وصف الأديب يوسف القعيد، الإعلامية لميس الحديدي، وهو جالس في حضرتها، بأنها إمرأة بمليون رجل لما قامت به في مرض «الأستاذ». وقد أتى على مصر حين من الدهر كان لقب «الأستاذ» في الصحافة يعني بالضرورة الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، تماماً كما كان لقب «البيه»، خاصاً بـ «مصطفي أمين» حتى عندما ألغت حركة ضباط الجيش في سنة 1952 الألقاب، وليس من بينها بطبيعة الحال لقب «الأستاذ»!
لم يذكر «القعيد» الدور التاريخي للمذكورة في مرض «الأستاذ هيكل»، والذي دفعه للتراجع عن قرار إتخذه بعدم الكتابة أو الحديث عنه إلا بعد الأربعين، فألا وأن من وجهت الدعوة هي صاحب الدور الذي إرتفع بها لتكون بمليون رجل، فكان لا بد من حضوره. وليس هذا هو الأمر الوحيد، الذي لم يوضحه القعيد فقد ذكر أن «الأستاذ» له أعمال إنسانية كثيرة، لكنه لم يذكر منها عملاً ولم يضرب حتى مثالاً!
«هيكل» قيمة صحافية كبرى، وصاحب موهبة لا تضاهى، ونجح بمهنته وفقط في أن يكون علماً، وجعل من الصحافي أهم من أي منصب في السلطة، ولو كان وزير الإرشاد القومي، الذي عينه فيه عبد الناصر، رغم رفضه. وعندما أخرجه الرئيس السادات من مؤسسة «الأهرام»، ظن أنه أصدر عليه الحكم بالإعدام، ففوجئ عند زيارة الرئيس الفرنسي «ميتران» للقاهرة، وعندما سأله السادات عن جدول أعماله في القاهرة وهو يهم بمغادرة القصر الرئاسي؟ فأجابه أنه سيلتقي «هيكل». وقال السادات: «لقد عزلته من الأهرام»، وعلق ميتران: «أعلم ذلك»، وهنا خيم صمت، فقد كان كل منهما يتحدث لغة مختلفة فقد ظن السادات أن قيمة هيكل يستمدها من موقعه في «الأهرام» كرئيس لهذه المؤسسة الصحافية العريقة، وعندما علم أن قيمة «هيكل» في شخصه وقع عليه هذا الإكتشاف وقوع الصاعقة، وكان يصفه بين السخرية والذهول بـ «الصحافي صديق الرؤساء»!
«الأسطورة»
هيكل هو في الصحافة أسطورة، وهو في السياسة يؤخذ من كلامه ويرد، لكن لم نسمع حديثاً إلا متناثراً عن «هيكل الإنسان»، وإلا وان «يوسف القعيد» المقرب منه لأكثر من ربع قرن قد فتح الباب فقد ظننت أنه سيتحفنا بهذه المواقف الإنسانية، التي لم يذكرها تلاميذه أو دراويشه، وقد دخلت مؤخراً لميس الحديدي في «حلقة الذكر»، ولم تذكر شيئاً في هذا الجانب، إلا حديثها عن شجاعة «الأستاذ»، وقالت إنه كان شجاعاً في الحق، وذلك عندما عرضت لبعض كلامه معها إبان حكم الرئيس مرسي، وأثنت على نفسها، وفتحت فمها على مصرعيه وهي تعرض لقطة فيديو لمقابلة سابقة وهي تقول «إحنا قلنا الكلام دا ازاي»؟ وامتدحت نفسها وقالت إنها كانت سابقة له بموقفها ضد مرسي، لدرجة أنها عندما تتذكر ما كانت تقوله فإنها تندهش لهذه الجرأة! تقول «لميس» ذلك، بعد أن صار الأمر مكشوفاً، فلا مرسي كان رئيساً ينتقم من خصومه، ولعلها علمت مبكراً أن مرسي رفض أن تستغل تسجيلات قدمها ضابط بأمن الدولة للرئاسة ضد بعض الإعلاميين، فيها ما يشين على المستوى الشخصي، وهو من أثار حفيظة أنصاره الآن عندما علموا بذلك. فلم يكن الهجوم عليه مرده لشجاعة الشجعان ولكن لأن من تطاولوا عليه كان يسري عليهم القول المأثور: من آمن العقوبة أساء الأدب»، وأمأمنا حالة «باسم يوسف» الذي جعل من مرسي مسخرة وهو الآن خارج مصر وعندما كان داخلها لم يستطع أن يقترب من السيسي بشطر كلمة، وفي برنامجه كان فقط يسخر ممن حوله، ومع ذلك تم وقفه!
فضلاً عن أن هجومها وهجوم «الأستاذ» على مرسي كانت تقف خلفه المؤسسة العسكرية، ويمهد للانقلاب العسكري على الحكم المنتخب، وبرعاية من «الأستاذ» كاتب خطاب الانقلاب الذي ألقاه عبد الفتاح السيسي، وهو من سوق بعد ذلك لأوهام «مرشح الضرورة» الذي ليس مطالباً بتقديم برنامج للترشح، حتى يعفي السيسي من وجود برنامج مكتوب يمكن حسابه به، ولأنه «مرشح الضرورة» فليس ملزماً بالنزول للشارع وعقد مؤتمرات انتخابية!
فالأمر ليس مرده للشجاعة، فالأستاذ لم يتحدث عن مبارك إبان حكمه كما تحدث عن مرسي، وكان قبل أن ينطق بكلمة ضد مبارك يلف ويدور ويتحدث عن احترامه للرئيس ولمقام الرئاسة وعن مكانة الرئيس، وهو ما دفعني لكتابة مقال حمل عنوان: «الأدب الفلبيني»، وهو مقال نشر بعد مقابلة تلفزيونية له في عهد مبارك وهو يتحدث عن الرئيس ومقام الرئيس، وقد أسهبت في شرح ثقافة الأدب عند الخادمات الفلبينيات. لكن الأمر إختلف مع الدكتور «محمد مرسي» لأنه ليس بالرئيس المؤذي، وعندما قامت النيابة العامة بحبس رئيس تحرير جريدة «الدستور» إحتياطياً، بتهمة إهانته، أصدر قانوناً يستفيد منه المحبوس كما يستفيد منه عموم الصحافيين وغيرهم، ينص على إلغاء الحبس الاحتياطي في جريمة إهانة رئيس الجمهورية.
هيكل الإنسان
شغفي لمعرفة الجانب الإنساني في حياة «هيكل»، كان سببه أن التقييم المهني والسياسي له هو الطاغي، ولأن ما كتب متناثراً كان سلبياً، وقد قرأت في مذكرات الكاتب الشيوعي عبد الله الطوخي، هذه الرواية.
كان الطوخي قد اعتقل في عهد الرئيس عبد الناصر بتهمة الإنضمام لتنظيم شيوعي، وخرج من المعتقل، يا إلهي كما خلقتني، فلا مدخرات، ولا عمل، ولا دخل، وكان خياره ينحصر في أن يلتقي شخصا من اثنين: «هيكل» رئيس مؤسسة «الأهرام»، أو مصطفى أمين صاحب «أخبار اليوم»، وقد استبعد الأخير بعد لحظة تفكير ، لأن رأي جماعة اليسار فيه سلبياً، فهو ممثل الرأسمالية سيئة السمعة!
لقد عرض الطوخي أمره على هيكل، والذي طلب إمهاله أسبوعاً، عاد بعده فلم يقابله «الأستاذ» ووجد مديرة مكتبه تخبره بأن «الأستاذ» وجد أن طلبه مرفوض، على نحو إعتبره الطوخي قرار الأجهزة الأمنية التي سألها «هيكل» ومن الطبيعي أن يكون لها منه هذا الموقف!
ولأن المضطر يركب الصعب، فقد ذهب لمكتب مصطفى أمين، وبدون سابق «معرفة» والذي خرج لاستقباله بهيلمانه الجسدي، وبدون أن يسمع له انطلق يسأله كيف يدبر معيشته بعد خروجه من المعتقل؟! وهل هو متزوج؟ وقد أخبره الطوخي بأنه متزوج ومعه إبنة، ولا يوجد له مورد رزق، ونحى «أمين» الجانب السياسي والأمني في موضوعه جانباً، وإنشغل بفكرة ترتيب مورد للعيش الكريم للرجل، فليس هناك ذنب لزوجته (فتحية العسال التي أصبحت يسارية فيما بعد)، أو طفلته (الفنانة صفاء الطوخي الآن)، وكان الاتفاق أن يكتب في «أخبار اليوم» بإسم مستعار ليتسنى صرف راتب له. ولعلم مصطفى أمين، أن كتابته باسمه الحقيقي قد تدفع لتدخل عبد الناصر نفسه، الذي كانت تشغله التفاصيل، كما حدث في واقعة الصحافي موسى صبري الذي كتب مقالاً ينتقد فيه صوت المذيعة همت مصطفى، ولأن «همت يا بنتي» على رأي الرئيس السادات، كانت متزوجة من ضابط في جهاز المخابرات، وربما في الرئاسة، فقد أمر عبد الناصر مصطفى أمين بفصله، وبعد هذا إتصل به ليسأل عن صحة معلومة وصلته أن موسى صبري لا يزال يتقاضى راتبه رغم أنه أمر بفصله!
«القوة المتماسكة»
ابتهجت لميس الحديدي، وهي تعرض مقابلة لها مع هيكل على القناة «سي بي سي» ذاتها، و«الأستاذ» يقول في اللقاء: «القوة الوحيدة المتماسكة هي قوة الجيش» وفي ترويجه للسيسي قال «لا يُقنع إلا ما هو مقنع ولا يكون قوة إلا من هو قوي»!
واللافت أنها تحتفي بهذا الكلام الآن، فالانقلاب نال من قوة الجيش بعد مشاركته فيه والذي عمل هيكل عراباً له، وهو الوصف الذي أطلقته عليه في بداية هذا الانقلاب، قبل أن يتأكد أنه كان ضالعاً فيه ومحرضاً عليه، وهو من استدعى السيسي بناء على طلب من البرادعي، وما قاله في هذه الحلقة التي أذيعت يوم 20 يونيو/حزيران 2013، وقبل المظاهرات التي مثلت غطاء ثوريا للثورة المضادة في 30 يونيو/حزيران، هو الآن يستحق الخجل، لأن الانقلاب أضعف القوة الوحيدة المتماسكة في مصر وهي الجيش، عندما تم إدخاله في معترك السياسة والزج به للشارع ليقوم بدور الأمن المركزي ويجري إرهاقه في سيناء لضمان حماية أمن إسرائيل، ثم أن السيسي ثبت أنه لا مقنع ولا قوي، والكلام القديم لهيكل يجوز فيه الستر لا الاستدعاء والابتهاج بسماعه وفتح الفم ليتجاوز حدود الوجه!
في هذه الحلقة، قال هيكل في وصف حكم الرئيس المنتخب، إن هناك اختراقا للأمن القومي المصري لا بد أن يصحح أو يعتذر عنه. دون أن يقول ما هو هذا الاختراق، ودون أن تسأله جارته بالجنب، لكنه كان يقود حملة «المكايدة» السياسية بما عرف عنه من تطويع اللغة لقول كلام يبدو للوهلة الأولى وجيهاً، لكنه في الحقيقة ليس أكثر من جملة مصاغة بشكل جيد عرف بها «الأستاذ»، ولا ترتقي إلى مرتبة الاتهام القانوني ودقته.
ما علينا، ففي هذه الحلقة الاحتفالية، بدا لي أن «الحديدي» تتعامل مع هيكل على أنه من مواليدها، وإذا كان هناك مواليد برج «الثور» أو «السرطان» أو «الجدي» مثلاً، فهناك مواليد برج «لميس»، فعمر هيكل قبل «لقاءات «لميس» معه كان هدراً، وعندما تضطر لما قبل مقابلاتها التلفزيونية معه فإنها تخطئ أخطاء تاريخية فادحة، فقد ذكرت أن خلاف السادات وهيكل كان بسبب معاهدة السلام مع إسرائيل. وهذا ليس صحيحاً، كما ذكرت أن عبارته «سلطة شاخت في مواقعها» قالها في محاضرته في الجامعة الأمريكية وصفاً للنظام في عهد مبارك، وكررت هذا أكثر من مرة، مع أن العبارة قالها قبل ذلك بسنوات في خطابه للجمعية العمومية في نقابة الصحافيين في معركة الجماعة الصحافية ضد قانون تكميم الصحافة في سنة 1995!
إنها نهاية مؤلمة لـ «الأستاذ» الذي كان يختار قبل مرحلة «لميس» من يحاوره، فانتهى به المطاف من اختياره لمحمد كريشان بـ «الجزيرة»، إلى القضاء والقدر بـ «سي بي سي»!
«ذنب محمد مرسي»
صحافي من مصر
سليم عزوز
رحم الله الجميع
هنيئا للصحافي الجليل الشاهد على عصور الفشل
ونهضة الاستبداد ودوره فيها وعسى ما قام به من خير
يؤهله لرحمة الله عز وجل
مقال رائع وأسلوب جاذب شكرا جزيلاً أستاذ سليم و رحم الله الأستاذ هيكل لقد أغنى المكتبة العربية والفكر العربي والإنساني كثيرا حقا انه صحفي قدير جدا ومع ذلك والحق يقال فإن الأستاذ هيكل يعبر عن ما يسمى القوميين العرب خير تعبير. والمشكلة هنا في التفكير الإيديولوجي برأيي وهو كما أظن احد أسباب الصراع العقيم بين القومي والديني في مجتمعنا العربي وصل إلى حد أن يقف بعضهم مع النظام السوري القمعي الدموي ويدافع عنه وأن يقف بعضهم إلى جانب السيسي بشكل عجيب على الرغم من الحالة المأساوية التي وصلت إليها الحالة في مصر كما جاء واضحا في المقال وشكرا
كنت اتابعه يوم كان له برنامج على الجزيرة لكني لم اكن استطيع ان افهم جملة مما يقوله, اذ انه لم يكن يكمل اي جملة بل ينتقل من نصف جملة الى نصف جملة ومن موضوع الى موضوع قبل ان يكمل فكرته, وكنت اعجب حينها من ذكاء وصبر محاوره محمد كريشان الذي يستطيع ان يكمل في ذهنه ما لم يقله ضيفه فيفهمه.
تحية للكاتب المحترم
الجميل في االقدس العربي هو كتابة 3 صحفيين عن رحيل الأستاذ هيكل خلال هذا الإسبوع
إثنان مؤيدان للإنقلاب العسكري أو ما يسمونه ثورة 30 يونيو والأستاذ عزوز معارضا له
مقارنة عدد الردود على المقال ترجح كفة الأستاذ عزوز
مبروك إلى الأمام وتحية تقدير وإجلال لصحفي وقف مع مبادئه في عهد مبارك ومرسي والسيسي.
والله أنا أرشحك عن قناعه أن تكون خليفة ألأستاذ لأنني أراك تملك باقتدار ناصية المهنه وتملك أسلوبا متنوعا بشكل لافت وفى هذه تتفوق على الأستاذ ولكن أدعو الله ألا نفجع فيك كما فجعنا في الأستاذ حينما أوشكت شمس حياته علي المغيب يارب
اعتقد ان السيد سليم عزوز محق , وصاحب رؤية ثاقبة .
احيك على هذا التحليل السريع , دون الخوض بالتفاصيل , حيث اعطيت القاريء صورة حقيقية وواقعية بعيدا عن التهور , او( الانتقام )من خلال النقد الجارح .
هيكل للاسف انهى حياته بما لا يليق بشخصية بمكانته , وما كان ما يملك من رصيد واحترام في المجتمعات العربية ,
قد يكون من الشخصيات التي التي اسائت (استخدام ) اخر السنوات من عمره الافتراضي ,, علما انه من خلال مقابلاته الصحفية كان واضح حرصه على الاستروفيميا ( سمعته بعد موته),,, وهنا اتفق مع السيد عزوز ,, بان تاريخ اي شخصية من شخصيات الحياة العامة للسياسين والاعلاميين والمثقفين والفنلنين , مقياس رصيدها في المجتمع في حياتهم ومماتهم هو الالتزام الوطني الاخلاقي ,,,,
عرفات في جعبة
تاريخه من الاخطاء … والتي منها لا يغتفر , ولكنه قال كلمته وصرخته التاريخية (شهيدا شهيدا شهيدا ) وهكذااستشهد وستبقى هذه الكلمات حية في ضمير الشعب الفلسطيني ناسخة كل ما قبلها من اخطاء ,,, رحم االله من رحم شعبه من الويلات وسهر على حقوقه واستشهد من اجلها . تحية للسيد سليم عزوز
لا شك أن هيكل كان خزاناً للمعلومات .. وهو شخصية مهمة في مجال الصحافة والتاريخ .. وهو من صنع عبدالناصر .. والسيسي .. تحديداً ..
لكن .. آخر تصريحاته أمدني بالأمل بعودة الشرعية إلى الحكم في مصر ..
هكذا أفهمه ؛ فعلاً أيها الهيكل الكبير “الرحلة انتهت ؛ فلا تعاندوا القدر” !!
هناك اناس في حياة الامة يملكون كرزما وفكر خلاق لم يتسنى لنا ان ننصبهم قادة ومنهم الاستاذ وحنان عشراوي. اتفق في بعض ما كتب السيد عزوز.
هناك كتاب مهم للدكتور فؤاد زكريا ( هيكل وازمة االعقل العربي ) سنة 1983 . أرجو قراءة ذلك الكتاب .
أخي hamdi هل يمكن أن تعطينا رابط الكتروني لكتاب الدكتور فؤاد زكريا اعتقد أنيي أتفق معك كما يبدو من عنوان الكتاب وقد أعطيت فكره عن ذلك في تعليقي على مقال محمد عبد الحكم دياب ” رحيل «الأستاذ» هيكل… وفي الليلة الظلماء يفتقد البد” في هذا العدد من القدس العربي
الأستاذ سليم عزوز/ هل تسمح لي بإعادة جملة من المقال؟ وهى “«هيكل» قيمة صحافية كبرى، وصاحب موهبة لا تضاهى، ونجح بمهنته وفقط في أن يكون علماً، وجعل من الصحافي أهم من أي منصب في السلطة، ولو كان وزير الإرشاد القومي، الذي عينه فيه عبد الناصر، رغم رفضه. وعندما أخرجه الرئيس السادات من مؤسسة «الأهرام»، ظن أنه أصدر عليه الحكم بالإعدام، ففوجئ عند زيارة الرئيس الفرنسي «ميتران» للقاهرة، وعندما سأله السادات عن جدول أعماله في القاهرة وهو يهم بمغادرة القصر الرئاسي؟ فأجابه أنه سيلتقي «هيكل». وقال السادات: «لقد عزلته من الأهرام»، وعلق ميتران: «أعلم ذلك»، وهنا خيم صمت، فقد كان كل منهما يتحدث لغة مختلفة فقد ظن السادات أن قيمة هيكل يستمدها من موقعه في «الأهرام» كرئيس لهذه المؤسسة الصحافية العريقة، وعندما علم أن قيمة «هيكل» في شخصه وقع عليه هذا الإكتشاف وقوع الصاعقة، وكان يصفه بين السخرية والذهول بـ «الصحافي صديق الرؤساء»!”. … بكل هذة الصفات فى الجملة المنقولة نسأل هل هناك من بعد الأستاذ من يملك أو يستطيع الكتابة بكل هذة اللغة الأدبية و الفنية مع التحليل السلس و توثيق كل كلامه بالوثائق (غالية الثمن) التى لا يستطيع %99 من الصحفيين المصريين الحصول عليها أو ….. فإذا ما رغبت فى معرفة قيمة الأستاذ فى الجانب الأنساني و هيكل الإنسان و الجانب الإنساني فإننا نأمل ان تقوم بدراسة الطب الإنساني لمعالجة هذا الأمر و الإبتعاد عن الجانب الصحفي أو السياسي الذى كان الأستاذ احد أعلامه و قيمه العالية .