القاهرة ـ «القدس العربي»: عادت رياح الثورة تهب على القاهرة من جديد، وربما يدين الثوار بالفضل للسلطة التي أمدتهم بغير قصد بالوقود اللازم لإشعال الجذوة من جديد، حينما قررت المضي قدماً في إجراءات تسليم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، وهي الخطوة التي أسفرت عن تقارب القوى الوطنية المتنافرة منذ 30 يونيو/حزيران 2013.
من شاهد رجال الأمن يحاصرون نقابتي المحامين والصحافيين، وتغلق المنطقة المحيطة بهما على مدار يومين، يتأكد بما لا يدع مجالاً للشك، أن جنين الثورة بدأ يتنفس من جديد، في البلد الذي خاض ثورتين، لكنه لم يحصل لاعلى الخبز ولا الحرية، بل ازدادت قبضة الاستبداد عن زمن المخلوع مبارك، الذي فشلت الثورة في محاكمته وأعوانه، الذين باتوا طلقاء، فيما الثوار في غياهب السجون.
وقد كشفت تداعيات الأيام الأخيرة عن مزيد من العزلة تواجه النظام ومؤسساته الأهم، متمثلة في البرلمان الذي أصبح يتعرض لهجوم كاسح من سائر القوى الوطنية باستثناء تلك المنضوية تحت حظيرة السلطة. وقد تصدرت لقاءات الرئيس عبدالفتاح السيسي في برلين، والشأن المحلي، عناوين واهتمامات الصحف المصرية الصادرة أمس الأربعاء 14 يونيو/حزيران، «الرئيس: تعاون بين القاهرة وبرلين لمواجهة أزمات الشرق»، السيسي أكد ضرورة الوقوف بحسم أمام الدول التي توفر الدعم المالي والسياسي للإرهاب، وهدم أسسه الفكرية، عبر تطوير التعليم وتصويب الخطاب الديني، لتعزيز القيم السامية للأديان. بلاغ عاجل للنائب العام وأمن الدولة العليا، ضد حمدين صباحي، المُرشح الرئاسي السابق، يتهمه بالتحريض على التظاهر والاعتصام والفوضى، بالإضافة إلى التطاول على أعلى سلطة في الدولة، وتطاوله على رئيس مجلس النواب واتهامه بخيانة الوطن وإلى التفاصيل:
النهوض مجددا
لا تخطئ العين حراكا بدأ يدب في الجسد المصري، وهو ما لفت اهتمام فهمي هويدي في «الشروق»: هل تشهد مصر ميلادا جديدا لائتلاف يونيو/حزيران؟ ــ السؤال من وحى صورة وقعت عليها قبل أيام لاجتماع بعض الناشطين والشخصيات العامة الذين التقوا في مقر حزب «الدستور» يوم الأحد الماضي 11/6 لمناقشة تطورات موضوع جزيرتي تيران وصنافير ــ إذ أثار انتباهي في الصورة أن بين الجالسين في الصف الأول من الحضور بعض الشخصيات الوطنية البارزة، التي تصدرت الدعوة لما سمي بائتلاف 30 يونيو عام 2013 الذي تشكل آنذاك لمواجهة حكم الإخوان. ولأنهم كانوا ضمن آخرين من الناشطين الحاليين، قلت إن هذا التجمع حري به أن يشكل نواة الميلاد الجديد للائتلاف الذي انفرط عقده. شجعني على ذلك أن منظمي المؤتمر وجهوا الدعوة لحزب «مصر القوية» الذي يرأسه الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح للمشاركة في الاجتماع، وفهمت أنه اعتذر عن عدم الحضور بسبب ظرف صحي طارئ ألم به، لكنه أوفد من يمثل الحزب، ووجه رسالة إلى المجتمعين تليت أثناء اللقاء. أزعم أن دائرة الإجماع الوطني في ذلك اللقاء أوسع بكثير منها في عام 2013. كما أن الظرف التاريخي اختلف تماما عنه في ذلك العام. فموضوع ائتلاف عام 2013 كان الصراع السياسي في مصر، الذي أفضى إلى انقسام في الصف الوطني، ما زلنا نعاني من آثاره حتى الآن. كما أنه كان ضد نظام ارتكب أخطاء أثارت حفيظة بعض القوى الوطنية واستفزتها. أما في الوقت الراهن فالموضوع المثار ليس صراعا بين القوى الوطنية، ولكنه صراع موضوعه الوطن ذاته بحدوده وأرضه. وهو أمر يتجاوز الخلافات الأيديولوجية والحسابات الذاتية والمرارات التاريخية التي مزقت الأواصر وأضعفت الجميع. ورغم الإنجازات العمرانية التي تحققت خلال السنوات الثلاث الماضية، إلا أن أحدا لا يستطيع أن يتجاهل تداعيات السياسات الاقتصادية التي ملأت البلد بالسخط والغضب، أو الإجراءات القمعية التي تعرض لها الناشطون واستهدفت تقييد الحريات العامة، وتقويض ركائز المجتمع المدني، إلى غير ذلك من الأخطاء التي تستحق وقفة جادة من جانب المجتمع».
إبليس أم آخر يشبهه؟
لا أدري هل تتحدث مي عزام في «البديل» عن إبليس الذي أخرج آ دم من الجنة؟ أم عن آخر يشبهه؟: «كيف يتلاعب الشيطان بعقولنا؟ من أين يأتيه العزم علينا؟ وكيف ننصاع لأوامره؟ الحقيقة أننا نسلمه قيادنا حين يعمينا السراب عن الواقع، وحين نصدق وعده بتحقيق الأمنيات.. قد يبهرك الشيطان في البداية بقدرته على تحقيق ما تتمناه، وعندما تستسلم لغوايته ينقلب عليك.. يصبح سيدك.. يملي عليك شروطه، ويأخذك إلى الهاوية، لذلك على كل عاقل أن يختار: إما طريق السلامة وإما طريق الندامة. لو اخترت طريق الشيطان وصدقت وعوده، عليك أن تعرف أنك ستخلع رداء الحق والتقوى ولباس الصدق والأمانة، وكلما حقق لك أمنية ازددت عريًا حتى تسقط آخر ورقة توت وتخسر كل شيء. لحظة تحقق الأمنيات تصبح نفسها لحظة الندم والخجل واليأس والفضيحة والنهاية. فقر مصر ليس قدرها كما حاول حكامها أن يقنعونا، فقر مصر دليل على فشل الحكام في القيادة والإدارة. التشبث بالسلطة وتأمينها يصبح غايتهم وليس التفكير في قيادة أمة إلى خلاصها بأيديها وليس بالاعتماد على المنح والمساعدات، إذ كيف تكون مصر فقيرة وكل هؤلاء يثرون على حسابها وتمتلئ خزائنهم بالمال الحرام. بيع حاضر الشعب ومستقبله يصبح وسيلتهم لجلب الأموال سريعًا والخروج من الأزمات العاجلة، ليذهبوا بنا إلى الكوارث الآجلة».
الويل لمن يفتح فمه
الجدل حول تيران وصنافير لا ينتهي، ومن بين المشاركين فيه بقوة جمال سلطان في «المصريون»: «ما يحدث من صخب وهستيريا في الحوارات المتصلة بقضية تيران وصنافير، سواء في الشارع أو في البرلمان أو الإعلام، أو في مواقع التواصل الاجتماعي، يدرك على الفور أن الأزمة في مصر وصلت إلى ما هو أعمق بكثير من قضية الجزيرتين، وربما كانت قضية الجزيرتين هما رأس جبل الجليد فقط، بعد أن نجحت سياسات الرئيس عبد الفتاح السيسي في شحن المجتمع والدولة بكل مسببات الغضب والقلق والكراهية، سواء مع ثوار يناير/كانون الثاني والمؤمنين بها، وهم بالملايين، أو مع قطاع واسع من التيار الإسلامي يشعر بالإقصاء والتهميش والظلم، أو مع القضاء ومؤسساته، أو مع الأزهر وقياداته، أو مع الحالمين بالديمقراطية والحياة الكريمة، التي تليق بمصر وحضارتها ومكانتها، أو مع آلاف الضمائر الوطنية في مجالات الاقتصاد والتنمية من خبراء من الوزن العالمي يرون بلدهم يتخبط ويضيع، وإذا اعترض أحدهم أو حتى اقترح البديل سمع ما يسوءه وربما كان مصيره مثل مصير وزير الري الأسبق، الذي اعترض على إدارة أزمة سد النهضة فخرجت له قضية من العدم وصلت به إلى السجن، وأخيرا مع ملايين المصريين ـ بمن فيهم غير المسيسين ـ الذين يحملون حساسية خاصة تجاه الأرض، ويرون أن السلطة تدوس على كرامتهم الوطنية بطريقة غير مبررة، وتحتقر مشاعرهم حتى على مستوى التعبير عن الغضب أو الاحتجاج. قضية تيران وصنافير هي «الضربة» التي لم يعد ظهر الوطن يتحملها في ما يبدو، بعد تراكم الضربات السياسية والاقتصادية التي أرهقت الوطن والمواطن، وجعلت الغضب يصل إلى الأنوف والروح تصل إلى الحلقوم، وأصبحت تتوقع أي مفاجأة وأي جديد يحدث في البلد، ولا يوجد أحد في مصر اليوم لا يشعر بالقلق وغياب اليقين بالمستقبل».
عبثية القانون
الكاتبة آلاء الكسباني في «مصر العربية» حرصت على وصف شعورها حين رأت أعلام المملكة العربية السعودية تُرفع في البرلمان المصري، احتجاجاً من النواب على مصرية جزيرتي تيران وصنافير: «مشهد دفعني إلى الشعور برغبة عارمة في تمزيق كتب العلاقات الدولية لجوزيف فرانكل وإسماعيل صبرى مقلد ومورجانثو القابعة في مكتبتي، التي لا تخلو صفحة واحدة منها من مفهوم المصلحة الوطنية للدولة، والتي تحتم على مؤسساتها ومواطنيها العمل في تناغم من أجل تحقيقها دولياً، في ظل سعى غيرها من الدول سعياً حثيثاً لتحقيق مصالحها على حسابها. لا، لا أكتب لكم هذا المقال لكي نتناقش في مدى مصرية الجزر من سعوديتها، ففي كل الأحوال ثمة وثائق للموقفين، سيميل الناس لتصديق أيهما بما يتناسب مع قناعته الداخلية الموجودة من الأساس، فالمستندات والوثائق لا تخلق الانتماءات، وإنما تبلورها، ترفعها إلى السطح، لتظهر في شكل قناعة قائمة على حُجة، بينما هي من الأساس راسخة في النفس، تنتظر ما يدغدغها لتعلن عن نفسها، ولذلك فإن من يعتقد بأحقية السعودية في الجزر لا ينتظر وثائق مالك عدلي أو خالد علي أو مكتبة الكونغرس الأمريكي، أو حتى مخطوطات ابن رشد، لأنه سيعتبرها بالضرورة وثائق مزيفة. ومن يعتقد في أحقية بلده مصر بالجزر، لن ينتظر وثيقة تخبره بهذا، إنما هو يشعر في قرارة نفسه بهذا فحسب، فهل يحتاج الانسان إلى إبراز صكوك ملكيته لبيته مراراً وتكراراً ليبرهن لنفسه أن هذا بيته؟».
أحموا الحدود وكفى
الدور الذي يلعبه الجيش في الحياة العامة مصدر اهتمام الكثيربن منهم أمين إسكندر في «مصر العربية»: «جميعنا يرصد التوسع الرهيب لشركات القوات المسلحة، سواء في بناء المساكن أو الطرق أو المصانع، أو طباعة امتحانات التعليم الثانوي أو طباعة تذاكر المترو، أو بث القنوات الفضائية، أو الإشراف على الطرق أو المزارع السمكية وزراعة الفواكه ومزارع الدواجن والفنادق، كثيرة هي المشروعات حتى جعلوا بعض المواطنين يتحدث عن الإمبراطورية الاقتصادية للجيش المصري. والسؤال الأهم الآن: ما هي تداعيات هذا التوسع في الأنشطة المدنية، على الجيش أولًا وعلى المجتمع ثانيًا، وعلى حياد السلطة وتداولها، وعلى المناخ الديمقراطي، والأهم على احترافية الجيش المصري والاطمئنان على مستواه المهني والقتالي، مهما قيل من انضباط سلوك، فمن المؤكد أن هذا التدخل الواسع في الحياة المدنية يفتح الشهية لزيادة الثروة والتمسك بالسلطة، ويضر ضررًا بليغاَ بمدنية المجتمع ونخبه، حيث تنتشر العسكرة والبولسة في ربوع مصرنا الحبيبة. وأخيرًا يا سيادة الرئيس نريد جيشنا في مواقع حدودنا حارسًا على أمن الوطن ولا نريده بياعًا للبيض والسمك والفراخ والخيار. فهؤلاء هم الحارسون على حدودنا والحارسون على حلمنا في رقي مصر وتقدمها. رحم الله السيد أمين هويدى وزير الحربية ورئيس جهاز المخابرات المصري بعد 1967 عندما كتب ونادى بإبعاد الجيش عن التدخل في الأعمال والبزنس لأن ذلك يضر الجيش ويضر المجتمع».
وشهد شاهد من أهله
قال النائب عبدالرحيم علي أبرز داعمي السيسي إن تيران وصنافير مصريتان، مضيفا وفقاً لـ»المصري اليوم»: «إن قلبي وعقلي يصرخان بذلك وبصوت عالٍ، مهما خسرت من جراء ترديد هذه الجملة فلن تكون بقدر خسارة كرامتي واحترامي لنفسي، عندما أنظر إلى وجهي في المرآة، أو إلى بناتي وأحفادي، وأنا أغني لهم أغاني الوطن، وأحكي لهم تاريخ بلادي في المنزل. وأضاف: لا أخون الرئيس عبدالفتاح السيسي ولا أجرؤ على تخوين جيش بلدي، الذي أناصرة وأسانده وأدافع عن رجاله طوال الوقت، ولا أذهب مذهب البعض في تخوين من خالفني الرأي بفهم لأوراق بحوزته. لكني في النهاية لا أري حقا للبرلمان في مناقشة قضية قال فيها القضاء كلمته النهائية. وقال النائب: «لذلك لن أحضر جلسة التصويت النهائي على القضية في اللجنة العامة، لأني أعترض على مبدأ مناقشة البرلمان بالأساس لقضية قال القضاء المصري كلمته النهائية فيها».
ليسوا خونة
وممن يشعر بالأسى بسبب رياح التشكيك في الوطنية التي تعصف بالجميع، أحمد هواري في «الأهرام»: «المخونون والمسلطون لأسلحة التفريط الثقيلة لم يرحموا أحدا.. لا رئيساً ولا جيشاً ولا وزاراتٍ ولا مؤسساتٍ ولا أفرادا، قوائم لا آخر لها تقسمنا بين وطني وخائن ومفرط ومهادن وعميل.. يزداد طولها باطراد.. ويتفاقم بها الاستقطاب، وتنشق بها الصفوف، وتتسع بها الفرقة، ويصيد في مائها العكر الساسة بأطماعهم للسلطة، ومقاولو المعارك الانتخابية بأسلحتهم القذرة، والنخب الطامحة في مواقف للتاريخ، والمعارضون الساعون وراء شعبية، وأقطاب مواقع التواصل الباحثون عن جمهور المتفاعلين، والرافضون لكل شيء، وأي شيء من أنصار التأسلم السياسي.. ممن أدركوا فجأة قيمة حدود الوطن وغلاوة أراضيه. وخلف كل أولئك جمهور منا، من الشباب الصادق دوما المخلص دائما المتحمس أبدا.. لم نزل، للأسف، وقودا لمعارك الكبار، لا تيران ها هنا ولا صنافير، والظاهر أن حملات انتخابات الرئاسة المقررة العام المقبل بدأت مبكرا في تسجيل النقاط وحشد الأصوات. تيران وصنافير اليوم.. غدا ارتفاع الأسعار.. بعده تراجع الحريات.. ضربات متوالية ستبلغ الفترة المقبلة سرعة قصوى، وكثافة غير مسبوقة والحق أن حب الوطن إن كدرته الكراهية صار تعصبا لا مكان فيه لعقل أو لحكمة، بينما الأولى للحفاظ على تراب الوطن إخماد الفتن لا تأجيجها بالتخوين، ووأد فرقة قد يفاقمها المستقبل من مهدها، ولنا في بلدان حولنا عبرة حاضرة، استُبيحت أرضها وانتُهكت أعراضها، حتى صار الوطن لأبنائها إما منفى أو ملجأ أو تحت أنقاض أو في أعماق بحر، لا بشيء إلا بسقوط مؤسسة كتلك التي نرميها، قصدا أو دون قصد، بتهمة التفريط، وما أخطرها من تهمة .والواقع أن من يجرؤ على وضع جيش مصر على هذا المحك هو الخائن لنفسه وللحقيقة.. فلا أخلص ممن وهب حياته وماضيه وحاضره ومستقبله في سبيل الأرض والعرض، تلك تقاليد مؤسسة عسكرية عتيدة، تقوم على مبادئ راسخة».
التفريط في الأرض خيانة
الكاتب محمد سيف الدولة في «الشعب» يستعين ببعض مواد الدستور لإثبات خطورة التنازل عن تيران وصنافير: «تنص المادة 77 من قانون العقوبات على أنه يعاقب بالإعدام كل من ارتكب عمدا، فعلا يؤدي إلى المساس باستقلال البلاد أو وحدتها أو سلامة أراضيها. وتنص المادة 77 (هـ) على أنه يعاقب بالسجن المؤبد كل شخص كلف بالمفاوضة مع حكومة أجنبية في شأن من شؤون الدولة، فتعمد إجراءها ضد مصلحتها. وهنا تجدر الإشارة إلى أن نص المادة 77 هـ ، تناول مصلحة البلاد، بصرف النظر عن طبيعة القضية المثارة، وبصرف النظر، عن قضية مثل الجزر المثارة حاليا، عن هويتها والسيادة عليها، مصرية كانت أو سعودية. فالضرر بمصالح البلاد هو الشرط الوحيد الذي اشترطه المشرع، لاعتبار الجريمة متحققة. وبتطبيق ذلك على حالتنا سنجد أن في التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، إضرارا بالغا بالمصالح العليا للبلاد وبأمنها القومي، إذ إنها تؤدي إلى تجريد مصر من سلاح فعال ومهم وخطير، في مواجهة إسرائيل في ما لو تجددت الحرب بيننا، إذ تجردها من قدرتها على إغلاق الملاحة في وجه السفن الإسرائيلية، وتجعل منه قرارا سعوديا، بل تجردها منه، في غير حالة الحرب، كسلاح ردع محتمل، تحسب له إسرائيل ألف حساب، قبل أن تقدم على أي مغامرات عدوانية جديدة. وهو ما يمثل ثغرة إضافية في جدار الأمن القومي في مواجهة هذا الكيان الصهيوني العدواني غير المؤتمن، تضاف إلى الثغرات، بل الفجوات الأخرى التي وردت في معاهدة السلام، وقيدت وجردت غالبية أرض سيناء من السلاح والقوات، إلا بموافقة إسرائيل، وأخضعتها لمراقبة قوات إجنبية تحت إدارة أمريكية لا تخضع للأمم المتحدة».
لماذا تراجع المرشح الرئاسي؟
شنَّ المرشح الرئاسي الأسبق أحمد شفيق هجومًا حادًا على رئيس مجلس النواب الدكتور علي عبد العال، تعقيبًا على كلمة للأخير في المجلس قال فيها إن الأحكام القضائية التي صدرت بحق جزيرتي «تيران وصنافير» هي والعدم سواء، وهو ما رد عليه المرشح الرئاسي الخاسر في انتخابات 2012، بـإحنا هنضحّك الناس علينا، يجب التصرف بعلم مش بالفتونة. وطالب شفيق بحسب «الوطن» بإحالة ملف الاتفاقية إلى المحكمة الدستورية العليا، أو طرحه للاستفتاء الشعبي، مؤكدًا أن الجزيرتين تخضعان للسيادة المصرية، لكن بالعودة إلى العام الماضي وتحديدًا في 13 أبريل/نيسان، أصدر الفريق شفيق بيانًا أكد فيه تبعية الجزيرتين للسعودية.
وقال شفيق في بيانه وقتذاك، إن جميع الوثائق والمستندات، تثبت أن جزيرتي «تيران وصنافير» مملوكتان للسعودية. وأضاف أنَّه بمراجعة العديد من الوثائق التاريخية المتعلقة بالجزيرتين، وجد أن هناك وثيقة في عام 1950 وهي خطاب من ملك السعودية إلى ملك مصر، آنذاك يطلب منه وضع الجزيرتين تحت الحماية المصرية، على إثر حالة عدم الاستقرار بعد حرب 1948 وأن هناك وثيقتين أخريين خلال عامي 1988 و1989 في صورة خطابين من وزير الخارجية السعودي الراحل، الأمير سعود الفيصل إلى الدكتور عصمت عبدالمجيد وزير الخارجية المصري، يطلب منه تسليم الجزيرتين السعوديتين لانتهاء الغرض من وضعهما تحت الحماية المصرية، وخطاب صادر عام 1990 من رئيس الوزراء الدكتور عاطف صدقي، إلى الدكتور عصمت عبدالمجيد يطلب منه إجراء دراسة لتوثيق ملكية الجزيرتين. وأضاف من كل ما سبق يثبت أن الجزيرتين تيران وصنافير تقعان داخل حدود المملكة العربية السعودية».
الفتنة على الأبواب
المخاوف من اندلاع حريق طائفي بات وشيكاً، أصبح يمثل هاجسا للكثيرين من بينهم عماد الدين حسين رئيس تحرير «الشروق» الذي زار قرية كفر حنا التي قتل عدد من أهلها على يد أنصار «داعش» مؤخراً في واقعة اتوبيس المنيا. وقد التقى عدداً من الأهالي هناك: «ونحن في أحد المنازل جاء القسيس وبعض أقارب القتيل. ظللنا أكثر من ساعة، والنتيجة التي خرجت بها هي أن هناك خطرا كبيرا يتهدد الوحدة الوطنية فعلا وليس قولا، ما لم نتحرك جميعا في هذا البيت، فإن الوالد إبراهيم ــ «يعمل ترزي جلابية بلدي» ــ الذي فقد ابنه، يمثل الجيل المسيحي التقليدي الذي يتحدث عن الأخوة والصداقة مع المسلمين، ويعرف الحدود والمواءمات التقليدية الراسخة منذ سنوات، ولديه علاقات وصداقات مع انداده المسلمين. لكن ابنه الأصغر وعمره 14 سنة، لا يعرف كل هذا، هو لديه اعتقاد راسخ بأن كثيرا من قوى الدولة تتعامل مع المسيحيين باعتبارهم درجة ثانية. حاولت أن أناقشه بالمنطق والعقل فصرخ في وجهى، بأننى أحاول أن أجمل صورة الدولة.. في رأي هذا الشاب وجزء كبير من المسيحيين بأن أجهزة الدولة من شرطة وإسعاف وأجهزة محلية، قصرت وتقصر دائما حينما يتعلق الأمر بالمسيحيين. قلت له وللحاضرين أن هذه الأجهزة تقصر في مرات كثيرة مع الجميع، وسيارة المطافئ أو الإسعاف أو الشرطة، حينما تتأخر فإنها لا تفرق بين مسلم ومسيحئ، والأمر يتعلق بضرورة تطويرها ورفع كفاءتها شبه المنهارة، ولا صلة له بالمرة بالطائفية. ربما يكون هناك مسؤول متعصب هنا أو هناك، لكن الأمر ليس ظاهرة عامة. هذا الشاب الصغير متحمس جدا ومندفع تماما، وهو ليس مجرد حالة فردية، بل حالة عامة. وأرجو من المجتمع بأكمله أن يراجع ويدرس ويحلل تصرف هؤلاء الشباب».
يكرهونها لأنها تقف مع المظلوم
«لا يستطيع أي كاتب يحترم عقله، كما يشير محمد يوسف عدس في «الشعب» أن يقف مكتوف اليدين صامتا أمام انتهاك سافر لقيم المجتمع المسلم، الذي تبدّى صاخبًا في حملات الهجوم الإعلامي السفيه على دولة من الدول العربية الشقيقة هي دولة قطر، خصوصا عندما يستهدف الهجوم تجريح شخصية الأمير نفسه وزوجته الفاضلة الشيخة موزة المسند. هجوم غوغائي استخدمت فيه لغة منحطة وعبارات ساقطة، ولست أدري على وجه الدقة، أي ذنب جنته قطر لتستحق هذا الهجوم، سوى أنها من خلال نشاطها وما تحاول إنجازه من مصالحات بين الأطراف العربية المتصارعة في السودان ولبنان، وبين الفصائل الفلسطينية المتنافرة، قد خطفت أضواء الريادة والمبادرة في قضايا حيوية إلى جانب أنشطة فكرية وثقافية وإعلامية؟ كانت مصر تظن أنها حكر عليها وملك أبدي لها.. ولست أدري من أين جاء هذا الاعتقاد، ومصر لم تعد مؤهلة لهذه المسؤولية، ولا لهذه الأمانة التي ضيعتها منذ وقت طويل.. ضيعتها بتراجعاتها وعجزها وانحرافاتها ونكوصها عن مناصرة القضايا العربية والإسلامية، وأصبح نظامها السياسي يقف عاريا سافرا مع أعداء هذه الأمة، وهو يعلم أنهم ينفذون مخططات تستهدف تركيع شعوب مسلمة، واستلاب قواها النضالية، ونهب ثرواتها وابتلاع أراضيها. موقف النظام من المقاومة الفلسطينية، وهي قضية العرب المحورية، موقف معروف ومكشوف لا يشرّف أحدًا، ولا يمكن أن يكون موقفا يحتذيه الآخرون أو يساندونه.. لقد ضيّع النظام ما تبقى له من رصيد عربي في إصراره العنيد على محاصرة غزة، فشارك بذلك في منع وصول الطعام إلى الجوعى، ذلك الطعام الذي أرسله إليهم إخوانهم من أبناء الشعوب العربية، ومنها قطر. منعت مصردخول الطعام وأغلقت معبر رفح أمام قوافله.. أطنان من الأغذية كان يمكن أن تسد رمق الجائعين وقت الشدة، ولكنها كُدّست في مخازن في العريش حتى فسدت، ثم أُخْرِجت أطنانا ليتم حرقها ودفنها مع النفايات.. حرقتها مصر وحرقت معها مصداقيتها أمام العالم .. عندما زعمت كاذبة بأن معبر رفح مفتوح على مصراعيه أمام جميع المساعدات».
في حب قطر
ومن معارك أمس الأربعاء الشرسة تلك التي شنتها سحر جعارة في «الوطن» ضد عمرو خالد بسبب دعمه لقطر: «صورة شديدة الوضوح، وأكثر بلاغة ودقة من كل ما نكتب، انتشرت للداعية عمرو خالد، الخشوع، والأدب المفتعل، والتمثيل الفج الذي يقدم به خالد برامجه، وهو يكاد يبكي من فرط التأثر، الملامح الملساء التي تسقط عنها كل التعبيرات، لكن المهم أنه يجيد الركوع في أي مكان، وكلما اقتضت المصلحة. الصورة انتشرت لفضح صلة خالد بالإخوان، عقب نشره لتغريدات على موقعي «تويتر، وفيسبوك»، يُفهم منها أنه يؤيد قطر في مواجهة المقاطعة العربية، حيث كتب – (حصار الشعب حمى النبي، وجعل أبوطالب يفرض سيطرته عليه، لتأمينه من تسلل قريش وقتل النبي).. وتلا ذلك بوستات تعدد فوائد الحصار على المسلمين، وهو ما اعتبره البعض تأسياً بشيخه القرضاوي، الذي شبّه تميم بن حمد، وأنصاره برسول الله صلى الله عليه وسلم، بينما شبّه الدول، التي قاطعت قطر بكفار قريش. دقت طبول الحرب الإلكترونية على نجم المجتمعات المخملية، وانتشرت فيديوهات لم يتوقعها خالد، بعدما استرد عرش نجوميته، الفيديو الأول في عهد الإخوان يرد فيه على سؤال محدد: هل أنت إخوان.. قائلاً (طبعاً مفيش طالب متدين دخل الجامعة في الثمانينيات ولم يرتبط بالإخوان المسلمين، كنت عضواً في الإخوان المسلمين).. ربما يراها قضاء وقدراً.روبعد سقوط حكم المرشد، وقيام ثورة 30 يونيو/حزيران، بدّل خالد قناعه، وارتدى قناع الضحية (وهو دور يجيده في كل الأزمنة)، وقال: هذا الكلام عيب وسخيف وإقصائي بحيلة سخيفة، ولعبة قديمة، وهذا الكلام غير صحيح على الإطلاق. المأساة أن عمرو خالد لا يدرك أن ألاعبيه هي التي باتت قديمة، وأنه مكشوف للجميع، فاقد لأي مصداقية».
رمضان يذكرنا بالنصر
من تجليات شهر الصوم ما أشارت له وفاء عبد السلام في «اليوم السابع»: «إن الانتصارات التي حققها المسلمون على أعدائهم في هذا الشهر الكريم، من بدر إلى فتح مكة إلى عين جالوت إلى حرب العاشر من رمضان، وغيرها من الملاحم الإيمانية التي كتب الله فيها النصر المؤزر لعباده المؤمنين، نتيجة للأجواء الروحانية التي يصنعها رمضان بفيوضاته ورحماته وجوائزه ومآثره، التي يغدقها المولى عز وجل فيه على عباده المؤمنين الصائمين، مما يهيئ لهم أسباب النصر لينتصروا، فإنها محصلة كذلك لكم الانتصارات التي يحدثها وينجزها العبد المؤمن على مستواه الفردي والجماعي في شهر الصيام، كما قال سبحانه: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ» ومدى نجاحه في مجاهدته وجديته وإيجابيته للوصول إلى ذلك. ويبدو أن الانتصارات بشتى أنواعها واختلاف مجالاتها في شهر رمضان، مرتبطة ارتباطا وثيقا ببعضها بعضا، فكلما ارتفع مؤشر هذه ارتفع منسوب تلك واقترب موعدها وتوفرت أسبابها، وكلما حدث فشل وتقصير في هذه، أصبحت الأخرى بعيدة المنال وهكذا، وقد قيل: من لم ينتصر في حي على الفلاح، لا ينتصر في حي على الكفاح . لذلك فإن مدرسة الصيام محطة مهمة ليجعل العبد المؤمن لنفسه فيها برنامجا عمليا لتحقيق الانتصارات بمفهومها الشامل. إن الانتصار الذي نريده قبل كل انتصار ولرمضان أثر كبير في ترسيخه وتحقيقه، هو تحرير إرادة الإنسان وانتصاره على نفسه، شهوات نفسه، وشيطانه، اللسان وآفاته… إلخ، والمسلم لا يستجيب لوسوسة الشيطان، فلا يتبع خطواته: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء» الانتصار الحقيقي وفقهه العميق الذي نعنيه أيضًا هو أن تتحرر المجتمعات من السلبية».
مبارك هل عادى أمريكا؟
الحوار الذي أجرته «المصري اليوم» مع فريد الديب، ونشرته على ثلاث حلقات، يجب ألا يمر هكذا دون وقفة جادة على الصعيدين السياسي والشعبي، ذلك أننا من خلال الحوارالذي اهتم به عبد الناصر سلامة في «المصري اليوم» سوف نجد أنفسنا أمام أمر على قدر كبير من الخطورة، الرجل بحُكم دفاعه عن الرئيس مبارك على مدى السنوات الماضية، وفي كل القضايا دون استثناء، كان الأقرب إليه على كل المستويات، حتى على المستوى النفسي، ذلك أنه كان الوحيد المسموح له بالتردد عليه، سواء في السجن في ليمان طرة، أو في مستشفى القوات المسلحة في المعادي، بالتالى كان المؤتمن الأول والأخير على كل الأسرار منذ أن قام بنفسه بتسليمه للتحقيق في شرم الشيخ، ثم تسليمه إلى أسرته مفرجاً عنه بعد قضاء نحو 6 سنوات رهن التحقيق والحبس. الديب كشف من خلال مبارك أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تقف خلف أحداث 25 يناير/كانون الثاني، لأسباب تتعلق بالوقوف ضد تنفيذ أجندتها في المنطقة، أيضاً كشف ولو بطريق غير مباشر أن هناك خيانة حصلت لمبارك من جهة ما لم يسمها، أيضاً نقل عن مبارك أنه لم يخن ولم يفرط أبداً في أرض أو عِرض، معترفاً بأن هناك أخطاء في الإدارة لم تكن مقصودة على حد قوله، أيضاً كشف عن أن المملكة العربية السعودية، من خلال وزير خارجيتها الراحل سعود الفيصل طلبت الإفراج عن مبارك».
حسام عبد البصير
الكل يعرف بان الارض قدمتها السعودية لمساعدة مصر ابان الحروب الاسرائلية…..والكل يعرف ان مصر والسعودية كليهما ارض عربية واسلاميه…..لكن لا احد يعرف بانها فرص للاستثمار … نظام السيسي لن يترك فرصة استثمارية الا ويستغلها له ولحواشية