وداعاً 2015… الى غير رجعة!

حجم الخط
1

اقترب العام 2015 على نهايته، ويبدو أن كثيرين ينتظرون لحظة فراقه بفارغ الصبر، خصوصاً بعدما شهدت شهوره وأسابيعه أسوأ الأزمات والفضائح والمفاجآت والخيبات في عالم الرياضة.
اذا كان الرياضيون بعد عقود سيتذكرون العام 2015، فانهم سيربطونه بفضائح الاتحاد الدولي لكرة القدم، التي تعتبر الأسوأ في تاريخه الممتد منذ تأسيسه قبل 111 عاماً، والتي لم تتوقف منذ اعلان رئيس الفيفا جوزيف بلاتر عن ترشيح نفسه لولاية خامسة لزعامة الاتحاد، وبمجرد الاستنتاج أنه في طريقه الى الفوز بولاية جديدة، فان الاعتقالات والتحقيقات لم تتوقف، حيث نالت من أبرز رموز الفيفا ومسؤوليه، ومنهم أشخاص ترعرعت وكبرت وأنا أقرأ أسماءهم في الصحف، بسبب تورطهم بفساد عام وغسيل أموال وسوء ادارة وسوء استغلال للمناصب وبيع ذمم، حتى نالت هذه العقوبات من رأس الأفعى بلاتر نفسه، وكأن السحر انقلب على الساحر، ليجر معه الرجل الاكثر ترشيحاً لخلافته في زعامة الفيفا، ميشيل بلاتيني، الذي لم يضع فرصة العمر في زعامة أكبر هيئة كروية في العالم فحسب، عقب عقوبة الايقاف 8 سنوات، بل فقد منصبه المرموق رئيساً للاتحاد الاوروبي للعبة أيضاً.
لن أتوقف كثيراً عند حجم الفساد الذي ينهش الفيفا منذ سنوات، لكنني اندهشت من حالة النكران التي يعيشها بلاتر، حيث اعتبر ان هناك مؤامرة تستقصده وهو مجرد ضحية في هذا كله، رغم ان أكثر من 80 مسؤولاً في الفيفا، اما اعتقلوا أو أوقفوا أو شطبوا مدى الحياة منذ العام 2010، ورئيسهم ما زال يعتبر نفسه ضحية، و»يتأسف» على الانسانية التي جعلته متهماً، حيث ذكر كلمة «أتأسف» 12 مرة متواصلة في مؤتمره الصحفي، ولم يذكر كلمة «عار» أو «خجل» ولو لمرة واحدة، لتعود بي الذاكرة الى العام 2011 عندما عين بلاتر لجنة مستقلة للتقييم ووضع اقتراحات وتوصيات للاصلاح في الفيفا، وفعلاً عقب خروجها بنقاط مهمة، بينها تحديد سن الرئيس بحد أقصى سبعين سنة، فان بلاتر همشها، وبعدما اقترحت عدد ولايات الرئيس بثلاث كحد أقصى فانه رفضها أيضاً، كونه كان في الخامسة والسبعين من العمر ويحكم في ولايته الرابعة، لكن أهم ما رفضه من توصيات الاصلاح، كان الاعلان بشفافية عن مداخيل الفيفا ومصاريفه ونشر رواتب جميع الموظفين ومكافآتهم، وعلى رأسهم الرئيس بلاتر.
طبعاً أزمة الفيفا لم تنته بعقوبة رئيسه، ولا بتعيين رئيس جديد بعد شهرين، لان هناك فضائح أكثر ستتكشف في الشهور المقبلة.
وانتقلت عدوى فضائح الفيفا الى أم الالعاب الرياضية، ألعاب القوى، حيث برزت فضائح المنشطات التي نالت من الاتحاد الروسي، حيث أعلنت الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات حرمان الاتحاد الروسي للعبة، من المشاركة في المسابقات المقبلة، بينها دورة ألعاب أولمبياد ريو دي جانيرو الصيف المقبل، بسبب رعايته وتشجيعه رياضييه على التنشط ورفع المستوى بصورة غير قانونية.
لكن، في 2015، كان هناك الوجه الجميل للرياضة، حيث استمر نجما كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو والارجنتيني ليونيل ميسي بتحطيم الارقام القياسية، حيث نجح الأخير في قيادة فريقه برشلونة الى انجاز جديد بالفوز بخمس بطولات من أصل ست خلال العام، حيث توج بطلاً للدوري الاسباني وكأس اسبانيا ودوري أبطال اوروبا والكأس السوبر الاوروبي، وأخيراً كأس العالم للاندية.
وشهدت رياضة الملاكمة حدثاً هائلاً، عندما وصف نزال الوزن المتوسط بين الامريكي فلويد مايويذر والفلبيني ماني باكياو بـ»نزال القرن»، كونه شهد حصول الفائز مايويذر على 120 مليون دولار وباكياو على 80 مليون دولار، رغم انني على قناعة أن غالبية عشاق الرياضة في الوطن العربي لم يشاهدوا هذا النزال ذائع الصيت. وبعدها بشهور حقق البريطاني تايسون فيوري انجازاً عظيماً في الوزن الثقيل عندما نجح في هزيمة الاوكراني فلاديمير كليتشكو، ليخطف منه 4 ألقاب عالمية، خصوصاً أنه تعرض للهزيمة الاولى منذ 11 عاماً.
لكن أكثر أحداث 2015 الرياضية اثارة وحماساً وغرابة بالنسبة لي، ليس خسارة ريال مدريد على أرضه أمام العدو اللدود برشلونة برباعية نظيفة، ولا فوز تشيلي بكوبا أميريكا للمرة الاولى في تاريخها، ولا تأهل الاهلي الاماراتي الى نهائي كأس دوري أبطال آسيا للمرة الاولى في تاريخه، بل سباقا العدو 100 متر و200 متر الذي انتصر فيهما أسرع رجل في الارض الجمايكي يوسين بولت على العداء الامريكي جاستن غاتلين الذي كان له ماض في التنشط، لينتصر العدل والحق دائماً. كل سنة وأنتم بخير.

خلدون الشيخ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول حسن الحساني:

    هون عليك يأخي …الكثير يتمنى نهاية 2015 بلا رجعه وهل هذا البعض واثق من أن الأعوام القادمة ستوكن أفضل من 2015 .. أتمنى ذلك وإن كنت غير متفائل

إشترك في قائمتنا البريدية