هل خسر المغرب رهان مونديال 2026؟

حجم الخط
27

 

هو مجرد سؤال بديهي تفرضه القرارات التي صادق عليها المجلس التنفيذي للفيفا في العاصمة الكولومبية بوغوتا بخصوص شروط وقواعد عملية الترشيح لتنظيم كأس العالم 2026، اثر تقديم كل من المغرب من جهة والثلاثي المشترك الولايات المتحدة وكندا والمكسيك من جهة أخرى، ملفاتهم التقنية التي ستخضع للتمحيص والدراسة ثم التنقيط من لجنة مستقلة تقوم أيضا بزيارات ميدانية لتفقد الهياكل والمرافق، ثم تقيم الملفات وتتخذ قرارها الأولي في السادس من يونيو/حزيران بقبول أو رفض واحد من الملفين قبل عرض المتأهل على الجمعية العمومية في الثالث عشر من يونيو للتصويت عليه.
القواعد الجديدة للتقييم تعتمد بنسبة 70 في المئة على حجم ونوعية المرافق والبنية التحتية، و30 في المئة على تقديرات العائدات المالية من التنظيم، وهي معايير لن تخدم المغرب منذ تقرر زيادة عدد المشاركين في النهائيات الى 48 منتخبا، خاصة وأن اللجنة المستقلة ستقوم بزيارات ميدانية بدءا من الشهر المقبل، وتتولى دراسات الملفات وتنقيطها بعلامة تفوق الاثنان من خمسة، وإذا حصل أحد الملفين على علامة أقل من اثنين سيقصى قبل الجمعية العمومية التي سيكون التصويت فيها سريا وليس برفع الأيدي كما طالب بذلك المغرب والاتحاد الافريقي لكرة القدم!
وبناء على قرار اللجنة في 6 يونيو /حزيران المقبل، سيتم التعرف على الملفات الناجحة، والتي سيخول لها ذلك المرور إلى المرحلة النهائية، وهي مرحلة التصويت السري النهائي، والذي حدد موعده في 13 يونيو المقبل، حينها ستدلي 211 دولة عضوة بصوتها لتحدد الفائز بشرف تنظيم مونديال 2026.
قرار الفيفا باعتماد لجنة «مستقلة» تتخذ قرارا أوليا في 6 يونيو، فيه تحايل على المغرب لم يتفطن له في حينه الوفد المغربي المشارك في اجتماع الفيفا، والذي قد يصدم برفض ملفه قبل الجمعية العمومية المقررة عشية انطلاق مونديال روسيا، وبالتالي سيعرض ملف واحد للتصويت، وهو ملف الثلاثي أمريكا وكندا والمكسيك تجنبا لأية مفاجأة لن تتحملها الولايات المتحدة هذه المرة، ولن تتحمل تبعاتها الفيفا، التي يبدو أنها لا تريد فتح جبهة حرب ستخسرها ضد أمريكا التي ستسعى للإطاحة بالملف المغربي قبل الوصول الى الجمعية العمومية وإعطاء فرصة التصويت لـ211 عضوا في الاتحاد الدولي لا يمكن التحكم فيهم كلهم.
أولى معالم فوز ملف أمريكا اللاتينية بدأت بتشكيل اللجنة «المستقلة»، ثم تلميحات بعض الاتحادات الأوروبية والآسيوية وحتى بعض البلدان العربية على غرار مستشار ولي العهد السعودي المكلف بالرياضة في المملكة السعودية الذي لمح الى أن السعودية ستبحث عن مصلحتها في إتخاذ قرارها يوم التصويت، وقد تحذو حذوه عديد البلدان العربية والاسيوية، كما أن الكاف لن يكون في مقدوره توجيه الاتحادات الافريقية للتصويت على المغرب، رغم نفوذ فوزي لقجح رئيس الاتحادية الملكية لكرة القدم وعضو اللجنة التنفيذية للكاف، لكن يبدو أنه مجرد نفوذ لا يتعدى حدود القارة السمراء!
انفانتينو لن يغامر بمنصبه ومستقبله وأظهر منذ البداية قلقه من التفاوت في مستوى البنية بين الملفين ولا يريد أن يخسر أمريكا ويخسر منصبه مهما كانت الأسباب، واللجنة «المستقلة» ستقوم بالمهمة القذرة في اقصاء الملف المغربي قبل المؤتمر. أمريكا من جهتها ستقوم بكل ما في وسعها لتجنب بلوغ مرحلة التصويت، وملف أمريكا اللاتينية سيلعب على وتر التنظيم المشترك لمواجهة ارتفاع عدد المنتخبات المشاركة الى 48 منتخبا لن تقدر عليهم سوى البلدان الثلاثة مجتمعة.
صحيح ان الملف المغربي ازداد قوة وصلابة منذ تاريخ أول ترشيح سنة 1994، صحيح أيضا أن ملف مغرب 2018 أفضل بكثير من كل الملفات الأربعة التي تقدم بها سابقا، لكن قوة وصلابة الملفات لم تكن عبر التاريخ هي العامل الوحيد في الظفر بشرف تنظيم كل الأحداث الرياضية الكبرى، حتى وان كان ملف المغرب الأكثر اغراء للمستثمرين الأوروبيين والأمريكان لأنه يفتح الأبواب أمامهم للحصول على المشاريع والمساهمة في بناء الملاعب والفنادق وشبكات الطرق وسكك الحديد. ومع كل هذا وذاك وحسب توقعات العارفين بخبايا الفيفا، والصلاحيات المخولة للجنة «المستقلة»، ونفوذ أمريكا وتخوف مجلس الفيفا من المغامرة بمصيره، فان المغرب سيقصى في 6 يونيو قبل تاريخ المؤتمر بحجة عدم قدرته على استضافة 48 منتخبا، وسيخفق للمرة الخامسة منذ أول ترشيح سنة 1994 لتكون الصدمة هذه المرة أكبر والضربة أقوى ويتأجل الحلم لسنوات أخرى، أو ربما لن يتحقق أبدا!

إعلامي جزائري

هل خسر المغرب رهان مونديال 2026؟

حفيظ دراجي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول جزاءرية:

    المكسيك وكولومبيا من اخطر الدول في الجريمة المنظمة والمغرب أمن وبنيته التحتية أحسن من كثير من الدول العربية الغنية مثل السعودية فلما لا !! نحن نتمنى ان يقام في المغرب ان شاء الله الدراجي يقول في تحليله ان الثلاثي يخطط وهذا لا يعني انه ضد استضافة المغرب المنديال نحن جزائريين ولسنا خليجيين نحسد بلد جار على استضافته المنديال والله حتى لو اختاروا الموزمبيق كنت فرحتلهم لانه بلد أفريقي عزيز.

    1. يقول يوسف:

      المغرب لن يفوز بشرف تنظيم أي مونديال مادام يقدم خارطة بلده في ملفاته المقدمة إلى الفيفا وهي تضم وتحوز بالقوة أرض الصحراء الغربية المحتلة والتي لا تعترف له أي دولة في العالم بسيادة عليها ،وفي نفس الوقت فجبهة البوليساريو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي سيطعن في كل ملف مغربي يضم خارطة الصحراء الغربية الى المغرب.

  2. يقول فرحي*الجزائر:

    لو إجتمعت الدول الإسلامية والعربية و دول القارة الإفريقية + دول البحر المتوسط لضمن المغرب التنظيم وباغلبية ساحقة ولكن
    الخيانة تكون وخاصة من دول الخليج الذين لا يخرجون عن طاعة ولي أمرهم امريكا و الكيان الصهيوني

  3. يقول ماء العينين من قلب الصحراء المغربية:

    ليس المغرب هو الذي سيخسر الرهان وإنما الفيفا نفسها التي ستبرهن للعالم أنها معقل الفساد والمفسدين ، على الأقل المغرب رفع التحدي ولن يتنازل حثى ينظم هذه التظاهرة العالمية مهما تطلب الأمر من وقت

  4. يقول المغربي-المغرب:

    اشكرك استاذ حفيظ على طرح هذه المقاربات بالصراحة المعهودة فيك…وشخصيا اعتقد ان الموضوع ينحصر في بعد واحد تؤطره خلفيات متعددة… واقصد به ان مجال كرة القدم اصبح اكثر من ذي قبل مرتعا للمضاربات السياسية والتجارية والمالية التي لاتمت الى الرياضة بصلة…وتحولت المسابقات والبطولات الى دجاجة تبيض ذهبا وجواهر ودولارات..يتهافت على امتلاك الزمام فيها …وفي تسيير الفرق…وبيع المنتوج الرياضي تسويقيا واعلاميا …عتاة المفسدين الفاسدين…وسماسرة الشركات الكبرى…بل وحتى عصابات ترتبط بالمافيا او هي شبيهة بها …تقتات على مايسمى بالرهانات الرياضية…وتساهم في توجيه المعطيات قبل حصول النتاءج…!!!! وينطبق هذا على اكبر مؤسسة في هذا المجال وهي الفيفا التي وصلت درجة تغولها ان اصبحت تتحكم في ابسط التفاصيل التي تحصل في بطولات مغمورة …وتمارس وصايتها على كل الاتحاديات حتى ولو كانت في اقصى الجزر …وبطبيعة الحال فتنظيم المونديال لاعلاقة له ببعض الجوانب التي ذكرتها…والتي اعتقدت انها قد تشكل عاءقا في وجه المغرب..ومنها البنيات الرياضية التي وصل فيها المغرب درجة متميزة..حيث ان هناك عددا من الملاعب جاهزة على احدث طراز…واخرى في طريقها نحو الاكتمال خلال السنة المقبلة….كما ان الطرق متوفرة وفق مواصفات عالية…ومنها انطلاق القطار الفاءق السرعة خلال هذه السنة…وينطبق هذا ايضا على الفنادق والمركبات السياحية التي استطاعت استقطاب ما يفوق 13 مليون ساءح…وتستعد لمضاعفة هذا الرقم خلال السنتين المقبلتين بعد التدفق الكبير للسياح الصينيين…ويشمل ايضا مسالة الترويج…ويكفي ان اشير الى ان اغنية حول مدن مغربية…ومنها تطوان وشفشاون انتجها الملحن المغربي العالمي ردوان حضيت بمشاهدة 300 مليون شخص خلال 24 ساعة من اطلاقها…، واعود الى اصل الموضوع واقول بان الرهان هنا هو رهان اقتصادي …وهو مقصد المغرب من الترشيح…اما الكرة فقد ذهبت مع اصحابها بنمبارك..كارينشا…بيليه…توستاو..كرويف..بكنباور…وما مابقي فهو منتوج يكتنفه الغش تسيرا ولعبا وتحكيما …ورواءحه تزكم الانوف حتى ولو كان صاحبها مصابا بفقدان حاسة الشم..

  5. يقول حكيم نينو الجزائر:

    تحليل الاخ حفيظ دراجي هو منطقي جدا وهذا لا يعني انه لايتمنى فوز المغرب الشقيق بتنظيم كاس العالم مثله مثل اغلب الجزائرين والعرب لا كن هو تنبيه وتبيان الحقيقة للاشقاء المغاربة لاخذ الحيطة والحذر في التعامل مع هذا الملف مع تمنياتنا بالتوفيق للاخوة المغاربة

  6. يقول منى-الجزائر:

    سيكون عرسا جزائريا كذلك دون شك ..لو يفوز المغرب الشقيق باستضافة هذا العرس الكروي…
    بخصوص الامكانيات الاقتصادية وو….سيتم تجاوزها دون شك لانها ستكون فرصة من ذهب للمستثمرين الاجانب لبناء الملاعب وكل الهياكل القاعدية المتعلقة بالنقل والاقامة وو،،،،،
    مهمة المغرب صعبة نعم ،لكنها ليست مستحيلة…
    نتمنى ان يتحقق هذا الحلم المغربي الجميل والمستحق…
    كل التوفيق لاهلنا في المغرب….

  7. يقول وليد العميم:

    ليس المغرب هو الذي سيخسر الرهان وإنما الفيفا نفسها التي ستبرهن للعالم أنها معقل الفساد والمفسدين ، على الأقل المغرب رفع التحدي ولن يتنازل حثى ينظم هذه التظاهرة العالمية مهما تطلب الأمر من وقت

  8. يقول المغربي - المغرب:

    رائعة دائما يا منى في عواطفك النقية وفي طريقة كتابتك الجميلة..وصدقيني أنك لم كنت متواجدة هنا أثناء مشاركة الجزائر في مونديال البرازيل ولو سمعت ورأيت الطريقة التي كان المغاربة يشجعون بها المنتخب الجزائري ويفرحون لاهدافه …لاعتقدت أن الدي يلعب هو منتخب المغرب…

  9. يقول محسن:

    أظن موقف المغرب ضعيف لتنظيم كاس العالم ٢٠٢٦ والسبب ان تنظيم كاس العالم ٢٠٢٢ سيتم في قطر وكليهما دول عربية و من باب التنويع و إعطاء الفرصة لكل قارة سيتم إعطاء كاس العالم ٢٠٢٦ لامريكا
    و اللي بعدها ممكن لأفريقيا وربما للمغرب
    على المغرب تجديد البنيةالتحتية ، وتجديد الملاعب ، وإضافة ملاعب جديدة و أماكن تسوق وفنادق و جامعات و مدارس جديدة وبالتوفيق للمغرب وسأحضر لكأس العالم بالمغرب ان شاء الله قريبا في العشر سنوات القادمة ، قولوا أمين

  10. يقول مصطفى/فرنسا:

    رهان المغرب هو مونديال آخر
    هو مونديال محاربة الفقر والأمية
    هو مونديال التربية والتعليم الذي يعكس متطلبات التنمية
    هو مونديال التربية الرياضية ودمقرطتها وذلك ببناء ملاعب الأحياء وتجهيزها
    هو محاربة تهميش العالم القروي
    هو مونديال الديوقراطية الحقة وليس ديموقراطية مختزلة في الانتخابات
    هذا هو المونديال الحقيقي الذي يجب على المغرب أن ينخرط بجد في الترشح والفوز بتنظيمه

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية