يد آلية تستجيب لأوامر الدماغ مباشرة وتخدم مرضى الشلل

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»: تمكن علماء تكنولوجيا من ابتكار «يد آلية» عبارة عن جزء من رجل آلي «روبوت» يمكن تركيبها للأشخاص الطبيعيين وربطها بأدمغتهم لتتلقى الأوامر من الدماغ مباشرة، وتقوم بالحركات والأعمال نفسها التي تقوم بها يد الإنسان الطبيعي، فيما يتوقع أن يمثل هذا الابتكار اختراقاً كبيراً في مجال الأطراف الصناعية، وفي مجال علاج مرضى الشلل النصفي الذين لا يقوون على الحركة.
واستطاع العلماء بهذا الابتكار أن يصنعوا يداً صناعية الكترونية قادرة على قراءة الموجات الصادرة من الدماغ مباشرة، ومن ثم العمل على أساسها، حيث بمجرد اتخاذ قرار من دماغ الإنسان بتحريكها فإنها تستطيع أن تفهم ما يريده الشخص، وتقوم بالحركة.
وقالت جريدة «دايلي ميل» البريطانية التي نشرت تقريراً مفصلاً عن الاختراع الجديد إن اليد الآلية عبارة عن قطعة يتم التحكم بها عبر محرك «موتور» وهي قادرة على القيام بكافة المهام اليومية مثل المساعدة في الأكل والشرب وحمل الأشياء وتوقيع الوثائق، وهو ما يمكن أن يشكل طفرة مهمة وتغييراً دراماتيكياً بالنسبة لمرضى الشلل بشكل خاص.
وأطلق العلماء على هذا الابتكار اسم (تكنولوجيا الهيكل الخارجي) وهي عبارة عن تقنية تقوم على وضع قطع الكترونية على جسم الإنسان الخارجي، يُعول عليها العلماء أن تنجح في مساعدة الأشخاص المصابين بالشلل على أن يتمتعوا بالاستقلالية في حياتهم ويتمكنوا من الاعتماد على أنفسهم.
وحسب الشرح الذي قدمه العلماء فإن اليد الالكترونية تقوم بترجمة الإشارات الصادرة عن الدماغ إلى حركات، وذلك عبر الإشارات الالكترونية التي تصدر عن الخلايا العصبية في جسم الإنسان، وهذه تتطلب زراعة جسم ما في الدماغ يقوم بعملية الترجمة ويرسل الإشارات المفهومة لليد الالكترونية.
وقامت بتطوير اليد الروبوتية الخارقة مجموعة من علماء التكنولوجيا في جامعة «توبينغين» الألمانية، وأجروا تجربة التكنولوجيا الجديدة على ستة من مرضى الشلل النصفي الذين لم يسبق لهم أن جربوا أي تكنولوجيا مشابهة من قبل، كما لم يسبق لهم أن تعرفوا عليها.
وخلال التجربة تم تدريب الستة على اليد الروبوتية الالكترونية لمدة لا تزيد عن عشر دقائق، وبعدها تمكنوا من استخدامها بشكل طبيعي وفعال، في العديد من المهام اليومية المعتادة، كالأكل والشرب وتناول القلم واستخراج بطاقة الائتمان البنكية من المحفظة.
وقال الدكتور سورجو سويكادار، قائد فريق البحث الألماني: «المرضى يسألون عن قطع مساعدة لا تسبب أي قلق ولا تثير انتباه الآخرين، وخاصة عندما يذهبون إلى الخارج، وعلى سبيل المثال عندما يذهبون مثلا لتناول العشاء في مطعم في الخارج» في إشارة إلى أن مرضى الشلل يرغبون على الدوام في استخدام أدوات وأجهزة لا تحتاج مساعدة من الآخرين ولا تثير انتباههم، بما يمكنهم من العيش بشكل طبيعي ودون لفت أنظار من حولهم.
وأضاف: «بناء على ذلك، فإن الجيل المقبل من هذه الأدوات والقطع الالكترونية سوف لا يسبب الازعاج، وتقريباً سوف يصبح غير ظاهر ولا مرئي» وذلك لتوفير مزيد من الراحة والخصوصية لمن يستخدمون هذه الأدوات.
ويأتي الابتكار الجديد في الوقت الذي تشهد فيه صناعة «الروبوت» طفرة على مستوى العالم، حيث تمكن العلماء من تسجيل ابتكارات واختراعات خارقة في هذا المجال، تم تسخيرها في العديد من المجالات ولم تتوقف فقط عند تقديم الخدمات للمرضى الذين يحتاجون إليها.
ويعمل العلماء حالياً على تطوير جيل جديد من «الإنسان الآلي» لن يكون في حاجة للبرمجة أو التوجيه، حيث ستتوفر لديه القدرة على التعلم من البشر وتقليدهم، ويعتمد مبدأ «شاهد وتعلم» حيث سيتعلم من المواقف التي تواجهه خلال عمله.
وحسب التقارير فإن الإنسان الآلي الجديد سوف تكون لديه القدرة على التعلم بواسطة الأنظمة الصناعية المعتادة أو الأنظمة الطبيعية على حد سواء، أي يمكن أن تتم برمجته سلفاً أو تركه يتعلم من البشر حوله. وبهذه التطورات التي تشهدها صناعة الـ»روبوت» في العالم فإنه بات من الممكن أن نجد رجالا آليين يوماً ما في إمكانهم التنبؤ بما سيحدث وتوقع السلوك البشري، إضافة إلى تقليد سلوكيات البشر والتعلم منهم وإتقان أعمالهم اليومية.
وكان فريق من العلماء الألمان قد نجح سابقاً في تطوير «روبوت» يُحاكي طريقة سير الإنسان يحمل اسم «هيكتور» هو الأول من نوعه الذي يمتلك مفاصل مرنة وهيكلا خارجيا خفيفا للغاية، وهو ما يجعله فريدا في نوعه ومجهزا أيضاً بعدد كبير من أجهزة الاستشعار.
وأوضح العلماء أن «هيكتور» سيصبح بمثابة منصة لعلماء الأحياء ولاختبار فرضيات حول الحركة في الحيوانات، مشددين على أن أجهزة الاستشعار الكثيرة المنتشرة في أجزاء الروبوت ستتمكن من تحصيل العديد من المعلومات لتحسين آلية سيره في المستقبل.

يد آلية تستجيب لأوامر الدماغ مباشرة وتخدم مرضى الشلل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية