وزير الجيش الإسرائيلي يطمئن سكان غلاف غزة «الهدوء لا مثيل له» والفصائل: الوضع سيىء وإسرائيل تتحمل المسؤولية

حجم الخط
0

غزة – «القدس العربي»: في رد سريع على تصريحات وزير الجيش الإسرائيلي موشيه يعلون التي أعلن فيها هدوء الأوضاع على الجبهة الجنوبية مع قطاع غزة، حذرت الفصائل الفلسطينية من خطورة الأوضاع الميدانية، وهو ما يتماشى مع تحذير إسرائيلي سابق ينذر بانفجار الأوضاع في القطاع الذي يعاني الفقر والحصار، في وجه الجميع.
وكان يعلون قد قال خلال تفقده المران العسكري بين الجيشين الإسرائيلي والأمريكي، إنه منذ انتهاء الحرب الأخيرة ضد غزة صيف عام 2014، والحدود هناك «تشهد هدوءا لا مثيل له منذ سنوات طويلة». وأضاف: «حماس لم تطلق رصاصة واحدة، ومع هذا لا نكتفي بذلك، فنحن نستعد للتعامل مع أي تصعيد من حماس».
وأوضح أن الحركة تعزز قوتها، وتحاول التسلح بالصواريخ، ولكنه أشار إلى أنها تجد صعوبة في جلبها من الخارج، وأنها من أجل ذلك تضطر لإنتاجها، ومن هنا تأتي تجارب إطلاق الصواريخ باتجاه البحر. وبحسب ما قال أيضا فإن الحركة تواجه مشكلة النقص في المواد لإنتاج الصواريخ، وأنها تحفر أنفاقا دفاعية وأخرى هجومية.
ورغم التطمينات التي قدمها يعلون، وكان بذلك يوجه حديثه إلى السكان الإسرائيليين القاطنين في غلاف غزة، الذي يعيشون حالة خوف شديدة من «أنفاق حماس» الهجومية، خاصة وأنهم اشتكوا مؤخرا من سماعهم أصوات حفر أسفل منازلهم، إلا أن الفصائل حذر من استمرار الوضع في القطاع على هذا الشكل.
وقالت في بيان لها أعقب اجتماع لممثليها في مدينة غزة، من خطورة الأوضاع. وأكدت أنها وصلت إلى «مستوى سيىء جدا»، ما أدى لوقوع بعض الحوادث المؤسفة. وحملت هذه الفصائل التي تضم جميع القوى الوطنية والإسلامية وفي مقدمتها حركتا فتح وحماس الاحتلال والمجتمع الدولي، المسؤولية الكاملة عن هذه الأحداث جراء استمرار الحصار والإغلاق على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وكانت هذه القوى قد ناقشت الأوضاع الراهنة في القطاع سبل دعم وتطوير الانتفاضة الشعبية، واستعادة الوحدة الوطنية. وأكدت على أن استعادة الوحدة الوطنية وإنجاز ملف المصالحة يساهم بصورة عملية وإيجابية في التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني، ويوحد الطاقات في مواجهة الاحتلال وإجراءاته ضد القطاع المحاصر.
واستعرضت آخر تطورات ومعاناة الأسير الصحافي المضرب عن الطعام محمد القيق وتدهور صحته بصورة خطيرة، محملة الاحتلال المسؤولية المباشرة عن سلامته، داعية المؤسسات الدولية والإنسانية ومؤسسات حقوق الإنسان للتدخل السريع والعاجل لإنقاذ حياته، والإفراج غير المشروط عنه.
كما دعت القوى الجماهير الفلسطينية في قطاع غزة للمشاركة في الفعاليات الداعمة والمساندة للأسير القيق، وللانتفاضة الشعبية.
ويعيش قطاع غزة أوضاعا صعبة، حيث تفشى الفقر والبطالة التي وصلت لأعلى المستويات، وتظهر أرقام جديدة أن 80 % من السكان يعتمدون على المساعدات الخارجية لتدبير شؤون حياتهم.
وفي هذا السياق ولتفادي وقوع المواجهة، طالب رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي تساحي هنيغبي بمنح الفلسطينيين في الضفة وغزة مزيدا من التسهيلات، ورجح أن تدخل هذه التسهيلات حيز التنفيذ قريبا خاصة في القطاع. وقال في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية أنه ليس من مصلحة إسرائيل تجويع الفلسطينيين وجعل حياتهم تعيسة.
وحول التصريحات التي نسبت لرئيس هيئة الاستخبارات العسكرية الميجور جنرال هرتسي هليفي، التي حذر فيها من توسع موجة العنف الحالية، قال هنيغبي إن اللجنة التي يترأسها ستستضيف الجنرال هليفي وستستمع منه شخصيا لتقييمه للأوضاع الأمنية.
وما يؤكد صعوبة الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة الذي يعاني من الفقر الذي سببه الحصار والحروب الإسرائيلية الأخيرة، ما ذهبت إليه صحيفة «يديعوت أحرونوت» في تقرير لها، ذكرت فيه أن الجيش الإسرائيلي يستعد هذا العام لجولة عنف أخرى في غزة خلال الصيف، وأن رئيس الأركان حدد موعدا لتجهيز الجيش، وأن الكل يركز على استكمال المخططات والفجوات في المعدات والتدريبات، لكن دون معرفة متى ستحدث المواجهة والسبب المباشر لها.
وأرجع كاتب التقرير إلى أن الوضع العام السيىء في قطاع غزة، سيكون سبب الانفجار، ولم ينس الحديث أيضا عن قلة الأموال التي تقدم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في ظل زيادة الطلب على خدماتها. وجاء في التقرير للصحيفة الإسرائيلية «حين ستنفجر هذه الشحنة البشرية، لن يكون هناك أي رادع، والشظايا ستصيبنا جميعا».
يشار في هذا السياق إلى أن مصادر في الجيش الإسرائيلي، أكدت أن قيادات أمنية داخل الغرف المغلقة تؤيد إنشاء ميناء بحري في غزة لـ «تنفيس الضغط وتخفيف الحصار».
وبسبب الحصار والفقر وتردي الأوضاع بشكل عام، كثيرا ما كان شبان من القطاع يقومون بمحاولات للهروب من القطاع، تجاه إسرائيل، رغم المخاطر الأمنية، بحثا عن فرص عمل، رغم انعدام فرص الهروب واجتياز السياج الفاصل.
يشار كذلك إلى أن قوات الاحتلال تقوم بشكل شبه يومي بمهاجمة مزارعي الحدود والصيادين في القطاع، في عمليات تخالف اتفاق التهدئة القائم منذ الحرب الأخيرة، والذي رعته مصر وينص على وقف الهجمات المتبادلة.
وهاجمت قوات الاحتلال حدود قطاع غزة الشرقية، واستهدفت مزارعين يعملون في حقولهم ما أدى إلى إصابة شاب في أحد الهجمات. وأفادت مصادر طبية أن الشاب أصيب بالرصاص الحي في قدمه أثناء وجوده قرب بوابة موقع ناحل عوز العسكري.

أشرف الهور

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية