يوم 5/1/2015 قرأت في مجلة «فواسي» الفرنسية تصريحا للمطرب الذي غنى في الكنيسة يوم رحيل الليدي ديانا «إلتون جون» وكان صديقا لها ومثليا جنسيا (تزوج) من صديقه على سنة الدولة والقوانين العصرية، وبالرفاه بدون البنين!
والتصريح يطال سيدنا المسيح عليه السلام حيث يعلن انه يعتقد ان المسيح كان مثليا جنسيا، أي مثله، وليس في المعلومات التاريخية ما يثبت زعمه المزاجي.
وشعرت بالاستياء منه لأنني لا أحب قلة احترام مشاعر المتدينين بالأديان السماوية عامة. ولم أحب يوما مثلا المغنية الشهيرة مادونا، لأنها بدأت صعودها في سلم النجاح بالاستخفاف بالرموز الدينية المسيحية وبسيدتنا العذراء وهي تغني بملابسها الداخلية.
وبالتالي كان من المنطقي ان أستاء من جريدة «شارلي إيبدو» الأسبوعية التي سخرت من الرسول محمد (صلعم) منذ أعوام في عدد خاص بذلك ولكنني أيضا قلت لنفسي: ذلك يدخل في باب حرية الكلمة، المقدسة في فرنسا أكثر من المقدسات.
وعاقبتُ يومئذ جريدة «تشارلي إيبدو» بالتوقف عن شرائها وقررت ان علينا الرد على ذلك الاعتداء والقتل المعنوي بالطريقة ذاتها: بالأبجدية والقلم لا بالرصاصة طبعا. وبرسم الكاريكاتور الساخر المضاد لا بقتل صاحب الرأي المعتدي.
وكنت أتأهب يوم 5/1/2015 للكتابة ضد الروائي الفرنسي الموهوب (الفائز بجائزة الغونكور الفرنسية أي نوبل فرنسا) ميشيل هويلبيك، عدو المرأة والعرب والمسلمين والكاره لهم في رواياته، فقد شاهدته على شاشة التلفزيون الفرنسي كضيف يتحدث عن روايته الجديدة «استسلام» وفيها يقوم بتخويف فرنسا من رئيس جمهورية مسلم يصل إلى الحكم عام 2022. من زمان وأنا أطالع متاجرة هويلبيك «بالإسلاموفوبيا» في سطوره الاستفزازية المعادية للعرب والفرنسييين المسلمين، أي لأكثر من ثلاثة ملايين ونصف مليون مسلم والمسلمين عامة. وفي الصباح الباكر يوم 7/1/2015 استمعت من إذاعة فرنسا الثقافية (فرانس كولتور) إلى مثقف فرنسي كبير يتهم ميشيل هويلبيك بالتهجم على الفرنسيين المسلمين والعرب عامة، كما المرأة، لرفع أرقام مبيعات روايته وهو رأي سرني لأنني اتفق معه مبدئياً.
ولكن للأسف وقع ذلك الاعتداء المجرم الإرهابي من قبل بعض (المتأسلمين) على جريدة (تشارلي إيبدو) كأنما جاء أولئك المغرر بهم باسم الإسلام يقتلون أكثر من دزينة من البشر ذنبهم أنهم يمارسون حرية الكلمة في بلدهم الذي يقدسها أكثر من المقدسات نفسها. وبين القتلى شرطي مسلم بريء اسمه أحمد. وكان ينبغي محاورتهم لا قتلهم. فمع حرية الرأي لا ضوابط هنا، والحصانة الوحيدة التي تمنع حاليا هي للصهيوني الذي يبيد الفلسطيني البريء «الهندي الأحمر» في الوطن العربي سعيدا بانشغال العرب والمسلمين بالالتهام الأخوي، حيث من الممنوع قانوناً كتابة كلمة تشكك في (الشوا) أي المحرقة النازية لليهود التي يتاجر بها البعض، وهكذا فالعقاب هو فقط للمسرحي (ديدونيه ـ ومضى اسمه بالعربية عطا الله) الذي يلمّح في مسرحياته بانتقاد سلوك الصهيونية وبعض اليهود ويلقى عقابا بإيقاف عرض مسرحياته بغض النظر عن حرية القول التي تتوقف عاجزة عند انتقاد اليهودي (المسكين!) ضحية غرف الغاز الهتلرية وشرط عدم قول كلمة عن دور الصهيوني الذي كان ضحية فصار جلادا يعد بدوره محرقة للشعب الفلسطيني والكلام عن ذلك ممنوع دوليا بسطوة (الفيتو)!
خلعت حجابي خوفا منهم
يوم 7/1/2015 في الساعة الرابعة بعد الظهر التقيت في المصعد بالعاملة المنزلية في أحد بيوت المبنى ميليسا وقد خلعت حجابها الذي تبنته منذ أشهر واسمها الحقيقي خديجة، والدها مهاجر جزائري وامها فرنسية، كما جنسيتها. بادرتني بقولها: لقد خلعت حجابي خوفا من الاعتداء عليّ في (المترو) بعد مجزرة (شارلي إيبدو). وهكذا، علمت ببشاعة ما حدث منها.
هجرته خوفاً منه
في محطة المترو، التقيت بابنة صديقتي وهي الصديقة التي صرخت تقول منذ أسبوعين: يا للهول ابنتي ستتزوج مسلما.. وتحدثت يومها حول المسلمين وعن خطيب ابنتها بصوت «الإسلاموفوبيا». وحين سألتها يومئذ: هل ترضى افتراضيا بتزويج ابني من ابنتها قالت إنها تتمنى ذلك وصُعقتْ حين علمت أن ابني الذي تمتدحه مسلم وأنا مسلمة.
هذه المرة قالت لي الابنة: يا للهول، كدت أتزوج مسلما.. هذا بعدما علمتْ بالمذبحة التي ذهب ضحيتها العاملون في (شارلي إيبدو) التي تسخر باستمرار في الكاريكاتور من الرسول محمد (صلعم)، حتى ان كثرة سخريتها المتكررة تلك عاما بعد آخر كادت تدخل في نطاق الأصولية العنصرية المعتدية على مشاعر الفرنسي المسلم، كما يرى الكثيرون وكادت تخرج عن كاريكاتور الدعابة الساخرة البريئة.
صارت ابنة صديقتي العاشقة لمسلم تخاف منه ومن الزواج منه، ومن عنفه الافتراضي. وحزنت.. كان ينبغي الا تقع جريمة كهذه. كان ينبغي ان نرد على الكلمة بمثلها وعلى الكاريكاتور بمثله.
وأتخيل مدى سعادة ميشيل هويلبيك بما حدث فقد احتلت أنباء همجية (المتأسلمين) في القتل محل هجومنا عليه.
نحن نؤذي أنفسنا بأنفسنا.. ولن نهزم صورتنا «الإسلاموفوبيا» ومناخها الذي يكاد يترسخ إلا بتحسين حقيقتنا.
أما صورتنا فقد أصابها عطب أليم في تلك المجزرة.. وهكذا، لم يتساءل أحد علناً في ظل التظاهرات المستنكرة لفظاعة الجريمة ونكس الإعلام وإعلان الحداد العام: لماذا اختصت الجريدة (شارلي إيبدو) النبي محمد (صلعم) بسخريتها المتكررة المتمادية أكثر من جميع بقية الأنبياء بمان في ذلك نبي الدين اليهودي؟ لماذا الاصرار على إهانة مشاعر ملايين المسلمين (وذلك من حقها في ظل وطن حرية الكلمة، ومن حقنا الرد طبعا ولكن باللغة ذاتها أبجدياً وعلى صعيد الكاريكاتور).
بشاعة الجريمة جعلت الكثيرين يعضون على جرحهم وحرمتهم من حق الدفاع عن أنفسهم وعن 23 جامعا في فرنسا تم الاعتداء عليها بعد المجزرة في ظل تعتيم إعلامي نموذجي ولو تم الاعتداء على (سيناغوغ) يهودي واحد لقامت القيامة!
نرجوكم، قبل ان تطلقوا نيران رشاشاتكم اتركوا رسامي الكاريكاتور المبدعين العرب والأديبات والأدباء الشبان والمخضرمين يطلقون رشاشاتهم الأبجدية ويقارعون الكاريكاتور بمثله في ميلاد «الكاريكاتور المضاد». فالقتل القبيح في المجازر يسلب المسلم حقه في الرد عليهم، وفي رسم صورة لدين المحبة والسلام والطمأنينة غير صورته في «الإسلاموفوبيا».
غادة السمان
مع احترامي لكلام الأخت الكاتبة :
* الرد على الإساءة للحبيب المصطفى ( صلى الله عليه وسلم )
لا يكون لا بالكلام ولا بالقنابل والرشاشات ؟؟؟
* الرد المنطقي والمفروض أن تقوم به الدول العربية والإسلامية وجميع
المنظمات التابعة : الضغط بكل الوسائل والأوراق التي تملكها
على مجلس الأمن الدولي وعلى الدول الأوروبية ( لسن ) وتشريع
( قانون ) يجرّم كل من يتطاول ع الأديان السماوية أو الأنبياء الكرام
( عليهم أفضل الصلاة والسلام ) .
شكرا والشكر موصول للأخت الكاتبة .
عزيزتي الأديبة غادة السمان
رأيك جميل بأن نقارن الحجة بالحجة
لكن سؤالي لك ماذا سيرسم رسامو الكاركاتير المسلمين
هل سيرسمون سيدنا المسيح عليه السلام بصورة ساخرة
ام سيرسمون سيدنا موسى عليه السلام بصورة ساخرة
الا تعلمين سيدتي من أركان الاسلام الإيمان بالأنبياء والكتب السماوية
الا تعلمين بانه لايستطيع جميع المسلمين باختلاف طوائفهم إنكار وجود الأنبياء لان ذلك وببساطة سيخرجهم من الملة لمخالفتهم ركن أساسي من أركان الدين
فأي دين اعظم وارقى من الاسلام ياسيدتي؟
هذا الدين الذي ساوى بين كل البشر واعطى للمرأة تحديدا حقوقا لا توجد في أعتى الديمقراطيات الغربية
ببساطة ياسيدتي الاسلام دين ودنيا ة
كلام سليم. يوجد من هو افضل من هؤلاء الاميين للرد على اهانات هذه الجريدة وبالمناسبه فعلا اول مره سمعت عن هذا الكاتب الفرنسي التافه الذي يبحث الشهرة فاهداها ايه هؤلاء الجهلة. واشك انهم مأجورين على يد اسرائيل. هذا ليس خيال وانما من يطالع اخبار بطولتات رجال الموساد يدرك انهم يعملون ليل نهار. وسنويا توزع الجوائز عليهم في المناسبات المختلفه دون الافصاح عن طبيعة مهماتهم السريه التي توصف بالمهمه جدا.
للأسف نحن المسلمين عجزنا عن الدفاع عن إسلامنا حتى أصبح أعداءه يصنفونه بالاسلاموفوبيا.اين أدباءنا وعلماءنا وشعارنا وصحفيينا واعلاميننا هؤلاء جنود يجب أن يدفعوا بأقلامهم وأفكارهم واطروحاتهم عن سماحة هذا الدين ولكن للأسف الشديد أصابنا العجز التام.
مقال رائع
لا بد من إستئصال منابع الإرهاب الموجودة في الرؤوس العفنة المغطاة بقطعة القماش السوداء او البيضاء أو اي لون آخر من أجل مستقبل الشرق الأوسط
مقال جيد ولكن دعوتك لمقارعه الكتاب ورسامي الكاريكاتير ليست على حق نحن نقدس جميع الانبياء ومنهم سيدنا عيسى عليه السلام وامه سيدتنا مريم العذراء اما هم فلا يقدسون احد ومن هذا المنطلق هم يستطيعون اغاظتنا اما نحن فلا نستطيع ذلك ……وارى ان الحل الوحيد هو تركهم والبعد عنهم في مثل تلك الاحاديث والعمل بنصيحه عمر بن الخطاب اميتوا الباطل بالسكوت عنه ولاتثرثروا فيه فينتبه ويفرح الشامتون
لنفرض أن نصيحة عمر بن الخطاب بالسكوت عن الباطل وإماتته فيها وجهة نظر. ولكن ماذا عن نصيحة علي بن أبي طالب، حين يقول في المقابل: «حين يسكت أهل الحق عن الباطل، يتوهم أهل الباطل أنهم على حق»؟
أصلا هم يعتقدون انهم على حق دعهم وشاءنهم عذابهم النار في الآخرة و هذا يكفي هم لا يكترثون و يهزاءوا من المسيح وهدا لا يزعج المسيحي المؤمن لان كرامة المسيح لا تحتاج الى إثبات ويقولون الكلاب تنبح والقابلة تسير ،، فهل كرامة النبي صلعم تحتاج الى إثبات وهل هي موضع شك ،،، صاحب المجلة لا يستفيد من الهزء بالمسيح ولكن ردت فعل بعض المسلمين تدر عليه الملاين
لأني تعلمت أبجديات الحرف الانساني , في مطلع الشباب , من خلال قرااتي لغادة السمان.
و لاني – نوعا ما – أنتمي لهذا المنطق التحرري الموزون على ايقاع الانا و الاخر , فأني اوافقك تماما على حريتهم بكتابة ما يريدون – طالما أن حريتهم الوقحة تسمح بذلك – و لنا حريتنا بالرد .
اسمحي لي يا سيدة اللغة المستحيلة أن أشكرك لانك تزيدين عالمنا جمالا و ابداعا .
لمثلك نحتاج اليوم …
يا خساااااااااارة ملهمش في الطيب بطلوا حركات من هذ النوع انتم شر علي الاسلام اكثر من اعدائه التارخيين
سيده غاده : انت اخر القلاع والحصون الصامده من زمن الأبداع والمبدعين من الزمن الجميل زمن فرسان القلم والكلمه الحره وأخر فصل في المشهد الثقافي العربي …. وأنت لتي تعيش في بلاد حريه الكلمه والفكر لمادا لا زالوا يفكروا بالعقليه الأستعماريه …على أننا أقل منهم في كل شيء وأننا وبلادنا وخيراتها خلقها الرب لتسخر لهم … والخدمتهم .. ….. سيدتي لمادا الغرب لا ينظرون الا لأسفل أقدامهم ويكيلون بمكيالين ….
مجزرة ” الحرم الإبراهيمي ” في الخليل : 25/2/1994م
لم توصف أية مجزرة صهيونية …..
بحق شعبنا على مدى نصف قرن ….
بما وصفت به المجزرة البشعة المروعة
التي اقترفها الارهابي الصهيوني ” غولد شتاين ”
يسانده عدد من المستوطنين الآخرين
وقوات الاحتلال* الصهيوني …..
فقد نفذت هذه المجزرة ضد المصلين العرب
في باحة ” الحرم الإبراهيمي “في مدينة ” الخليل ”
فعن أي اسلامفوبيا يتحدث المواطن الغربي المبرمج
أورتيغا منعم
سان سلفادور