واشنطن تخذل المعارضة السورية وروسيا تقود معركة درعا والنظام يقصف المدنيين ويهجّرهم

حجم الخط
1

عمان ـ دمشق ـ «القدس العربي» من بسام البدارين وهبة محمد ووكالات: يمكن اختصار المشهد في الجنوب السوري، وبالتحديد في محافظة درعا، اليوم بالتالي: رسائل خذلان من واشنطن إلى المعارضة السورية، وضوء أخضر لروسيا بحسم الوضع في الجنوب وإشعالها مع النظام للجبهة، وقتلهما المزيد من المدنيين، وسط حديث عن وساطة أردنية بين المعارضة وموسكو وقلق أردني من موجات نزوح باتجاه الحدود الأردنية، وفق مصدر لـ«القدس العربي».
فلليوم السادس على التوالي، تستهدف الطائرات الحربية السورية محافظة درعا لتودي بحياة المزيد من المدنيين، وذلك في إطار الهجوم العسكري المستمر لقوات النظام في منطقة تحظى بأهمية استراتيجية. وتشهد محافظة درعا منذ يوم الثلاثاء تصعيداً عسكرياً تمثل بتكثيف قوات النظام قصفها للريف الشرقي لهذه المحافظة، حيث حققت تقدماً، ما يُنذر بعملية عسكرية وشيكة في منطقة تسيطر على أجزاء واسعة منها فصائل معارضة يعمل معظمها تحت مظلة النفوذ الأمريكي والأردني.
ومع استمرار التوتر، حذر الأردن الذي له حدود مشتركة مع سوريا، من أنه لن يستقبل المزيد من اللاجئين لديه. كما أبلغت واشنطن الفصائل المعارضة ألا تتوقع تدخلاً عسكرياً أمريكياً إلى جانبها، وفق ما قال قيادي في أحد الفصائل. ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد مقتل خمسة مدنيين في «قصف جوي روسي» استهدف بلدات الحراك والصورة وعلما في ريف درعا الشرقي. وارتفعت بذلك حصيلة قتلى الغارات في درعا منذ الثلاثاء الى 25 مدنياً.
وفي عمان، قالت جمانة غنيمات وزيرة الدولة لشؤون الإعلام لفرانس برس إن «القدرة الاستيعابية في ظل العدد الكبير للسوريين الذين نستضيفهم، من ناحية الموارد المالية والبنية التحتية، لا تسمح باستقبال موجة لجوء جديدة».
تزامناً تحدث مصدر رفيع المستوى لـ«القدس العربي» عن وساطة أردنية بين موسكو وفصائل المعارضة لإنهاء التصعيد العسكري في المنطقة الجنوبية. وقال المصدر المطلع على التفاصيل «إن هناك وساطة أردنية لدخول المعارضة في مفاوضات غير مباشرة مع الروس، حيث سينوب الأردن عن المعارضة على طاولة المباحثات، وننتظر الأيام القليلة المقبلة التي قد تكون حبلى بتفاهمات جديدة حول الجنوب السوري».
وكان اللافت وللمرة الأولى منذ عام مشاركة طائرات حربية روسية منذ ليل السبت، في شن غارات ضد مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في جنوب البلاد دعماً لقوات النظام. وطال القصف الجوي الروسي على الحراك، وفق عبد الرحمن، منطقة يقع فيها أحد مشافي البلدة، ما تسبب بأضرار أخرجت هذه المنشأة الطبية موقتاً عن الخدمة.
وردت الفصائل المعارضة باستهداف مناطق سيطرة قوات النظام في درعا والسويداء المجاورة. وتكتسب المنطقة الجنوبية خصوصيتها من أهمية موقعها الجغرافي الحدودي مع إسرائيل والأردن، عدا عن قربها من دمشق.
ويحضر مستقبل الجنوب السوري في محادثات تدور بشكل أساسي بين روسيا الداعمة لدمشق، وبين الولايات المتحدة وأيضاً الأردن وإسرائيل.
رئيس الوفد العسكري السابق إلى مفاوضات أستانة العقيد فاتح حسون أوضح لـ«القدس العربي» أن فصائل المعارضة في الجنوب «لا تعول إلا على سلاحها»، مرجحاً «حدوث ضغوط إقليمية وخاصة من الأردن الذي يعتبر أكثر المتضررين الدوليين مما يحدث بسبب موجة النزوح للمدنيين باتجاهه، وقد تنتج عن هذه الضغوط تهدئة وتفاهمات».
ورأى المتحدث ان أمريكا غيرت أولوياتها في سوريا، وما عاد لاستمرار نظام بشار الأسد أو سقوطه أي أهمية مقارنة مع القضاء على داعش أو تقليص النفوذ الإيراني في سوريا، مما أتاح لروسيا والنظام السوري المجال للاستفادة من خطة واشنطن.
ويبقى السؤال الملح الآن هل كان لروسيا أن تفعل ذلك لولا التفاهمات الدولية والإقليمية وموافقة الكيان الصهيوني على ذلك؟ فصائل المعارضة المنتشرة في درعا والقنيطرة فسرت الرسالة الأمريكية على أنها نعي لاتفاق خفض التصعيد، وضوء أخضر مفتوح أمام روسيا والنظام السوري للقضاء على فصائل الجيش الحر.
وفي هذا الإطار قال العقيد خالد النابلسي أحد أبرز القيادات العسكرية في المنطقة الجنوبية إن «الرسالة الأمريكية هي إعلان واضح لفتح الأبواب على مصراعيها أمام موسكو والنظام السوري والسماح لهما في شن هجمة موسعة على المنطقة الجنوبية ضد فصائل المعارضة».
من جهتها ذكرت قاعدة حميميم الروسية، أمس، عبر معرفاتها الرسمية، أن «القوات الجوية الروسية ستشارك في دعم قوات الضابط السوري العميد سهيل الحسن في القضاء على ما وصفته بـ «الإرهاب».
وجاءت قيادة روسيا لمعركة الجنوب، بعد أيام فقط من نقل القناة الثانية العبرية عن مصدر رفيع المستوى قوله إن تل أبيب «وافقت على انتشار قوات الجيش السوري على حدودها الشمالية». وأشار المصدر إلى أن الاتفاق تم بوساطة روسية, وأضاف أن الاتفاق يضمن «انتشار الجيش السوري في مواقع على الحدود مع إسرائيل، ولقاء ذلك يعد الروس بعدم وجود الإيرانيين وحزب الله هناك».
الباحث السياسي السوري خليل المقداد، تحدث عن وجود مخطط وصفه بـ«الخبيث» يرسم لسوريا، والجنوب على وجه التحديد، يفيد بعدم سماح الأردن والكيان الصهيوني بتسلل الفوضى إلى حدودهما، وخاصة ان إسرائيل لم يعد لديها مانع من عودة بسط نفوذ النظام السوري على الجنوب بدعم روسي مباشر. وأعرب عن خشيته من تحقيق أهداف المخطط «خاصة مع وجود فصائل تدور في فلك السعودية والإمارات والأردن وغيرها». (تفاصيل ص 4)

واشنطن تخذل المعارضة السورية وروسيا تقود معركة درعا والنظام يقصف المدنيين ويهجّرهم
مصدر لـ«القدس العربي»: وساطة أردنية في الجنوب… ومقتل خمسة مدنيين بقصف جوي روسي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Dr arabi,UK:

    Jordan may represent the Syrian Opposition in talks with the Russians ,what does that insinuate.

إشترك في قائمتنا البريدية