رام الله – «القدس العربي» من : تشهد مدينة القدس المحتلة حالة من الاستنفار في أعقاب عملية استهداف الكنيس اليهودي التي أدت الى مقتل واصابة عدد من الإسرائيليين، فيما تسود المخاوف على مستقبل المدينة بعد مجموعة القرارات التي اتخذها المجلس الأمني المصغر في اجتماعه بقيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأعلنت مصادر طبية إسرائيلية عن وفاة الجندي الإسرائيلي سيف زيدان، الذي أصيب في عملية الكنيس اليهودي، ليرتفع عدد قتلى العملية إلى ستة، فيما لا يزال الجرحى في المستشفيات ثلاثة منهم جراحهم حرجة.
وأعلن نتنياهو أنه «مصدوم» لعدم حصول «صدمة» في العالم بسبب عملية الكنيس في القدس المحتلة، وهو الأمر الذي دفعه بعد جلسة مع مجلسه الأمني المصغر لاتخاذ قرارات خطيرة ضد القدس المحتلة وأهلها.
وأصدر المجلس الأمني عدداً من القرارات الهامة والخطيرة وفي مقدمتها «إقامة حواجز على مداخل الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية، وتكثيف تواجد قوات الاحتلال وانتشارها في الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية، وتكثيف إصدار رخص الأسلحة لليهود المدنيين- وهو الأمر الأخطر-، اضافة الى وحدتين لحرس الحدود في القدس، وهدم منازل منفذي العمليات، وتعزيز حماية الأماكن العامة».
وذهبت الأمور، إلى أبعد من مستوى القرارات الحكومية، حيث حاول العشرات من المستوطنين اليهود الاعتداء على الفلسطينيين في القدس المحتلة، حيث أعلنت مصادر إسرائيلية أنه تم اعتقال 23 إسرائيلياً ممن تظاهروا وشاركوا في الاعتداء على الفلسطينيين في القدس المحتلة بعد عملية الكنيس اليهودي.
ولصب المزيد من الزيت على النار، كتب مستوطن يهودي على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» يقول: «الهدوء سيعود إلى القدس بعد أن تقصف الطائرات اﻻسرائيلية شعفاط ورأس العمود وقلنديا وبيتونيا وكل القرى العربية»، وهو ما يؤشر إلى مستوى التطرف الإسرائيلي بحق المقدسيين ومدينتهم.
فيما تعهد وزير الاستيطان الإسرائيلي أوري أريئيل، بالعمل على طرد زوجة أحد شهداء عملية القدس، تحت ذريعة أنها تحمل إقامة في القدس بموجب قرار لم شمل العائلات، وبالتالي سيجري العمل على إلغاء هذا القرار ومن ثم طردها من المدينة المقدسة.
أما على الصعيد الإعلامي، فقد قامت القنوات العبرية، والمواقع الإخبارية، ببث الكثير من الشائعات والتحريض ضد سكان القدس، حيث قال «حيزي سيمنتوف» مراسل العاشرة الإسرائيلية، إن هناك أنباء عن أن الفلسطينيين في الأحياء العربية في القدس الشرقية يخططون لإقامة لجان شعبية لتنسق المقاومة في أحيائهم.
كما حرض الإعلام العبري بشكل كبير على جبل المكبر، منها خرج منفذو عمليات آلمت إسرائيل، والحديث دار مطولاً عن محمد نايف جعابيص شهيد نيسان الماضي، وعلاء أبو دهيم شهيد العام 2008 في عملية المعهد الديني.
ولم يكن الشق الاقتصادي بعيداً عن حملات العقاب الجماعي التي يواجهها المقدسيون أصلاً، ويبدو أنهم في الأيام القادمة سيواجهون أكثر من ذلك، حيث وزع خبر عبر التطبيق الهاتفي «الواتس أب» مفاده أن شبكة محلات المستوطن المعروف «رامي ليفي» تبحث عن 1000 عامل يهودي للعمل لديها، فيما يبدو أنه إجراء تمهيدي، ليتم طرد كل العمال الفلسطينيين بعد ذلك من عملهم، ونشر مع الخبر رقم هاتف للمعنيين، ورغم ورود أنباء عن نفي المستوطن «ليفي» للخبر، وتبريره أنه بحاجة لمزيد من العمال ومن يرغب بالعمل بعيداً عن القومية سيجد عملاً له، كما أعلنت عدة جهات إسرائيلية، عن إطلاق حملة إسرائيلية لمقاطعة المراكز التجارية التي تُشغل عمالاً فلسطينيين، بعد عملية الكنيس اليهودي في القدس.
ورفع المستوطنون شعاراً ضد تشغيل العمال الفلسطينيين تحت عنوان «كل شيكل يساوي عملية»، وشنوا حملات واسعة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، لمنع تشغيل عمال فلسطينيين حتى من فلسطينيي الداخل المحتل عام 1948.
فادي أبو سعدى