يوم 5/1/2015 قرأت في مجلة «فواسي» الفرنسية تصريحا للمطرب الذي غنى في الكنيسة يوم رحيل الليدي ديانا «إلتون جون» وكان صديقا لها ومثليا جنسيا (تزوج) من صديقه على سنة الدولة والقوانين العصرية، وبالرفاه بدون البنين!
والتصريح يطال سيدنا المسيح عليه السلام حيث يعلن انه يعتقد ان المسيح كان مثليا جنسيا، أي مثله، وليس في المعلومات التاريخية ما يثبت زعمه المزاجي.
وشعرت بالاستياء منه لأنني لا أحب قلة احترام مشاعر المتدينين بالأديان السماوية عامة. ولم أحب يوما مثلا المغنية الشهيرة مادونا، لأنها بدأت صعودها في سلم النجاح بالاستخفاف بالرموز الدينية المسيحية وبسيدتنا العذراء وهي تغني بملابسها الداخلية.
وبالتالي كان من المنطقي ان أستاء من جريدة «شارلي إيبدو» الأسبوعية التي سخرت من الرسول محمد (صلعم) منذ أعوام في عدد خاص بذلك ولكنني أيضا قلت لنفسي: ذلك يدخل في باب حرية الكلمة، المقدسة في فرنسا أكثر من المقدسات.
وعاقبتُ يومئذ جريدة «تشارلي إيبدو» بالتوقف عن شرائها وقررت ان علينا الرد على ذلك الاعتداء والقتل المعنوي بالطريقة ذاتها: بالأبجدية والقلم لا بالرصاصة طبعا. وبرسم الكاريكاتور الساخر المضاد لا بقتل صاحب الرأي المعتدي.
وكنت أتأهب يوم 5/1/2015 للكتابة ضد الروائي الفرنسي الموهوب (الفائز بجائزة الغونكور الفرنسية أي نوبل فرنسا) ميشيل هويلبيك، عدو المرأة والعرب والمسلمين والكاره لهم في رواياته، فقد شاهدته على شاشة التلفزيون الفرنسي كضيف يتحدث عن روايته الجديدة «استسلام» وفيها يقوم بتخويف فرنسا من رئيس جمهورية مسلم يصل إلى الحكم عام 2022. من زمان وأنا أطالع متاجرة هويلبيك «بالإسلاموفوبيا» في سطوره الاستفزازية المعادية للعرب والفرنسييين المسلمين، أي لأكثر من ثلاثة ملايين ونصف مليون مسلم والمسلمين عامة. وفي الصباح الباكر يوم 7/1/2015 استمعت من إذاعة فرنسا الثقافية (فرانس كولتور) إلى مثقف فرنسي كبير يتهم ميشيل هويلبيك بالتهجم على الفرنسيين المسلمين والعرب عامة، كما المرأة، لرفع أرقام مبيعات روايته وهو رأي سرني لأنني اتفق معه مبدئياً.
ولكن للأسف وقع ذلك الاعتداء المجرم الإرهابي من قبل بعض (المتأسلمين) على جريدة (تشارلي إيبدو) كأنما جاء أولئك المغرر بهم باسم الإسلام يقتلون أكثر من دزينة من البشر ذنبهم أنهم يمارسون حرية الكلمة في بلدهم الذي يقدسها أكثر من المقدسات نفسها. وبين القتلى شرطي مسلم بريء اسمه أحمد. وكان ينبغي محاورتهم لا قتلهم. فمع حرية الرأي لا ضوابط هنا، والحصانة الوحيدة التي تمنع حاليا هي للصهيوني الذي يبيد الفلسطيني البريء «الهندي الأحمر» في الوطن العربي سعيدا بانشغال العرب والمسلمين بالالتهام الأخوي، حيث من الممنوع قانوناً كتابة كلمة تشكك في (الشوا) أي المحرقة النازية لليهود التي يتاجر بها البعض، وهكذا فالعقاب هو فقط للمسرحي (ديدونيه ـ ومضى اسمه بالعربية عطا الله) الذي يلمّح في مسرحياته بانتقاد سلوك الصهيونية وبعض اليهود ويلقى عقابا بإيقاف عرض مسرحياته بغض النظر عن حرية القول التي تتوقف عاجزة عند انتقاد اليهودي (المسكين!) ضحية غرف الغاز الهتلرية وشرط عدم قول كلمة عن دور الصهيوني الذي كان ضحية فصار جلادا يعد بدوره محرقة للشعب الفلسطيني والكلام عن ذلك ممنوع دوليا بسطوة (الفيتو)!
خلعت حجابي خوفا منهم
يوم 7/1/2015 في الساعة الرابعة بعد الظهر التقيت في المصعد بالعاملة المنزلية في أحد بيوت المبنى ميليسا وقد خلعت حجابها الذي تبنته منذ أشهر واسمها الحقيقي خديجة، والدها مهاجر جزائري وامها فرنسية، كما جنسيتها. بادرتني بقولها: لقد خلعت حجابي خوفا من الاعتداء عليّ في (المترو) بعد مجزرة (شارلي إيبدو). وهكذا، علمت ببشاعة ما حدث منها.
هجرته خوفاً منه
في محطة المترو، التقيت بابنة صديقتي وهي الصديقة التي صرخت تقول منذ أسبوعين: يا للهول ابنتي ستتزوج مسلما.. وتحدثت يومها حول المسلمين وعن خطيب ابنتها بصوت «الإسلاموفوبيا». وحين سألتها يومئذ: هل ترضى افتراضيا بتزويج ابني من ابنتها قالت إنها تتمنى ذلك وصُعقتْ حين علمت أن ابني الذي تمتدحه مسلم وأنا مسلمة.
هذه المرة قالت لي الابنة: يا للهول، كدت أتزوج مسلما.. هذا بعدما علمتْ بالمذبحة التي ذهب ضحيتها العاملون في (شارلي إيبدو) التي تسخر باستمرار في الكاريكاتور من الرسول محمد (صلعم)، حتى ان كثرة سخريتها المتكررة تلك عاما بعد آخر كادت تدخل في نطاق الأصولية العنصرية المعتدية على مشاعر الفرنسي المسلم، كما يرى الكثيرون وكادت تخرج عن كاريكاتور الدعابة الساخرة البريئة.
صارت ابنة صديقتي العاشقة لمسلم تخاف منه ومن الزواج منه، ومن عنفه الافتراضي. وحزنت.. كان ينبغي الا تقع جريمة كهذه. كان ينبغي ان نرد على الكلمة بمثلها وعلى الكاريكاتور بمثله.
وأتخيل مدى سعادة ميشيل هويلبيك بما حدث فقد احتلت أنباء همجية (المتأسلمين) في القتل محل هجومنا عليه.
نحن نؤذي أنفسنا بأنفسنا.. ولن نهزم صورتنا «الإسلاموفوبيا» ومناخها الذي يكاد يترسخ إلا بتحسين حقيقتنا.
أما صورتنا فقد أصابها عطب أليم في تلك المجزرة.. وهكذا، لم يتساءل أحد علناً في ظل التظاهرات المستنكرة لفظاعة الجريمة ونكس الإعلام وإعلان الحداد العام: لماذا اختصت الجريدة (شارلي إيبدو) النبي محمد (صلعم) بسخريتها المتكررة المتمادية أكثر من جميع بقية الأنبياء بمان في ذلك نبي الدين اليهودي؟ لماذا الاصرار على إهانة مشاعر ملايين المسلمين (وذلك من حقها في ظل وطن حرية الكلمة، ومن حقنا الرد طبعا ولكن باللغة ذاتها أبجدياً وعلى صعيد الكاريكاتور).
بشاعة الجريمة جعلت الكثيرين يعضون على جرحهم وحرمتهم من حق الدفاع عن أنفسهم وعن 23 جامعا في فرنسا تم الاعتداء عليها بعد المجزرة في ظل تعتيم إعلامي نموذجي ولو تم الاعتداء على (سيناغوغ) يهودي واحد لقامت القيامة!
نرجوكم، قبل ان تطلقوا نيران رشاشاتكم اتركوا رسامي الكاريكاتور المبدعين العرب والأديبات والأدباء الشبان والمخضرمين يطلقون رشاشاتهم الأبجدية ويقارعون الكاريكاتور بمثله في ميلاد «الكاريكاتور المضاد». فالقتل القبيح في المجازر يسلب المسلم حقه في الرد عليهم، وفي رسم صورة لدين المحبة والسلام والطمأنينة غير صورته في «الإسلاموفوبيا».
غادة السمان
شكرا أولا على هذا المقال المتسلسل الأحداث كأنه رواية سينمائيه
ثانيا عن أي حوار تسألين عنه يا أستاذة مع هؤلاء انهم لا يفهمون الا القوة
ثالثا لا تخافي على الاسلام فبعد أحداث 11 سبتمبر زاد أعداد الداخلين فيه
ردة الفعل تختلف بين انسان وآخر وهذا ما حصل يا أستاذه غادة السمان
ولا حول ولا قوة الا بالله
من أهداف المجلة الربح ،،،المسيحيون أكثرهم لا ياءبه ما تكتبه او تصوره هذه المجلة عن يسوع لان كرامة يسوع لا حاجة لإثباتها وثانيا لأنهم يؤمنون ان الكلاب تنبح والقافية تسير ،،، لذالك ان سخرت من يسوع لا احد يهتم ولن تزيد مبيعاتها ،،لذالك ترى ان المسلمين يعتقدون ان كرامة النبي تحتاج الى تثبيت فيقومون بأعمال تزيد من مبيعاتها
الغرب غير أشياء كثيرة بالمسيحية لاضعافها واخضاعها
كالاعتراف بالمثليين وتوظيفهم بالكنائس وتعميد من جاء بالزنى
وكلما أراد الغرب شيئا يفرضه على الكنائس هددهم بوقف الدعم المالي
الاسلام يتبعه المسلمون جميعا وبولاء تام
بسم الله الرحمن الرحيم
تَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَـكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ [المائدة:83-84].
ولذلك سيد Santiko. فنحن لا نقبل أبدا أن الدنية بديننا ونبينا
ولا حول ولا قوة الا بالله
المشكلة يا استاذة غادة ان من يطلقون رشاشهم عند الغضب لمقدسات هذا الدين لا يعترفون بشئ اسمه فن الكاريكاتير. يحرمونه ويعتبرونه خطيئة ومحاكاة لخلق الله ومضاهاة له
فباي منطق يمكن ان نخاطب هؤلاء وباي لغة يمكن ان نفهمهم
كما حصل اايهود على حق تسنين قانون تجريم معادلة السامية في عدد من الدول لم لا نعمل نحن ايضا على امتلاك حق مماثل لتجريم الازدراء بالاديان والانبياء
هذا لن يتاتى برصاصة البندقية وانما برصاصة الكلمة
هل كان الشعب الفلسطيني مثلا يحلم بان يحصل يوما على تصويت عدد من البرلمانات الاوروبية لصالح الاعتراف بالدولة الفلسطينية
صحيح انها خطوة محدودة التاثير لكن اول الغيث قطرة
حين يكون العقل مغيبا يكون الحوار ومحاولة الاقناع مجرد عبثية
وهؤلاء المساكين مغرر بهم من شيوخ الفتنة والضلال استغلوا فورة الشباب عندهم وشحنوا قلوبهم غلا وحقدا وجهلا بالدين
يتحمل وزر من قاموا كل من وجههم الى هذا الطريق وايضا كل من حرضهم وشجعهم واثنى على ما قاموا به … احدنا يكتب هنا مثلا او باي مكان اخر ولا يدور بخلده ان ما يكتبه قد يكون له شديد الاثر على شاب يافع في ربيع عمره مليئ بالحماس تسيره فورة الشباب وعنفوانه … لا تدري بكلامك الى اين يمكن ان تدفع به وهو في غمرة اندفاعه وحماسه… انها الكلمة … لها من القوة والبأس ما يقارع اقوى واعتى محارب …. فلم لا نوجهها التوجيه الاصوب خاصة ونحن في عصر اصبح الاعلام احد اهم المؤثرات سياسيا واقتصاديا واجتماعيا
صحيح أن للكلمة أثرا في تغيير مناحي الأشخاص و حتى الشعوب، و إلا لما اغتيل غسان كنفاني و ناجي العلي. بالمقابل أظنها لا تكفي لوحدها لاسترداد الحقوق المسلوبة.
رائع سيدتي ، من زمن بعيد لم اقرا لك رغم انني داومت على كلماتك دهرا …. ابدعت
اتوجه بالشكر للاديبة السيدة غادة السمان على كلماتها الطيبة و نتمنى على المسلمين و جيل الشباب منهم خاصة منهم ألا يسمحوا لأحد من البشر أن يسلبهم عقولهم حيث يحولهم إلى رهائن و ضحايا و من ثم إلى قتلة . فالرسول العربي الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم قد ساد العالم بخلقه الكريم قبل البعثة النبوية و بعد البعثة ولم يكن ” الصادق الأمين ” الإ ” الصادق الأمين بعد البعثة النبوية و ” رحمة الله عز و جل للعالمين ” . و أقول لمن يتفنون في صناعة القتل و الإزهاب من صناعة الأسلحة و الإتجار بها و البحث عن تصنيع قتلة و إرهابيين و جعل نشاطهم في مساحة العالم كله :كفاكم قتلا و تدميرا… فالعالم ينشد السلام و الاستقرار . بقدر ماينشد الازدهار و الهناء .و لن يكون تصنيع ظاهرة الخوف من الإسلام أو ما بات يطلق عليه في الغرب :” الإسلام فوبيا ” تعببرا عن سماحة الإسلام العظيم و رسالته في الخير و المحبة ،بقدر ما هي خطط و مشاريع لسياسيين ” صغار “و طلاب مناصب في الغرب أردوا أن يعرفوا فكان جهلهم بالإسلام الرحيم و تجهيلهم للآخرين بجهلهم و أعوانهم من دوائر الاستخبارات الغربية و مؤسساتها التي تقف وراء تصنيع مجموعات إرهابية للقتل باسم الإسلام لتضمن هذه الدوائر و تلك المؤسسات المبرر من استمرار وجودها ‘ هو البرامج و الخطط و الدعايات الإنتخابية للبحث لهم عن تمتيل برلماني أو كرسي وزاري في هذه الحكومة أو تلك .
إن الرسول العربي الكريم صلوات الله و سلاماته عليه الذي بين : ” أن الله يحب الرفق في الأمر كله ” يجعلنا نشير بإصبع الاتهام إلى كل من يقتل باسم الدفاع عن الإسلام و إلى كل من يقف وراءهم تصنيعا و تمويلا و تسليحا و خدمة لمشاريعه الإنتخابية .
مقال راءع من الأخت غاده ولكن لماذا نقبل الاتهام للمسلمين والإسلام بأنهم هم من وراء هذا العمل الاجرامي أنا اسأل من غرر بهولاء الشباب وهل تم بإغرائهم بالمال للقيام بهذا العمل ومن وراء هذه الجريمه ولماذا تم كل هذا التجيش والحشد ضد الاسلام المسلمون يقتلون يوميا بقنابل غربيه ولا بواكي لهم هل يستطيع إنسان انتقاد بني صهيون طبعا لا اما ان يتهجمون على حبيبنا رسول الله هذه حريه الرأي نحن كمسلمين لا نرضى بان يسخر اي إنسان من اي دين ونحن نحترم الأديان ولماذا هذا الهجوم على الاسلام هل هوه من اجل ان يتصدر قاتل الأطفال والإرهابي رقم واحد مظاهره التنديد بالارهاب !!!!!
ان كانت حرية التعبير اقدس من المقدسات فاليعبروا و لو بسطر عن الهولوكوست او يسخر من اليهودية و اظن ان ما حدث للمفكر الفرنسي جارودي حين تناول الهولوكوست من زاوية تاريخية تحقيقية وجد نفسه في محاكم التفتيش الفرنسية المعاصرة والحصار المضروب على ديو دوني و كل المفكرين المتعاطفين مع القضية الفلسطينية ومنهم ويالسخرية القدر يهود ضد الدولة الاسرائلية يتم قتلهم ببطىء و تحت نار هادئة محاصرتهم اعلاميا وتهميشهم بل وقطع مصادر ارزاقهم والعرب تقول قطع الاعناق ولا الارزاق واللائحة طويلة فعن اي حرية تعبير تتكلمين ياسيدتي فلاشيء تحت سقف السماء حر مطلق فلو كان لما وجدت مفردة الله كاسم للمطلق كأمل في قاموس البشرية فالارهاب مدان في الافعال والاقوال ولايختلف من يحط من معتقدات الاخرين و من يحرض ومن يقوم بالقتل فهدا الاخير يقتل البدن و الاخر يقتل الروح وقتلة الارواح مااكثرهم ومنهم ما يقلدوه الاوسمة على منجزاته العظيمة
الأمر سهل الأخ عزيز.
اليوم هناك قانون يجرم التكذيب في المحرقة وما إلى ذلك, لاأحد يجرؤ على تكذيب المحرقة , لماذا ؟ لأنه سيعاقب باسم القانون سواء إتفقنا معه أم لا.
إلى الرسوم, ليس هناك اليوم قانون يجرم هذه الرسوم, إذن كل من أراد أن يرسم يفعل دون خوف , في اليوم الذي يسن فيه قانون يجرم الرسوم مثلا فسيحدث نفس ماحدث بشأن المحرقة, لاأحد سيجرؤ لأنه سيصطدم مع القانون وسيدفع الثمن. محاولات شخصيات كجارودي وغيره يعلمون لكنهم يتحدون القانون لأسباب تخصهم.
بكل سهولة.
السيدة الكريمة غادة،
بالنسبة إلى اندهاشكِ من عدول ابنة صديقتكِ عن رأيها بأن تكون كنَّتَكِ المستقبلية، لم تطرحي السؤال الملح بالطريقة العكسية للمرة الثانية، خصوصًا وأنكِ دعوتِ إلى ميلاد «الكاريكاتور المضاد» أو ما يقابله في مجالات الفن والأدب المختلفة –وأنا معكِ في هذه الدعوة بكل جوانحي. فكما قال إسماعيل الجزائري تعقيبًا على مقالكِ السابق، بحرفيته: «لنفرض أن فتاة مسلمة قررت الزواج من مسيحي أو يهودي، تصوروا رد فعل عائلتها ولنكن واقعيين. لن تكتفي العائلة بالتنديد والاستنكار، بل بتهديد الفتاة بالقتل والذبح الأكيدين، أو حتى الترشيد. قبل النظر إلى الآخر لننظف أمام أبواب ديارنا، يا سيدتي». هذا، في الواقع، هو الواقع المخزي والمؤلم للأغلبية الساحقة من العوائل المسلمة في بلادنا الحزينة. ولكنكِ غفلتِ أو تغافلتِ عن السؤال عنه مرة أخرى، ويا للأسف!
أما فيما يتعلق بحادثة «شارلي إيبدو» الدموية، فكل من يخول لنفسه قتل النفس بسبب من عمل أدبي أو رسم كاريكاتوري ظُنَّ أنه أساء إلى دين ما أو نبي ما، إنما يخول لنفسه إيديولوجيا مشحونة بعصبية شوهاء عمياء، في الحقيقة، إيديولوجيا لا تنتمي إلا إلى عصور جاهلية ظلامية سبقت عصر الرسول الأريحي عليه السلام بمئات السنين، إن لم نقل بآلاف السنين. مرة أخرى، هناك الكثير الكثير ممن شوَّهوا صورة الإسلام أيما تشويه (وأقصد هنا الكثير الكثير من العرب والمسلمين، على وجه التحديد)، مما جعل الغرب وغيره يمتعض ويسخر، بأيما شكل متاحٍ، من صورة مبثوثة بثًّا اعتباطيًّا ومتلقاة تلقيًا أكثر اعتباطيةً، ولكنها صورة ليست من الإسلام الحقيقي في شيء. وبالتالي، فإن أولئك الذين غرَّروا بهؤلاء “المسلمين” أو “المتأسلمين” (والإسلام الحقيقي منهم براءٌ في كلا الحالين) لا يعدون، في نهاية المطاف، أن يهدفوا إلى السماح بانتهاك الإسلام ونبيه والمسلمين، ومن ثم إلى شرعنة هذا الانتهاك في كل مكان وزمان. وما الاعتداء الأخير على ثلاثة وعشرين جامعًا في ظل ذلك التعتيم الإعلامي الفرنسي النموذجي سوى دليل مبدأي على هذا “السماح” وعلى هذه “الشرعنة”!
ما بين المقدسات والمحرمات
الغرب سيشعل بعناده حرب
لا تبقي ولا تذر
الغرب لا زال يخلط بين أمرين
يعتقد الغرب ان حرية التعبير تجيز للصحافه ان تجرح بالأديان وبالرسل وبالذات الالهيه
ويعتقد انه لا يحق لأحد ان يعترض على حرية التعبير لانها شي مقدس في العالم الغربي
اذا هناك مقدسات ومحرمات .
على العالم الغربي ان يفهم بأنه يستطيعون ان ينتقدوا المسلمين ولكن لا يسمح لهم ان ينتقدوا الاسلام فالأمر مختلف كلياً
تماماً كما انهم يستطيعون ان ينتقدوا العرب ولكن من غير المسموح ان يجرحوا بالعروبه
هذا هو الامر الذي لا يريد او غير قادر الغرب ان يفهمه إلى هذه اللحظه
يا هذه الفرنسيون ليسوا علي شيء حتي نسخر منهم هم حرفوا الكتب السماوية تريديننا أن نفعل مثل ما فعلوا …لا والله فنحن نؤمن برسل الله جميعا ولا نفرق بينهم أما الحبيب المصطفي (صلعم) فلا مساومة في رسوم تتعلق به نحن لا نخشي إلا الله وهو حسيبنا وناصرنا ولا حجة بيننا وبين الكفرة الفجرة ولن ينتهي الأمر حتي ولو اقلعوا واعتذروا مكرهين فلن نذرهم حتي يدخلوا في دين الله أفواجا أو نطبق فيهم شرع الله المنزل ومن لا يرضي بهذا فلن يرضي إطلاقا.
اخي الكريم
الاستاذة غادة لا تقصد ان نرد على سخريتهم بنبينا صلى الله عليه وسلم بالسخرية من سيدنا عيسى عليه السلام
لا طبعا هذا غير معقول فنحن كما أسلفت سيدي نؤمن بجميع الأنبياء ونقدسهم ولا نتطاول على اي منهم بالاساءة والسخرية حاشا ومعاذ الله ان نكون من الجاهلين
هي تقصد ان يكون ردنا على الكلمة بالكلمة وعلى الرسم بالرسم
فلم لا بقوم رسمونا العرب بالسخرية من شاغلي ايبدو نفسها مثلا
او بالتعبير عن سياسة الدول الكبرى في الكيل بمكيالين ازاء مذابح ومجازر الصهاينة
لم لا نعرف الغربيين على سماحة ديننا ونعرفهم بسيرة نبينا وشمائله العظيمة
منذ ايام بعد حادثة شاغلي إبدواقيمت بالدنمارك حفلة لاحياء ذكرى المولد النبوي استدعي اليها عدد من مثفقي الدنمارك ومن رجال الكتيسة وتم تعريف الحاضرين بها بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ولقي هذا تجاوبا طيبا من الحاضرين .
بالنمسا والمانيا منذ حوالي سنتين قام مجموعة من الشباب المسلمين بطلب ترخيص من السلطات لاستغلال بعض اللافتات الاعلانية بالشوارع لنشر بعض الاحاديث النبوية المختارة ويحكي اصحاب الحملة هذه كيف ان الالمان اصبحوا يحفظون عن ظهر قلب حديث: خيركم خيركم لأهله وانا خيركم لأهلي . وحديث : تبسمك في وجه اخيك صدقة …
مثل هذه المبادرات الجميلة وما يشابهها لها من التاثير ما لا يمكن تصوره خاصة مع الشعوب الغربية التي نعرف جيدا انهم غيرنا تماما وانهم يحسنون فن الاصغاء الى الاخر وكل شئ عندهم يخضع الى منطق الحوار العقلاني
هذا هو المقصود بمقارعة الكلمة بالكلمة والكاريكاتير وبالكاريكاتير
عذرا على الاطالة