إدلب – «القدس العربي» : أسئلة كثيرة تدور حول مصير مدينة إدلب فبعد ظهور رئيس اركان الجيش الايراني محمد باقري في ريف حلب، تزايدت التكهنات باقتراب شن النظام السوري لهجوم على مدينة إدلب، في وقت تتزايد فيه حشود لقواته في ريفي حلب الجنوبي والشرقي، قرب مطار أبو الظهور العسكري.
فقد دفعت شدة قصف الطيران الروسي والسوري لهذه المناطق في ريف حلب الجنوبي على الرغم من وجود هدنة، الكثير من المراقبين الى ترجيح ان النظام ينوي فتح جبهة تنطلق من «الحاضر وتلة الاربعين» التي يسيطر عليهما النظام حالياً.
وتستهدف في اولى محاورها مطار ابو الظهور والاوتوستراد الدولي حلب – دمشق، خصوصاً بعد اقتراب سيطرة النظام على ريف دير الزور، وهناك محور آخر مرشح ليضاف الى مطار ابو الظهور، انطلاقاً من ريف حماة الشمالي، حيث حلفايا والطليسية وطيبة الامام، باتجاه اللطامنة وخان شيخون ومورك وايضاً المعرة، التي تقع بدورها على الاوتوسـتراد الدولي.
ومن الواضح ان توقيت اطلاق هذه المعركة، مرهون بما سيتمخض عنه القتال مع تنظيم الدولة في دير الزور، وما اذا كان تنظيم الدولة سيعاود الهجوم بحملات كر وفر تستنزف النظام، وتؤخر تقدمه نحو ادلب.
يقول القيادي العسكري في هيئة تحرير الشام، أبو بصير الحصي، إن «تحرير الشام» تتوقع أن يقوم النظام بعمل عسكري باتجاه ريف ادلب، في الأيام المقبلة، ويضيف الحصي في تصريح خاص لـ«القدس العربي»: «لا يختلف اثنان على ان النظام يخطط لاقتحام ادلب، حتى قبل انتهاء المعركة في معركة دير الزور، فتنظيم الدولة يستميت حالياً في الدفاع عن ما تبقى له من الدير، وهذا أمر سنستفيد منه، فاذا شن النظام هجوماً علينا في إدلب، سيـكون منـهكاً، بـسبب حربه مـع تـنظيم الدولة». ويعتبر القيادي في تحرير الشام ان المعركة ستكون «الملحمة الأخيرة مع النظام» كما سماها، مشيراً إلى ان المرحلة المقبلة ستكون هي «الفاصلة في حياة الثورة في سوريا، إما أن نكون أو سيعلن النظام النصر النهائي».
لكن القيادي العسكري في فصائل المعارضة، المقرب من «تحرير الشام»، الأسيف عبد الرحمن، يعتقد ان الهجوم بعد دير الزور، سيركز على مناطق ريف حماة، ويرى ان النـظام قـد يهـاجم ريف ادلب باتجاه جـسر الشغور أو السـاحل، ويـحذر عـبد الرحمن في حديثه لـ«القدس العربي» مـن عدم جدية بـعض الفصائل فـي مـواجهة النظام، ويقول «بعض الفصائل قد تنسحب وتترك المـواجهة او تتـجه نـحو منـاطق درع الفـرات التركيـة».
من جهته يقول الناشط في ريف حلب الجنوبي، خالد أبو سليمان، ان النظام لن يشن هجوماً على ادلب، قبل الانتهاء من كامل معركة دير الزور، ويرى ابو سليمان ان زيارة الضابط الإيراني لا تعني أن النظام سيفتح معركة قريباً، ويضيف «رئيس الاركان زار قرى ريف حلب الجنوبي لان الميليشيات الإيرانية لديها قواعد تدريب في قرية بلاس وبعض القرى المجاورة».
وائل عصام وسلطان الكنج