هل قررت السعودية إشهار «الورقة الكردية» في وجه تركيا رداً على موقفها من الأزمة الخليجية؟

حجم الخط
13

إسطنبول ـ «القدس العربي»: للمرة الثانية خلال أقل من أسبوعين، منحت الصحف السعودية الكبرى التي تديرها الدولة بشكل مباشر أو غير مباشر مساحة واسعة لحوار صحافي مع صالح مسلم زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري والذي تقول تركيا إنه يمثل امتدادا لتنظيم العمال الكردستاني الإرهابي وإنه يمثل تهديداً على أمنها القومي.
فبعد أيام من حوار أول نشرته صحيفة «الرياض» وخصص لتوجيه اتهامات وشتائم وإهانات لتركيا، أجرت صحيفة «الشرق الأوسط» حواراً جديداً مع مسلم الذي كال الاتهامات إلى تركيا وقطر وأبدى تأييده لخطوات «دول الحصار» اتجاه قطر وحرض على اتخاذ خطوات مباشرة ضد تركيا.
هذه الخطوة جاءت ضمن سلسلة من الإجراءات الأخرى التي سعت من خلالها السعودية ـ على ما يبدو ـ إلى توجيه رسائل غير مباشرة إلى تركيا بإمكانية لجوئها إلى اللعب في الورقة الكردية ضد أنقرة التي أعلنت وقوفها إلى جانب قطر في الأزمة الأخيرة وأرسلت قواتها إلى قاعدتها العسكرية في الدوحة. مصدر تركي مقرب من الحكومة التركية رفض الكشف عن اسمه قال لـ«القدس العربي»: «مما لا شك فيه ومن الواضح جداً أن السعودية تحاول إيصال رسالة إلى تركيا مفادها أن بإمكانها اللجوء إلى إبراز الورقة الكردية في وجه تركيا إذا واصلت أنقرة الوقوف إلى جانب قطر».
وتحدث مسلم الذي تعتبره أنقرة «زعيم منظمة إرهابية» في حواره الأخير مع الصحافة السعودية عن ما وصفه بـ«الأحلام العثمانية وكراهية الأتراك للعرب» متهماً تركيا وقطر بدعم داعش والنصرة، واعتبر أن تركيا لا يحق لها تأسيس قاعدة عسكرية في قطر وأن أردوغان «جلب المصائب للشرق الأوسط».
إلى جانب ذلك، استضافت الصحف ووسائل الإعلام السعودية طوال الأيام الماضية شخصيات كردية معادية لأنقرة في توجه لافت، كل ذلك جاء بالتزامن مع حملات منظمة جرى العمل عليها على مواقع التواصل الاجتماعي وطالب من خلالها مغردون خليجيون بالرد على الموقف التركي من الأزمة من خلال تقديم الدعم إلى الأكراد في سوريا وتركيا ودعم تكوين دولة للأكراد في تركيا.
هذا الدعم قالت وسائل إعلام تركية إنه بدأ بالفعل، حيث نشرت قبل أيام صحيفة «يني شفق» المقربة من الحزب الحاكم تقريراً قالت فيه إن اجتماعاً جرى في مدينة الحسكة السورية بين شخصيات أمريكية وسعودية وإماراتية لدعم توجهات ما تسمى «الإدارة الذاتية» في شمالي سوريا.
الحديث عن دعم فعلي او اجتماعات مباشرة بين أطراف سعودية والأكراد في سوريا وإن لم يجري تأكيده من أطراف أخرى إلا انه يؤشر إلى جانب ما أظهره الإعلام السعودية إلى أن دوائر صنع القرار في المملكة تضع الملف على رأس أولوياتها وتجعله خياراً سريعاً للرد على الموقف التركي في حال تراجع العلاقات الحالية بشكل أكبر.
وحسب تطورات الأحداث منذ اندلاع الأزمة الخليجية، فإن العلاقات بين المملكة وتركيا لم تصل إلى هذا المستوى بعد، وعلى الرغم من الدعم التركي المباشر والصريح لقطر في الأزمة، إلا أن أنقرة ما زالت تسخر جميع إمكانياتها الدبلوماسية من أجل الحفاظ على علاقاتها مع المملكة وعدم إغضابها وما زالت تحاول لعب دور الوسيط لإنهاء الأزمة رغم عدم تحقيق تقدم في الجهود الواسعة التي قادها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على مدار الأسابيع الماضية.
ويعتبر تقديم الدعم السياسي أو العسكري إلى المتمردين الأكراد في تركيا أو الوحدات الكردية في سوريا من أكثر الملفات حساسية في السياسية التركية، وتصنفه أنقرة على أنه ملف يتعلق بأمنها القومي، وبذلك فإن أي مؤشرات أكيدة على وجود دعم سعودي رسمي للأكراد من شأنه أن يُدخل العلاقات بين البلدين في نفق مظلم، وأن تبدأ مرحلة الصدام المباشر كما هو الحال مع واشنطن التي يتهمها أردوغان بدعم الإرهاب بسبب تقديمها الأسلحة للوحدات الكردية في سوريا.
والثلاثاء، وتطبيقاً للتوجيهات الرسمية بالحفاظ على العلاقات مع السعودية، نشرت وسائل الإعلام التركية المقربة من الحكومة حواراً مطولاً مع السفير السعودي في أنقرة وليد الخريجي، الذي اعتبر أن أي قوة إقليمية تخطيء إذا ظنت أن تدخلها سيحل المسألة، في إشارة إلى الموقف التركي على ما يبدو.
وقال: «تخطئ أي قوى إقليمية إن ظنت بأن تدخلها سيحل المسألة، ونتوقع من هذه القوى أن تحترم النظام الإقليمي القائم والكفيل بحل أي مسألة طارئة، وفي هذا الإطار تندرج مسألة القاعدة التركية في قطر والتي من شأنها أن تعقد الوضع بدلا من السعي في علاجه، فقد كنا نأمل أن تحافظ أنقرة على مبدأ الحياد للعلاقات الجيدة التي تربطها مع جميع الدول الخليجية، وعندما تنحاز أنقرة إلى الدوحة تفقد كونها طرفا محايدا يسعى للوساطة.. إحضار الجيوش الأجنبية من دول إقليمية، وآلياتها المدرعة، إنما هو تصعيد عسكري تتحمله قطر».
وأضاف السفير: «بالنسبة إلى المملكة لا يمكنها أن تسمح لتركيا بإقامة قواعد عسكرية تركية في البلاد، فأنقرة تعلم جيدا أن المملكة ليست في حاجة إلى ذلك وأن القوات السعودية المسلحة وقدراتها العسكرية في أفضل مستوى، ولها مشاركات كبيرة في الخارج، بما في ذلك قاعدة أنجيرليك في تركيا لمكافحة الإرهاب وحماية الأمن والاستقرار في المنطقة».

هل قررت السعودية إشهار «الورقة الكردية» في وجه تركيا رداً على موقفها من الأزمة الخليجية؟

إسماعيل جمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول جهاد العمري:

    السعودية تلعب بالنار بطريقة غبية جدا

  2. يقول حسن المغرب:

    طغاة السعودية يحفرون قبورهم بأيديهم .ونظامهم مثل بيت العنكبوت فإسقاطه أسهل ما يكون.السعودية تملك المال فقط ولا قوة ولا جيش لها.فقط سلاح ولكن من يحمل هذا السلاح؟السعودية لم تقدر حتى على محاربة الحوثيين الذين لا يجدون حتى الأحدية والملابس.فمابالك أن تصنع العداوة مع تركيا التي تملك جيشا قويا ولها العداوة مع إيران .فهي تضع نفسها بين قوتين إقليميتين .؟ وهذا راجع إلى الغباء السياسي.لماذا الغباء السياسي؟ لأن في السعودية أو الامارات ليست هناك مؤسسات تدرس الأوضاع والقرارات الصائبة والمناسبة وتقدمها للمسؤولين لكي يقرروا.فقط الطاغية من يقرر حسب هواه ومزاجه وهذا سيدمر البلاد والأيام بيننا.

  3. يقول كنعان - ستوكهولم:

    لعب ال سعود بالورقة الكردية تلويحا لمساهمة تركيا في المسألة القطرية إنما يعيد إلى الذاكرة موقفا مشابها بنتائجه حين انفجار أزمة ” الغزو” العراقي للكويت ، والتي ثبت ل ” ال سعود” حينذاك ، باعترافهم، حقيقة الخطأ التاريخي الذي وقعوا فيه نتيجة القرار السياسي الذي اتخذوه بافساح المجال لدخول قوات الحلفاء ، وإسقاط مبدأ الحوار لحل الأزمة حينذاك ، حيث أدى ذلك إلى مانراه اليوم من نتائج أبرزها : التشظي في عموم المنطقة العربية حيال التدخلات الإيرانية واستفحال المد الإيراني في معظم دول المنطقة بعد أن سلمت امريكا العراق لقوات الحرس “الثوري”المجوسية واتسعت داءرة سيطرتها على دول أربع مع إثارة الفتن والمشاكل مع دول الجوار الخليجي .
    خطورة التلويح بالورقة الكردية يعني أن تنزلق حكومة ال سعود إلى مواجهة تواجد الاكراد القومي في أربع دول مختلفة ( ايران، العراق، سوريا وتركيا ) وعليها حينذاك أن تحتوي المطالب القومية لقوى الشعب الكردي في مناطق انتشاره وتستوعبها، مما يستتبع فتح بوابات جهنم على حكومة ال سعود حآل عجزها عن ذلك.

  4. يقول فؤاد البرنوصي:

    أحيانا أشك في القدرات العقلية والإستراتيجية لحكام السعودية والإمارات، وأحيان أخرى أشك في انتمائهم العربي والإسلامي.بل هم اعداء للعرب والمسلمين، وإنما أوكلت لهم مهمة تخريبهم وتبذير مالهم. فكيف لدول تضيع فائض القوة لديها وتزيد الاعداء؛ بدءا من صدام رحمه الله، فمحمد مرسي، والآن تركيا. فيما إيران تكسب هذا الفائض وتحول الاعداء إلى أصدقاء. ستجد السعودية ان دمها سيوزع بين الدول. حالها حال الجاموس مع قطيع الذئاب

  5. يقول خالد+مصر:

    انا نفسي اعرف مين المخطط للسعودية فى السياسة هم هبل لدرجة دية فلنفرض هيعملو دعم للاكراد ضد تركيا تر كيا هتقلبلهم التربيزة عليهم في ثواني عندم حدثت احداث الحج العام الماضي وطالبت ايران بتدويل الحج علي رغم وجود شهدا اتراك في الحج الا ان تركيا وقفت ضد ايران فلو هي كدا تركيا هتقف معها في موضوع التدويل الحج دعم لوجستي وعسكرى للحوثين في اليمن دعم ايراني تركي للجيش الشيعي في العراق تغير الاوراق في سوريا ومساندة بشار وزيادة النفوذ الشيعي ومحاربت التجمعات الجهادية السنية نصرة وغيرها دعم الثورات الشيعية في كل من السعودية البحرين والامارات والمطالبة بتمثيلهم برلماني واعطاء كافة الحقوق السياسية لهم
    انت عايز تلعب سياسة ضد تركيا اقولك يا متخلف في السياسة الدولية تلعب ازاى اول حاجة عصب تركيا الاقتصاد وقوته في هذه لكن نقطة الضعف التركى وواجهت اتاتورك ساعت النشئة القومية الاعراق المتكونا منها فلجا لفكرة التتاريك وهي تتصادم مع كل الاعراق ان الاعتزاز بالوطن لا بترك وهذا ما لعبه اردوغان الاعتزاز لا بالجنس ولا بالدين ولا بالقومية بالوطن يبقى التشكيك فى وطنية اردوغان ان اصبحت تركية اردوغنية اكثر من تركية مشي علي مزاج الزعيم ثانيا العب في الاقلية الدينية العلوية الكردية الارمنية وغيره مساعدة اقتصادية جبار لدولة اليونان وتوجيه استثمارات ضخمة فيه وعمل قاعدة عسكرية خليجية هناك في الجزر التي اشترتها الامارات من اليونان بهدف حماية هذه الجزر من القرصنة وغيرها وانشاء علاقات عسكرية مع اليونان وتصنيع عسكرى

  6. يقول محمود:

    حكومه ال سعود تضع كل اوراقها ومعها الإمارات مع اسرائيل والرئيس الامريكي ترامب. وتستعدي القوى الاقليميه ايران وتركيا بالاضافة الى قطر. ترامب سيرحل خلال الأعوام الأربع القادمة وستتغير قواعد اللعبه. ستتغير السياسه الامريكيه بعد ان يتم لها ما تريد في تقسيم سوريا وبعد ان تحقق اسرائيل مرادها في إقامه علاقات مكشوفة مع دول الخليج. السعوديه تلعب لعبه سياسه غبيه بدلاً ان ان تقيم علاقات قويه مع تركيا اللتي ممكن ان (تحميها) من ايران تكشف عن نفسها هي والإمارات إنهما الطابور الخامس لصالح اسرائيل والدول الاستعماريه.

  7. يقول صالح الجزائر:

    يبدوا ان السياسة السعودية تتجه نوه التهور و اللعب بالنار
    ما هاكدا تساق الإبل ياسعد

  8. يقول Ahmed HANAFI اسبانيا:

    السلام عليكم.
    قبل سنة، صرح سفير مملكة السويد في الرياض على خلفية حكم بالرجم صدر في حق أحد المدانين، ان السعودية تطبق أحكاما بالية في القرن 21.
    كان رد القيادة السعودية فوريا وحازما: “… الشريعة المطبقة في البلاد وجدت قبل السويد وستبقى بعدها لانها مأخوذة من كتاب الله وسنة رسوله …”.

    طردت الرياض سفير السويد واستدعت سفيرها في استوكهولهم للتشاور. واشترطت صدور اعتذار رسمي عما صدر عن الديبلوماسي الاجنبي بحق المملكة.

    اعتذرت السويد للسعودية دون تاخر ولا لف ولا دوران.
    أعتذر البلد الذي يعتبر نفسه نموذجا لللديمقراطية والحكم الرشيد، لمن يعتبرهم “حكاما بعقلية القرون الوسطى “.

  9. يقول الجزاىءر:

    تخطىء السعودية ان كانت تظن ان الجبهة الداخلية متماسكة فاقل ما يقال انها هشة فبمجرد اندلاع اول شرارة ستتفكك لانها ليست دولة بالمفهوم الحديث لها مؤسسات صلبة فكل المفاتيح بيد رجل واحد و الكل متربص بالاخر داخل المجتمع القبلي التي تراهن عليه دولة ال سعود و ستسقط بسرعة البرق ،اما رهانها على دول الخارج فلا توجد دولة تعول عليها و الدليل على ذلك مصر التي هي على شفى بحر هاىءج فبسقوط السيسي الذي اظنه ساقط لا محال فهو يشبه المريض الذي يحقن يوميا كي يمد في حياته و سيصب المصريون نار غضبهم على تلك المملكة المتهالكة و كذلك اليمنيون من الجنوب و القباىءل التي لا تدين بالولاء لال سعود فان كانت تظن انها ستحرك الكرد على تركيا فهي واهمة فالاتراك قد تاقلموا مع قضية الاكراد وهؤلاء هم بين كماشة ايران و العراق و سوريا و تركيا فالكل متحالف ضد هم لذلك ان استعملت السعودية ورقة الاكراد فسيتحالف الاتراك مع ايران و الحوثيين و عبدالله صالح و سيحتلون نصف اراضي الجزيرة و ستتنتزع القباىءل منكم ملكها و ستلاحقون في الخارج و لا تبقى لال سعود باقية.

  10. يقول Jean J. Rousseau:

    LOVE THEY BROTHERS , LOVE THEY NEIGHBORS

    THERE NO SUCH THING SO- CALLED NATIONALISM , IT IS INDEED FORM OF FASCISM MUSLIM-ARAB AND AND TURKS ARE BROTHERS IN ISLAM AND NEIGHBOR ALSO JESUS SAID : LOVE THY NEIGHBOR

    REGIONAL NATIONALISM IN MIDDLE EAST WAS CREATED BY EUROPEAN COLONIAL FORCES AND THEIR AGENTS ( CHRISTIANS AND CULTS CALL THEMSELVES MUSLIMS)AT BEGINNING OF 20 TH CENTURY TO CREATE ANIMOSITY BETWEEN MUSLIMS OF DIFFERENT LANGUAGES WHETHER THEY ARE TURKS ARAB KURD OR PERSIAN AND THE WEST SUCCEEDED TILL TEN YEARS AGO

    THIS MAN SALEH MSALLAM IS PROVINCIAL FASCIST WHO IS FLURTING WITH ANOTHER FASCIST IGNORANT TRIBAL OF ARABIAN PENINSULA

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية