برلين ـ القدس العربي : تنصلت المستشارة الألمانية من تصريحات وزير خارجيتها هايكو ماس والتي قال بها أن على أوروبا عدم السماح للولايات المتحدة الأمريكية أن تقرر مصيرها. وقال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، إن «أوروبا لابد أن تدشن أنظمة مالية مستقلة عن الولايات المتحدة إذا أرادت الحفاظ على الاتفاق النووي المبرم مع إيران». جاء ذلك في مقال كتبه «ماس» لصالح صحيفة هاندلز بلات الألمانية الاقتصادية الخاصة، أمس الأربعاء. وكتب «ماس»، إنه «لابد أن تدشن أوروبا، أنظمة مالية مستقلة عن الولايات المتحدة إذا أرادت الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران، والقوى الكبرى التى تخلى عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب».
وتابع: «لذلك من الضروري تقوية استقلالية الاقتصاد الأوروبي عبر تدشين قنوات مالية تكون مستقلة عن الولايات المتحدة، على سبيل المثال إنشاء صندوق النقد الأوروبي».
وأضاف «كل يوم يكون فيه الاتفاق النووي حيا، أفضل من الأزمة المتفجرة (يقصد أزمة البرنامج النووي الإيراني) التي ستهدد الشرق الأوسط». وفي 8 مايو/أيار الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي فرض عقوبات اقتصادية على طهران والشركات والكيانات والمصارف المالية التي تتعامل معها، والانسحاب من الاتفاق النووي الموقع في 2015، ويقيد البرنامج النووي الإيراني في الاستخدامات السلمية مقابل رفع العقوبات الغربية عنها.
ورفضت الدول الأوروبية وفي مقدمتها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا الخطوة الأمريكية وتسمكت بالاتفاق.
وفي وقت سابق الشهر الجاري، بدأ سريان الحزمة الأولى من العقوبات الاقتصادية الأمريكية على إيران والكيانات والشركات المتعاملة معها، بهدف تكثيف الضغط عليها.
وصفت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مقترحات وزير خارجيتها هايكو ماس بشأن إعادة ضبط الشراكة مع الولايات المتحدة بأنها «إسهام مهم»، مؤكدة في المقابل أن الأمر لا يتعلق بمقترح مشترك من الحكومة الألمانية.
وقالت ميركل في برلين تعليقا على المقال الذي كتبه ماس في صحيفة ألمانية: «لم يكن مقالا منسقا (مع الحكومة)، بل كان رأيه الخاص».
وذكرت المستشارة مرارا أنها لم تعد تعتبر الولايات المتحدة شريكا موثوقا بالكامل، مؤكدة لذلك ضرورة أن تتولى أوروبا المزيد من المسؤولية بنفسها. وذكرت ميركل اليوم إنه من المهم أيضا إبقاء الباب مفتوحا أمام الولايات المتحدة للعودة إلى الاتفاقات الدولية، مضيفة أنه من الضروري أيضا الاستمرار في شراكة وثيقة مع الولايات المتحدة في أنظمة السداد الدولية.
وبالرغم من وصف ميركل إنها تتفق مع وزير خارجيتها في أن العلاقات مع الولايات المتحدة تشهد تغيرات، لكنها أحجمت عن تأييد دعوته لإقامة الاتحاد الأوروبي نظام مدفوعات مستقلا من أجل إنقاذ الاتفاق النووي العالمي مع إيران. يذكر أن الولايات المتحدة انسحبت من اتفاقية باريس الدولية لحماية المناخ والاتفاق النووي الدولي مع إيران.
وقالت ميركل للصحافيين «فيما يتعلق بمسألة أنظمة المدفوعات المستقلة، لدينا بعض المشكلات في تعاملاتنا مع إيران، بلا شك، وعلى الجانب الآخر نعلم أن نظام سويفت مهم جدا فيما يخص مسألة تمويل الإرهاب على سبيل المثال». وأضافت أنه من المهم جدا الحفاظ على تعاون جيد مع الولايات المتحدة في مجال الأمن.
علاء جمعة
يا وزير خارجية ألمانيا إن كنت حقا تريد النيل من أمريكا فعندك هناك مثال مصغّر لأمريكا عندك في ألمانيا ألا وهم جماعة الهولوكوست الذين يقسمون ألمانيا ويتحكمون فيها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. إن دفرت ألمانيا أولئك فقد انتصرت ألمانيا من أمريكا لأن اللوبي اليهودي الألماني هو نفس اللوبي اليهودي الأمريكي.
لاتزال أوروبا تعيش عقدة الأخ الأكبر في نظرتها لأمريكا. من صالح الأوروبيين أنفسهم التحرر فتبعيتهم للأخ الأكبر طوال فترة مابعد الحرب العالمية الثانية جعلتهم ” يفقدون ” الثقة في قدراتهم الكبيرة في الحقيقة. عائق ربما مهم في الموضوع هو عدم الثقة الكاملة في دول داخل المنظومة ( ليست بالقوية اقتصاديا ) لكن قد تعثر المسار, مع ذلك يجب التفكير جديا في التحرر وأظنهم سيحاولون وما تصريح الوزير إلا اختبارا ربما.