‫علماء يصممون نوعا جديدا من الموز لإنقاذ حياة آلاف الأطفال حول العالم ‬

حجم الخط
0

لندن- «القدس العربي»: ‬يتسبب نقص فيتامين (A) في الطعام الذي يتناوله الناس في موت أكثر من (700000) طفل وفقدان البصر لحوالي (300000) حول العالم سنويا.
ويعتقد العلماء أن هناك أدلة علمية قوية تثبت ان هذا النقص يسبب إعاقات لجهاز المناعة وعدم تطور الدماغ بالشكل الصحيح.
تعتبر مناطق شاسعة في شرق القارة الأفريقية من الأكثر في العالم التي يعاني الأطفال فيها من سوء التغذية ومن شح مستوى الفيتامينات مثل فيتامين (A) في الطعام وبالنسبة للعلماء فان المتهم الرئيسي في هذا النقص هو اعتماد سكان تلك المناطق في معظم غذائهم اليومي على نوع من «موز الطبخ» فهو يشكل حوالي 70% من غذاء بلدان مثل أوغندا، ويفتقر للعديد من الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم لتصنيع فيتامين (A) مثل الحديد، ما يضاعف من مشاكل سوء التغذية عند الأطفال ويتسبب في العديد من المشاكل الصحية ويؤدي لآلاف الوفيات سنويا.
ويعتقد العلماء ان الحل لهذه المشاكل هو القيام بتعديل الموز وراثيا وتصميم نوع جديد منه يزيد من مستويات فيتامين (A) في جسم الإنسان. وقام علماء وباحثون أستراليون بتصميم النوع المعدل وراثيا، بحيث يحتوي على بعض الجينات المنتجة لمادة البيتا كاروتين beta-carotene التي ينتج منها جسم الإنسان فيتامين (A)، بخلاف الموز العادي الذي يكون لونه مائلا للبياض من الداخل، فالموز المعدل وراثيا سوف يكون لون ثمرته برتقاليا.
بعد سنوات طويلة من الدراسات والبحوث توصل علماء في جامعة كوينز لاند الأسترالية الى ابحاث متقدمة تمكنهم من البدء في تجربته على البشر، حيث تم نقل 10 كلغم من الموز المعدل للولايات المتحدة الامريكية على سبيل التجربة، وفي حال نجاحها والتأكد من فوائد الموز المعدل وراثيا ستتم زراعته وتسويقه في أوغندا عام 2020، وبعدها يطمح العلماء في تعميم زراعته كمحصول أساسي في باقي دول شرق القارة الإفريقية.
المتحمسون لتطوير علوم التعديل الوراثي وتطبيقاته على المحاصيل الزراعية يرون فيه حلا مستقبليا للعديد من المشاكل العالمية مثل نقص التغذية وذلك عن طريق إنتاج أصناف من المحاصيل المعدلة وراثيا لتكون أكثر إنتاجا وأكثر قدرة على مقاومة الآفات التي تفتك بالمحاصيل الزراعية، بالإضافة الى تعديل بعض النباتات لزيادة قيمتها الغذائية.
وهناك الكثير من المعارضين لعمليات التعديل الوراثي للنباتات من نشطاء الحفاظ على البيئة ومن العلماء الذين يرون ان هذه الأساليب غير مجربة على نطاق واسع لمدة كافية من الزمن، ويمكن ان تؤدي الى عواقب وخيمة على الطبيعة وصحة الإنسان.
بالنسبة للموز المعدل وراثيا هناك من يحذر من وجود أدلة طبية تقول أن زيادة مادة «بيتا كاروتين» beta-carotene في جسم الإنسان عن المستوى الطبيعي قد يسبب السرطان!
ويشير البعض إلى أن تعديل محصول مثل موز الطبخ الذي يستعمل كطعام أساسي بمثابة الخبز اليومي في مناطق شاسعة في شرق افريقيا، سوف يسبب زيادة منسوب هذه المادة عند معظم السكان سواء من يعانون من نقص فيتامين (A) أو من تحتوي أجسامهم على النسب اللازمة منه، مما قد يؤدي لعواقب غير محسوبة على صحة الفئة الأخيرة.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية