لندن- «القدس العربي»: بعد سبعة أعوام على اندلاع انتفاضات الربيع العربي لا تزال هذه تعيد تشكيل المنطقة العربية وإن بطريقة مختلفة. فقد قوى الربيع الذي اندلع اولاً في تونس عام 2010 النظام القديم في دول الخليج وأكد على الوضع القائم في مناطق مثل لبنان وسوريا ومصر.
ويعتقد سيث فرانتزمان في مقال رأي نشره موقع «هيل» المتخصص في شؤون الكونغرس الأمريكي أن على الولايات المتحدة دعم حلفائها الإقليميين واحتواء التوسع الإقليمي الإيراني ومكافحة التطرف الإسلامي اللذين ظهرا كنتاج للإضطرابات التي تبعت الربيع العربي.
وأشار فرانتزمان إلى أن أتباع تنظيم الدولة قبل أربعة أعوام هذا الشهر قاموا بالهجوم على قاعدة سبايكر الجوية قرب مدينة تكريت وقتلوا 1566 مرشحاً بطريقة دموية صورت ووضعت على الإنترنت. ومع أن العراق حكم عام 2016 بإعدام عدد من المتورطين فيها إلا أن الهجوم يمثل نقطة تحول من أحلام «الشرق الأوسط الجديد» إلى كوابيس الحرب و الطائفية والمذابح.
فبالإضافة لتقوية الأنظمة الخليجية ادت ثورات الربيع العربي إلى هيمنة إيرانية على المنطقة وكذا التحالف المتزايد بين دول عربية وإسرائيل لمواجهة التأثير الإيراني. وقد أثار الربيع العربي منذ البداية بلبلة في واشنطن خاصة أنه هدد حلفاءها التقليديين مثل نظام حكم محمد حسني مبارك. وحاولت إدارة باراك أوباما ركوب موجة التغيير فمن ناحية تدخلت في ليبيا وأطاحت بنظام العقيد معمر القذافي وقدمت الدعم للمعارضة السورية المسلحة ووقعت اتفاقية للحد من مشروع إيران النووي من ناحية أخرى.
وأمر أوباما بغارات جوية في آب (أغسطس) 2014 للمساعدة ومنع ما يقول الكاتب حملة الإبادة التي قام بها التنظيم ضد الأقلية الازيدية في شمال العراق. وقد تطورت العملية إلى حملة دولية ضد التنظيم ولا تزال ناشطة مع حلفائها المحليين في العراق وأصبحت سائدة في شرق سوريا. وورثت إدارة ترامب السياسات هذه وتحاول مواجهة إيران وموازنة مصالح الولايات المتـحدة في المنطـقة.
كان الربيع العربي منذ بدايته تمرداً ضد 60 عاماً من حكم الأنظمة القومية العربية المتحجرة والتي تسيدت المنطقة العربية منذ نهاية العهد الإستعماري. وساهم معظم هذه الأنظمة في الحرب الباردة وخرجت منها تصارع عدداً من المشاكل مثل التنظيمات الإسلامية المتشدددة وبدون أن تخط طريقاً نحو الديمقراطية. وضمت هذه الأنظمة: حسني مبارك في مصر، بشار الأسد في سوريا، زين العابدين بن علي في تونس، معمر القذافي في ليبيا وعلي عبدالله صالح في اليـمن.
وتنحى مبارك وبن علي عن الحكم وانتهى صالح والقذافي قتلاً لكن نظام الأسد تمسك بالسلطة نتيجة للدعم الإيراني والروسي. وعلى خلاف القوميين العرب الذين قامت شرعيتهم على مواجهة الهيمنة الإستعمارية وبناء أنظمة علمانية وحكم شبيه بالديمقراطية فقد نجت الملكيات الخليجية من اضطرابات الربيع العربي. مع أن مملكة البحرين تعرضت للتهديد وإن لفترة مؤقتة من غالبيتها الشيعية حيث تدخل مجلس التعاون الخليجي ومنع انهيار النظام هناك. واستطاع الأردن احتواء الاحتجاجات عام 2011. أما لبنان والسلطة الوطنية الفلسطينية فقد عانيا من اضطرابات ما بين 2005- 2006 وليسا في حاجة والحالة هذه إلى اضطرابات جديدة. فيما حافظ العراق ولبنان وتركيا على النظام السياسي دونما تأثير. وتحول الربيع العربي بشكل سريع إلى منافسة بين القوى الليبرالية والإسلامية حيث القوى الطائفية والديكتاتورية في الخلف تنتظر الفرصة. ففي مصر، وصل الإخوان المسلمون للحكم عام 2012 ليطيح بهم الجيش عام 2013 وغرق اليمن وسوريا وليبيا في حروب أهلية أما تونس التي بدأت فيها ثورات الربيع فقد تحولت لديمقراطية وهي المستفيد الوحيد من آمال وأحلام الذين شاركوا في الإنتفاضة.
وتآمرت قوى عدة لاستغلال العواطف التي أججها الربيع العربي لتغيير شكل المنطقة وللأبد. وتنافست إيران مع تنظيم الدولة للسيطرة على العقول والقلوب بشكل زاد من النزاعات الطائفية في العراق وسوريا وأماكن أخرى. وتدفق حوالي 40.000 متطرف من أنحاء العالم إلى سوريا والعراق وشاركوا في البداية الجماعات المعارضة للأسد قبل أن ينضموا إلى «الخلافة». وكان صعود تنظيم الدولة يمثل تهديداً رئيسياً للولايات المتحدة والغرب واقتضى جمع قوة من الحلفاء الأكراد لتدمير «الخلافة» في سوريا. ومن دمار الانتفاضات خرج ثلاثة تحالفات واضحة في المنطقة:
محور إيران الذي يضم إلى جانبها سوريا، الأحزاب الشيعية والميليشيات الشيعية في العراق، حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن.
المحور الثاني: يتكون من السعودية والإمارات والأحزاب السنية في لبنان والجماعات الكردية في العراق وسوريا، مصر، الأردن وإسرائيل.
أما المحور الثالث فهو محور تركيا- قطر المتعاطف مع ثورات الربيع العربي. وتريد الولايات المتحدة إدارة مرحلة ما بعد الإضطرابات عبر تحقيق الإستقرار في العراق وإبعاد قطر ولبنان عن إيران وتقوية حلفائها التقليديين مثل السعودية وإيران. لكن المشاكل التي أدت لاندلاع الربيع العربي لم يتم حلها بعد، مثل غياب فرص العمل في مصر مثلاً وعدم وجود التمثيل السني في العراق وسوريا. ففي مرحلة ما بعد 2011 وحتى 2017 أصبحت الأنظمة الناجية تفضل الاستقرار على التغيير. ومن هنا فإدارة الاستقرار ومواصلة مواجهة هيمنة إيران هو التحدي لواشنطن وحلفائها.
«بروكينغز»: «تنظيف» أخطاء ترامب الخارجية… مهمة صعبة
يناقش دانيال بيمان من مركز سياسات الشرق الأوسط أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وضع الولايات المتحدة في حفرة ستقضي الإدارة المقبلة وقتا طويلا للخروج منها. ومع أن كل قرارات ترامب لا يمكن العودة عنها ولكن من الصعب التراجع عنها. وقال بيمان في مقالته التي نشرها موقع «لوفير» وأعاد نشرها موقع «بروكينغز».
وبدأه بالقول إنه في ظل وجود ترامب في الرئاسة يجد المحللون والمعلقون أنفسهم دائما أمام مشكلة ملاحقة الأخبار، فمهما كانت دوافعه سحب دعوته لفريق فيلادلفيا إيغلز إلى البيت الأبيض إلى أنه القانون عندما يتعلق الأمر بتحقيق روبرت موللر في التدخل الروسي وشتائمه ضد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو فمن الصعب أن يتجنب الواحد الشعور بالدهشة إن لم يصب بالصداع.
وكان الرئيس نفسه وراء إصدار بعض الأصوات لحرف النظر عن مشاكله أو تعزيز الدعم بين ناخبيه وأنصاره. مع أن هناك آثاراً مباشرة لقرارات الرئيس الأخرى والمتعلقة بالسياسة. وسيواجه أي شخص سيأتي بعده سواء في عام 2021 و 2025 معضلة التعامل مع مظاهر قصوره والفوضى وإصلاح اخطائه. وسيكون إصلاح بعضها سهلاً رغم الكلفة الكبيرة لها، وحتى لو تبنى خليفة ترامب سياسة تقليدية إلا انه لن يستطيع التخلص من إرث إدارته والعودة للوضع السابق. فقد فقدت الولايات المتحدة التأثير بين حلفائها وبدد ترامب الكثير من «القوة الناعمة» لها بشكل يجعل من الصعوبة عليها استعادتها من جديد.
تراجع ترامب
وأضاف بيمان أن أهم تحد جرت مناقشته بين المحللين هو تراجع ترامب عن النظام العالمي الذي أسهمت الولايات المتحدة في بنائه ودافعت عنه في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وهو تراجع واضح في بريطانيا وإيطاليا وبقية أنحاء العالم. ومع وجود تباينات في المواقف إلا أن الإدارات الجمهورية والديمقراطية بشكل عام دافعت عن التجارة الحرة والتحالفات التي تقودها الولايات المتحدة والمؤسسات الدولية فيما نظر ترامب إلى الأمور الثلاثة باحتقار.
وقد يعيد خليفة ترامب التزام أمريكا بها من جديد لكن عليه الاعتراف بأن قطاعاً واسعاً من الأمريكيين يعارض هذه المكونات التقليدية في النظام العالمي. بالإضافة لهذا فانسحاب ترامب من الاتفاقية الإيرانية بعد سنوات من المفاوضات الدقيقة يعني أن الولايات المتحدة لن تلتزم بالضرورة بالتعهدات الدولية التي قامت بها إدارة سابقة. ومن هنا فالمستقبل قاتم حيث أن ما يربط ادارة لا يعني التزام إدارة لاحقة به.
ويضيف أن بعض مناطق العالم تواجه تراجعاً أمريكياً طويل الأمد خاصة أوروبا والشرق الاوسط. وقد بدأت إدارة باراك أوباما بتفكيك العلاقة، ذلك أنها لم تكن راغبة بلعب الولايات المتحدة دوراً قوياً في تشكيل مصير المناطق هذه. ولكن الدور الأمريكي تراجع بشكل كبير في ظل إدارة ترامب الذي طالما وبخ دول حلف الناتو وهاجم الحلفاء الأوروبيين ووصفهم بالضعفاء والمنتفعين الذين لم يدفعوا ديونهم المستحقة عليهم.
وكشف استطلاع أعده «بوليتباروميتر» في شهر أيار (مايو) أن نسبة 14% من الألمان ترى أمريكا حليفة مقارنة مع 36% لروسيا و 43% للصين.
وفي ضوء المدخل العدواني لروسيا فإن القائد الأمريكي المقبل قد يحاول الوقوف والحد من العدوانية إلا أن الأوروبيين سيتساءلون عن التزام أمريكا وإن استمرت إلى جانبهم. وفي وقت تحاول فيه الإدارة المقبلة التعامل مع عامل يشكك في التزامات أمريكا فإنها ستعمل على إصلاح العلاقة معتمدة على سلك دبلوماسي جرى إضعافه. وعادة ما تعامل الكونغرس مع الميزانية المخصصة للخارجية بنوع من الشك. وواجهت الوزارة في عهد ريكس تيلرسون تخفيضات في الميزانية وطهرتها من الدبلوماسيين المخضرمين وجمدت عمليات تعيين دبلوماسيين جدد. وتعهد خليفته مايك بومبيو وقف حفلة التدمير واتخذ عدداً من الخطوات التي يشكر عليها.
فوضى «الأبيض»
إلا أن إصلاح المؤسسة لن يحدث بين ليلة وضحاها وتخيف الفوضى في البيت الأبيض الدبلوماسيين المتميزين. ويخشى بعض الدبلوماسيين من التخلي عن أجندة حقوق الإنسان والتحول في مركز التأثير من وزارة الخارجية إلى البنتاغون. وربما زادت هذه الأحكام بناء على خطابات ترامب حيث سيقل عدد الطلاب الدوليين الذين سيسمح لهم بدخول الولايات المتحدة والدراسة في جامعاتها. وتعتبر الجامعات الأمريكية الأفضل في العالم وعين الطلاب الأجانب الذين تخرجوا منها في مناصب عليا في حكومات بلادهم وبعضهم تشرب القيم الأمريكية ويشعرون بالراحة للعمل مع الأمريكيين. إلا أن عدد الطلاب الأجانب تراجع بنسبة 7% في عام 2017 وقد يتراجع أكثر بسبب القيود على منح التأشيرات وعداء الإدارة للأجانب بشكل يجعل أمريكا أقل جاذبية.
ومع مرور الوقت فسيقل عدد الطلاب المبرزين الذين يريدون العمل والإستقرار في أمريكا بشكل يخفض مصدراً مهماً للإبداع والإختراع والعمالة الماهرة. وستقلل من عدد الأجانب الذين يعودون إلى بلادهم بفهم وإعجاب بأمريكا وقيمها التقليدية. وستستفيد الدول الأوروبية بنظامها التعليمي المفتوح من الوضع الذي تميزت به أمريكا مرة.
وستزيد مكانة جامعات هذه الدول نظراً لاختيار الأجانب الدراسة فيها فيما تتراجع المؤسسات الأمريكية التي غرقت في الحفرة التي حفرها ترامب لأمريكا. واحتاج الرؤساء من الحزبين أجيالاً لبناء مظاهر التفوق وتم تضييعها بسرعة ولن يتم استعادتها بسهولة. ويجب أن لا تتركز مهمة الإدارة المقبلة على إصلاح أخطاء ترامب الفادحة فقط بل وقوة أمريكا الناعمة ومصداقيتها وقيمها في الخارج والتي كانت مصدر القوة الأمريكية في الخارج.
«بلومبيرغ»: المطالبات بحق قيادة السيارة في السعودية وراء القضبان… لماذا لا يفرج عنهن؟
«النساء الراغبات جداً بقيادة السيارات يقبعن خلف القضبان» في إشارة للناشطات اللاتي طالبن بحق المرأة بقيادة السيارات واعتقلن الشهر الماضي وسط حملة تشهير وتخوين. وتقول فيفيان نيريم من موقع «بلومبيرغ» إن النساء المعتقلات قاتلن ولسنوات من أجل الحقوق الأساسية لأخواتهن السعوديات لن يكن من ضمن النساء اللاتي يحضرن ليوم الأحد وهو موعد رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة. وتتساءل نيريم عن السبب الداعي لاحتجازهن ولماذا لا يفرج عنهن لكي يستمتعن باليوم الذي انتظرنه طويلاً. وتقول إن الناشطة عزيزة اليوسف كانت في حالة من الفرحة في الليلة التي أعلنت فيها السعودية عن رفع الحظر.
وتلقت الأستاذة الجامعية المتقاعدة سيلاً من المكالمات الهاتفية والرسائل التي تحتفل بالقرار بعد سنوات من القتال من أجل الحرية. وكانت تنتظر بفارغ الصبر كي تتقدم بطلب رخصة. وقالت للصحافيين بعد الإعلان «أريد أولاً أن أكون رقم 1»، وبدلاً من أن تكون الأولى فهي تنتظر خلف القضبان. ولا تزال مع تسعة من 17 ناشطاً وناشطة اعتقلوا الشهر الماضي في السجن متهمة والأخريات بتقديم الدعم لدول عدوة. وتم نشر أسمائهن على الصفحات الأولى في الصحف المحلية وعليها إشارة»خائنات». واتهمن بطريقة خفية بالتعاون مع دولة قطر التي تقود السعودية ودول أخرى حصاراً عليها منذ عام.
تبرير
وقال المدعي العام إن المعتقلات اعترفن بالتهم الموجهة إليهن بما في ذلك «التعاون مع أفراد ومنظمات معادية للبلاد» و«توفير الدعم المادي والمعنوي لعناصر معادية في الخارج»، ولم تقدم السلطات معلومات إضافية حول هذه الإتهامات وما تعنيه، ولم يرد مكتب الإتصالات الدولية على أسئلة الموقع. وتقول الكاتبة إن السعودية بررت ولسنوات طويلة الحظر بأن المجتمع السعودي ليس جاهزاً. وفي الوقت الذي لا يوجد ما يحرمه في الإسلام، حيث تقود المرأة السيارة في كل الدول الإسلامية إلا إن بعض السعوديين يعتقدون أن قيادة المرأة للسيارة يقود للفساد الأخلاقي. وتقول إن هناك ابتهاجاً حقيقياً في بعض الدوائر مع اقتراب اليوم الموعود، 24 حزيران (يونيو) حيث تحفل مواقع التواصل الإجتماعي بصور النساء اللاتي يرفعن رخص القيادة. وتقول النساء الراغبات بالقيادة إنهن مللن من الإنفاق على «أوبر» أو الإعتماد على الأقارب في التنقل خاصة أنهم ليسوا حاضرين دائماً.
وقالت هيا الدوسري، 35 عاماً «أريد قيادة السيارة» و «حتى لو لم تسمح العادات والتقاليد فيجب أن اقود السيارة». وتعلق الكاتبة أن حياة المرأة السعودية في تغير وتوسع دائم إلا أن المساحة بين رؤية 2030 التي يشرف عليها ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان والواقع كبيرة. ففي الوقت الذي وعد فيه الأمير بتنويع الإقتصاد وتخفيف القيود الإجتماعية لكنه يشدد، في الوقت نفسه، الخناق على المجتمع المدني الذي يعمل بشكل محدود في المملكة. وتقدر «بلومبيرغ إيكونوميكس» بأن السماح للمرأة بقيادة السيارة سيضيف 90 مليار دولار للناتج الإقتصادي بحلول 20230.
وتقول نيريم إن حملة الملاحقة تتبع الطرق نفسها للسلطة من ناحية إجبار الناس على القبول بالرسالة: إما معنا أو ضدنا. ونقلت عن هالة الدوسري الباحثة السعودية في الولايات المتحدة إن الحكومة «أغلقت أي مساحة متوفرة للناس للتعبير بحرية عن مظاهر قلقهم». وبدلاً من التعامل معهم كحلفاء تنظر السلطات إلى من لا يتبع منهم الخط الرسمي كأعداء وذلك لمنعهم المطالبة بالتغيير.
تغيير نظام الولاية
وبالتأكيد فالمعتقلات يطالبن بالحقوق الأساسية التي تتضمن تغيير نظام الولاية الذي يطلب من المرأة الحصول على إذن الرجل في كل نشاط تريده أو عمل يخصها شخصيا من الخروج للسوق إلى السفر والتعليم والعلاج. واليوسف البالغة من العمر، 60 عاما من الوجوه الواضحة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة الأساسية. ونشرت لها وكالة أسوشيتدبرس صورة وهي تقود سيارتها عام 2014 ضمن احتجاج نسوي. وظلت نقطة اتصال مفتوحة للنساء السعوديات الراغبات بالنصح. وفي عام 2016 قدمت عريضة للحكومة تطالب بإلغاء قانون الولاية. وكانت تعقد في مناسبات حلقات نقاش في بيتها في الرياض يحضرها المثقفون والمثفقات وذلك من أجل تقوية وضع المرأة. وفي جلسة العام الماضي وصفت القانون بأنه «عبودية» وقالت إن التغيرات مثل تعيين نساء ليست إلا محاولات تحسين صورة ولا تعبر عن تحول حقيقي تجاه قضايا المرأة. وبعد رفع الحظر احتفلت اليوسف بالقرار مع بقية الناشطات إلا أن المزاج تغير حيث بدأت وغيرها بتلقي اتصالات من السلطات تأمرهن بالتزام الصمت. وهو ما فعلته اليوسف حيث لم تعد تشارك في حسابها على التويتر.
أما الناشطة لجين الهذلول فقد صمتت لفترة ولكنها عادت للتغريد عبر حسابها. وحسب بعض العارفين بقصتها فقد اعتقلت في آذار (مارس) وهي في الإمارات العربية المتحدة وأجبرت على ركوب الطائرة باتجاه الرياض وبعد الإفراج عنها توقفت عن النشاط على التويتر حيث منعت وعائلتها من السفر لتعتقل مرة أخرى الشهر الماضي. وأرسلت حملة الإعتقالات رعدة للنخبة المثقفة في السعودية. فالناس الذين تعودوا على الحديث بحرية للصحافة الأجنبية يبتعدون عنها ويلغون المواعيد معها خوفاً من التداعيات. وفي اجتماع بالرياض وصف رجل أعمال الاعتقالات بالعار لكنه اعترف بأنه يحاول تقديم صورة وردية عن المملكة في لقاءاته العامة.
توقيت الاعتقالات
وتقول كريستين ديوان، الباحثة في معهد دول الخليج العربية في واشنطن «من الواضح ان القيادة السعودية تريد إنهاء كل النشاط السياسي المستقل» مشيرة إلى أن توقيت الاعتقالات والحملة المرافقة لها تقترح أن الحكومة تريد تقديم رفع الحظر عن قيادة السيارات عبر لون وطني. ويخشى حتى بعض أنصار الأمير محمد من ان يخرب بعض الخطوات الجيدة التي اتخذها لتخفيف القيود الإجتماعية. ومن المستبعد أن تطالب المرأة بالتغيير الآن حسب الدوسري والمستقبل هو «حركة نسوية رسمية» تقودها الحكومة. وبدا هذا من صورة الاميرة التي تجلس خلف مقعد القيادة على غلاف مجلة فوغ العربية حيث انتقدت المجلة بتجاهلها الناشطات غير الأميرات اللاتي دفعن لتغيـير واقع المرأة السعودية. وقالت الدوسـري إن الحكومة سـتواصـل الدفع في اتـجاه التغيير الذي يجعل من المرأة عاملة ومستهلكة أو «ما يزيد من النفقات».
إبراهيم درويش
امريكا تتحدث عن حقوق الانسان وعن ما يفعله الاخرين من قتل وتدمير
ولاتعترف ان كل الكوارث على سطح الارض من حروب و فتن امريكا ورائها
ومن تؤيدهم هم عبيد عندها