«وثائق بنما» تلقي شبهات على الملك خوان كارلوس وتعيق تشكيل الحكومة في اسبانيا

مدريد – «القدس العربي»: تلقي وثائق بنما المتعلقة بالاختلاسات الضرائبية والمالية بظلالها على معظم دول العالم ومنها اسبانيا، حيث تمس الحكومة مباشرة وكذلك المؤسسة الملكية بعد أخبار تشير ضمنياً إلى فرضية تورط الملك المتنازل عن العرش خوان كارلوس واتهام رجل أعمال بتوفره على حساب بنكي سري بـ300 مليون يورو.
ويوجد المئات من الإسبان في وثائق بنما لشركة المحاماة موساك فونسيكا التي انفجرت منذ أكثر من أسبوعين حول آلاف السياسيين والفنانين ورجال الأعمال من العالم وتهربهم التهرب الضريبي والاختلاس ، لكن أبرز الأسماء التي تلفت اهتمام الرأي العام الاسباني بل وحتى الدولي هي لأعضاء في العائلة الملكية وفي الحكومة المؤقتة حالياً.
ولا يتعلق الأمر بمبالغ مالية طائلة وشركات كبرى بل بسبب رمزية المتورطين نظراً لموقعهم السياسي الذي يفرض عليهم الأخلاق السياسية.
وعلاقة بالحكومة، فقد ظهر اسم وزير الصناعة خوسي مانويل صوريا في وثائق بنما، ونفى في البدء علاقته بشركات عائلية في هذا الملاذ الضرائبي قبل الاعتراف وتقديم الاستقالة تحت الضغط السياسي والشعبي.
وعرقلت هذه الاستقالة بشكل نهائي حظوظ الحزب الشعبي في تشكيل الحكومة المقبلة لأن باقي الأحزاب ترفض التنسيق معه بسبب تورطه في الفساد. وشهدت اسبانيا انتخابات تشريعية يوم 20 كانون الاول ديسمبر الماضي، وخلفت خريطة سياسية مختلفة بعدم توفر أي حزب على الأغلبية أو تيار معين مثل أحزاب اليسار أو اليمين. وتمتد وثائق بنما أكثر إلى المؤسسة الملكية وبالضبط إلى الملك خوان كارلوس الذي تنازل عن العرش لابنه فيلبي السادس لكنه يستمر في حمل لقب شرفي.
وكتبت جريدة بوبليكو أن وثائق بنما تقترب أكثر وأكثر من خوان كارلوس.
وتنطلق الشبهات من شقيقته بيلار وهي عمة الملك الحالي، حيث أنشأت شركة في بنما قبل تولي خوان كارلوس العرش سنة 1975 وقامت بفسخها وحلها مباشرة بعد تنازله عن العرش. ويسود الاعتقاد أن تأسيس الشركة كان بأمر من خوان كارلوس.
في الوقت ذاته، كشف رجال أعمال اسمه خافيير دي لاروسا في تصريحات له أن الملك خوان كارلوس يتوفر على حساب سري في سويسرا وفيه 300 مليون يورو.
ويعتبر دي لاروسا من أصدقاء خوان كارلوس في الماضي، حيث سبق وأن جرى اعتقاله في ملفات فساد.
ومن شأن تأكيد هذه الأخبار أن يعرض الملك لاحقاً إلى المساءلة السياسية والقضائية لاسيما وأنه لم يعد يتحمل مسؤولية الدولة وبالتالي حصانته نسبية فقط، حيث ترغب أحزاب يسارية جمهورية في محاكمات من هذا النوع لأنها تريد نهاية الملكية.
ويرغب الملك الجديد فيلبي السادس تبني استراتيجية الشفافية في عمل المؤسسة الملكية بعيداً عن الشبهات التي رافقت حكم والده خوان كارلوس.
وقام فيلبي السادس بمبادرات ومنها الشفافية في ميزانية القصر والتقليص من النفقات، لكن وثائق بنما قد تشكل ضربة قوية لصورة الملكية في حالة ثبوت تورط خوان كارلوس.

حسين مجدوبي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    قريباً ستكون إسبانيا عبارة عن جمهوريات
    ولا حول ولا قوة الا بالله

إشترك في قائمتنا البريدية