غزة ـ «القدس العربي»: يواصل مسؤولون كبار في حركة حماس على رأسهم إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، زيارتهم للعاصمة المصرية القاهرة، في ظل تكتم على نتائج اللقاءات التي كان من بينها اجتماع عقد مع مدير المخابرات العامة، بحث إعادة توطيد العلاقات، وهو أمر أكده الدكتور موسى أبو مرزوق، بالإعلان عن طي صفحة الخلاف.
وبالرغم من عدم إصدار حماس أي تصريح صحافي، كما المرات السابقة، حول نتائج الزيارة، إلا أن المعلومات تؤكد أن هنية بحث عدة ملفات سياسية مهمة، من بينها العلاقة بين الطرفين، وتأمين الحدود الفاصلة بين غزة ومصر، وملف المصالحة الداخلية الفلسطينية، وذلك في ظل التوجهات لعقد جلية للمجلس الوطني، إضافة إلى فتح معبر رفح البري بشكل دائم.
وزيارة هنية لمصر هي الأولى له منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي، قبل حوالى ثلاث سنوات ونصف السنة، ووصلها قادما من العاصمة القطرية الدوحة، التي حط بها بعد خروجه من غزة لأداء مناسك الحج في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، برفقة عدد من قادة الحركة.
وأكد الدكتور موسى أبو مرزوق، الذي لحق بهنية، نجاح الزيارة، بقوله إن الحركة طوت صفحة الخلاف مع مصر، نافيا أن تكون حماس تؤوي أي عنصر يهدد الأمن القومي المصري.
وأعاد «المركز الفلسطيني للإعلام» التابع لحماس نشر تصريحات أبو مرزوق لإحدى الصحف المصرية، أكد فيها على أن موقف حماس من الشأن الداخلي المصري كله يتمثل في عدم التدخل، وأنهم أكدوا ذلك في كل جلسات الحوار لاسيما الجلسات الأخيرة، مضيفا «هنالك أجواء وعلاقات جديدة مع مصر كأفضل ما يكون».
وأكد أبو مرزوق أن القضاء المصري لم يثبت أي تهمة موجهة لحماس، وأنه «لم تعد هناك قضايا عالقة من هذا النوع بيننا وبين الأشقاء في مصر»، لافتا إلى أنه ليس من مصلحة حماس «الإضرار بالأمن القومي المصري». وشدد على أنه «ليس من مصلحتنا الإضرار بالأمن القومي المصري، ونحن متضررون مما يجري في سيناء أكثر من مصر»، مؤكداً أن حماس تسلمت كشوفاً من الجهات الأمنية في مصر لمطلوبين في قطاع غزة وعددهم قليل، لافتا إلى أن تسليمهم أمر غير وارد، وقال إن مسؤولون أمنيين من قطاع غزة سيلتقون مع نظرائهم المصريين لتوضيح كل حالة من هذه الأسماء. وأكد أنهم خلال اللقاءات طلبوا من المسؤولين في مصر فتح معبر رفح، كون مصر تمثل «بوابتنا الأساسية على العالم».
وكان الدكتور محمود الزهار، عضو المكتب السياسي لحركة حماس قد قال إن مصر تريد فتح علاقة جديدة مع حماس، وإن الجلسات السابقة اتفق فيها على «ضبط الحدود»، مشيراً إلى أن حركته رفضت بعض الطلبات المصرية لتعارضها مع منهج المقاومة.
وشهدت العلاقات بين حماس ومصر توترا كبيرا وصل لحد القطيعة، بعد عزل مرسي، حيث وجهت السلطات المصرية لحماس تهما بالمشاركة في إخلال الأمن، غير أن الحركة نفت ذلك وتحدت وجود أي دليل، وأكدت على حفظها للأمن القومي المصري.
ولوحظ مؤخرا أن مصر عملت على تحسين العلاقة قليلا مع قطاع غزة، بعد تشديدها إجراءات السفر وفتح معبر رفح، وقيامها بهدم وإغلاق أنفاق تهريب البضائع التي كانت مقامة أسفل الحدود الفاصلة. وخلال الأشهر الماضية عملت القاهرة بعد أن استضافت وفودا أكاديمية واقتصادية في مؤتمرات في مدينة «العين السخنة» على تحسين أداء عمليات الفتح الاستثنائي لمعبر رفح المغلق.
وفي هذا السياق قررت السلطات المصرية فتح المعبر لاربعة أيام ابتداء من غد السبت وحتى يوم الثلاثاء المقبل.
وأوصت تلك الندوات التي عقدت بعيدا عن مشاركة حماس، بتسهيل حركة الأفراد والبضائع على معبر رفح، ولم تمانع حماس ذلك، لكنها عبرت عن أملها في أن تقوم القاهرة بالتعامل معها كعنوان أبرز للقطاع، وذلك قبل أن تستضف مصر مؤخرا كلا من أبو مرزوق في زيارته مطلع الشهر، وهنية الذي لا زال في القاهرة.
وضمن إجراءات التسهيل المصرية الأخيرة لغزة، أظهرت الإحصائية الصادرة عن هيئة المعابر والحدود في وزارة الداخلية أنه تمكن 42 ألفا و83 مسافراً في العام الماضي من التنقل عبر المعبر في كلا الاتجاهين، حيث زادت أيام فتح المعبر خلال عام 2016 عنها في عام 2015.
وبينت الإحصائية السنوية أن السلطات المصرية فتحت بوابة المعبر خلال العام المنصرم أمام حركة المسافرين بالاتجاهين 41 يوماً، بينما تم إغلاق المعبر لمدة324 يوماً، مقارنة بـ 32 يوماً فتح و 333 إغلاق في عام 2015.
وأوضحت الإحصائية أن 26 ألفا و431 مسافراً تمكنوا من مغادرة المعبر خلال العام الماضي، موزعين على الفئات المعروفة من الحالات الإنسانية المسجلة في كشوفات وزارة الداخلية، بالإضافة إلى حملة الجوازات المصرية وأصحاب التنسيقات، كما أن الصالة الفلسطينية من المعبر استقبلت 16 ألفاً و406 عائدين الى غزة، في حين أرجعت السلطات المصرية 2097 مسافرا.
وأوضحت الإحصائية أنه بالمقارنة مع حركة السفر عبر المعبر خلال عام 2015، لوحظ وجود «تحسن طفيف» في عمل المعبر. وأكدت أن النصف الثاني من عام 2016 شهد تحسناً في حركة السفر عبر المعبر مقارنةً بالنصف الأول من العام، من حيث أعداد المسافرين، إذ بلغ عدد المسافرين في الاتجاهين خلال النصف الأول 11910 مسافرين، بينما بلغ عددهم خلال النصف الثاني30927 مسافراً.
وبخصوص الوفود التي وصلت قطاع غزة عبر رفح خلال عام 2016، فحسب هيئة المعابر فإن السلطات المصرية فتحت المعبر أمام حركة الوفود ثماني مرات خلال العام، بينما فتحت البوابة لأربعة أيام أمام سفر حجاج بيت الله الحرام فقط، فيما لم يسمح خلال هذه الأيام بمغادرة أو وصول العالقين من سكان قطاع غزة، عدا على أنه لم يسمح للعام الثاني على التوالي بسفر المعتمرين مما سبب فشلا للموسم العام الماضي.
أشرف الهور
الحمد لله أن أكسجين غزة ليس بيد العرب !