لندن ـ رام الله ـ الناصرة ـ «القدس العربي» من فادي أبو سعدى ووديع عواودة: ردت إسرائيل على إضراب الأسرى الفلسطينيين في يومه الثاني، برفض التفاوض معهم حول مطالبهم المشروعة، وعزلت قياداتهم بمن فيهم مروان البرغوثي وناصر عويس، بينما حرمت المضربين البالغ عددهم حوالى 1500 أسير، من زيارات الأهل ومنعت محاميهم من لقائهم.
وحسب ما قاله وزير الامن الداخلي جلعاد اردان أمس لإذاعة الجيش إن «الدعوة إلى إضراب عن الطعام مخالفة لنظام» السجون. وأكد أن «هؤلاء إرهابيون وقتلة ونالوا ما يستحقونه وليس لدينا أي سبب للتفاوض معهم».
وزعمت إسرائيل أن نقل البرغوثي من سجن هداريم شمال إسرائيل إلى العزل في سجن آخر جاء ردا على مقال رأي له نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أول أمس، قال فيه إن الإضراب يهدف إلى «مقاومة الانتهاكات» التي ترتكبها مصلحة السجون الإسرائيلية ضد الأسرى الفلسطينيين.
وإمعانا في التشدد أطلق أحد وزراء الحكومة دعوة لتطبيق عقوبة الإعدام بحق الأسرى الفلسطينيين. وقال الوزير من حزب الليكود عبر صفحته الرسمية في «تويتر» «مروان البرغوثي يخوض إضرابا عن الطعام لتحسين ظروف اعتقاله، في حين يُذكر الضحايا الذين تسبب بمقتلهم بألم أبنائهم، الحل الوحيد هو تنفيذ عقوبة الإعدام للإرهابيين»، حسب قوله. وأضاف «من الضروري إعادة تفعيل مشروع قانون إعدام المساجين».
وتواصلت أمس حملة التضامن مع الأسرى الذي يدخلون يومهم الثالث في الأضراب، في معظم المدن الفلسطينية. وشارك رئيس الوزراء رامي الحمد الله في خيمة تضامنية في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، بينما قام رئيس القائمة العربية المشتركة بزيارة خاصة الى منزل مروان البرغوثي في رام الله ليؤكد تضامنه وفلسطينيي الداخل مع الأسرى.
وكان الأسرى قد استعدوا للإضراب الذي قد يستمر أسابيع، إضافة الى احتياطات أخرى بحلق رؤوسهم. وهو تقليد اتبعوه منذ أول إضراب يعود تاريخه الى 1974.
وحسب التقليد يقوم الأسرى الفلسطينيون بشكل عام قبيل خوض أي إضراب مفتوح عن الطعام بحلق شعر رؤوسهم بالكامل، ويقوم الأسرى بذلك لأربعة أسباب رئيسية: الأول أنها من الشعائر الدينية والتحضير لملاقاة رب العالمين، وكان يلاحظ أن من كانوا يذهبون لتنفيذ عملية فدائية كانوا يحلقون شعر رأسهم قبيل تنفيذ عملياتهم.
والسبب الثاني هي إشارة ورسالة لمصلحة السجون الإسرائيلية الى أن الأسرى ذاهبون حتى الموت والشهادة في سبيل تحقيق مطالبهم. والسبب الثالث أن بويصلات الشعر تتغذى من جسم الإنسان وبالتالي فإن الأسير المضرب بحاجة لتوفير أي طاقة داخل جسمه. ورابعا فإن استمرار الإضراب وانعدام الغذاء يؤدي الى تساقط نسبي للشعر وهذا قد يؤثر معنويا ونفسيا على بعض المضربين وبالتالي الخلاص منه مبكرا يبعد هذا الأثر السلبي. (تفاصيل ص 6 ورأي القدس ص 23)
.
– إن كان معتقل مضرب عن الطعام يستحق عقوبة الإعدام ، فماذا يستحق آكل أصابته التتخمة وفي نفس الوقت ، مستعمر لأرض ليست أرضه ؟.