الجزائر – «القدس العربي»: قالت نورية بن غبريت وزيرة التعليم الجزائرية إنها لن تتسامح مع كل من ينشر أسئلة امتحانات البكالوريا أو يتقاسمها على صفحته أو حتى من يجيب على الاسئلة ولو بغرض اللعب والترفيه، مؤكدة أنها ستلجأ إلى القضاء لرفع شكاوى ضد كل مخالف.
وأضافت في مقابلة مع صحيفة «الخبر» ( خاصة) أنها قررت وبالتنسيق مع وزارة البريد وتكنولوجيا الاتصالات قطع الانترنت على الجزائريين لمدة ساعة مع بداية إجراء كل امتحان من امتحانات شهادة البكالوريا، موضحة أنه يمنع على المترشحين لاجتياز الامتحان أو حتى من يشرفون على مراقبة وتنظيم العملية إدخال هواتف محمولة إلى مراكز الامتحانات، وأنه في حالة ما إذا ضبط أي من هؤلاء بهاتف محمول، وإن لم يستخدمه، سيعتبر غشاشا وتطبق عليه الإجراءات المنصوص عليها.
وذكرت الوزيرة أنها لن تتسامح مع كل من ينشر الأسئلة الخاصة بالامتحانات، سواء كان ذلك بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي أو مشاركتها أو محاولة حلها ونشر الحلول على مواقع التواصل الاجتماعي ولو على سبيل التسلية واللعب، وأن كل من يفعل ذلك يعرض نفسه إلى المتابعة القضائية.
وتأتي تصريحات الوزيرة بن غبريت قبل أيام من انطلاق امتحانات شهادة البكالوريا، التي أصبحت موعداً يؤرق عموم الجزائريين، سواء بالنسبة لمن لديهم أبناء وبنات يجتازون هذه الامتحانات، والذين يتخوفون من تكرار سيناريو تسريب أسئلة الامتحانات الذي وقع سنة 2016، وكذا بالنسبة إلى عموم الجزائريين الذين يعرفون أنهم سيدفعون الثمن بأن تقطع عنهم الانترنت طوال خمسة أيام، علماً أنها أصبحت عادة أن تقطع الانترنت ويشوش عليها طوال أيام وساعات الامتحانات، وغالبا ما تظل الانترنت مقطوعة أو متذبذبة من الساعة الثامنة صباحا إلى غاية الرابعة بعد الظهر، الأمر الذي يتسبب في مشاكل، خاصة بالنسبة لمن يعتمدون على الانترنت في عملهم أو دراستهم أو في إجراء اتصالاتهم.
جدير بالذكر أن بكالوريا 2016 شهدت أكبر عملية تسريب للأسئلة في تاريخ البلاد، إذ تم نشر أسئلة الكثير من الامتحانات على مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من 24 ساعة قبل إجرائها، الأمر الذي اعتبر فضيحة كادت تعصف بوزيرة التعليم نورية بن غبريت، لكن رئيس الوزراء الأسبق عبد المالك سلال تدخل لإنقاذها، وقال إن الأمر يتعلق بمؤامرة تهدف إلى ضرب استقرار البلاد، كما تم الإعلان عن توقيف عدة أشخاص على مستوى مركز الامتحانات والمسابقات وآخرين اتهموا بأنهم وراء تسريب الأسئلة، لكن من دون أن تطلع السلطات الرأي العام عن تفاصيل القضية وتطوراتها ومآلاتها، ومن دون الكشف عن الجهات التي تقف وراء هذه المؤامرة، كما أن وعود الوزيرة بإصلاح نظام امتحانات شهادة البكالوريا، واتخاذ إجراءات للحد من الغش لم تتحقق، وكل ما فعلته الوزارة منذ ذلك الوقت هو لجوؤها إلى قطع الانترنت والتشويش عليها طوال أيام وساعات الامتحانات.