مما لا شك فيه أن علاقة هوليوود والإنتاج الإعلامي الأمريكي عموماً بالمؤسسة الحاكمة للدولة الأعظم في العالم قديمة، يختلف فيها المراقبون فقط من حيث نوعيتها: هل هي خادمة صريحة للمجهود الإيديولوجي للطبقة المهيمنة على الشأن الأمريكي توزع رسائل متفقا عليها تشكل وعي المشاهدين وفق أولويات (الإستبليشمنت)، أم هي مجرد مرآة تعكس تفكير النخبة محولة إياه إلى منتجات إستهلاكية للقطاع العريض من الجماهير.
هذا النقاش سيستعاد من جديد بعدما كشفت عنه النجمة الأمريكية كلير دانز بطلة المسلسل الأمريكي المعروف «هوملاند» بخصوص الجزء السادس من المسلسل، الذي سيرى النور بداية العام المقبل وسوف يتضمن شخصية نسائية تتولى منصب رئيسة الولايات المتحدة بغض النظر عما ستؤول إليه نتيجة الإنتخابات التي ستجري في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وهي من دون أدنى شك المرة الأولى في تاريخ البلاد التي تطرح فيها هذه الإمكانية بشدة، وذلك بعد اقتصار المنافسة النهائية فعلياً على هيلاري كلينتون مرشحة عن الحزب الديمقراطي ودونالد ترامب مرشحاً عن الحزب الجمهوري.
وعلى الرغم من توضيح دانز بأن شخصية الرئيسة المقبلة ليست تقمصاً مباشراً لشخصية هيلاري كلينتون، لكنها قالت للحاضرين في لقاء خاص أقيم للترويج للمسلسل، الذي تنتجه «شوتايم» إن الشخصية «ستكون مركبة ولكنها بالضرورة من النوع الذي يتحدى المألوف وهي لذلك تمثل تهديداً على مستوى ما للأوضاع القائمة» وسيتمحور الموسم السادس حول الفترة الإنتقالية بين رئيسة منتخبة لم تتول السلطة بعد ورئيس مغادر تشارف مدة ولايته على نهايتها، لكنه متمسك بسلطته لآخر ثانية وهي فترة عادة ما تكون حرجة ومعقدة بين الإدارة الجديدة وتلك التي تستعد للرحيل.
الرجل الذي تنبأ بأول رئيس أسود
كان من الممكن هنا اعتبار فريق العمل القائم على «هوملاند» مجرد مرآة عاكسة لما يجري في فضاءات الأجواء الأمريكية راهنا وما تتضمنه النقاشات الواسعة فيها بشأن إمكانية وصول سيدة للمنصب الأرفع في السلطة التنفيذية، وبهذا ينتصر فريق المراقبين القائل بأن هوليوود بنت الواقع الأمريكي ونتاج ما يجري فيه من صراعات. لكن المفاجأة الصاعقة تحدث عندما نعلم بأن العقل المدبر للمسلسل ما هو إلا أليكس جانزا – «المشعوذ» الأشهر في سوق التنبوء بالرؤساء الأمريكيين المقبلين. لقد كان السيد جانزا المنتج المنفذ السابق والمؤلف الرئيسي لمسلسل «24 « الذائع الصيت، وقد تنبأ في مسلسله منذ العام 2001 بفوز مرشح أسود بترشيح الحزب الديمقراطي ومن ثم تولي منصب رئيس الولايات المتحدة في وقت كان فيه باراك حسين أوباما لا يزال مجرد سيناتور مغمور لم يسمع به أحد خارج منطقته الإنتخابية في جنوب شيكاغو، وبعض قراء مقالاته النادرة التي كان ينشرها في صحف محلية لنقد مطاعم المدينة. ليس ذلك فحسب، بل وفي موسم لاحق من ذات المسلسل (24) في العام 2009 وقبل انتقال السيد جانزا لقيادة فريق مسلسل الـ «هوملاند»، تتسلم سيدة أيضاً منصب رئيس الولايات المتحدة.
هل كان ذلك بمثابة صدفة محضة؟ هل يقرأ السيد جانزا من كتاب الغيب ثم يمطر توقعاته في مسلسلات شعبية؟
معظم المراقبين يقولون إن الأمر مجرد تخمين مبني على قراءة شديدة الدقّة لتحولات المزاج في المجتمع الأمريكي فمن يتابع مصائر الرؤساء في المسلسلات، التي كتبها الرجل من إستقالة أو إتهام بالخيانة أو حتى محاولة الإغتيال تظهر مسافة بعد المسلسل عن الواقع وأي تشابه مع أحداث المسلسل هو غالباً ليس مقصوداً. لكن سياقات الأحداث في الحملات الإنتخابية الأمريكية والدعم الهائل الذي تقدمه مفاصل المؤسسة الإعلامية لهيلاري كلينتون على حساب المرشحين الآخرين – ومن ذلك استباق الأحداث الذي قامت به وكالةAP للأنباء – ولحقت بها «نيويورك تايمز» والنوافذ الإعلامية الكبرى جميعها تقريباً – بإعلان فوز السيدة كلينتون ببطاقة الحزب الديمقراطي، رغم أن الترشيحات النهائية لن تحدث قبل شهر من الآن وأن لا شيء يمنع – على الأقل حسابياً – من فوز المرشح الآخر. إذن فوز هيلاري كلينتون يبدو كأنه رغبة المجموعة الحاكمة في البلاد، ودور الإعلام والدراما – بأشكالها – هو في تحضير الجمهور بفتح ذراعيه لتقبل هذه الرغبة، ويكون السيد جانزا بالتالي مجرد مخبر صغير في ماكينة السلطة الأمريكية الهائلة.
رب نبوءة ضارة
مهما كان من أمر، فإن قدرة السيد جانزا العجيبة على التنبؤ بالرؤساء الأمريكيين المقبليين قد تحسن من سجله الشخصي في عالم «الشعوذة» السياسية، لكنها في ما يبدو قد تنعكس سلباً على مسلسل «هوملاند»، الذي تتوقع «شوتايم» إنتاج ثلاثة مواسم مقبلة منه على الأقل.
حبكة الموسم السادس الجديد من المسلسل تتجه إلى مساحة أكبر للتفاعل بين البطلة الرئيسية والرئيسة المنتخبة وهذا ما قد يجعل المسلسل أقرب لكونه مجرد نسخة ببطولة نسوية من مسلسل «24 » وهو ما تعتقد الصحافة المتخصصة أنه سيقلل من إقبال الجمهور الذي جذبته في المواسم الأولى من دون شك ملامح سرد مختلفة عن تلك التي قدمها السيد جانزا في «24 «.
وللحقيقة فإن «هوملاند» – بعد أول موسمين ناجحين – لم يعد لديه أي جديد يقدمه لجمهوره، ويبدو أنه فقد روحه الدافعة وتحول من مسلسل أول إلى مجرد تسلية عائلية من عالم الجاسوسية تتابعها مجموعة مشاهدين تتناقص يوماً بعد يوم، ودفعه إلى كواليس البيت الأبيض قد يقضي عليه نهائياً.
في إعتقادي أن الجمهور الذي تابع المسلسل كذلك مسلسل 24 وجعل منهما مشاريع تجارية ناجحة كان ذلك الجمهور الذي شهد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 وكان يرغب بشدة في فهم ما حدث، ومن هنا جاء تقبله لقصص أبطال الإستخبارات الأمريكية في مواجهة الإرهابيين والإختراقات والخيانات الداخلية بل ومواجهة أعداء الحرية في أفغانستان والعراق ولبنان كذلك محاولات نقل الأعمال الإرهابية الشديدة الإبهار إلى قلب أمريكا. لكن وبعد خمسة عشر عاماً، فإن صفحة الحادي عشر من سبتمبر/أيلول لم تعد في ما يبدو قادرة على إثارة المخيلة الجماعية، كما فعلت مع الجيل السابق ويبدو الجيل الأمريكي الجديد عموماً مفتقداً بشدة للحماس لمتابعة مسلسلات تشبه الواقع الذي هم أنفسهم لا يحبونه بعد الأزمة المالية – التي إنفجرت عام 2008 وما زالت مفاعيلها مستمرة إلى اليوم – وهم من دون شك يبحثون عن مادة جديدة تثير حماسهم للحلم من جديد.
المرأة الرئيس لا تكفي
المسلسل الذي سيأخذ بلب أمريكا اليوم يجب أن يقدم إثارة أكثر بكثير من مجرد إنتخاب «الإستبليشمنت» لإمرأة عجوز- بيتها من زجاج وتثار حولها الشبهات – لمنصب الرئيس. وهكذا ربما يكون على السيد جانزا أن يعود بسرعة إلى مصادر إلهامه – المحتملة – في لانغلي (مقر وكالة اﻹستخبارات الأمريكية) ويأتينا بنبأ عظيم قبل أن ينتهي مسلسله إلى مجرد (بيتون بليس) المسلسل الشعبي الذي قضى نحبه بالملل.
كاتبة لبنانية تقيم في لندن
ندى حطيط
ليس فقط أن رئيس الولايات المتحدة ستكون إمرأة ولكن نائب الرئيس أيضا ستكون أمرأة ! هذا ما ذكرته بعض وسائل الإعلام
ولا حول ولا قوة الا بالله
* ( الغيب ) لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى.
* أنا توقعت فوز المدام ( هيلاري ) منذ بداية الانتخابات
* هذا مجرد ( تخمين ) قد يحصل وقد لا يحصل.
* على كل الأحوال ستبقى ( أمريكا )
رأس ( الانتهازية ) في العالم وتسعى وراء
مصالحها أولا..
سلام
* في حالة فوز ( هيلاري )
يا ترى هل ممكن تختار زوجها في وظيفة
( نائب الرئيس )..؟؟ وهل القانون الأمريكي
يسمح .. مجرد تساؤل وفضول فقط.
سلام
فعلاً هوليوود تهيئ الشعب الامريكي لما هو قادم خاصه اذا كان القادم الاول من نوعه. الشعب الامريكي مولَع بالأفلام والمسلسلات السينمائيه.
عزيزي سامح
لا يوجد شيئ في القانون الامريكي يمنع ذالك على شرط ان يسجل كل منهما نفسه للانتخابات في ولايتين مختلفتين. لكن في حاله هيلاري في انتخابات الرئاسة لا تستطع ان تسأله أعني زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون بان يكون نائباً لها.
أتمنى ان نعيش نحن العرب بأسلامنا الحنيف الذى سيجعلنا أمه خير وحب وعطاء وساده وقاده اومثل الأمريكان لهم الاحترام فى كل مكان ولا يحسدون ولا يتفلسفون ولا يتكبرون ولا يهينون احد كما نفعل نحن العرب العجب وبلادنا تدمرت من ذنوبنا وكراهيتنا لبعض ونسأل الله ان يهدينا وكثير منا الان فى أمريكا والغرب وأكثرهم يعيشون على المساعدات الإنسانيه
أهنئ الأمريكان على براعتهم في استغلال الحرية
تصوري أختي ندى أن مسلسل على القنوات العربية يتناول تحول ديمقراطي قادم في دولة عربية xx لكانت قد قامت الدنيا ولم تقعد وارتفعت الأصوات عاليا بلا حدود وتصدعت رؤوسنا بالحديث عن مؤامرة صهيونية ودولية لقلب هذا النظام أو ذاك وهو النظام الوطني الذي يستحق السجود له لأنه رمزا للبطولة والعزة والكرامة والدفاع عن الوطن مع العلم أننا جميعا نعرف جيدا ماهي أنظمتنا الوطنية!
I AM FULLY CONVINCED THAT THE TIME COMES TO PUSH WOMAN TO THE HIGH POST IN THE USA AND THEY DID BEFORE BY PUSHING BLACK MAN TO THE HIGHEST POST , THIS MATTER CONCEDERED VERY IMPORTANT AS TIME OF CHANGE MUST TAKE PLACE
* حياك الله عزيزي محمود والجميع.
سلام