لندن ـ «القدس العربي» : قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» إن «إسرائيل وسعت من جبهة المواجهة مع إيران، ونفذت في حزيران/ يونيو، غارة جوية على الحدود السورية – العراقية كان الهدف منها منع وصول شحنات أسلحة إلى حزب الله عبر العراق وسوريا ومن ثم إلى لبنان»، إذ إن تل أبيب «ترغب بدفع عدوتها طهران بعيدا عن الحدود».
الغارة، التي وقعت في حزيران/ يونيو، ضربت موقعا بعيدا على الحدود السورية – العراقية، وجاءت بعدما شن الطيران الإسرائيلي سلسلة من العمليات على مواقع يشتبه بأنها استهدفت مقاتلين ومواقع عسكرية لإيران في سوريا، وفق الصحيفة، التي بينت أن «إسرائيل لم تنف أو تؤكد أنها قامت بالهجوم». أما الولايات المتحدة فلم تكتف بنفي علاقتها بالهجوم، بل إن مسؤولاً أمريكياً، قال إن إسرائيل هي الجهة التي تقف وراءه.
ونقلت «وول ستريت جورنال» عن مسؤول أمني، قوله إن الغارة التي شنت 17 حزيران/ يونيو/ استهدفت موقعاً في بلدة الهري، الواقعة جنوب بلدة البوكمال، حيث تعمل ميليشيات تابعة لإيران مع عناصر من الحرس الثوري الإيراني لنقل الأسلحة إلى سوريا.
وحسب المصدر، قتل في الغارة أكثر من 20 مقاتلاً من كتائب «حزب الله» الشيعية التي يعتقد أنها تنقل الأسلحة لإيران عبر العراق ومن ثم إلى سوريا.
وكان هدف إسرائيل من وراء الغارة، إرسال رسالة، أنها لن تتسامح مع محاولات إيران بناء جسر بري من طهران عبر العراق وسوريا إلى لبنان.
وتذكر الصحيفة أن «إيران والميليشيات التي تدعمها، أنشات قواعد عسكرية في مناطق مختلفة من سوريا، للمساعدة في قتال تنظيم «الدولة الإسلامية» والجماعات المعارضة لنظام بشار الأسد».
وتبدي إسرائيل قلقها من وصول صواريخ بعيدة المدى وأنظمة دفاعية مضادة للطائرات إلى «حزب الله»، وتخشى من تزايد المناطق التي تسيطر عليها طهران في سوريا، ما تسمح لها بنقل التقنيات العسكرية والعناصر عبر البر من إيران، وقريباً من حدود إسرائيل.
وتشن إسرائيل غارات على مواقع إيرانية، تركز على جنوب ووسط سوريا.
وسوريا، كانت نقطة رئيسية في قمة، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والامريكي دونالد ترامب، التي انعقدت أمس الإثنين في هلنسكي.
ترامب، سبق أن تعهد بالانسحاب من سوريا مع بداية العام المقبل على الأرجح. ولكن مسؤولين عسكريين، أضافوا لمهمة القوات الأمريكية البالغ عددها 2000 جندي، مهمة جديدة تتمثل بمواجهة التأثير الإيراني، بعدما كان التركيز الرئيسي هو على هزيمة تنظيم «الدولة».
ويشعر حلفاء أمريكا في المنطقة بالقلق من ترك الولايات المتحدة لهم وشأنهم في الحرب التي توسعت من انتفاضة شعبية إلى حرب أهلية وصراع بين القوى الدولية والإقليمية.
وقال أبو طالب السعيدي، عضو المكتب السياسي، في كتائب «حزب الله» إن مقاتلي جماعته «كانوا على الأراضي العراقية عندما استهدفهم الطيران»، فيما أعلنت القوات العراقية أن المقاتلين الذين ضربوا لم يكونوا تابعين لقيادتها. ومن الناحية الرسمية، تتبع كتائب «حزب الله»، الحكومة العراقية، إلا أنها من الناحية العملية تتبع لإيران التي تمولها وتدربها. مسؤول في الحرس الثوري، أعتبر أن «بناء ممر بري هدف إيراني رئيسي لتقوية دفاعات طهران ضد القوى الإقليمية». وكانت إيران، تستخدم الأجواء لإرسال الأسلحة لحلفائها «حزب الله» وغيره، إلا أن الطيران تسهل مراقبته أكثر من النقل البري حيث تنقل شحنات الأسلحة بين القرى والبلدات مع البضائع العادية.
واستخدمت إيران البر لنقل الأسلحة إلا أن ممرا أمنا سيعطيها القدرة لنقل السلاح على قاعدة واسعة. ويمر الممر عبر مناطق العراق وقواعد عسكرية استخدمتها الولايات المتحدة وحلفاؤها مثل قاعدة أتش3 في الرطبة وقاعدة سبايكر وبلدات مثل أكشاط وسبع البور.
ولاحظ مسؤولون، أن شحنات أسلحة تتحرك عبر الحدود الإيرانية وتجتازها إلى بغداد وأبعد. وفي الوقت الذي تعتبر الولايات المتحدة وإسرائيل الممر البري تهديدا إلا أن آخرين لا يرون أنه معبر مهم. وقال محلل أمني يراقب سوريا: «قد يكون الممر البري تهديدا، وسواء امتد إلى سوريا أو العراق فإسرائيل قادرة على استهداف نقاطه الرئيسية». والتقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل فترة، وقال عقب ذلك، إن «روسيا أبعدت إيران والقوى المتحالفة معها عشرات الكيلومترات عن الحدود الإسرائيلية مع سوريا».
لكن ديمتري ترينين، مدير مركز كارنيغي – موسكو ، أوضح أن «روسيا ليست ميالة أو لديها القدرة على طرد إيران من سوريا ولا تريد إرسال مزيد من القوات هناك، وهي بحاجة للقوات الإيرانية على الأرض للانتصار في الحرب وما تمت مناقشته هي معايير للوجود الإيراني في سوريا».
الغارديان: الحلف غير المقدس بين ترامب وبوتين سيقود إلى حرب ضد إيران
قالت صحيفة «الغارديان»، التحالف غير المقدس بين الرئيسين دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، قد يقود إلى كارثة جديدة في الشرق الأوسط.
المعلق سايمون تيسدال، أوضح أنه بعد ساعات من وصوله إلى أوروبا انشغل ترامب بإهانة حلفاء أمريكا القريبين، وهدد بتفكيك حلف الناتو.
وأضاف، « قد أهان ترامب رئيسة الوزراء تيريزا ماي، وحاول بطريقة ملحة فرض تغيير للنظام في ويسمنستر، قبل أن يعتذر بفتور عما قاله».
وأعتبر أن ذلك «لحظة مشؤومة وتحول كبير في أوروبا حافل بالخوف والسخط».
وتابع : «كل هذا يدعونا للتساؤل حول التمادي الذي سيذهب فيه ترامب قبل أن يرسم قادة دول الغرب الديمقراطية خطاً، ومتى سيعترفون أن ترامب خصم وليس حليفا ورجل يحتقر قيم بلدانهم ومصالحهم والتصرف بناء على ذلك».
وبين أن «المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، حاولت أن تكون صارمة مع ترامب فيما اختارت ماي، المديح له.
وحسب الصحيفة، الموضوعات التي كان يجب أن يتحدث فيها ترامب مع بوتين واضحة وهي احتلال روسيا غير الشرعي لشبه جزيرة القرم وحروبها الالكترونية والمعلوماتية والتدخل في الانتخابات، حيث تم توجيه تهم لـ 12 من المسؤولين الأمنيين الروس بالقرصنة على الرسائل الإلكترونية أثناء الحملة الإنتخابية الأمريكية عام 2016. ثم هناك الجرائم الكيميائية في سوريا وخرق المعاهدة النووية وانتهاكها للعقوبات في كوريا الشمالية. وبدلا من بحث كل هذه الموضوعات، اختار ترامب وفريقه مناقشة موضوع آخر وهو إيران.
وبالنسبة لجون بولتون، مستشار الأمن القومي، إيران تظل مهمة لم تنته وهي جزء من المحور غير الشهير الذي وضعه جورج دبليو بوش، ويضم صدام حسين الذي تمت الإطاحة به بدموية، وكيم جونغ أون الذي تم تركيعه حسبما ترى هذه الشلة، وذهب ضلعان من المحور، وبقي محور ثالث.
وكما لاحظت سوزان رايس، مستشارة الأمن القومي في عهد باراك أوباما «لقاء ترامب مع بوتين المجرب وبدون حضور مسؤولين معهما ما هي إلا وصفة للكارثة».
ويخشى الحلفاء الغربيون، أن يعترف ترامب بالأمر الواقع الذي فرضه بوتين في شبه جزيرة القرم، مقابل تخفيف العقوبات المفروضة على روسيا بسبب الضم. ومقابل الاعتراف يحصل ترامب على تعهد روسي بالمساعدة لطرد إيران من سوريا وإضعاف تأثيرها في لبنان والمنطقة بشكل عام.
وأي اتفاقية بهذا السياق، تعني نجاة الجزار بشار الأسد حليف روسيا وصعودا للنفوذ الروسي في المنطقة. وستكون خيانة لدعاة الديمقراطية والقوى المعارضة للأسد التي ساعدت على هزيمة تنظيم «الدولة».
وقد تكون القمة مأساة دائمة لحلف «الناتو» وتقسمه وتدمر مصداقيته في شرق أوروبا.
ولكن ترامب لا يهتم بالتداعيات الناشئة عن هدفه الذي لا يتعلق أبدا بكتم الإيرانيين فقط بل وتغيير النظام بشكل كامل، وأي شخص يتذكر عملية التعبئة التي سبقت حرب العراق عام 2003 عليه النظر إلى الإشارات من مثل دعوة ترامب إلى انتفاضة عامة في إيران عام 2015 وخروجه من الإتفاقية النووي والعقوبات الجديدة الواسعة والإحتجاج المنافق على وضع حقوق الإنسان والخطوات المستمرة لشيطنة وعزل قادة إيران وكلها تشير إلى اتجاه واحد وكذا الحظر من طرف واحد على تصدير النفط الإيراني والذي سيسري مفعوله في هذا الخريف. ولا يمكن لحلفاء الولايات المتحدة تجنب هذه العاصفة التي تلوح بالأفق. ويضغط البيت الأبيض من أجل تدخل سياسي مباشر واستخدام أوراق النفوذ المالي والمعلومات الإستخباراتية الزائفة وتخويف الرأي العام. وعدم احترام المعايير الديمقراطية والقوانين الدولة والعدوانية الصارخة لدبلوماسية بناء الجسور. وهذه هي الأساليب التي يستخدمها ترامب للبلطجة على الحكومات الأوروبية كي تدعم حرب الإستنزاف التي يقوم بها ضد إيران ومعاقبة تلك التي ترفض المضي في طريقه. ومن هنا فقمة هلنسكي هي أفضل اختراق دولي يحدث له بعد كأس العالم التي انتهت فعالياته يوم الأحد. وقد يلعب مع ترامب ولعبته الإيرانية مع أنه رحب بعلي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى للجمهورية للشؤون الخارجية وأكد له على استمرار الصداقة الروسية- الإيرانية. ولا يعرف إن كان لبوتين القدرة على طرد إيران من سوريا حتى لو كان يريد فعل هذا. وليس هناك ما يمنع ترامب الخارج عن السيطرة والأيديولوجيين المتشددين إلى جانب الصقور الإسرائيليين المتطرفين من البحث عن حرب حال نفذت طهران وعيدها وأغلقت مضيق هرمز بشكل سيؤدي إلى وقف تصدير النفط الخليجي. ويتساءل إن كان منظور الحرب مع إيران سببا كافيا لوقوف الديمقراطيات الغربية ومواجهة ترامب! وهل المحور البارز الذي يربط ترامب ببوتين والأسد السبب الذي سيدعو القادة الغربيين القول كفى؟ فالحرب مع إيران ستجعل الحرب مع العراق وكأنها نزهة والسؤال من سيوقف ترامب عن شن الحرب؟
إبراهيم درويش