غزة – «القدس العربي»: برغم استمرار المواجهات في كثير من مناطق التماس مع جيش الاحتلال، وسقوط مزيد من الشهداء في مدن الضفة الغربية، وعلى الحدود مع قطاع غزة، إلا أن وزير الجيش الإسرائيلي موشيه يزعم أن الأرقام تدل على أن الموجة الفلسطينية آخذة في الانحسار، وذلك رغم كل التقارير الإسرائيلية السابقة التي حذرت من اتساع دائرة المواجهة.
وقال يعلون في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية العامة، إن بلاده تتعامل بصورة جيدة مع هذه الموجة، معتبرا أنه لو لم تفعل ذلك، لوقعت اعتداءات انتحارية وأخرى إطلاق النار يوما بعد يوم. وأشار إلى قناعته أن إسرائيل «ستنتصر على الإرهاب في نهاية المطاف».
وتأتي تصريحات يعلون هذه منافية لما يجري على الأرض، فقد شهدت المناطق الفلسطينية خلال الأيام الماضية سلسلة هجمات تمثلت بأعمال قنص حدثت بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، وطالت إسرائيليين، كما شهدت وقوع مواجهات في مدن الضفة وعلى حدود غزة، سقط ضحيتها شهداء وجرحى.
وكذلك خلال الأيام الماضية، نفذت قوات الاحتلال عدة عمليات «إعدام ميدانية»، استشهد في واحدة منها ثلاثة شبان جنوب الضفة.
وكانت المواجهات مع جيش الاحتلال اندلعت منذ مطلع شهر أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، وذلك ردا على الانتهاكات والاقتحامات المتكررة من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين للمسجد الأقصى المبارك.
ويفوق عدد الشهداء الذين سقطوا منذ بداية المواجهات الـ 150 شهيدا، في حين أوقعت العمليات الفلسطينية عددا من القتلى في صفوف الإسرائيليين.
وكان تقرير لمركز القدس لدراسات الشأن الفلسطيني والإسرائيلي، قد ذكر أن حصيلة أعمال العمليات على الأرض، بلغت 27 قتيلا إسرائيليا، وإصابة 350، و77 حادث إطلاق نار، و77 حادث طعن، و44 محاولة، و19 عملية دهس واعتقال 3422 في الأراضي الفلسطينية منذ اندلاع الانتفاضة مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وتؤكد كافة الفصائل الفلسطينية على ضرورة استمرار هذه الانتفاضة في وجه الاحتلال، حتى تحقيق مطالبها بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وتخالف تصريحات وزير الجيش الإسرائيلي التحليلات والتوقعات الأمنية الإسرائيلية، حيث سبق وأن استبعدت تقديرات أمنية إسرائيلية نهاية قريبة لعمليات «انتفاضة القدس»، وتوقعت أن تستمر لأشهر قادمة.
كما عبرت إسرائيل عن خشيتها من تطور عمليات الطعن التي يقوم بها الفلسطينيون ضمن «انتفاضة القدس»، كما عبرت عن الخشية من اتساع رقعتها، خاصة بعد تجاوزها حاجز الـ 100 يوم.
يشار إلى أن إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، عقب على تجاوز الانتفاضة المئة يوم، أنها ستستمر وأن أحدا لن يستطيع وقفها. ورفض وصف «انتفاضة القدس» بأنها «انتفاضة تحريك» أو «انتفاضة الشباب المحبط»، مؤكدا أنها انتفاضة «تحرير الأرض والإنسان».
وأوضح أن هناك أطرافا تخشى استمرار الانتفاضة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتسعى إلى إبقائها تحت السيطرة. وقال «هذه الانتفاضة قام بها شبان كفروا بالعبث السياسي، وبتاريخ المفاوضات مع إسرائيل، ورفضوا الانتهاكات بحق القدس والمسجد الأقصى».
يشار إلى أن كل الأسباب التي أدت لانفجار الانتفاضة في وجه الاحتلال لا تزال قائمة، خاصة مع استمرار الاحتلال في عمليات «الإعدام الميداني»، وعدم وجود حل سياسي يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وفي ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية على المناطق الفلسطينية كافة بما فيها مدينة القدس والمسجد الأقصى.
أشرف الهور