الرباط – «القدس العربي»: طالب محمد يتيم، وزير الشغل والإدماج المهني، بلجنة برلمانية لتقصي الحقائق بعد يومين من خروج تصريحات جديدة لمغربيات يتحدثن عن تعرضهن لاعتداءات جنسية، وسوء المعاملة في ضيعات الفواكه الحمراء الإسبانية.
وقال إنه سيطالب بإيفاد لجنة برلمانية لتقصي الحقائق في الادعاءات، التي نقلتها الصحف الإسبانية حول تعرض مغربيات لاعتداءات جنسية، وسوء المعاملة، نافيا بشكل قاطع أن تكون المصالح القنصلية، أو الوزارة، قد توصلت بأي شكاية من مغربيات إسبانيا.
وكذب يتيم ما يروّج من ادعاءات، معتبراً أن وزارته ستصدر تكذيبا رسميا، بناءً على مشاهدات لجنة وزارية سبق لها أن زارت العاملات المغربيات في حقول إسبانيا. وقال أن المغرب استطاع توفير 17 ألف فرصة شغل للمغربيات في هذا الإطار، ولا يمكن السماح بالتشويش على مشروع كبير.
ونشرت صحف إسبانية تحقيقا صادما، وفظيعا، يؤكد بالشهادات، والصور أن تلك الاعتداءات الجنسية حقيقية، بقصص مغربيات تجرأن، وكسرن جدار الصمت، وأكدن في التحقيق أن «استعبادهن جنسيا» في إسبانيا «حقيقة»، وليس «كذبا».
وقدمت الشهادات عاملات مغربيات في ضيعات مختلفة، تبعد الواحدة عن الأخرى بـ70 أو 80 كيلومتراً في منطقة هويلفا جنوب اسبانيا والقريبة من الحدود مع البرتغال.
من جهة أخرى قدمت الجمعية الأندلسية لحقوق الإنسان تقريراً حول استعباد آلاف الحمالات والحمالين المغاربة في المعابر الحدودية للمدينتين المغربيتين المحتلتين سبتة ومليلية، واتهمت في تقريرها السنوي، تحت عنوان «حقوق الإنسان في الحدود الجنوبية سنة 2018″، «المؤسسات بالاستمرار في ممارسة العنف ضد النساء».
وندّد التقرير باستمرار «استغلال وإساءة معاملة» آلاف الحمالات المغربيات اللواتي يتنقلن بين الداخل المغربي ومدينتي مليلية وسبتة، مستنكراً «التسامح» مع هذا العنف في التراب الإسباني. وقال أن ما يحدث هو تجسيد لـ»العنف البنيوي العنصري والجنساني الذي تمارسه مؤسسات إسبانيا والاتحاد الأوروبي» وأن «النساء من الحمالات المغربيات يقمن بالعمل الجسدي الأكثر خطورة، وفي أسوأ الظروف الاجتماعية، والأقل درّاً للربح في إطار ما يسمّى الاقتصاد غير المهيكل».
وأكد أن النساء هن الحلقة الأضعف في سلسلة إنتاج ذكورية تدر أرباحاً هائلة على خزينة مدينة سبتة، مستنكراً تهرب السلطات المغربية والإسبانية من تحمل مسؤولياتها، وإنهاء معاناة آلاف الحمالات والحمالين، وبدل ذلك «يتقاذف البلدان المسؤولية».
وانتقد التقرير انتهاك حقوق المهاجرين السريين بين المغرب وإسبانيا وقال «لا شك أن حدود سبتة ومليلية أصبحت مجالاً لتجريب أكثر السياسات القمعية القاسية واللاإنسانية لمراقبة تدفق المهاجرين عند الحدود البرية الأوروبية. لقد استثمرت ملايين الدولارات، ودفعت الأموال إلى المغرب، ووضعت جدران جديدة، وركبت الأشواك الشائكة (حتى في الموانئ مؤخراً)، وجربت الطائرات بدون طيار، وشيدت خنادق جديدة من قبل المغرب على الخط الخارجي».
وأضاف أن الأموال الضخمة التي تصرف على تشييد جدران جديدة وصيانة الحدود، لا تنعكس بالإيجاب على الحدود «على الرغم من التكلفة، فإن الشيء الوحيد الذي تحقق هو زيادة المعاناة ومتاعب المهاجرين الراغبين في دخول المدينتين، انطلاقا من المغرب». وقال أن كل هذا «ساهم في تحويل حدود سبتة ومليلية إلى مناطق جحيمية (جهنمية) ليس فقط للمهاجرين، بل حتى للحمالات والعاملات» المغربيات. ووصف الحدود بـ»مساحات التعسف وعدم المشروعية حيث تنتهك حقوق الإنسان مع الإفلات من العقاب».
وافاد التقرير أن 38 في المائة من مجموع المهاجرين الـ28 ألف الذين وصلوا إلى إسبانيا السنة الماضية هم مغاربيون مقارنة مع معدل 31 في المائة سنة 2016. وأكد أن المغاربة احتلوا المرتبة الأولى بـ5500 مهاجر تقريبا، متبوعين بـ5178 جزائريا. وعن أسباب ارتفاع عدد المغاربة والجزائريين، قال ان «الأسباب متعددة، من بينها الأزمة وعدم وجود آفاق كبيرة لدى جزء مهم من سكان المغرب والجزائر، علاوة على الأزمة السياسية التي سببتها حِراكات عرفها المغرب والتي فرضت تخفيض المراقبة الشديدة» في الحدود.
وأعاد ضغط الهجرة السرية القادمة من إفريقيا جنوب الصحراء، إلى «إغلاق الطريق البحرية الليبية – الإيطالية، وتجريم بعض المنظمات الإنسانية التي تساعد المهاجرين، وتدهور الأوضاع في ليبيا». وقال أنه في سنة 2017 توفي غرقا 249 مهاجراً سرياً في الطريق الغربية للمتوسط في طريقهم إلى إسبانيا، مبرزاً أن 64 لقوا حتفهم في المغرب، و129 في سواحل الأندلس، و42 في سواحل سبتة ومليلية، والبقية في سواحل الجزائر.
وتمكنت عناصر البحرية الإسبانية بداية الاسبوع الجاري من إسعاف 217 مهاجراً سرياً، بينهم 24 إمرأة ورضيعاً، كانوا في عرض البحر على متن عشرة زوارق أبحرت من إفريقيا.
وقالت مصادر إعلامية إسبانية، ان المهاجرين كانوا يحاولون عبور مضيق جبل طارق، غرب المتوسط، قبل أن تتدخل فرقة للإنقاذ إسبانية، التي عثرت على 55 شخصا على متن زورق مطاطي، تم نقلهم إلى ميناء ألميريا في إسبانيا وأن البحرية المغربية تمكنت من إنقاذ ثمانية أشخاص، كانوا على متن أربعة زوارق، وتم نقلهم إلى ميناء طنجة.
وأفادت المنظمة الدولية للهجرة أن المهاجرين، الذين كانوا في محاولة بلوغ إسبانيا، وعددهم 635 مهاجراً، فقدوا في البحر الأبيض المتوسط، منذ يناير/كانون الثاني، بداية عام 2018، يتحدرون خصوصا من المغرب، والجزائر، وغينيا، وساحل العاج، وغامبيا، وسوريا.
الوزير خارج التغطية. من المؤسف أنه ينفي الحقيقة والواقع ولو أنهما واضحان وضوح الشمس في كبد السماء. ابتلينا بمسؤولين دون المستوى يتفنون فقط في التصريحات السياسوية. قبل أيام قدم تصريحا مرتبكا حول حملة مقاطعة منتجات بعض الشركات حيث فهم كثير من المتتبعين من تصريحه أنه وزير وليس مواطنا مما اثار استغراب الناس واستياءهم. اسم هذا الوزير يتيم ومن المؤكد أن اليتم ليس فقط فقدان الأبوين بل هو أيضا فقدان اللباقة والتفكير العاقل السليم.
” وأكد أن المغاربة احتلوا المرتبة الأولى بـ5500 مهاجر تقريبا، متبوعين بـ5178 جزائريا.” إهـ – البلدين بالهوا سوا ! ولا حول ولا قوة الا بالله