والموارنة يستنكرون الجريمة الإرهابية ضد الأقباط… ويرفضون ربط لبنان بمحاور إقليمية

حجم الخط
2

بيروت ـ «القدس العربي»: أعلن شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن «أننا اليوم وفي قلب العواصف الهوجاء التي تضرب أمتنا العربية وأوطانه وتهددها في أمور الكيان والمصير، نتطلع إلى طائفتنا العزيزة، لا من موقع الأقليات، ولا من قوقعة العصبية الطائفية، بل من موقع شرّفها به التاريخ نفسه، وهو موقع العروبة، والتنوير الإسلامي العقلاني، وخصوصا الفسحة الإنسانية الكبرى التي تزدهر بها قيم الحرية والمساواة والعدالة والديموقراطية والأمل الواقعي العملي الذي به تبنى الأوطان»، مشيدا «في هذا السياق بحكمة وليد جنبلاط في التعامل مع القضايا الوطنية».
وكان شيخ العقل ترأس اجتماعا إستثنائيا للهيئة العامة للمجلس المذهبي للطائفة، في دار الطائفة في فردان – بيروت، في حضور رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط والوزيرين أكرم شهيب ووائل أبو فاعور والنائبين غازي العريضي ومروان حمادة والنائبين السابقين أيمن شقير وفيصل الصايغ وأعضاء المجلس. وأكد شيخ العقل ان المجلس المذهبي هو المؤسسة المؤهلة لمواجهة الحاضر في إطار رؤية مستقبلية في خدمة أبناء الطائفة والوطن، معلنا الاستمرار في تطوير العمل لتحقيق الصالح العام.
ثم لفت الشيخ حسن إلى أن «تاريخ الموحدين الدروز السياسي ليس تاريخا طائفيا بل هو تاريخ وطني يستطيع أن يعطي المواطن العربي أمثولة صالحة في النضال الوطني الشريف. وهو نضال رفع لواءه الدروز أحيانا كثيرة بصمت ومن غير منة ولا تباهي فيه أو تبجح».
ثم كانت مداخلة للوزير جنبلاط رحب فيها بالحوار الداخلي بين اللبنانيين وأجواء التلاقي السائدة بين الأفرقاء، ولا سيما الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله الذي يخفف من الاحتقان ويسهم في لجم التوتر السني الشيعي في لبنان، مشددا على «المسؤولية المشتركة لجميع القوى السياسية في منع انزلاق البلاد نحو أتون الصراعات الدائرة من حولنا «.
وأوضح أنه يتابع ملف العسكريين المخطوفين، مكررا موقفه لناحية قبول المقايضة في هذا الملف مع موقوفين بما لا يمس الأمن القومي اللبناني ويحفظ هيبة الدولة ويعيد المخطوفين سالمين لذويهم وإنهاء هذه المعاناة «.
ووجّه التحية إلى «الفارس العربي العاهل السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز الذي تحلى بالحكمة وسعة العقل وبرؤية عربية إسلامية متقدمة، وأكد استمرار العلاقات الأخوية الصادقة والمميزة مع المملكة العربية السعودية والملك سلمان بن عبدالعزيز.
وكانت خلال الجلسة مداخلات لعدد من أعضاء المجلس تطرقت بمجملها إلى الأوضاع العامة في البلاد والمنطقة ولشؤون الطائفة، وجرى التشديد على ان طائفة الموحدين الدروز ستبقى حريصة على السلم الأهلي، والعيش الإسلامي المسيحي، والوحدة الإسلامية، ونبذ العنف، وإعلاء قيم الإسلام والتوحيد، وعلى أهمية تعاون أبناء الطائفة في ما بينهم ومع إخوانهم في الوطن لوقايته من الأخطار التي تعصف بدول المنطقة، وللوقوف خلف مؤسسات الدولة وتقديم كل الدعم المطلوب لنهوض الدولة، على أمل انتخاب رئيس للجمهورية واستعادة الحياة الدستورية الطبيعية في البلاد».
وكان الأمير طلال أرسلان رفض ضم الجولان إلى إسرائيل ، وقال في مؤتمر صحافي «إن الصمود المقاوم لأهلنا في الجولان العزيز، وفي مقدمتهم المشايخ الأجاويد، الأتقياء الأنقياء هم أوتاد الأرض وأطهارها وإن صمودهم قدوة ومثال وأمثولة في نظر الشرفاء من أبناء سورية ولبنان وفلسطين، بل وعلى امتداد الوطن العربي الكبير من المحيط إلى الخليج».
وأكد «ان الصمود المقاوم لأهلنا في الجولان العزيز بوصلة لا تخطئ أمام المواطنين السوريين، ويؤكد حتمية انتصار سورية في هذه المواجهة التاريخية التي يتوقف عليها شكل الخارطة الجغرافية السياسية للعالم الجديد».
وسأل إرسلان «أتريدون معرفة مصير المواجهة الحاصلة على أرض سوريا، ما عليكم سوى مراقبة بوصلة الجولان العربي السوري وخيارات أهله الأبطال الميامين. إنهم مشعل الحرية ونبراس الأمل بالإنتصار الكبير في هذه الحرب المصيرية».
وأضاف «إلى المشايخ الأجاويد، الأتقياء الأنقياء أيها المجاهدون وأهل الجولان عموما، إن قلوبنا تخفق محبة لكم وتعلقا بكم، وعقولنا مليئة بالقناعة بجدوى صمودكم المقاوم، لقد أصبحتم نموذجا يقتدى به في التصميم والمثابرة، هنيئا للوطن السوري بكم، هنيئا لجبل العرب بكم هنيئا للعروبة بكم هنيئا للإنسانية بكم».
بموازاة ذلك، استنكر المطارنة الموارنة في اجتماعهم الشهري في بكركي، برئاسة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي «أشد الاستنكار الجريمة الإرهابية التي نفذها ذبحا تنظيم «الدولة الإسلامية» في ليبيا، بحق 21 مواطنا مصريا من المسيحيين الأقباط، وهي جريمة بربرية ضد الإنسانية. وبالمناسبة يتقدمون من عائلات الشهداء والكنيسة القبطية الشقيقة، والشعب المصري عامة، بأحر التعازي على أرواح الشهداء الأبرار، سائلين الله أن يقبل شهادتهم، ويشدد إخوتهم المسيحيين الذين يتعرضون لأبشع أنواع الإضطهاد في منطقة المشرق والكثير من مناطق العالم، ويثبتهم في إيمانهم»، وأسف المطارنة «لاستمرار البلاد من دون رئيس للجمهورية، ولتخلف المجلس النيابي عن انتخابه كما يوجب عليه الدستور.
وقد بات انتخابه أكثر من ضرورة بسبب ما آلت إليه أحوال الوطن والحكم، ولدخول لبنان مرحلة جديدة على صعيد الأزمة الحكومية، هي أشبه بحال الآبار المشققة التي لا ينفع معها أي علاج. وما البحث عن مخارج، بعيدا عن انتخاب رئيس، سوى أخذ للبلاد إلى مستقبل مجهول على صعيد النظام السياسي، وإلى تفاقم الأزمة الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية، فضلا عن تهديدات الأوضاع الأمنية «، ورحّب المطارنة «بجو الحوار القائم بين الأفرقاء السياسيين اللبنانيين، على أن يكون هدفه التوصل إلى انتخاب رئيس للدولة، لا الإحلال بديلا منه، عبر الاتفاق على ملفات هي من مسؤولية الدولة في الدرجة الأولى؟ إن حوارا حقيقيا يجب ألا يتخطى سقف سبل التعاون لإخراج البلاد من الأزمة الراهنة، وإلا أسهم بدوره في تعزيز إضعاف الدولة».
وبعدما حيّا المطارنة الجيش اللبناني ردوا بشكل غير مباشر على الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من خلال تأكيدهم على «أن ربط لبنان بالمحاور الإقليمية، وانخراطه في ما يجري فيها من أحداث، إنما ينمان عن اختزال للبنان بخيارات لا تتوافق والميثاق الوطني في فهمه الأصيل. وهم يجددون دعوتهم كل اللبنانيين إلى وعي أهمية دور لبنان في هذه المرحلة، بالإسهام في إخراج المنطقة من أزمة العيش معا. ولن يكون له هذا الدور إلا بإجماع اللبنانيين على الخروج من الخيارات الفئوية والمذهبية، والارتقاء إلى مستوى الدولة الجامعة والحاملة رسالة الحرية والديموقراطية والسلام».

سعد الياس

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول نمر ياسين حريري:

    الدروز هم قبائل عربية شديدة المراس ومقاتلة صلبة من بني معروف جلبهم الخليفة الاموي معاوية بن ابي سفيان الى مرتفاعات الساحل اللبناني كعين ساهرة ضدّ احتمال عودة الصليبية بمحاولاتهم المتكررة الى الشواطيء اللبنانية . وكانوا حماة للثغور ولا يزالو وليس للبنان فقط .

  2. يقول سامح // الامارات:

    * من حق ( لبنان ) والقوى الحيّة فيه أن تطالب ببقاء لبنان
    ع ( الحياد ) وإخراجه من لُعبة ( المحاور ) القاتلة والفاسدة والمضللة .
    شكرا .

إشترك في قائمتنا البريدية