غزة ـ «القدس العربي»: أكدت الأمم المتحدة أن السلطة الفلسطينية واسرائيل توصلتا الى اتفاق أمس من أجل البدء باعادة إعمار قطاع غزة، فيما كشف وزير الجيش الإسرائيلي موشيه يعلون عن «آلية مشتركة» لإسرائيل والسلطة والأمم المتحدة ستبدأ في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، وتهدف لمراقبة عملية إدخال مواد البناء إلى قطاع غزة.
وقال مبعوث الأمم المتحدة للشرق الاوسط روبرت سري إن الأمم المتحدة واسرائيل والسلطة الفلسطينية توصلت لاتفاق للسماح ببدء أعمال إعادة الإعمار في قطاع غزة الذي مزقته الحرب مع مراقبة المنظمة الدولية لاستخدام المواد.
وقال سري لمجلس الأمن الدولي إن الأمم المتحدة توسطت في الاتفاق «لاتاحة العمل على النطاق اللازم في القطاع بما يشمل القطاع الخاص في غزة واعطاء دور قيادي للسلطة الفلسطينية في جهد اعادة الإعمار مع تقديم تأكيدات أمنية من خلال مراقبة الأمم المتحدة على أن تلك المواد لن تحول عن غرضها المدني الكامل.»
الى ذلك، نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن الوزير موشيه يعلون الذي كان أحد قادة الحرب الإسرائيلية الأخيرة ضد غزة القول إنه «لا يتوقع تجدد المعارك على جانبي الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة»، وعزا السبب في ذلك إلى أن حركة حماس «تتطلع إلى عملية ترميم القطاع وتغيير واقعه».
لكنه رغم ذلك قال إنه لا توجد حدود زمنية لوقف إطلاق النار، وتوقع أن تبدأ بعد مضي شهر من وقف القتال المباحثات غير المباشرة في القاهرة. وتوقفت حرب إسرائيلية شرسة ضد غزة دامت 51 يوماً، قبل ثلاثة أسابيع بموجب رعاية مصرية أفضت لاتفاق نص على وقف الهجمات المتبادلة، وإعطاء صيادي ومزارعي غزة بعض الحرية في العمل، وفتح المعابر وتسهيل حركة مرور البضائع وإعمار غزة.
ومن المتوقع أن تعقد نهاية الشهر الجاري جولة مفاوضات جديدة «غير مباشرة بين وفد الفصائل الفلسطينية، وإسرائيل برعاية مصرية، للحديث عن باقي ملفات التهدئة وهي الأسرى والميناء والمطار». وخلال تلك الحرب استشهد بنيران الاحتلال الاسرائيلي نحو 2200 فلسطيني، وأصيب أكثر من 11 ألفا آخرين، فيما دمرت القوات الاسرائيلية نحو 40 ألف وحدة سكنية.
ومن المقرر أن يعقد مؤتمر للدول المانحة التي ستمول عملية إعادة إعمار غزة في مصر الشهر المقبل، ولم يسبق أن أحدثت قوات الاحتلال خلال حروبها السابقة ضد غزة دماراً وعمليات قتل كالتي جرت خلال الحرب الأخيرة.
وتمنع إسرائيل منذ أن فرضت الحصار على القطاع قبل ثماني سنوات دخول مواد البناء للسكان، وهو ما يفاقم معاناتهم الاقتصادية، ويمنع القيام بأي عملية إعادة إعمار.
وبحسب يعلون فإن إسرائيل شرعت من جانبها في تطبيق تسهيلات دون الانتظار لمباحثات القاهرة، بما في ذلك توسيع منطقة صيد الأسماك إلى ستة أميال من سواحل القطاع وزيادة عدد الشاحنات التي تمر عن طريق معبر كرم أبو سالم إلى 380 شاحنة يومياً مقارنة مع 240 شاحنة كانت تمر بشكل يومي في الفترة الماضية.
على صعيد آخر، قال وزير الجيش الإسرائيلي إنه سيتم تعيين خلف لرئيس الأركان الحالي الجنرال بني غانتس من بين كبار الضباط الذين يؤدون حالياً الخدمة العسكرية النظامية، على أن تتم عملية الاختيار عندما يحين الوقت لذلك.
أشرف الهور