عواصم ـ وكالات: أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الجمعة في تالين، ان المقاتلين الأكراد الذين يدافعون عن مدينة عين العرب السورية (كوباني) المحاصرة من الجهاديين سيتلقون تعزيزات من 1300 مقاتل من «الجيش السوري الحر» المعارض لنظام دمشق.
وقال أردوغان في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأستوني توماس هندريك ايلفس «ان حزب الإتحاد الديمقراطي (اكبر حزب كردي سوري) قبل المساعدة من 1300 من مقاتلي الجيش السوري الحر،و هناك محادثات لاختيار الطريق الذي سيسلكونه».
لكن رئيس حزب الإتحاد الديمقراطي صالح مسلم نفى بشكل قاطع هذا الأمر في مقابلة امس الجمعة مع وكالة الانباء الكردية «فرات نيوز».
وقال مسلم «إنه أمر غير صحيح.لا يوجد أي تصريح للجيش السوري الحر حول اتفاق كهذا» متهما تركيا بأنها «تريد زرع الغموض».
وأوضح الرئيس التركي ايضا في مؤتمره الصحافي ان 150 مقاتلا كرديا عراقيا من البيشمركة فقط سيتوجهون في نهاية المطاف الى عين العرب عبر الأراضي التركية.
وقال أردوغان «تبلغت للتو ان عدد البيشمركة تقلص إلى 150» بعد ان أعلن امس ان عدد هؤلاء المقاتلين سيكون 200.
وأعلنت السلطات التركية الاثنين انها ستسمح بعبور تعزيزات من البيشمركة العراقيين عبر أراضيها للتوجه الى كوباني الواقعة على مسافة كيلومترات معدودة من الحدود التركية.
وأضاف أردوغان «كما تعلمون اتفقنا في محادثاتنا مع (الرئيس الأمريكي باراك) أوباما على ان يكون الجيش السوري الحر خيارنا الأول (لإرسال تعزيزات الى كوباني) والبيشمركة الخيار الثاني».
وخلافا للولايات المتحدة تعارض الحكومة التركية الإسلامية المحافظة تقديم أي مساعدة مباشرة لمقاتلي وحدات حماية الشعب، الذراع المسلحة لحزب الإتحاد الديمقراطي الذي يحارب تنظيم الدولة الإسلامية.
ويتهم أردوغان حزب الإتحاد الديمقراطي بأنه حركة «إرهابية»، شأنه شأن حزب العمال الكردستاني الذي شن عام 1984 حركة تمرد على حكومة أنقرة خلفت أكثر من 40 ألف قتيل.
لكن تركيا عبرت عن استعدادها لتقديم مساعدة عسكرية وتدريبا لمقاتلي الجيش السوري الحر الذين تعتبرهم من المعارضة المعتدلة للرئيس السوري بشار الأسد العدو اللدود لسلطات أنقرة.
إلى ذلك اكد مسؤولون امريكيون ان الأكراد قادرون على التصدي للجهاديين في مدينة عين العرب السورية (كوباني) مع التحذير في الوقت نفسه بان الجيش في العراق المجاور ليس قادرا بعد على شن هجوم مضاد واستعادة المناطق التي سقطت في ايدي تنظيم «الدولة الإسلامية».
وبدعم من الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، يقاتل الأكراد ضد الجهاديين على عدة جبهات بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان «خسائر فادحة تسجل في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية يوميا.لقد أبلغنا شهود بأن جثث المقاتلين ممدة في الشوارع حيث يتواجد التنظيم بسبب الغارات او المقاومة القوية التي تبديها وحدات حماية الشعب» الكردي.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الامريكية رفض كشف هويته ان خطوط القتال بين الدولة الإسلامية والقوات الكردية لم تتغير منذ اسبوع، مضيفا «اعتقد ان الأكراد الذين يدافعون (عن المدينة) سيتمكنون من الصمود» أمام الهجوم الذي أطلقه الجهاديون في 16 ايلول/سبتمبر.
وأورد مسؤول آخر في القيادة الامريكية الوسطى المكلفة في المنطقة «اذا شاهدتهم ماذا حصل منذ اسبوع ونصف، فإن خط الجبهة في كوباني لم يتحرك تقريبا»، متحدثا عن «حرب شوارع» على الأرض مع تبادل للسيطرة على بقايا منازل من وقت الى آخر.
وأعلن الجيش الامريكي الخميس ان الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا حوالى 6600 طلعة جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية وألقوا أكثر من 1700 قنبلة.
ولمدينة كوباني السورية الكردية المجاورة للحدود مع تركيا أهمية رمزية لمقاتلي الدولة الإسلامية وللتحالف الدولي على السواء، ما يجعل المسؤولون الامريكيون في القيادة الوسطى يتوقعون استمرار هجوم الجهاديين.
وقتل 553 شخصا في سوريا غالبيتهم الساحقة من المسلحين المتطرفين غير السوريين في ضربات التحالف الدولي.
وقال المرصد ان طائرات التحالف اغارت مجددا على غرب كوباني ليل الخميس الجمعة.