غزة – «القدس العربي»: أحيا العالم العربي والإسلامي أمس «يوم القدس العالمي» تخلله مسيرات جماهيرية في دول عربية وإسلامية عديدة بينها فلسطين لبنان واليمن وطهران العراق وأطلقت حملات شعبية واسعة بينها وسم «#قدسنا لا أورشليم».
وأكدت الفصائل الفلسطينية على مركزية قضية القدس، ودعت إلى ضرورة توحد الأمة العربية والإسلامية لنصرة المدينة المقدسة، باعتبارها العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، ومواجهة كل مخططات الاحتلال لتهويدها وطرد سكانها، وذلك في «يوم القدس العالمي» الذي اختار هذا العام شعار «قدسنا لا أورشليم» لإحياء الفعاليات المختلفة، ويوافق «يوم القدس العالمي»، الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، من كل عام، ويشهد فعاليات ومسيرات على مستوى العالم، تنادي بنصرة القدس والمسجد الأقصى. بدأت فعاليات غزة بكلمة ألقاها عن طريق البث المباشر لأول مرة، المسؤول الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أمين المؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة، والتي حذر فيها بعض الدول العربية الساعية لإجراء تطبيع مع إسرائيل.
مسيرة غزة
ونظمت الفصائل الفلسطينية في مدينة غزة مسيرة مركزية لها في «يوم القدس العالمي»، والذي صادق يوم أمس، الجمعة الأخيرة في شهر رمضان. واحتشد المشاركون في أحد الشوارع الرئيسة وسط مدينة غزة، ورفع المشاركون لافتات تناصر مدينة القدس المحتلة، وأخرى ضد الاحتلال، علاوة عن رفع الشعار المركزي لإحياء الذكرى هذا العام وهو «قدسنا لا أورشليم»، والذي يرد على مزاعم إسرائيل في المدينة المقدسة.
وأكد جميل مزهر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، على أن إحياء «يوم القدس العالمي» هذا العام يأتي في ظل ظروف معقدة، مشيراً إلى محاولات بعض الأنظمة العربية إجراء «تطبيع علني وغير علني» مع إسرائيل. وقال «تحالفات العرب مع إسرائيل إلى زوال ولا تعبر عن إرادة الشعوب»، مؤكداً على ضرورة مواصلة دعم المقاومة ومساندة القضية الفلسطينية.
وطالب الدكتور أحمد أبو حلبية رئيس لجنة القدس في المجلس التشريعي، في كلمة له خلال المسيرة الفصائل الفلسطينية لدعم انتفاضة القدس بكل الوسائل، كما طالب المقاومة بالقيام بواجبها في الدفاع عن المدينة. كذلك شدد على ضرورة قيام منظمة «اليونسكو» باتخاذ قرارات تؤكد حق الفلسطينيين في مدينة القدس، خاصة التأكيد على قرارها السابق بأن المسجد الأقصى وحائط البراق «أرض مقدسة خاصة بالمسلمين».
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي حملة تغريد واسعة النطاق شارك فيها الكثير من النشطاء على وسم «#قدسنا لا أورشليم»، وهو الاسم الإسرائيلي لمدينة القدس.
وحملت التغريدات والتعليقات التأكيد على أن القدس هي مدينة إسلامية وفلسطينية، وأن المسجد الأقصى إرث كامل للمسلمين، ولا صحة للمزاعم الإسرائيلية. كما شملت التعليقات توضيح ما تتعرض له المدينة المقدسة من انتهاكات إسرائيلية مستمرة.
وشهد التغريد على الوسم مشاركات من دول عربية وإسلامية عدة ، وكتب أحد المغردين «قدسنا هي أولى القبلتين ومعراج النبي، وهي عاصمة فلسطين التاريخية»، وكتب آخر «في يوم القدس العالمي نؤكد على حقنا بتحرير أرضنا».
بيان «الجهاد الإسلامي»
وقالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان لها بهذه المناسبة «ستتواصل المقاومة بإذن الله ستمضي مسيرتها حتى تحرير القدس»، مؤكدة على كامل حقوق الشعب الفلسطيني. وكانت أولى الفعاليات التي أحيت هذا اليوم انطلقت مساء أول أمس، في حفل إفطار نظم للصحافيين والكتاب، تحدث خلاله عبر تقنية البث المبار للمرة الأولى إلى قطاع غزة حسين أمير عبد اللهيان، أمين المؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة، بحضور قيادات الفصائل الفلسطينية.
وأشاد المسؤول الإيراني بالمقاومة الفلسطينية، وأكد أن بلاده مستمرة في دعمها، من أجل مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. ووجه انتقادات لعدة دول عربية، وطالبها في حال عدم دعمها للشعب الفلسطيني لمقاومة الاحتلال «عدم توجيه خناجرهم للشعب والقضية الفلسطينية من خلال التطبيع مع الكيان»، ويقصد إسرائيل.
وحذر من عمليات التطبيع مع إسرائيل، وقال «التطبيع خيانة عظمى للقضية الفلسطينية وخطوة لتثبيت الكيان الصهيوني الزائف في الأراضي الفلسطينية المحتلة». وأشار إلى أن قوى المقاومة في المنطقة حققت «إنجازاتٍ كبيرة» في مواجهة الاحتلال، مشيراً بذلك إلى تحرير مناطق جنوب لبنان المحتلة، و»المحافظة على الجغرافية السياسية في قطاع غزة».
وشدد على أن عملية تحرير فلسطين، لن تكون إلا من خلال المقاومة، وقال «التجارب التاريخية بينت أن التسويات العربية الهزيلة والمفاوضات مع الإسرائيليين لن تأتي بأي إنجازٍ للشعب الفلسطيني».
حركة حماس
وأكد القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان أن «يوم القدس العالمي» يمثل «إعلان نذير للأمة العربية والإسلامية بأن القدس محطة الصراع الحقيقي مع الاحتلال، وأن القدس تمثل القضية المركزية للأمة». وأشار إلى ما تتعرض له مدينة القدس في الوقت الحالي من هجمات إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى تهويدها وسلب منازل سكانها وطردهم منها. وطالب السلطة الفلسطينية بإنهاء الانقسام ووقف «التنسيق الأمني» وندد في ذات الوقت بكل الإجراءات العقابية المفروضة على قطاع غزة. وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش أن الاحتلال يحاول بدعم أمريكي «تصفية القضية الفلسطينية من خلال تطبيع علاقاته مع بعض الدول العربية». وأكد أن كل محاولات التطبيع «ستفشل ولن تمر أمام تمسك شعبنا بأرضه وفي صراعه مع الاحتلال الإسرائيلي».
وأكد أن الدور الأمريكي الذي يقوده الرئيس دونالد ترامب «سيسقط كما سقطت أوهام من سبقوه في جعل القدس أورشاليم»، في إشارة لمخططات الحكومة الإسرائيلية التي تريد احتفاظها بكل مدينة القدس ضمن أي حل نهائي.
وقلل من أهمية المحاولات الأمريكية والإسرائيلية للتقليل من شأن مركزية القضية الفلسطينية، كما رفض محاولات بعض الدول «استبدال العداء لتصبح إيران هي العدو بدل إسرائيل، وتصبح إسرائيل هي الدول التي يتم التطبيع معها مقابل استعداء إيران».
«يوم القدس» في بغداد
كما أحيا مئات العراقيين، أمس الجمعة، «يوم القدس العالمي»، بمسيرة في العاصمة بغداد، معبرين عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني. واحتشد المشاركون – بينهم وجهاء عشائر ورجال دين- في شارع فلسطين شرقي بغداد. وردّد المحتجون، شعارات تندد بالاحتلال الإسرائيلي وتدعو لنصرة القدس والمسجد الأقصى.
ورفع المحتجون لافتات تشدّد على رفض «الاعتداءات المتواصلة للكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين». وطالب المشاركون، الدول العربية والإسلامية بتوحيد مواقفها وجهودها لإعادة حقوق الشعب الفلسطيني.
هتافات ضد السعودية في طهران
وفي طهران أحيا الإيرانيون «يوم القدس» بمسيرات جابت شوارع العاصمة الايرانية، وأطلقوا هتافات ضد المملكة العربية السعودية، على خلفية توتر متصاعد في منطقة الخليج بين البلدين اللذين يشكلان قوتين إقليميتين نافذتين. وهتف المشاركون شعارات معادية للعائلة السعودية المالكة وتنظيم الدولة الإسلامية إضافة الى الشعارات التقليدية «الموت لاسرائيل» و»الموت لاميركا».
وكرس مؤسس جمهورية إيران الاسلامية اية الله الخميني يوم القدس الذي يشهد خروج مئات الآلاف الى الشوارع في إيران. كما يحيي حلفاء إيران في الشرق الاوسط هذا اليوم. ويأتي يوم القدس هذا العام وسط تصاعد المعركة على النفوذ في المنطقة بين إيران الشيعية والسعودية السنية اللتين انقطعت العلاقات الدبلوماسية بينهما منذ كانون الثاني/يناير 2016. وهتف المشاركون في المسيرات «الموت لآل سعود وداعش» و «الموت لامريكا» و «الموت لإسرائيل» و«الموت لبريطانيا».
أشرف الهور
وسم “قدسنا لا أورشليم” يشوه الحقيقة والتاريخ ولا داعي له.
أورشليم هو الاسم الأصلي لهذه المدينة وهو الاسم المتداول في كل اللغات.
القدس اسم حديث نسبيا يستخدم فقط من قبل المسلمين حيث المسيحيون العرب بما فيهم الفلسطينيون يستخدمون اسم أورشليم في صلاتهم وتراتيلهم وكتبهم الدينية.
حتى فيروز التي غنت “زهرة المدائن” استخدمت كلمة أورشليم بدلا من القدس في تسجيلات تراتيل عيد الفصح.
بغض النظر عن اسمها، فهذه المدينة ساهمت في اقتتال البشر ومآسيهم منذ نشأتها ولا زالت.