«هيكل» من الاختيار إلى القضاء والقدر!

حجم الخط
33

وصف الأديب يوسف القعيد، الإعلامية لميس الحديدي، وهو جالس في حضرتها، بأنها إمرأة بمليون رجل لما قامت به في مرض «الأستاذ». وقد أتى على مصر حين من الدهر كان لقب «الأستاذ» في الصحافة يعني بالضرورة الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، تماماً كما كان لقب «البيه»، خاصاً بـ «مصطفي أمين» حتى عندما ألغت حركة ضباط الجيش في سنة 1952 الألقاب، وليس من بينها بطبيعة الحال لقب «الأستاذ»!
لم يذكر «القعيد» الدور التاريخي للمذكورة في مرض «الأستاذ هيكل»، والذي دفعه للتراجع عن قرار إتخذه بعدم الكتابة أو الحديث عنه إلا بعد الأربعين، فألا وأن من وجهت الدعوة هي صاحب الدور الذي إرتفع بها لتكون بمليون رجل، فكان لا بد من حضوره. وليس هذا هو الأمر الوحيد، الذي لم يوضحه القعيد فقد ذكر أن «الأستاذ» له أعمال إنسانية كثيرة، لكنه لم يذكر منها عملاً ولم يضرب حتى مثالاً!
«هيكل» قيمة صحافية كبرى، وصاحب موهبة لا تضاهى، ونجح بمهنته وفقط في أن يكون علماً، وجعل من الصحافي أهم من أي منصب في السلطة، ولو كان وزير الإرشاد القومي، الذي عينه فيه عبد الناصر، رغم رفضه. وعندما أخرجه الرئيس السادات من مؤسسة «الأهرام»، ظن أنه أصدر عليه الحكم بالإعدام، ففوجئ عند زيارة الرئيس الفرنسي «ميتران» للقاهرة، وعندما سأله السادات عن جدول أعماله في القاهرة وهو يهم بمغادرة القصر الرئاسي؟ فأجابه أنه سيلتقي «هيكل». وقال السادات: «لقد عزلته من الأهرام»، وعلق ميتران: «أعلم ذلك»، وهنا خيم صمت، فقد كان كل منهما يتحدث لغة مختلفة فقد ظن السادات أن قيمة هيكل يستمدها من موقعه في «الأهرام» كرئيس لهذه المؤسسة الصحافية العريقة، وعندما علم أن قيمة «هيكل» في شخصه وقع عليه هذا الإكتشاف وقوع الصاعقة، وكان يصفه بين السخرية والذهول بـ «الصحافي صديق الرؤساء»!

«الأسطورة»

هيكل هو في الصحافة أسطورة، وهو في السياسة يؤخذ من كلامه ويرد، لكن لم نسمع حديثاً إلا متناثراً عن «هيكل الإنسان»، وإلا وان «يوسف القعيد» المقرب منه لأكثر من ربع قرن قد فتح الباب فقد ظننت أنه سيتحفنا بهذه المواقف الإنسانية، التي لم يذكرها تلاميذه أو دراويشه، وقد دخلت مؤخراً لميس الحديدي في «حلقة الذكر»، ولم تذكر شيئاً في هذا الجانب، إلا حديثها عن شجاعة «الأستاذ»، وقالت إنه كان شجاعاً في الحق، وذلك عندما عرضت لبعض كلامه معها إبان حكم الرئيس مرسي، وأثنت على نفسها، وفتحت فمها على مصرعيه وهي تعرض لقطة فيديو لمقابلة سابقة وهي تقول «إحنا قلنا الكلام دا ازاي»؟ وامتدحت نفسها وقالت إنها كانت سابقة له بموقفها ضد مرسي، لدرجة أنها عندما تتذكر ما كانت تقوله فإنها تندهش لهذه الجرأة! تقول «لميس» ذلك، بعد أن صار الأمر مكشوفاً، فلا مرسي كان رئيساً ينتقم من خصومه، ولعلها علمت مبكراً أن مرسي رفض أن تستغل تسجيلات قدمها ضابط بأمن الدولة للرئاسة ضد بعض الإعلاميين، فيها ما يشين على المستوى الشخصي، وهو من أثار حفيظة أنصاره الآن عندما علموا بذلك. فلم يكن الهجوم عليه مرده لشجاعة الشجعان ولكن لأن من تطاولوا عليه كان يسري عليهم القول المأثور: من آمن العقوبة أساء الأدب»، وأمأمنا حالة «باسم يوسف» الذي جعل من مرسي مسخرة وهو الآن خارج مصر وعندما كان داخلها لم يستطع أن يقترب من السيسي بشطر كلمة، وفي برنامجه كان فقط يسخر ممن حوله، ومع ذلك تم وقفه!
فضلاً عن أن هجومها وهجوم «الأستاذ» على مرسي كانت تقف خلفه المؤسسة العسكرية، ويمهد للانقلاب العسكري على الحكم المنتخب، وبرعاية من «الأستاذ» كاتب خطاب الانقلاب الذي ألقاه عبد الفتاح السيسي، وهو من سوق بعد ذلك لأوهام «مرشح الضرورة» الذي ليس مطالباً بتقديم برنامج للترشح، حتى يعفي السيسي من وجود برنامج مكتوب يمكن حسابه به، ولأنه «مرشح الضرورة» فليس ملزماً بالنزول للشارع وعقد مؤتمرات انتخابية!
فالأمر ليس مرده للشجاعة، فالأستاذ لم يتحدث عن مبارك إبان حكمه كما تحدث عن مرسي، وكان قبل أن ينطق بكلمة ضد مبارك يلف ويدور ويتحدث عن احترامه للرئيس ولمقام الرئاسة وعن مكانة الرئيس، وهو ما دفعني لكتابة مقال حمل عنوان: «الأدب الفلبيني»، وهو مقال نشر بعد مقابلة تلفزيونية له في عهد مبارك وهو يتحدث عن الرئيس ومقام الرئيس، وقد أسهبت في شرح ثقافة الأدب عند الخادمات الفلبينيات. لكن الأمر إختلف مع الدكتور «محمد مرسي» لأنه ليس بالرئيس المؤذي، وعندما قامت النيابة العامة بحبس رئيس تحرير جريدة «الدستور» إحتياطياً، بتهمة إهانته، أصدر قانوناً يستفيد منه المحبوس كما يستفيد منه عموم الصحافيين وغيرهم، ينص على إلغاء الحبس الاحتياطي في جريمة إهانة رئيس الجمهورية.

هيكل الإنسان

شغفي لمعرفة الجانب الإنساني في حياة «هيكل»، كان سببه أن التقييم المهني والسياسي له هو الطاغي، ولأن ما كتب متناثراً كان سلبياً، وقد قرأت في مذكرات الكاتب الشيوعي عبد الله الطوخي، هذه الرواية.
كان الطوخي قد اعتقل في عهد الرئيس عبد الناصر بتهمة الإنضمام لتنظيم شيوعي، وخرج من المعتقل، يا إلهي كما خلقتني، فلا مدخرات، ولا عمل، ولا دخل، وكان خياره ينحصر في أن يلتقي شخصا من اثنين: «هيكل» رئيس مؤسسة «الأهرام»، أو مصطفى أمين صاحب «أخبار اليوم»، وقد استبعد الأخير بعد لحظة تفكير ، لأن رأي جماعة اليسار فيه سلبياً، فهو ممثل الرأسمالية سيئة السمعة!
لقد عرض الطوخي أمره على هيكل، والذي طلب إمهاله أسبوعاً، عاد بعده فلم يقابله «الأستاذ» ووجد مديرة مكتبه تخبره بأن «الأستاذ» وجد أن طلبه مرفوض، على نحو إعتبره الطوخي قرار الأجهزة الأمنية التي سألها «هيكل» ومن الطبيعي أن يكون لها منه هذا الموقف!
ولأن المضطر يركب الصعب، فقد ذهب لمكتب مصطفى أمين، وبدون سابق «معرفة» والذي خرج لاستقباله بهيلمانه الجسدي، وبدون أن يسمع له انطلق يسأله كيف يدبر معيشته بعد خروجه من المعتقل؟! وهل هو متزوج؟ وقد أخبره الطوخي بأنه متزوج ومعه إبنة، ولا يوجد له مورد رزق، ونحى «أمين» الجانب السياسي والأمني في موضوعه جانباً، وإنشغل بفكرة ترتيب مورد للعيش الكريم للرجل، فليس هناك ذنب لزوجته (فتحية العسال التي أصبحت يسارية فيما بعد)، أو طفلته (الفنانة صفاء الطوخي الآن)، وكان الاتفاق أن يكتب في «أخبار اليوم» بإسم مستعار ليتسنى صرف راتب له. ولعلم مصطفى أمين، أن كتابته باسمه الحقيقي قد تدفع لتدخل عبد الناصر نفسه، الذي كانت تشغله التفاصيل، كما حدث في واقعة الصحافي موسى صبري الذي كتب مقالاً ينتقد فيه صوت المذيعة همت مصطفى، ولأن «همت يا بنتي» على رأي الرئيس السادات، كانت متزوجة من ضابط في جهاز المخابرات، وربما في الرئاسة، فقد أمر عبد الناصر مصطفى أمين بفصله، وبعد هذا إتصل به ليسأل عن صحة معلومة وصلته أن موسى صبري لا يزال يتقاضى راتبه رغم أنه أمر بفصله!

«القوة المتماسكة»

ابتهجت لميس الحديدي، وهي تعرض مقابلة لها مع هيكل على القناة «سي بي سي» ذاتها، و«الأستاذ» يقول في اللقاء: «القوة الوحيدة المتماسكة هي قوة الجيش» وفي ترويجه للسيسي قال «لا يُقنع إلا ما هو مقنع ولا يكون قوة إلا من هو قوي»!
واللافت أنها تحتفي بهذا الكلام الآن، فالانقلاب نال من قوة الجيش بعد مشاركته فيه والذي عمل هيكل عراباً له، وهو الوصف الذي أطلقته عليه في بداية هذا الانقلاب، قبل أن يتأكد أنه كان ضالعاً فيه ومحرضاً عليه، وهو من استدعى السيسي بناء على طلب من البرادعي، وما قاله في هذه الحلقة التي أذيعت يوم 20 يونيو/حزيران 2013، وقبل المظاهرات التي مثلت غطاء ثوريا للثورة المضادة في 30 يونيو/حزيران، هو الآن يستحق الخجل، لأن الانقلاب أضعف القوة الوحيدة المتماسكة في مصر وهي الجيش، عندما تم إدخاله في معترك السياسة والزج به للشارع ليقوم بدور الأمن المركزي ويجري إرهاقه في سيناء لضمان حماية أمن إسرائيل، ثم أن السيسي ثبت أنه لا مقنع ولا قوي، والكلام القديم لهيكل يجوز فيه الستر لا الاستدعاء والابتهاج بسماعه وفتح الفم ليتجاوز حدود الوجه!
في هذه الحلقة، قال هيكل في وصف حكم الرئيس المنتخب، إن هناك اختراقا للأمن القومي المصري لا بد أن يصحح أو يعتذر عنه. دون أن يقول ما هو هذا الاختراق، ودون أن تسأله جارته بالجنب، لكنه كان يقود حملة «المكايدة» السياسية بما عرف عنه من تطويع اللغة لقول كلام يبدو للوهلة الأولى وجيهاً، لكنه في الحقيقة ليس أكثر من جملة مصاغة بشكل جيد عرف بها «الأستاذ»، ولا ترتقي إلى مرتبة الاتهام القانوني ودقته.
ما علينا، ففي هذه الحلقة الاحتفالية، بدا لي أن «الحديدي» تتعامل مع هيكل على أنه من مواليدها، وإذا كان هناك مواليد برج «الثور» أو «السرطان» أو «الجدي» مثلاً، فهناك مواليد برج «لميس»، فعمر هيكل قبل «لقاءات «لميس» معه كان هدراً، وعندما تضطر لما قبل مقابلاتها التلفزيونية معه فإنها تخطئ أخطاء تاريخية فادحة، فقد ذكرت أن خلاف السادات وهيكل كان بسبب معاهدة السلام مع إسرائيل. وهذا ليس صحيحاً، كما ذكرت أن عبارته «سلطة شاخت في مواقعها» قالها في محاضرته في الجامعة الأمريكية وصفاً للنظام في عهد مبارك، وكررت هذا أكثر من مرة، مع أن العبارة قالها قبل ذلك بسنوات في خطابه للجمعية العمومية في نقابة الصحافيين في معركة الجماعة الصحافية ضد قانون تكميم الصحافة في سنة 1995!
إنها نهاية مؤلمة لـ «الأستاذ» الذي كان يختار قبل مرحلة «لميس» من يحاوره، فانتهى به المطاف من اختياره لمحمد كريشان بـ «الجزيرة»، إلى القضاء والقدر بـ «سي بي سي»!
«ذنب محمد مرسي»

صحافي من مصر

سليم عزوز

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول S.S.Abdullah:

    يا سليم عزوز لقد أثبتت بهذه المقالة الراقية في أسلوبها، الدقيقة في معلوماتها (إلاّ ما كان بخصوص د باسم يوسف على الأقل من وجهة نظري) أنك مدرسة في الأعلام الحقيقي، وليس الإعلام الذي يمثله محمد حسنين هيكل ولميس الحديدي والذي من وجهة نظري يمثل إعلام الدولة العميقة، والتي لا شغل لها إلاّ صناعة الفرعون أو البوذا أو العمل على تحطيم أي رمز لا ينتمي إلى ثقافة الـ أنا التي تمثلها النخب الحاكمة في النظام البيروقراطي لدولة الحداثة.

    وبذلك هذه المدرسة الإعلامية تصبح عالة على المواطن والإنسان بشكل عام في الدولة لأي نظام، كما أوضحتها بشكل رائع في موقف مصطفى أمين الإنسان، والذي انتقد ما تم تسويقه على أنّه الإصلاح الزراعي والصناعي والتجاري من خلال التأميم، والذي لم يكن يتجاوز مفهوم البلطجة والتشبيح والمستعربين في الكيان الصهيوني في الاستيلاء على أملاك المواطن زورا وظلما وعدوانا.

    والذي بسبب فكرة التأميم التي نقلها كل من سوريا والعراق من مصر جمال عبدالناصر، قامت بريطانيا بإقناع عدة عوائل حاكمة إلى انفصال الكويت وقطر والبحرين والإمارات وسلطنة عُمان عن ولاية البصرة في العراق كما كانت على أيام الدولة العثمانية، عندما أعلن عبدالكريم قاسم تأميم آبار النفط في شمال العراق كأول إنجازات الانقلاب ضد الملكية 1958 بعد سحل العائلة المالكة في الشوارع، ولكي يتصالح جمال عبدالناصر مع بريطانيا أرسل جيشه للدفاع عن الدول الجديدة؟! كما أرسل جيشه لتقسيم اليمن إلى يمنين سبحان الله، وسبحان الله صدام حسين أرجع الوحدة ما بين اليمنين عام 1989 وأعلن قيام الوحدة كذلك مع الأردن ومصر، ومن بعد ذلك قام بإرجاع الكويت عام 1990.

    صحيح أن ما بين دجلة والنيل كان مهد الحضارات الإنسانية ونزول الوحي باليهودية والمسيحية والإسلام، ولكن شتان ما بين مدرسة الثنائي صدام حسين ووزيره الصحاف وما بين مدرسة الثنائي جمال عبدالناصر ووزيره هيكل وما بين مدرسة الثنائي عبدالفتاح السيسي والحديدي وبين مدرسة الثنائي محمد مرسي وباسم يوسف؟!

    ما رأيكم دام فضلكم؟

  2. يقول فؤاد مهاني (المغرب):

    المرحوم محمد حسنين هيكل سياسي وأديب عربي مؤلف رواية زينب أول رواية عربية يمكن اعتباره إذا شئنا أسطورة أو عبقرية.الآن هو في ذمة الله تعالى وهو مصيرنا جميعا والمؤلم أن الإنسان وهو في سن متقدمة يعرف أنه سيلقى مصيره بين لحظة وأخرى يفكر أن يختم حياته بأشياء يلقى بها وجه الله تعالى لعله يدخل في رحمة الله الواسعة لكن حسنين هيكل نرجو الله لنا وله المغفرة ختم حياته السياسية بجملة سيئة وتنضيرية للديكتاتورية ربما لن تنسى وهي : “مرشح الضرورة إلى رئيس الضرورة” في دعم الديكتاتورية المتجلية في انقلاب عسكري على أول ديموقراطية عرفها العالم العربي فاز فيها الإخوان بخمس استحقاقات انتخابية وفضحت هذه المساندة الفي غير محلها ما كان باقيا في مكنون الراحل وهو حقده على الإسلام والمسلمين وعدائه للديموقراطية وتبين لنا بهتان وزيف ما كان يروجه لنا بعض المثقفين والساسة العرب حتى بعض المشايخ المسلمين أو المحسوبين على الإسلام للأسف الشديد.

    1. يقول abu omar, yemen:

      مؤلف رواية زينب هو محمد (حسين) هيكل وهو شخص آخر وليس محمد (حسنين) هيكل

  3. يقول mostafa el haddadi belgium:

    دمااء كثيرة من الشرفاء المصربين سالت بسببه ناهيك عن المسجونين ووو

  4. يقول ايونس علي السويد:

    رحم الله هيكل ولكن اكبر اخطائه التي لا تغتفر ترويجه للمشروع الايراني عجبي

  5. يقول عبد الرحمان:

    الاديب حسنين هيكل قامة كبيرة من قامات الادب في الوطن العربي كان سيضل كبيرا لو لم يسقطه الانقلاب في المستنقع

  6. يقول حسن المغرب:

    هيكل خادم للحكام المصريين .وعند ربكم تختصمون.إنه وجميع داعمي الإنقلاب ينتظرهم آلاف القتلى من المصريين في ميدان رابعة والسجون والشوارع لكي يتحاسبوا عند ملك الملوك .الذي يقتل شخصا بغير حق والقاتل ممكن أن يكون مباشرة بالرصاص كما يمكن أن ينتج عن حكم قضائي ظالم أو بدعم للظلمة والقتلة ولو باللسان سيكون جزاؤه جهنم .

  7. يقول دكتور عصام اللطيف .جنوب افريقيا:

    الرحلة انتهت ولكن برائحة الجثث المقتولة و المحروقة في رابعة و النهضة…اللهم اجعل احسن اعمالنا خواتيمها…

  8. يقول احمد سامي مناصرة:

    لم يكن معروفاً قبل عبد الناصر. اكتشفه فية عبد الناصر شخصية ابو الشباب / ابن البلد وقربة منة، رأى ذلك زعماء العالم، و فهموا بأنة قناة مهمة للوصول لعقل عبد الناصر و إدراكة كيف تسير الأمور، وهذا كان مصدر قيمة السيد هيكل.

  9. يقول حاتم لندن:

    كتاب هيكل ( من نيوريورك ال كابول ) الذي تناول فيه بتحليل الاعتداء علي برجي التجارة بنيويورك حيث شطح فيه بان من قاموا بالهجوم علي المبني هم ضباط من الصرب وليسوا أفراد من القاعدة .. ورط هيكل مصداقيته كثيرا في تحليل جزافي لايقوم علي المنطق ولا يستند لمعطيات ذات مصداقية في كثير من كتبه ومقابلاته التلفزيونية .. صرح هيكل عقب ثورة يناير في احدي افاداته ان عائلة مبارك تمتلك ٩ مليارات دولار في بنوك اجنبية ولم يستطع هيكل إثبات ذلك حين تم التحقيق معه ..
    يلاحظ ان هيكل في سنواته الاخيرة باتت تحليلاته تختلط سليمها مع سقيمها ولا يكاد يميز بينهما

  10. يقول د. اثير الشيخلي - العراق:

    إن من البيان لسحرا و ان من الشعر لحكمة و ان من العلم لجهلا !!
    الرجل قامة صحفية و اعلامية كبرى ،و قلماً لا يجارى ، و اسلوباً اخاذاً متفرداً و من قرأ كتبه و مقالاته يعلم ما أقول.

    لكن ذلك كله لا يشفع له مواقفه و اراؤه ان تناقش و ان تجادل و ان تحلل ، و كونه شخصية مؤثرة و عامة و مهمة و هو كالمتنبي في زمانه، مالئ الدنيا و شاعل الناس ، فلا يعني ذلك كما ذهبت الأخت العزيزة ذات القلم الغزير غادة الشاويش ، اذكروا محاسن موتاكم ، هو قول شائع على انه حديث نبوي و هو ليس كذلك ، و لست معه عندما يتعلق الأمر بهكذا شخصيات ، و الا نصبح كالنعام التي تخفي رؤوسها في الرمال. لأننا عندما نتناول هكذا شخصيات ، فإننا لا نتكلم عن حياته الشخصية و انما نتكلم عن تأثيره على الشأن العام و هذا ليس ملكه و قد يكون فيه محاسن و نكون قد اصبنا الهدف او مساوئ و ليس من الحكمة و الصالح العام دفنها معه و التستر عليها.

    ازعم انني عندما اتكلم عن الرجل ، فأنني اتكلم عنه عن معرفة وعلم ، فلقد قرأت كل كتبه و الكثير الكثير من مقالاته حتى بأثر رجعي و شاهدته يتكلم كثيراً او بمعنى ادق يثرثر كثيراً ، و هيكل القلم غير هيكل الفم!

    على اية حال ، خواتيم الرجل اساءت بشكل كبير الى تأريخه و تراثه ، و لعل الاستاذ سليم يرى ان هذا هو هيكل طيلة تأريخه لكن الخواتيم كانت كاشفة ، و ربما لديه حق في قول ذلك ، لكن لا شك للرجل مواقف تمتدح و اقوال تذكر له بالخير فيما مضى .

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية