الثانية، وسحق مضيفه بخماسية نظيفة.
وأبرم سان جيرمان أغلى صفقة في تاريخ كرة القدم بدفع 222 مليون يورو قيمة الشرط الجزائي لعقد نيمار مع برشلونة، كما نجح في اليوم الأخير من سوق الانتقالات الصيفية في حسم صفقة ضم مبابي. ويعلق سان جيرمان وجماهيره أمالهم بشكل كبير على نيمار قائد المنتخب البرازيلي والمهاجم الفرنسي مبابي، في تحقيق النجاح الأوروبي الذي طال انتظاره. ولم يسبق لسان جيرمان تجاوز دور الثمانية في البطولة الأوروبية، ومني بالهزيمة الأسوأ في تاريخ مشاركاته، خلال الموسم الماضي حيث خسر أمام برشلونة 1/6 بعدما فاز سان جيرمان ذهابا 4/صفر، لينتزع برشلونة حينذاك بطاقة التأهل إلى دور الثمانية، وسجل نيمار ثنائية لبرشلونة وصنع هدفين آخرين في شباك سان جيرمان. وربما كان لتلك المباراة الشهيرة دور كبير في إقناع سان جيرمان بأهمية التحرك لضم نيمار، كما أن البعض يرى أن المباراة أظهرت لنيمار أنه حان وقت رحيله عن الفريق في ظل عدم تمتعه بمكانة «البطل الأول» مهما قدم للفريق، في ظل وجود النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي.
ومنذ تأسيسه عام 1970، لم يسجل سان جيرمان حجم إنفاق مثل الذي سجله بعد انتقال ملكيته في 2011 إلى رئيس النادي الحالي، القطري ناصر الخليفي وشركة أوريكس قطر للاستثمارات الرياضية. الهيمنة على الكرة الفرنسية بل وأيضا التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا هو الهدف الأسمى للمشروع الطموح الذي تكلف مئات الملايين في سان جيرمان. وشهد المشروع على مدار السنين الماضية التعاقد مع كوكبة من اللاعبين أبرزهم السويدي زلاتان ابراهيموفيتش وادينسون كافاني، والمدرب الإيطالي كارلو انشيلوتي والمدرب الحالي يوناي إيمري .لكن سان جيرمان وصل لمرحلة جديدة غير مسبوقة عبر التعاقد مع نيمار ومبابي الذي تبلغ القيمة الإجمالية لصفقة انتقاله من موناكو 180 مليون يورو. كما تعاقد مع المدافع البرازيلي داني الفيش لاعب برشلونة ويوفنتوس السابق. وشدد نيمار على أنه جاء إلى باريس من أجل الفوز بالألقاب وليس المال، واتفق معه مبابي في ذلك. وقال مبابي: «أردت أن أكون جزءا من مشروع النادي، وهو أحد أكثر المشاريع الطموحة في أوروبا، بجانب زملائي الجدد، اعتزم مواصلة التطور مع مساعدة الفريق على تحقيق الأهداف الكبرى التي حددها لنفسه». وأكد الخليفي من جانبه ارتفاع سقف طموح النادي، ولكنه رفض وضع سقف زمني لتنفيذ المشروع. وقال الخليفي خلال مراسم تقديم نيمار: «هدفنا دائما هو الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا، لا يمكننا القول أننا سنفوز هذا العام بلقب دوري الأبطال، ولكن بالتأكيد سنقاتل من أجله». كما أكد الخليفي أن قيمة صفقة التعاقد مع نيمار ليس مبالغا فيها .لكن اليويفا يحقق في شبهة انتهاك سان جيرمان للوائح اللعب المالي النظيف، والتي ينفق من خلالها النادي أموالا أكثر مما يحصله من إيرادات، ويفكر رئيس اليويفا الكسندر سيفرين في وضع معايير صارمة وسقف لرواتب اللاعبين. واتهم خافيير تيباس رئيس رابطة الدوري الاسباني سان جيرمان ومانشستر سيتي المملوك لأبوظبي «بالمنشطات المالية « حيث أن سياسة الانفاق لسان جيرمان أثارت علامات الاستفهام في العالم أجمع. لكن كل الحديث الدائر لم يمنع سان جيرمان من الفوز بأول خمس مباريات في الدوري الفرنسي، حيث سجل 19 هدفا واهتزت شباكه ثلاث مرات فقط، علما أن كافاني سجل سبعة أهداف مقابل أربعة أهداف لنيمار في الوقت الذي سجل فيه مبابي ظهوره الأول من خلال المواجهة أمام ميتز يوم الجمعة قبل الماضي، مثلما نجح اللاعبون الثلاثة في التسجيل في مرمى سيلتك، وقال مبابي: «كان ظهور أول جيد، ألعب بجانب لاعبين رائعين، من السهل الانسجام معهم، إنه دوري أن أتأقلم مع الفريق وأن أرتقي إلى مستواهم».